|
موسيقى من السماء - قصة للأطفال
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 08:18
المحور:
الادب والفن
كان والدُ هديل ووالدتُها يحبان كل أنواع الطيور ، من حمام ويمام وعصافير . ووصل الحبُ للطيور إلى درجة أنْ اختارت الأمُ واختار الأبُ لطفلتهما الأولى اسم هديل . صنع الأبُ وشاركته الأمُ فى بناء بيت صغير للحمام فى بلكونة الشقة . فى عصر كل يوم ، كانتْ هديلُ تقف بين أمها وأبيها ، وهما يُخرجان الحمام من بيته ليطير فى السماء . وقبل أنْ تختفى الشمس ، كان الحمام يدخل بيته . وكانت هديل تحب النظر إلى أجنحة الحمام وهى ترفرف فى الهواء . سألت هديلُ والدتها (( لماذا لايكون لى أجنحة مثل الحمام ؟ )) . ضحكتْ الأمُ وقالت لها (( الأجنحة للحمام تساعدها على الطيران . وأنتِ لك ساقان للمشى )) . ***** كانتْ هديلُ فى السادسة من عمرها . وعندما عادتْ من المدرسة قالت لوالدها (( زملائى فى الفصل سألونى عن معنى اسم هديل . قل لى يا بابا ما معنى اسمى ؟ )) . قال لها والدها (( الهديلُ هو الصوت الذى يخرج من منقار الحمام . والصوصوة هى صوت العصافير . والمواءُ صوت القطط . والنباحُ صوت الكلاب . والصهيلُ صوت الخيول )) . فرحتْ هديلُ لأنها ستحكى لأصدقائها عن معنى اسمها . وأحبّتْ هديلُ صوت الحمام . كما أحبّت النظر إلى الأجنحة . ***** وعندما كانتْ هديلُ فى العاشرة من عمرها ، تمنّت أنْ يكون لها جناحان بدلا من الساقين . وعندما نجحت هديل فى شهادة الإعدادية قالتْ لوالديها (( نفسى أطير مثل الحمام )) . وكانت هديل تحب العلوم والرياضيات . وعندما نجحت فى الثانوية العامة ، قالت لوالديهـــــــــا (( نفسى أقود طائرة )) . كانت هديل تتمنى أنْ تدخل كلية الطب . ولكنها اختارت كلية الطيران . بعد انتهاء سنوات الدراسة والتدريب على قيادة الطائرات ، تخرّجتْ هديلُ بتفوق . أقامت الكلية حفلا من أجل ( الكابتن طيار ) هديل ، التى ستقود الطائرة بدون مساعدة المدرب . وقف الأبُ والأمُ يُشاهدان ابنتهما ، وهى تصعد سلم الطائرة . بعد قليل ارتفعتْ الطائرة . حلّقتْ هديل بالطائرة بعيدًا فى الفضاء . وقامتْ بعدة دورات قبل أنْ تهبط على الأرض . عندما نزلتْ هديلُ من سلم الطائرة ، كان قائد الكلية والضباط يُصفّقون لها . جرتْ هديل نحو والديها . دخلتْ فى حضن أمها وحضن أبيها . وكانت هديلُ تبتسم وهى تُقبّل والديها . نادى قائد الكلية على هديل . أجلسها بجواره . طلب منها أنْ تقول كلمة للطالبات والطلبة . ابتسمتْ هديلُ ونظرتْ إلى والديها وقالت (( وأنا أقود الطائرة ، وكلّما ارتفعتْ بى عن الأرض ، كنت أسمع هديل الحمام ، كأنه موسيقى آتيةٌ من السماء )) . *****
