أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الثورةُ السوريةُ والحضورُ الإيراني














المزيد.....

الثورةُ السوريةُ والحضورُ الإيراني


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3645 - 2012 / 2 / 21 - 07:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن الدعمُ الحكومي الإيراني للدكتاتورية السورية مماثلاً لدعم روسيا والصين، فهو تفوق عليهما، نظراً لتماثل الرعونة السياسية عند كلا النظامين، وغياب التجربة السياسية التحديثية العميقة فيهما، وتسلط الأجهزة العسكرية على السكان في كلا المجتمعين.
ولهذا يبدو التحالف بلا أي أسس فكرية ومبدئية، فالنظامُ الشمولي في سوريا هو عدميٌّ دينياً، ولن تجدَ له ديناً محدداً أو أيديولوجيا تحديثية، بسببِ قفزة الضباط الكبار على سدة الحكم وتنازعهم وانخراطهم الواسع في سرقة المجتمع، وإذا كان لهم مذهب كأشخاص وفئةٍ صغيرة في الحكم، إلا أنه لا علاقة للمذهب بالشعارات السياسية ولا تربطه رابطة بها.
وهذا يجعل العدمية هذه تتناقضُ تناقضاً صارخاً شكلاً مع النظام الديني الشمولي المتعصب الإيراني، فكيف لعدميين أن يرتبطوا بمؤمنين حادين في شعائرِهم التي يغرقون المجتمع بها؟
لكن القفزةَ التي قام بها الضباطُ السوريون تماثل القفزة التي قام بها بعضُ رجال الدين الشيعة في القفز من العقيدة المتنوعة المنفتحة إلى شكلٍ سياسي شمولي حاد، أدى إلى هجومِ الضباطِ الكبار وبعض رجال الدين الكبار على المال العام وخنق المجتمع وإدخاله في مأزقٍ تاريخي وطريق مسدود.
وإذ قامت أغلبيةُ الشعب السوري بالثورة واتضح الطابع المذهبي السني الغالب، ولم تستطع قوى الثورة لا التوحد ولا التعبير عن مشروع فكري سياسي تحديثي مدني يفصل المذهب عن السلطة، فإن تناقضها مع السلطتين السورية والإيرانية يغدو قوياً.
لقد تطورت الثورةُ السوريةُ في أحضان العامة الريفيين والبدو والعمال المدنيين وبأشكال عفوية فصار المذهبُ واضحاً في تجليات الشعارات والقوى السياسية المكونة.
وبطبيعة الحال ليست الأشكال المذهبية أو السياسية هي بؤرة النزاع، بل المصالح الاقتصادية المتنازع عليها، ووجود طبقتين عسكريتين مسيطرتين على القطاعات العامة في كلا الجانبين السوري والإيراني، اللتين خصخصتا هاتين المُلكيتين بطرق حارقة، فلم تنبثق الطبقتان من بين أحضان المجتمع وبأشكالٍ إنتاجية قانونية وسلمية، وعبر عقود تراكمت فيها الفوائض وتحولت لرساميل تمتدلا في شبكتي المجتمعين، وبالتالي يرافق ذلك حرياتٌ سياسية وفكرية واقتصادية، فيتراكم الوعي الديمقراطي في المجتمع، ويتراكمُ رأسُ المال الوطني وينتشرُ في عروق المجتمعين.
لكن الوسائلَ العسكريةَ الباطشة في تجميع الثروات تترافقُ مع أفكارٍ سياسية رعناء شمولية حادة، ومع تجميعات انتقائية شعارية ترفض قانونية الفكر وقوانين التطور الاجتماعي، وتشكل مجموعات من الانتهازيين والمغامرين على المستوى الوطني وعلى المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي.
ارتباط الثروة بالسلطة ارتباطاً شديداً عسكرياً، سواء كان بشكل ثقافي عدمي على الطريقة السورية الحاكمة، أو بشكل ديني متعصب على الطريقة الإيرانية، أو بشكلٍ شيوعي زائفٍ كما في روسيا والصين، هي قيامُ مجموعاتٍ من المغامرين المتلاعبين بالأديان والأفكار النضالية الإنسانية الكبرى، وتمويه تلاعبهم بالمُلكيات العامةِ وبمصائر الشعوب، من أجل مصالحهم الخاصة.
ومن هنا تبدو الرعونة الشديدة بين النظامين السوري والإيراني حيث الفجاجة الفكرية السياسية، والعنف الشرس، فتتطاير الشعاراتُ مع جثث الأطفال المكتوب عليها بالسكاكين ومع الأحياء التي تُدك بالمدافع وراجمات الصواريخ في مشاهد لم تُر منذ مذابح الصرب وجرائم فيتنام المروعة.
ومع ذلك فالمجتمعُ (الإنساني) حائرٌ في توصيف مثل هذه المذابح.
وتبدو السلطة الإيرانية في حالة هستيريا سياسية عسكرية مشعرة العالم بأنها محاصرة وصاحبة إمبراطورية ورقية تنهار وأنها مستعدة أن تفعل كل شيء من أجل هذا الوهم السياسي الإقليمي الذي صرفت عليه الكثير وتركت مجتمعها يتآكل وشعبها يعيش على الشظف في الداخل ويحضرُ لإسقاطها.
النموذجان السوري والإيراني يعيشان الأزمة الكبيرة بسبب سرعة التحولات التي جرت فيهما منذ عقود قليلة، ولعدم إقامتهما بنيتين اجتماعيتين مزدهرتين بالفوائض الاقتصادية على الناس، بل قام السياسيون فيهما بالتركيز في الإنشاءات العسكرية وشراء الأسلحة مما أدى إلى الفقر الواسع وضنك المناطق الريفية والعاملة خاصة، وهو أمر وجدت فيه روسيا خاصة إحدى غاياتها المهمة.
إحداهما تريد إقامة توازن إستراتيجي مع إسرائيل لم نجدْ فيه طلقةً واحدة في الجولان الصامت، والأخرى تريد أن تكون دولةً كبرى نووية.
والنتائجُ حطام



