أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دانيال بايبس - كاستلوريزو – نقطة إشتعال البحر المتوسط؟















المزيد.....

كاستلوريزو – نقطة إشتعال البحر المتوسط؟


دانيال بايبس

الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 00:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة: عمر دخان

تذكر هذا الإسم كاستلوريزو، أول مرة سمعته كانت هنا.
هذه الجزيرة المترامية الأطراف و الواقعة في أقصى شرق اليونان، على بعد 80 ميلاً (128 كيلومتراً) من رودس، 170 ميلاً (273 كيلومتراً) غرب قبرص، و لكنها على بعد ميل واحد (1.6 كم) فقط من الساحل التركي. كاستلوريزو ( باليونانية، Καστελόριζο و رسميا ميجستي، Μεγίστη) حجمها صغير و يبلغ فقط 5 أميال مربعة (12.9 كم مربع)، بالإضافة إلى بعض الجزر الأصغر و الغير مأهولة. سكانها البالغ عددهم 430 نسمة يعتبرون أقل بكثير من العدد السابق في أواخر القرن التاسع عشر و الذي بلغ 10,000 نسمه. دليل الكوكب الوحيد للسفر إختارها كواحدة من أفضل أربع جزر يونانية ( من أصل آلاف الجزر الأخرى) لممارسة رياضة الغوص و الغطس. ليست هناك وسائل نقل عمومية من الأناضول القريب، فقط من رودس البعيدة عن طريق الطائرة أو العبارة.
حقيقة أن أثينا تسيطر على هذه الخصلة الدقيقة من اليابسة يدل على أنه بمقدورها ( على الرغم من أنها لم تقم بذلك بعد) أن تطالب بمنطقة إقتصادية حصرية (EEZ) في البحر المتوسط ، و هي منطقة يمكنها تقليص المنطقة الإقتصادية الحصرية التركية إلى جزء صغير، و هو ماكان سيختلف لو كانت أنقرة تسيطر على الجزيرة، وفق ما تظهره الخرائط المستخرجة من الصحيفة القبرصية (I Simerini). الخريطة العلوية تظهر المنطقة الإقتصادية الحصرية (EZZ) التابعة لليونان و التي تمتد على مدى 200 ميل بحري كاملة تقع ضمنها كاستلوريزو ( مشار لها بالسهم الأحمر)، و الصورة السفلية تظهر المنطقة الإقتصادية الحصرية التابعة لليونان بدون كاستلوريزو (مشار لها بالسهم الأبيض).
إذا كانت أثينا ستطالب بمنطقتها الإقتصادية الحصرية بأكملها، وجود كاستلوريزو سيجعل من منطقتها الإقتصادية متاخمة للمنطقة الإقتصادية الحصرية لقبرص، و هو عامل ذو أهمية كبيرة الآن، مع إكتشاف الكميات الهائلة من إحتياطيات الغاز و النفط البحرية. كاستلوريزو مع منطقة إقتصادية حصرية سيعود بالنفع على التحالف الناشيء بين اليونان- قبرص- إسرائيل و ذلك من خلال جعل نقل الغاز الطبيعي القبرصي أو الإسرائيلي (عبر خطوط الأنابيب) أو الكهرباء (عبر الأسلاك) إلى شرق أوروبا ممكناً دون الحاجة إلى الإذن التركي. هذا الموضوع أصبح أكثر أهمية منذ تاريخ 4 نوفمبر، عندما أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز أن حكومته لن تسمح بنقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي عبر الأراضي التركية، و من المرجح أن تقوم أنقره بحظر الصادرات القبرصية أيضا.
رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان و زملائه في حزب العدالة و التنمية الحاكم في تركيا قبلوا بالسيطرة اليونانية على كاستلوريزو و ستة أميال بحرية من المياه الإقليمية، و لكن ليس أكثر، و هو بالتأكيد ليس حق اليونان الإقتصادي الكامل. في الواقع، و بالنسبة لهم، التأكيد اليوناني على المنطقة الإقتصادية الحصرية يشكل بالنسبة لهم سبباً للحرب. عن طريق تحييد كاستلوريزو، يمكن لأنقره أن تزعم سيطرتها على منطقة إقتصادية كبيرة في البحر الأبيض المتوسط و تسد الطرق أمام التعاون بين خصومها. هذا هو السبب الذي يمكن له أن يجعل الجزيرة نقطة إشتعال.
عدة تطورات أظهرت أن حزب العدالة و التنمية يحاول إستفزاز اليونان بخصوص كاستلوريزو. أولها، في سبتمبر، عندما قام بالسماح للسفينة النرويجية "Bergen Surveyor" و المرافقة بقطع بحرية أخرى، بالبدء في عمليات تنقيب عن الغاز و النفط في جنوب كاستلوريزو، بما في ذلك بعض من الجرف القاري للجزيرة. ثانياً، قامت السفن الحربية التركية بمناورات تدريبية بالذخيرة الحية بين رودس و كاستلوريزو. أخيراً، خلال عام 2011، حلقت طائرات عسكرية تركية أربع مرات فوق كاستلوريزو بدون إذن، و أحيانا على مستوى منخفض جدا بطائرات إستطلاع.
هذه العدوانية هي جزء من نسق أكبر، حيث أظهرت حكومة حزب العدالة و التنمية، و خصوصا منذ سيطرتها الكاملة على القوات المسلحة في أواخر يوليو، عدوانية متزايدة تجاه قبرص، إسرائيل، سوريا و العراق. إضافة إلى ذلك، مازالت أنقرة ترفض و منذ فترة طويلة منح قبرص منطقتها الإقتصادية الحصرية، و هو نفس الشيء قامت به بخصوص كاستلوريزو بناء على سياسة ثابتة. في الواقع، الغزو التركي الوحشي المعزز بقصف النابالم في عام 1974 لـ 36 بالمئه من قبرص كانت مقدمة للسيطرة على أراضي جزر قريبة. عملية السيطرة على كاستلوريزو ستستغرق نفس الوقت الذي تستغرقه قراءة هذا المقال.
حتى الآن، الردود على العدوانية التركية المتزايدة في منطقة الأبيض المتوسط ركزت على ردع الأطماع التركية تجاه إحتياطات الغاز و النفط في المنطقة الإقتصادية الحصرية لقبرص، بتصريحات و تواجد قوات بحرية من الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا من أجل مساندة حق جمهورية قبرص في إستغلال مواردها الإقتصادية. الرئيس القبرصي ديمتريس كريستوفياس حذر من أنه إذا إستمرت أنقرة في دبلوماسية التهديد العسكري " ستكون هناك عواقب بالتأكيد، و لن تكون حسنة". نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون أخبر اليونانيين بأنه " إذا حاول أي ما أن يقف في طريق الحفريات، سنقوم بالرد على ذلك" و قامت حكومته بإتباع ذلك التصريح بتعزيزات للحماية الأمنية ليس لحقولها البحرية فقط، و لكن أيضا لمناطق الحفر في المياه القبرصية. الطائرات الحربية الإسرائيلية واجهت سفناً بحرية تركية في مناسبة واحدة على الأقل.
مثل هذه الإشارات على التصميم و العزيمة هي موضع ترحيب. مثلما يقوم الإتحاد الأوروبي بدفع اليونان إلى التنقيب عن النفط و الغاز بحثاً عن مصادر جديدة للدخل، يجب عليه أيضا أن يدعم أثينا في الإعلان عن منطقتها الإقتصادية الحصرية، و رفض المشاكل التي يثيرها حزب العدالة و التنمية بخصوص كاستلوريزو، و الإشارة بوضوح إلى أنه ستكون هناك نتائج وخيمة لأي محاولة لإثارة المشاكل من الجانب التركي حول الجزيرة السعيدة الشهيرة بممارسة رياضات الغوص و الغطس.

السيد. دانيال بايبس هو رئيس منتدى الشرق الأوسط و زميل زائر في معهد هوفر بجامعة ستانفورد. جميع الحقوق محفوظة ©2012



#دانيال_بايبس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سكب الماء البارد على ويكيليكس
- إيران العلمانية وتركيا الإسلامية
- حزب الحرية الألماني يدخل حلبة الشجار
- صحوة أمريكا أمام الحركة الإسلامية
- آخر الصادرات البريطانية: الإرهاب الإسلامي
- تركيا في قبرص مقابل إسرائيل في غزة
- الإمبراطورية عدو اليسار الجديد
- هيمنة الإسلاميين على الإسلام الأوربي
- العلمانية التركية في مأزق
- لم الوقوف بجانب وايلدرز
- الإقتصاد الإسلامي: ما الذي يعنيه؟


المزيد.....




- اليمن: الحوثيون يعلنون مقتل ستة وإصابة العشرات في ضربة أمريك ...
- محمد بن زايد يستقبل الشرع ويؤكد دعم الإمارات لإعادة بناء سور ...
- السلطات الروسية تتلقى عشرات الطلبات من أقارب الجنود الأوكران ...
- -أكسيوس-: الجولة الثانية من المفاوضات الأمريكية الإيرانية قد ...
- يواجه -خطرا كبيرا-.. نتنياهو مفصول عن الواقع وينفذ -استراتيج ...
- -لوفيغارو-: الجزائر تطرد 12 موظفا من السفارة الفرنسية في قرا ...
- المغرب.. وفاة معلمة متأثرة باعتداء طالب عليها وسط غضب كبير ( ...
- مستشار ترامب ينفي وجود أي توترات في علاقته مع ماسك
- طفرة كبرى.. فك الشفرة الوراثية الكاملة لستة أنواع من القردة ...
- الإكوادور.. الرئيس الحالي دانييل نوبوا يتقدم في انتخابات الر ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دانيال بايبس - كاستلوريزو – نقطة إشتعال البحر المتوسط؟