الصديقان عادل طفلٌ جميل عمره عشر سنوات . وكان يحب أن ينام وبجواره كلبه الصغير . وفى أيام الإجازة من المدرسة ، كان عادل وكلبه يلعبان معًا . وكان عادل يحب ممارسة الألعاب الرياضية . يقف أمام الشباك المفتوح ، ويؤدى بعض التمارين . وكلبه يقف على قدميه الخلفيتين . وقدماه الأماميتان مرفوعتان إلى أعلى . وعيناه مصوّبتان على وجه عادل . وبعد أداء التمارين يغسل عادل يديه ووجهه . ثم يتناول طعام الإفطار هو وكلبه . فى أيام الإجازة المدرسية ، يحب عادل أن يتمشى على كورنيش النيل ومعه كلبه . بعد النزهة على الكورنيش يذهب عادل إلى النادى الرياضى . يحب عادل أن يلعب الكرة مع كلبه. الكلب يمسك الكرة بقدميه الأماميتين ، ويسير منتصبًا على قدميه الخلفيتين ، فى اتجاه سلة الباسكت . وعادل يراقبه . يحب عادل أن يداعب كلبه . فيشد أذنه إذا أخطأ ، مثلما يفعل الأستاذ الذى يحب تلميذه . يمسك الكلب الكرة . يجرى بها ويضعها فى سلة الباسكت . يفرح عادل ويُقبّل كلبه . بعد اللعب بالكرة ، يمسك عادل بطوق من الخيرزان . والكلب يقفز منه . بعد ذلك يشترك كلب عادل مع مجموعة من الكلاب فى لعبة كرة السلة الجماعية . والأطفال يشاهدون الكلاب وهى تلعب الكرة وهم يضحكون وسعداء . يبتسم عادل فى سعادة . وبعد انتهاء المباراة يحمل كلبه بين ذراعيه ، والأطفال يُسلّمون على الكلب لأنه فاز فى المباراة . فى البيت يدخل عادل الحمّام . يقف تحت الدُش . يمسك ليفة وصابونة ويدعك ظهر الكلب . ثم يجفف جسمه . وبعد ذلك يستحم عادل . وبعد الحمّام يتناولان طعام الغداء . تعوّد عادل أن يقرأ القصص قبل أن ينام . وكان الكلب يجلس بجواره ويشاهد صاحبه وهو يقرأ . وعند موعد النوم ، يذهب عادل إلى سريره وينام والكلب بجواره . يحرص عادل على صحة كلبه ، فيضع عليه الغطاء حتى لايبرد . ينامان فى سعادة ولا يبدو إلاّ وجه كل منهما من تحت الغطاء .
عادل مطلوب للشهادة
انتشر التلاميذ فى فناء المدرسة . بعضهم يلعبون بالكرة . وبعضهم جلسوا يسمعون زميلا ، يحكى لهم قصة قرأها . وفى مكان آخر كان حسام وعصام يتكلّمان عن ثورة سنة 1919 . اختلف حسام وعصام حول مَنْ هو زعيم الثورة . قال حسام : إنه سعد زغلول . وقال عصام : إنه أحمد عرابى . لم يقتنع حسام برأى عصام . ولم يقتنع عصام برأى حسام . وفجأة أمسك عصام بذراع حسام . لوى ذراعه ثم أوقعه على الأرض . تدخّل عادل ورمزى للفصل بين الصديقين . ومنعا استمرار المشاجرة بينهما . ذهب حسام إلى مدير المدرسة . حكى له ما فعله عصام . وقال له إن عادل ورمزى شاهدان على ما حدث . جمع مدير المدرسة التلاميذ فى صفوف . ثم نادى على التلميذ عادل . سأله مدير المدرسة : هل شاهدت ما حدث بين حسام وعصام ؟ لم يرد عادل . وقف صامتًا . احتار ماذا يقول . سأله مدير المدرسة : لماذا لا تتكلم ؟ لم يعرف عادل ماذا يقول . سمع دقات قلبه القوية . قال بخوف : أنا كنت بعيدًا عنهما . لقد شاهدتهما من بعيد . ولا أعرف ماذا حدث بالضبط . نادى مدير المدرسة على التلميذ رمزى . قال رمزى : إن عصام هو الذى أوقع حسام على الأرض . وعصام هو الغلطان . نادى مدير المدرسة على حسام وعصام . طلب من عصام أن يُقبّل رأس حسام . قبّل عصام رأس حسام . طلب مدير المدرسة من حسام وعصام أن يُصافح كل منهما الآخر . ثم قال للتلاميذ : (( يا أولادى . لا تجعلوا اختلاف الرأى بينكم يتحول إلى خصومة )) ثم سألهم : ((مَنْ هو زعيم ثورة سنة 1919 ؟ )) فقال التلاميذ (( إنه سعد زغلول )) . نظر مدير المدرسة إلى عصام وسأله (( ما رأيك الآن يا عصام ؟ )) . احمرّ وجه عصام من الخجل . ولم يعرف بماذا يرد . قال له مدير المدرسة (( أنت يا عصام أجبت الإجابة الخطأ . والخطأ الأكبر أنك أوقعت صديقك على الأرض . فبماذا تشعر الآن ؟ )) . احمّر وجه عصام أكثر . قال وهو يبكى (( أعترف أننى غلطان . وأنا مستعد يا أستــــــــــــــاذ لأى عقاب )) . ابتسم مدير المدرسة بحنان مثل حنان الأب . وقال لعصام (( أنت أوقعت العقاب على نفسك )) . لم يفهم عصام ماذا يقصد مدير المدرسة ، فسأله (( أنا يا أستاذ أوقعت العقاب على نفسى ؟ )) . قال له مدير المدرسة (( نعم يا ابنى . احمرار وجهك ، وبكاؤك ، هما العقاب الذى أوقعته على نفسك )) . سأله عصام (( إحمرار وجهى وبكائى هما العقاب ؟ )) . قال مدير المدرسة (( نعم يا ابنى . كما أننى سعيد بك )) . سأله عصام (( أنت يا أستاذ سعيد بى ، مع أننى غلطان فى حق صديقى حسام ؟ )) . قال له مدير المدرسة (( نعم يا ابنى . لأن اعترافك بالخطأ ، هو بداية الطريق الصحيح . وأنا واثق أنك فى المستقبل لن تحوّل أى اختلاف فى الرأى إلى خصومة )) ثم نظر الى عادل وقال لــــه (( وأنت يا عادل يا ابنى . يجب أن تعلم أن سكوتك عن الشهادة خطأ أيضًا . وعليك فى المستقبل أن تقول شهادتك ولا تحبسها فى صدرك )) . ***** فرح عصام وحسام ورمزى وكل التلاميذ بحديث مدير المدرسة . تلميذ واحد كان يشعر بالخجل والحزن . وكان وجهه أكثر احمرارًا من وجه عصام . كان هذا التلميذ هو عادل . وعندما ذهب عادل إلى البيت ، دخل غرفته وأغلق عليه الباب . دخل والده وراءه ورآه وهو يبكى . أخذه والده فى حضنه . ثم طلب منه أن يحكى له سبب بكائه . حكى عادل لوالده ما حدث فى المدرسة . وأنه يشعر بالخطأ لأنه لم يشهد بما رآه . وأن صديقه رمزى أفضل منه . سأله والده (( ولماذا رفضت أن تشهد بما حدث يا عادل ؟ )) . قال عادل (( لأن حسام وعصام صديقان لى . وخفتُ أن أخسر صداقتهما )) . سأله والده (( ولماذا تبكى إذًا ؟ )) . قال عادل (( لأن رمزى – وهو صديق لحسام وعصام أيضًا – كان أشجع منى . وشهد بمـــــــا حدث . وأنا أستحق العقاب . لأننى لم أشهد مثله )) . قال له والده وهو يبتسم (( أنت مثل عصام ، أوقعت العقاب على نفسك )) . سأل عادل والده (( أنا أوقعت العقاب على نفسى ؟ )) . قال والده (( نعم يا عادل . أنت الآن تطلب العقوبة . وطلب العقوبة دليل على اعترافك بالخطأ . واعترافك بالخطأ دليل على أنك فى الطريق الصحيح . وأنك فى المستقبل لن تفعل ما فعلته اليوم )) . قال عادل (( نعم يا أبى . أنا فى المستقبل سوف أشهد بأى شىء يحدث أمامى )) . فقال له والده (( لا يا عادل يا حبيبى . الشهادة تكون فى الحق فقط . كما أننى سعيد بك )) سأله عادل (( سعيد بى رغم أننى غلطان ولم أشهد شهادة الحق ؟ )) . ابتسم أبوه وأخذه فى حضنه وقال له (( أنا سعيد بك لأنك اعترفت بالخطأ . وسعيد بك لأنك كنت تحاول حماية الصداقة التى جمعت بينك وبين حسام وعصام . يعنى يا ابنى أنت كنت تقصد الخير ولا تقصد الشر )) .
