فاتن نور
الحوار المتمدن-العدد: 1075 - 2005 / 1 / 11 - 11:21
المحور:
الادب والفن
مسافرٌ في رائحة الأيام،
في زنزانة جيبه المفتوق...
فلسٌ مخنوقٌ ومصكوكٌ من خيبة العرب
مسافرٌ بين زنديه خيمة بلا أوتاد،
من يُعطِه وتد؟
مسافرٌ بين المخيمات،
أوتادهم بركَ ماءٍ آسنة ومزابل،
هل يُعطه مخيم اليرموك وتد أم بلاطة؟
مسافرٌ يقرأ في عيون الليل بيتَ شعرٍ مجهول،
يختزنُ انصاف الخطوات في ذهول،
ربما يحتسي من بقايا العفة في ضمير مومس!
مسافرٌ يبحث عن حقل الزيتون...
فيجد حقلاً لأثارَعجلاتٍ جارفة،
مسافرٌ لا يشتكي بابه المخلوع،
لا ينتهي عند حواجز الوحشية،
مسافرٌ بهوية الأنسان حين يقال له انتَ بلا هوية
مسافرٌ لاجئٌ ... مهجرٌ ... نازحٌ ..أو مُبعد
مسافرٌ دخل بين ساقيّ القضية..
تنفس بين أبطيها،
فوجد أن قضيته هي الأيمان بأنها قضية،
مسافرٌ يبحث له عن وطن،
في عيون الغرباء...
في محطات الشرفاء المنتكسة،
وحين يحدق في عيون الرفاق....
يراهم باحثون أيضا عن وطن..
وعن مَن يعطيهم هويتهم هوية
مسافرٌ يشتمٌّ رائحة ( الارغون) و(الهاجانا)...
عصاباتٌ مرغته فأستفاق يهجو بلا كلل
مسافرٌ مرحٌ بين حزن الأمس وجنون الغد
مسافرٌ ارتداني،
نشر جناحيه بتضرع...
ابتلع ذاته وأمسى جباراً فأصطفاني
تأملَ معي احتقان ابعادي..
فقضم من وداده لودادي..
غفى على صدري...
فطالَ يومي لأستغرق في سهادي..
مسافرٌ جبارٌ ينادي..
زندي له زنداً...
عتاده كلَّ عتادي...
مسافرٌ بالطين الحر بين كفيه
على جبل كوابيسي معه أنامُ ليلا ...
لأصحو بلا خيمة.. بلا شجر..
ونعشي رحالٌّ من وادٍ لوادِ،
مسافرٌ جبارٌ هائمٌ .. سادي..
ولكن أنا اسأل...
مَن حقاً هو السادي؟
فاتن نور
05/01/10
#فاتن_نور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