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستوياتُ الدينيين والتحولاتُ السياسيةِ
- البحرين جزيرةُ الحريةِ الغامضةِ في العصر القديم
- مشكلاتُ الجيران السياسية
- انطفاءُ المركزياتِ الحادة
- مشكلاتُ النهضةِ الخليجية العربية الإيرانية المشتركة
- الإخوانُ المسلمون ومخاطرُ الشمولية
- من سبب الأزمة في البحرين؟
- روسيا والصين من مساندةِ الثوراتِ إلى إجهاضها (2-2)
- روسيا والصين من مساندةِ الثورات إلى إجهاضِها (1-2)
- الأديانُ والتحولاتُ
- تطويرُ الأنظمة (2-2)
- تطويرُ الأنظمة (1- 2)
- طريقا الرأسمالية إسلاميا
- حول غياب ثقافة المواطنة
- البضاعةُ تقدمٌ وانطفاءٌ
- نتائجُ انتخاباتِ الكويت
- أنظمةُ تجديدٍ ملغمة
- مخاطر حرق الأوراق
- رؤى وطنيةٌ ديمقراطية
- الأيديولوجيا والعنف في المشرق


المزيد.....




- -لن تفلتوا منا أنتم ميتون-.. عائلة تتعرض لهجوم -مرعب- من قبل ...
- هذه الجزيرة البكر تسمح بدخول 400 سائح فقط في الزيارة الواحدة ...
- اقتلعته الرياح من مكانه.. سيدة تتفاجأ بقذف عاصفة عاتية لسقف ...
- تحديات تطبيع العلاقات المحتمل بين تركيا وسوريا.. محللان يعلق ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد مقر قيادة إحدى مجموعات القوات في م ...
- روسيا.. تعدد الأقطاب أساس أمن العالم
- أنا ميشرفنيش إني أقدمك-.. بلوغر مصرية تهين طالبة في حفل تخرج ...
- -نسخة طبق الأصل عن ترامب-.. من هو دي فانس الذي اختاره المرشح ...
- مقتل 57 أفغانيا وإصابة المئات جلّهم من الفيضانات والأمطار ال ...
- الحكومة المصرية تنفي شائعة أثارت جدلا كبيرا بالبلاد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الثورةُ السوريةُ والحضورُ الإيراني