عادل لا يقول الحقيقة جمعت الصداقةُ بين سمير وعاطف وعادل . كانت أعمارهم متقاربة . وكانوا يسكنون فى بيت واحد . ودخلوا نفس المدرسة . وانتقلوا من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الإعدادية . وكانوا يذاكرون دروسهمم معًا. وفى أيام الإجازات ، كان الثلاثة يذهبون إلى النادى . يلعبون ويقضون وقتًا سعيدًا . وكان الحب صديقهم الرابع . هذا الحب بين الأصدقاء الثلاثة ، تعرّض لمشكلة . وكان السبب خصومة بين سمير وعاطف . والخصومة كانت لسبب بسيط . اعتقد سمير أن عاطف يحب عادل أكثر منه . فقال له عاطف (( أنا أحبك يا سمير مثل حبى لعادل )) ولكن سمير لم يُصدّقه . وكما أخطأ سمير فى ظنونه ، أخطأ عاطف عندما ابتعد عن سمير . عادل شعر بالحزن لفراق الصديقين سمير وعاطف . وتمنى أن تنتهى الخصومة بينهما . ذهب عادل إلى سمير وقال له (( إن عاطف يُحبّك )) وطلب منه أن يذهب معه إلى عاطف للصلح . رفض سمير أن يُقابل عاطف . فذهب عادل إلى عاطف وقال له (( نحن أصدقاء منذ الطفولة . ويجب إنهاء الخصومة بينك وبين سمير)) وطلب منه أن يذهب إلى سمير للصلح . ولكن عاطف رفض أن يُقابل سمير . عادل الذى كان يحاول الصلح بين الصديقين ، تعرّض لمشكلة : سمير يتّهمه بحب عاطف أكثر منه . وعاطف يتّهمه بحب سمير أكثر منه . والمشكلة كبرت أكثر عندما كان سمير يسب عاطف . وعاطف سيب سمير . وكان سمير يطلب من عادل أن يعترف بأن عاطف يسبّه . وعاطف يطلب منه أن يعترف بأن سمير يسبّه . رفض عادل أن يعترف على أحد الصديقين . وكان يقول لعاطف إن سمير يحبك ويحترمك . ويقول لسمير إن عاطف يُحبّك ويحترمك . ولكن عادل شعر بالحزن الشديد عندما اتهمه سمير وعاطف بأنه لا يقول الحقيقة . حكى عادل لوالدته ما حدث . وقال لها وهو يبكى (( أنا صحيح لم أقل الحقيقة . ولكن هل كان من الممكن أن أقول الحقيقة ؟ )) . قبّلته أمه وقالت له (( الحقيقة أحيانًا تُسبّب الألم . وأنت لو قلت الحقيقة ، كنت ستزيد الخصومة بين سمير وعاطف . ولو قلت الحقيقة كان كل صديق سيكره صديقه أكثر. وكنت ( بدون قصد ) قد منعت كل محاولة للصلح بينهما )) . ارتاح عادل بعد أن سمع كلام والدته . فى اليوم التالى حاول مرة أخرى الصلح بين الصديقين سمير وعاطف . ولكنه شعر بالحزن من جديد عندما قال له سمير وعاطف (( أنت كذّاب )) . حكى عادل لوالدته ما حدث . وسألها وهو يبكى (( هل أنا كذاب ؟ )) ضمّته أمه إلى صدرها وسألته (( هل تعرف يا عادل معنى الكذب ؟ )) قال عادل (( نعم . إذا قال الإنسان شيئًا لم يحدث )) فسألته أمه من جديد (( وهل تعرف نتيجة الكذب ؟ )) فقال عادل (( نتيجة الكذب أن يقع الضرر على بعض الناس . أو أن يُصاب بعض الناس بالأذى )) فقالت له أمه (( وهل أنت تسبّبت فى ضرر لأحد الصديقين ؟ )) فقال عادل (( لا )) فقالت أمه (( إن ما فعلته يا عادل هو كذب تحتمه بعض الظروف)) فسألهـــــا (( هل يوجد كذب أبيض . وكذب أسود )) فقالت (( الكذب الأبيض هو لحماية الحب والخير بين الناس . والكذب الأسود دائمًا لصالح الكراهية والشر بين الناس )) . فرح عادل لأنه استخدم الكذب الأبيض ، قبل أن يعرف معناه . وعندما حكى لسمير ولعاطف ما قالته له أمه عن الفرق بين الكذب الأبيض والكذب الأسود ، ضحك الصديقان . وقبّل كلٌ منهما عادل. ومنذ هذا اليوم لم يفترق الأصدقاء الثلاثة . وكان الحب صديقهم الرابع . *****
