أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - الثورة والثورة المضادة















المزيد.....

الثورة والثورة المضادة


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3643 - 2012 / 2 / 19 - 16:41
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الثورة والثورة المضادة
محمود فنون
19|2|2012
الثورة:
الثورة هي عملية اجتماعية كفاحية تخوضها الجماهير من اجل احداث تغييرات جوهرية على المبنى الاقتصادي الاجتماعي الثقافي(النظام القائم) ,ومن اجل نفي علاقات اقتصادية اجتماعية قائمة وتأسيس نظام جديد بعلاقات جديدة ولمصلحة الجماهير الثائرة.مثل الثورة الفرنسية التي حطمت العلاقات والبنى الاقطاعية واقامت النظام الراسمالي لمصلحة الطبقة البرجوازية.انها تستهدف القضاء على البنية التحتية والبنية الفوقية التي تخدمها واقامة نظام جديد ببنية تحتية جديدة وبنية فوقية مطابقة لها
كما ان العملية الكفاحية التي تستهدف طرد الاجنبي والتحرر من العلاقات الاستعمارية والطبقات الاجتماعية المرتبطة بالاستعمار تندرج ضمن العملية الثورية
وقد اقترنت تسمية الافعال الثورية بالتقدم والارتقاء والتغيير,في المستويين الوطني ,والاقتصادي الاجتماعي.
1-فالثورة الوطنية:هي الكفاح الوطني الذي تشنه القوى صاحبة المصلحة في التخلص من الاجنبي واعوانه المحليين بهدف الاستقلال الوطني وبناء اقتصاد وطني مستقل (حيث ان الاستقلال السياسي يقترن بالاستقلال الاقتصادي للتخلص من كل تبعية للاجنبي) وتعزيز الثقافة الوطنية التحررية .
وهي كذلك النضال من اجل اسقاط نظم الحكم التابعة والتي تنفذ اجندة الدولة المسيطرة مثل دول الخليج العربي,وهي تستهدف التخلص من النفوذ الاجنبي السياسي والاقتصادي.وتاميم المنشآت الاقتصادية الاساسية كالبترول والغاز والمناجم وما شابه كما التخلص من الطبقات الحاكمة المرتبطة بالاجنبي,مثل طبقة الكومبرادور والقطاعات التي تخدم وتعزز التبعية للاجنبي ,حيث لا معنى للتخلص من الحاكمين سياسيا مع بقاء كل الروابط الاقتصادية التي يمكنها ان تعيد انتاج التبعية بشكل جديد. كما تستهدف اعادة بناء الثقافة والقيم الوطنية بما يعزز التحرر والتقدم والقضاء ثوريا على كل ما يتعارض مع هذا المبنى الثقافي التقدمي
2- الثورة الاجتماعية الطبقية:اما الثورة التي تستهدف اسقاط البنية الاقتصادية الاجتماعية ,فهي الثورة الطبقية التي تستهدف تغيير التركيب الطبقي واسقاط الطبقات المالكة وتراثها الرجعي وانتزاع ملكيتها لصالح الطبقات الثائرة وبناء نظام اقتصادي اجتماعي جديد يحقق مصالح الطبقات المنتصرة.مثل الثورة الفرنسية ضد الاقطاع بقيادة الطبقة البرجوازية والتي اجهزت على الاقطاع وانتزعت ملكية الاقطاعيين واقامت النظام الراسمالي الذي يختلف جوهريا عن النظام الاقطاعي في علاقاته الاجتماعية والاقتصادية وكذلك في قيمه واخلاقياته وثقافته وانماط سلوكه وحررت المجتمع من سيطرة الدين والكنيسة وقضت على الالقاب وما تفرضه على الناس من حقوق وواجبات .
والثورة الروسية البلشفية التي قضت على بواقي الاقطاع والقنانة في روسيا كما قضت على النظام الراسمالي المشبع بالاقطاع والعبودية واقامت النظام الاشتراكي ليحقق مصالح طبقة العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين وصغار الموظفين والجند وفي ذات الوقت تخلصت روسيا من نفوذ الاجنبي ونفوذ الشركات الراسمالية الاجنبية التي كانت تنهب خيرات المجتمع الروسي ولها نفوذ كبير على القيصرية الروسية و حكومة كيرنسكي,وتخلت من التراث الثقافي والحقوقي للنظام الاقطاعي واعادت بناء صرح الثقافة التقدمية الروسية بما يخدم التقدم والتطوروبناء قيم المجتمع الجديد
