أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - ما أقرب الواقفين على الربوة للسقوط














المزيد.....

ما أقرب الواقفين على الربوة للسقوط


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 3647 - 2012 / 2 / 23 - 22:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلى بعض "المثقفين" ما أقرب الواقفين على الربوة للسقوط
بعض "المثقفين" العرب من الكتاب والصحافيين الذين يقولون عن أنفسهم أنهم مهتمون بالشأن السياسي ومتابعون لما يجري في المنطقة العربية وتحديدا من الاتجاه المسمى يسار تقدمي نسمع لهم تحاليل ونقرأ لهم مقالات هذه الأيام حول السيرورة الثورية المتواصلة الآن في بعض بلدان المنطقة العربية فلا نفهم منها غير مصادرتهم لكل ما حدث وما هو مستمر من فعل نضالي جماهيري لم تشهده المنطقة منذ أكثر من نصف قرن بتصويره مجرد هبة أو تمرد عفوي وحركة فوضوية لجمهور غير واع دون قيادة ودون برنامج ودون هدف في حين أن الأحداث لم تكن بهذه الصورة إطلاقا. فالجماهير التي ثارت سواء في تونس أو في مصر قد تجاوزت ممارسة ووعيا الأحزاب والنقابات وكل الهيئات التقليدية التي كانت تقول عن نفسها معنية بالثورة وبقيادتها والتي رأيناها في بداية السيرورة الثورية غائبة مرتبكة مكبلة بعيدة عن انتفاضة الجماهير وعيا وممارسة وحتى لما حاولت اللحاق بالحراك والارتباط به فإنها لم تستطع مواكبته ومسايرته. لقد ظلت وبرغم محاولاتها تلك عاجزة عن تخليص نفسها من الميت فيها لصالح ما هو حي. لم تع هذه الأحزاب و النقابات والجمعيات أنها أصبحت تنتمي لعالم قديم وجب عليها فك أسرها منه. لم تع أن المطروح كان الالتحام بالجماهير والعمل من داخلها ومعها والتعلم منها. لم تع أن الجماهير وزمن الانتفاضة والثورة تصبح هي الطليعة وهي الحزب وهي القائد وهي المرشد وهي المعلم. لم تدرك تلك الهيئات من أحزاب وجمعيات ونقابات أنها وكأشكال تنظم هرمية بيروقراطية قد استوعبها نظام رأس المال وأنها وفي كل الأحوال لا يمكن أن تكون إلا أحد أدواته في الضبط والإذعان ضبط الجماهير ودفعها للإذعان تحت ألف تعلة وتعلة [طبيعة المرحلة ـ برامج الحد الأدنى والحد الأقصى ـ النضال السلمي... إلخ ]. لقد تجاوزت الجماهير وعيا وممارسة المنضمات والأحزاب الإصلاحية البيروقراطية لقد خلقت الجماهير أشكال تنظمها الذاتي وتوحدت على شعارات ومهمات أنجزت منها الكثير وأبدعت شعارات هي اليوم بمثابة البرامج والأطروحات وكان لها صدى واسع في الحركة الثورية العالمية إلا أنه ونظرا لجملة ظروف أخرى في علاقة بمستوى تطور أشكال التنظم الذاتي والسياسي للجماهير وبمستوى قوة قوى الثورة المضادة تراجعت السيرورة الثورية وتراجع الفعل الثوري الجماهيري وتمكنت القوى الرجعية من الالتفاف على المسار وتنصيب نفسها في السلطة.
إن ذلك لا يعني بالمرة أن ما حدث لم يكن غير فوضى كما يردد .بعض "المثقفين" وبالتالي كان من الأفضل أن لا يكون. فرجاء قليلا من فتح العين على الواقع فالذي يستحق الوقوف عنده وتحليله ونقده وتجاوزه هو هذه الأحزاب البيروقراطية الإصلاحية وهذه المنضمات والنقابات المتكلسة المساومة هي وبرامجها وسياساتها وهي التي لم تقم بالدور الذي ادعته لنفسها عقودا لا بل فقد شاركت في عملية الالتفاف التي حصلت بتلك السياسات الإنتهازية والإصلاحية التي سارت عليها وهو ما جعلها تلعب دور الكابح الذي حال دون تجذر السيرورة الثورية ودون وصول الجماهير الثائرة إلى إدارة شؤون الحكم والثروة بالشكل الديمقراطي الذي تحتمه مصالحها. .
لا شيء حسم إلى اليوم فالسيرورة الثورية مستمرة ولا يجب أن نتوقف عند الحاصل الآن واعتبار المسار اكتمل. لا يجب التحليل بالنتائج وبالحتمية لأن ذلك سيقودنا إلى القول أنه ما كان لكومونة باريس أن تقع وما كان لمعركة شيكاقو أن تقع وما كان لثورة 17 أن تقع وما كان لانتفاضات الحجارة أن تقع وما كان لماي 68 أن يقع إلخ... أي عدمية هذه . فعلا هناك ألف طريقة ليسقط البعض. وما أقرب الواقفين على الربوة للسقوط.
ــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
23 فيفري 2012