مَنْ يفتح البـــــــــاب
استيقظ صاحبُ المصنع من النوم . شعر بألم شديد فى ساقيه ، وعنما حاول أن يغـــــــــادر الفراش ، أدرك أنه لا يستطيع الوقوف . كان ينوى أن يذهب إلى المصنع ، لكى يطمئن على العمل به . وتألم لأنه لن يستطيع . نادى على ابنه الصغير عادل وقال له : (( أنت يا عادل ابنى الوحيد . وأنا أشعر اليـــــوم بالتعب . ويجب أنْ أعتمد عليكَ . اذهب إلى المصنع ، وتأكد من انتظام العمل . كان عادل فى العاشرة من عمره . وكانت هذه هى المهمة الأولى التى يكلفه أبوه بها . تقدّم عادل من والده . أمسك كفه وقبّلها ، وقال له : (( اطمئنْ يا أبى . إسترح أنت وأنا سوف أتولى كل شىء )) . قال له والده : (( اذهب إلى المصنع وخذ معك أربعةً من العمال ليساعدوك )) . ****** ذهبَ عادلُ إلى مصنع النسيج الذى يمتلكه والده ، وأخذ معه أربعة عمال . ****** المصنع فى منطقة صحراوية ، ومع ذلك استطاعتْ يدُ الإنسان أن تزرع الصحراء . لذلك فرح عادل عندما رأى الأشجارَ والخضرة وسط الصحراء . ******* وقف عادلُ والعمال الأربعة أمام باب المصنع . كان البابُ من الحديد . ارتفاعه خمسة أمتار . ، بعرضْ عشرة أمتار ، ومكوّنْ مِنْ ضلفتين . فشلَ الرجالُ الأربعة فى فتح الباب . حاولَ كلُ واحدٍ منهم أن يُجرّبَ فتحه لوحده . لم ينجح أحدٌ منهم . وقف الرجال الأربعة صفًا واحدًا . ضغطوا جميعًا فى وقت واحد . حاولوا أن يدفعوا الباب بقوة عضلاتهم ، ولكن الباب لم ينفتح . كان عادلُ يشاهد الرجالَ ، ويُدقق النظر إلى الباب . وأنّبَ نفسه لأنه لم يسأل والده عن طريقة فتح الباب . استعان الرجال الأربعة بعامود حديد ضخم . ضغطوا به الباب عدة مرات . وأيضًا ظلّ الباب مغلقًا . كان عادلُ ينظرُ إلى الرجال وإلى الباب ويُفكرُ فى طريقة لحل المشكلة . جاء رجلٌ يركبُ جرارًا زراعيًا . طلبَ منه الرجالُ أن يُساعدهم فى فتح الباب . اقترب الرجلُ بالجرار الضخم من الباب . ضغط بأقصى قوة للجرار على الباب . وأيضًا لم ينفتح . فكر عادل وقال لنفسه (( إذا كان البابُ لا ينفتح بالضغط عليه ودفعه إلى الأمام ، فلماذا لا نُجرّب طريقة أخرى ؟ )) . طلبَ عادلُ مِنْ سائق الجرار أن يتراجع . ابتعد الرجل بالجرار ، وابتعد الرجالُ عن الباب . اقتربَ عادل مِنْ الباب . نظر إلى الشق الرأسى الذى يفصل ضلفتىْ الباب عن بعضهما . وجدَ أن لكل ضلفة مقبض . أمسك المقبضين بكفيه الاثنتين . ضغط ضغطًا خفيفًا . وهو يفرد ذراعيه أفقيًا . تحرّكتْ ضلفتا الباب . إحداهما جهة اليمين والأخرى جهة الشمال .
