مؤتمر وطني أم مجلس عشائري ؟

شلال الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 3645 - 2012 / 2 / 21 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أصبح جدول أعمال المؤتمر الوطني المزمع عقده متخماً بالشروط والأجندات والمزايدات والابتزاز والمساومات والمطالب وكلها في الحد الأعلى سقفاً، وفي الطرف الأقصى تطرفاً ولم يكلفوا جهدهم في النظر إلى مدى مطابقتها مع الدستور أو القانون أو التزامها بمحددات الفصل بين السلطات التي هي ألف باء النظام الديمقراطي .
ويقينا أن ترليونات الميزانية العامة أفقدت البوصلة الوطنية صوابها فطاشت باتجاه تحقيق مصالح ومغانم حزبية وفئوية قبل أن يصحو نواطير العراق من غفلتهم ليكنسوا مجاميع عشائرية تتاجر بالدين أطلقت على نفسها أحزابا بعد أن عاثت في الأرض فسادا تحت ذريعة المقاومة ( الشريفة ) تم احتوائها في العملية السياسية؛ لكي تكتسب التوازن الشرعي ! .
وأخرى اتخذت من مظلومية الشعب العراقي الأزلية ذريعة لقرصنتها على المال العام واغتصبت حق الوصاية على القاصرين والأرامل لتمن عليهم برواتب الرعاية الاجتماعية (خمسون ألف دينار شهريا ) وأسعد أيامهم هو اليوم الذي تكتشف فيه مقبرة جماعية لتضاف إلى رصيدهم في حق الادعاء العام .
كما هي الحال لدى أطراف أخرى تشكل لديها ساحات الدم والأشلاء والدمار كرنفالا وطنيا ترتقي خرابه؛ لتصدح بإعلام أسود يغوص في وحل الطائفية وليبدد حلم العراقيين في وطن آمن وليدفع بهم نحو اليأس من العملية السياسية برمتها التي يشكلون فيها طرفاً رئيساً يتغلغل في كافة مفاصلها كأصابع الديناميت؛ لكي يحدثوا خراباً شاملاً وقت ما يشاءون تدميرها عندما تحين ساعة الصفر تحت حجج إحداث توازن في المناصب لا ينالها إلا الراسخون في البعث .
من هنا وعلى قاعدة فاقد الشيء لا يعطيه لا يمكن أن نسمي هذا المؤتمر وطنيا بل تصح عليه تسمية مؤتمر (فصل عشائري) أو مؤتمر فتوات مافيوية أو في أحسن الأحوال مؤتمر إعادة تشكيل هرمي يقلص القيادات ويوسع المنافع لما تبقى منها أو مؤتمر عض الأصابع أو مؤتمر الظل للأجندات الأمريكية والإسرائيلية والسعودية والتركية والإيرانية أو مؤتمر مقاولين لإعادة توزيع ( تنادر ) المقاولات .
إذا كان ( جبل ) مجلس النواب بجلالة قدره تمخض فولد ( فارا ) ـ قرار منع التدخين ـ فماذ عسانا نرتجي من مطبخ الأخوة الأعداء .
وعلى كل حال سوف لن نكون شديدي التشاؤم بل سنثقب آذاننا بانتظار الحلق !؟ س

#شلال_الشمري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات