أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - المنصور جعفر - محمد وردي ..الغناء بين السوق والسياسة














المزيد.....

محمد وردي ..الغناء بين السوق والسياسة


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 3644 - 2012 / 2 / 20 - 21:55
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ستون سنة فقط لبث فيها الأستاذ الفنان محمد وردي شادياً الأغاني الجميلة بالحب والوطن، والمفعمة بالجماهيرية الفرحة النضرة من ضفاف النيل والنوبة إلى شرق وغرب أفريقيا بطول حزام السودان الأفريقي من البحر الأحمر إلى المحيط الاطلسي وبعرضه الممتد من دواخل جنوب مصر إلى تخوم جنوب أفريقيا، بلداً بلداً، لا تجد فيه فرداً ، صغيراً أو شباباً أو مشيخة لم يسر نفسه بشيئ من شدوه أو ببعض أغنياته.
إمتلك الفنان الشيوعي محمد وردي من مقومات الجمال: معالم الحياة النوبية ومنها خفق النيل والنخيل للقمر وضحكة الحقول للبدر إذ إكتمل، وتلك العلاقات بين الأمهات واللبن والعسل، تفتحاً بنقاء الأمل وبإندياح نوبة النغم من خير الأرض إلى سناء الله والقمح بالعمل الحسن. وبأكثر كثير من قبس هذا الجمال سرى وردي سنة 1953 خفاقاً دفاقاً إلى المدينة الحاضرة.
تواشجت ألحان وردي بأشعار النخيل الباسق: محمد المكى إبراهيم.. إسماعيل حسن.. عمر الدوش... السر دوليب .. أبو امنة حامد.. صلاح أحمد إبراهيم مفتحة في سماوات السمع نجوماً من الأغاني بعضها ساطع الوطن وبعضها حنين وشجن، وبين ذاك السطوع وهذا الشجن سلس غناء وردي في أفئدة المعاني وإنفتح حدائقاً للنفوس وسياسة للوطن.
في هذا السمو والإرتقاء تعرض غناء وردي لمحنتين: محنة السوق ومحنة الحكومات:
تكونت محنة السوق بإختراع المسجل واشرطة التسجيل الصوتية حيث تكالبت على أغان وردي آلات التسجيل قبساً ونسخاً ونشراً مثلما تكالب الناس عليها مالاً وسمعاً، دون أن تعطي وردي ماله في وقت للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي أبخسا فيه العملة الوطنية ملهبين الأسعار جارحين قدرة الناس على الإطمئنان وعلى الإنصات وعلى التذوق السليم، ولكن وردي لم يبخل على شعبه وتسامى عن جراح نهب اغانيه، مغنياً له.
أما محنة الحكومات مع وردي (لا محنة وردي مع الحكومات) فقد كانت حكومات العهود السياسية المختلفة في السودان أشد وبالاً على نفسها مما كانت عليه فقد شدا وردي للإستقلال والإشتراكية ولأكتوبر الأخضر وللوطن العربي ولـ19 يوليو 1971 وللبناء الوطني وصارت أغانيه لهذه المعاني من لوازم الإحتفاء بها ... علامات خالدة على دور الغناء في يقظة الشعوب ونضالها والإنتصار لقضاياها، وإزاء هذا الجمال تناقضت حكومة كل عهد في السودان بين الإنحناء والرقض له أحياناً ، وبين المنع والكيل عليه أحياناً أكثر .. تناقضاً وهمه بعض الناس ضده بينما وردي هو هو لم تتغير معانيه، في الصف الأول للغناء التقدمي مع الأستاذ محمد الأمين وأبوعركي البخيت والراحل مصطفى سيد أحمد وعقد الجلاد وآخرين، واجه معهم المعتقلات وكان أكثرهم رزوحاً فيها. و برسوخ وصمود بل وتفتح أغانيه في وجدان الجماهير قهر وردي حملات الفذف والإهانة والتشويه حيث لم تمر دورة زمن سياسي إلا وتجد الحكومة التي عادته قد رجعت إلى الإنحناء له وهو يغني للحبيبة والوطن، تروم منه حب الجماهير .
بيد إن هبباي خلط السياسة بالثورة في السودان وتقلب السياسيين بين العداء والتصالح غبر بعض أقواله وصوره، ولكن هل تلغي شجيرة شوك جمال الغابة؟
في تقليد أفريقي نوبي أصيل مازج شدو وردي بين الفنائين المفرد والجمعي، وبين الآلات النوبية وبناتها العربيات والأوربيات وغني باللغتين النوبية والعربية مبدعاً صنوقاً من الألحان والأوزان والإيقاعات تراوحت كنبت الحدائق وتألق النجوم .
كان معلم المدارس الأستاذ الفنان محمد وردي كما عرفته أيام الشتات في مصر وفي بريطانيا إنساناً يختلف كثيراً عما شيع عنه من غرور بل مع إعتداده بنفسه في إختيار أشعار أغانيه وألحانه وعازفيه وهندامه وصفو أماسيه، كان وردي إنساناً متواضعاً كريماً مع ضيوفه رحباً وحفياً بهم، كالعطر في فوحه، والكأس في رشفه، يطيب خواطرهم ويواسي همهم، وينضر نفوسهم، كان إن سألهم في حالهم فبلا لح ولا قح، شارحاً أذهانهم ونفوسهم، وإن أجابهم فحديقة.
كانت الطرفة والسماحة النوبية تغزل بين وردي وبين الجماهير نسيجاً من المحبة والوطنية واللطافة الشجية في حضرته.. إذ عنده يرتفع الغناء راية للإنسان.
http://www.youtube.com/watch?v=fwmieEE-cyY
http://www.youtube.com/watch?v=WkegFEEwjjM



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإختيار الطبقي بين الديمقراطية الشعبية و الديمقراطية الليبر ...
- صورة أخرى لحالة ليبيا في إطار حرية السوق
- المناضل الشيوعي المجيد: الأستاذ التيجاني الطيب بابكر
- الحلف الإسلامي الإمبريالي إلتهم الإنتفاضات
- الليبرالية تحمي النهب والإرهاب الإسلامي ضد شعب السودان
- الجنس الحضاري
- أسامة بن لادن
- الحرية للبحرين
- حرية السوق بين مؤتمرات الشعب وحرية الشعب، والعنصرية في المجت ...
- الأزمة الرأسمالية العالمية والصراع الطبقي في جمهورية مصر الع ...
- الأزمة الرأسمالية العالمية والصراع الطبقي في جمهورية مصر الع ...
- أخو الصفا: عبدالرحمن النصري حمزة
- 19 يوليو 1971
- التأثيل (1)
- نقاط في تحرير القيمة التاريخية لعَبدُه دهب
- ليبرالية الورى والدنيا في دولة الإنجليز وفئآتهم العليا(3)
- ليبرالية الورى والدنيا في دولة الإنجليز وفئآتهم العليا(2)
- ليبرالية الورى والدنيا في دولة الإنجليز وفئآتهم العليا (1)
- ليبرالية الورى والدنيا في دولة الإنجليز وفئآتهم العليا
- تقاسيم الورد على الغناء المنير


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - المنصور جعفر - محمد وردي ..الغناء بين السوق والسياسة