صاح الرجالُ الأربعة مُعبّرين عن فرحتهم . نظر عادل اليهم وابتسم عندما رآهم يُهللون كما الأطفال . تحلّقوا حوله وكلٌ منهم يحاول تقبيله . شعر بعضلات كلٍ منهم وهو يحتضنه . ****** الفهرس :
• موسيقى من السماء ................................................... • الصديقان .............................................................. • عادل مطلوب للشهادة ............................................... • عادل لا يقول الحقيقة ............................................... • من يفتح الباب .......................................................
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عادل لا يقول الحقيقة - قصة للأطفال
-
الأحادية المصدرالرئيسى للتعصب
-
الغموض الفنى فى مذاق الدهشة
-
سمير عبدالباقى وحكاياته مع معتقلات عبدالناصر
-
أمونه تخاوى الجان وتوظيف التراث
-
عبد العزيز جمال الدين واللغة المصرية
-
لقاء البهجة والتوتر - قصة قصيرة
-
عادل مطلوب للشهادة - قصة للأطفال
-
ثنائية الكمان والبيانو: قصة قصيرة
-
الحرية أو الموت : شعار الأحرار
-
روح الفراشة - قصة قصيرة
-
محمد على بين التأريخ العلمى والأيديولوجيا السياسية
-
تلك المرأة - قصة قصيرة
-
رحم الحياة - قصة قصيرة
-
امرأة البرد والظلام - قصة قصيرة
-
حالة تلبس - قصة قصيرة
-
تلك اللوحة - قصة قصيرة
-
رحلة إلى الواحات- قصة قصيرة
-
كول عناب - قصة قصيرة
-
شخصيات فى حياتى : عمى الحاج متولى
المزيد.....
-
-فيلم ماينكرافت- يحقق إيرادات قياسية بلغت 301 مليون دولار
-
فيلم -ماينكرافت- يتصدر شباك التذاكر ويحقق أقوى انطلاقة سينما
...
-
بعد دفن 3000 رأس ماشية في المجر... تحلل جثث الحيوانات النافق
...
-
انتقادات تطال مقترح رفع شرط اللغة لطلاب معاهد إعداد المعلمين
...
-
-روحي راحت منّي-.. أخت الممثلة الراحلة إيناس النجار تعبّر عن
...
-
-عرافة هافانا- مجموعة قصصية ترسم خرائط الوجع والأمل
-
الفنانة ثراء ديوب تتحدث عن تجربتها في -زهرة عمري-
-
إلتون جون يعترف بفشل مسرحيته الموسيقية -Tammy Faye- في برودو
...
-
معجم الدوحة التاريخي ثروة لغوية وفكرية وريادة على مستوى العر
...
-
بين موهبة الرسامين و-نهب الكتب-.. هل يهدد الذكاء الاصطناعي ج
...
المزيد.....
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
المزيد.....
|