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهمتنا المركزية اليوم: الثورة من جديد
- تونس على فوهة حلف الاطلسي
- حول الموقف الذي اتخذته سلطة الالتفاف على الثورة في تونس المت ...
- سوريا النظام أم سوريا الشعب . سوريا بقاء الديكتاتورية أم است ...
- أية مقاومة نريد
- الديمقراطية والتنظم الذاتي
- من الفصل الخامس من كتاب الحقّ في السّلطة والثّروة والدّيمقرا ...
- هيئات العمل الثوري حركة عصيان: بيان
- أي دور للإتحاد العام التونسي للشعل بعد مؤتمر طبرقة
- تونس العصيان من أجل إسقاط النظام وتكريس سيادة الشعب
- لن نساوم لن نسلّم لن نستسلم ثورتنا مستمرة
- بعض القضايا المتصلة بالثورة الفصل الرابع من كتاب الحق في ال ...
- مكاننا الطبيعي أن نسير على درب الشهيد وأن نجلب الربيع لحديقة ...
- إلى السيد صدى النهضة الأغلبي
- من الفصل الثالث من كتاب الحق في السلطة والثروة والديمقراطية ...
- ما العمل لدفع عملية الصراع ضد قوى اليمين والإمبريالية في الم ...
- تونس من أجل تكتل نقابي ضد التحالف السلفي الليبرالي والبيروق ...
- تونس نعم لفتح ملف الفساد في الإتحاد وعلى النقابيين اليوم عد ...
- أي دور للمعارضة النقابية في الإتحاد العام التونسي للشغل في م ...
- في تونس ثورة مغدورة و برلمان بالعمامة واللحية والعصا


المزيد.....




- عراقجي يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى عدم الخضوع للض ...
- -أونروا-: مخازن الأغذية في غزة أصبحت فارغة والقطاع على شفا م ...
- قوة الردع الخاصة في طرابلس تعلن إنجاز أكثر من 800 قضية خلال ...
- الاستخبارات الخارجية الروسية: الفاشية الأوروبية هي العدو الم ...
- اكتشاف طريقة معالجة الدماغ البشري للمشاكل الجديدة
- علماء صينيون يطورون روبوتات مجنزرة على شكل حلزون
- نظام غذائي يحمينا من الالتهابات المعوية الخطيرة
- تجربة واعدة تحدد -الوقت المثالي- لاستخدام بخاخ الربو الوقائي ...
- -كوفيد الطويل الأمد- والخرف المبكر.. تحذيرات من علاقة محتملة ...
- فان دام يعرب عن محبته لبوتين ورغبته في القدوم إلى روسيا ليصب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - ما أقرب الواقفين على الربوة للسقوط