3- الثورات الاجتماعية الوطنية :وهي الثورة التي تتزعمها وتقودها القوى الطبقية للتخلص من الاجنبي او نفوذ الاجنبي وفي ذات الوقت تستهدف تحقيق مصالح الطبقات القائدة للثورة .مثل الثورة الوطنية الفيتنامية التي طردت الاجنبي –الامريكي وفي نفس الوقت قضت على النظام الراسمالي والتبعية الاقتصادية للاجنبي واقامت النظام الاشتراكي واممت كل الممتلكات الاجنبية .وكذلك انقلاب الضباط الاحرار في مصر المعروف بثورة 23 يوليو والذي تحول الى ثورة بالقضاء على الرجعية المحلية الحاكمة, وعلى نفوذ الاجنبي العسكري والاقتصادي والسياسي, ثم تأميم المنشآت التي كان للاجنبي نفوذ فيها مثل قناة السويس ,ثم تصفية الاقطاع واجراء الاصلاح الزراعي بما يتضمنه تصفية الطبقة الاقطاعية ونفوذها والقابها وكل تركتها الثقيلة, والقضاء على شريحة الكومبرادور, وتأميم التجارة الخارجية وتأميم الملكيات الكبيرة, واقامة اقتصاد وطني مستقل والسير في طريق الاشتراكية.
الثورة المضادة:
هي كل عملية تستهدف النكوص عن الانجازات المتحققةكما هو انقلاب السادات ضد الناصرية و|او الوقوف في طريق تحقيق الانجازات الثورية التقدمية ,بما يخدم مصالح الطبقات الرجعية وحلفائها في الداخل والخارج .او على الاقل بما يوقف الثورة القائمة عند حدود دون الاهداف المعلنة والاكتفاء بالحدود الدنيا من الاصلاحات التي تبقي على توازنات المجتمع كما هي مثل الثورات الديموقراطية التي يمكن ان تكتفي بالاصلاحات الديموقراطية في حدودها الدنيا دون المساس بالتركيب الطبقي الظالم
وكما ان الثورات تنطلق من اجل التغيير التقدمي فان الثورة المضادة تنطلق من اجل منع هذا التغيير والوقوف عقبة في الطريق ,او تستغل ظرفا مناسبا بعد انتصار الثورة لترتد على انجازاتها وتعيد بناء التركيب الاجتماعي من جديد بما يخدم مصالح الطبقات الرجعية وحلفائها من الداخل والخارج.
فعندما تهب الجماهير الثائرة من اجل التحرر من الظلم الاجتماعي بقيادة القوى التقدمية ,فانها تستهدف الاطاحة بنظام حكم يمثل القوى الاجتماعية المحافظة والتي تستغل الطبقات الاخرى وتنهب ثروات المجتمع ,وهذه بدورها تشن الهجوم تلو الهجوم من اجل المحافظة على وضعها وسيطرتها ,وهي بهذا تحاول منع انتصار الثورة وتحقيق اهدافها مستعملة كل ما لديها من وسائل القوة مثل الاجهزة الامنية والجيش وجمهرة احزابها من اتباع ومريدين وانصارومسلحة بالقيم والافكار والعقائد المحافظة والتي تخدم استمرار سيطرة الطبقات الرجعية المستغلة .
وبعد ان يميل الميزان لصالح الجماهير الثائرة ,تستمر فلول النظام القديم في مواجهة القوى الثائرة في محاولة لاسترداد مواقعها من جديد .
وقد لا تكون صيرورة الاحداث مكشوفة بسهولة للجماهير ,فان القوى الرجعية تلجأ عادة للتضليل وتخريب وعي الجماهير ضد مصالحها ,وفي هذه الحالة يكون من واجب الطليعة توعية جماهيرها واكتسابها الى صف الثورة مما يسهل العملية الثورية ,بينما القوى الرجعية وبالاعتماد على العقلية المتخلفة المتوارثة و التي اسستها في عقول الناس تشق الجماهير وتجند اجزاء منها بما لديها من امكانيات مادية وقدرات دعاوية ومصالح آنية ,لتعزز وقفتها في وجه الثورة .
واحيانا وعندما تنطلق الثورة وتصبح امرا جاريا وتتعزز استمراريتها ,تنشق المعارضة على نفسها ليقف قسم منها مع التغيير الثوري ويكتفي القسم الآخر ببعض الاصلاحات داعما بقاء القديم كما حال الثورة المصرية حيث وقف حزب الوفد والحركات الدينية الى جانب الجيش الذي يتحمل مهمة الحفاظ على النظام القائم وعلاقاته القديمة,وما التزم به من معاهدات مذلة.
او تتمكن القوى الرجعية المحلية وبدعم من الرجعيات الاخرى المهددة من ترتيب فلوفها والتماهي مع اهداف الثورة القائمة وترفع شعاراتها وتصبح هي المتحكم في مسار الثورة لتنقلب على معظم اهدافها مكتفية باسقاط الحاكم وزمرته كما الحال في ليبيا ليحل محل الحكم البائد قوى محافظة اخرى مرتبطة بالرجعية العربية وتحت سقف الاجنبي الذي تحالفت معه لاسقاط الحكم .
هنا تكون الثورة المضادة ارتدادا على الثورة القائمة والتي تستهدف احداث تغييرات تقدمية .
ولأن الحراك الجماهيري في كل من مصر وليبيا وتونس وسوريا لم يقدم قيادات ناضجة ومتمرسة وعلى مستوى الاهداف الثورية ,فانه قد سهل على القوى المحافظة ان تتبنى اهداف الحراك الشعبي والاستيلاء على قيادته كما حصل في مصر بواسطة الجيش في البداية ثم الاحزاب التقليدية ممثلة لذات الطبقات السائدة في مصر, وكما في ليبيا حيث رجالات القذافي نفسه يستهلون المرحلة بشكل استعمالي مقدمة لقوى محافظة اخرى وتحت سقف الاجنبي وكما هي المحاولات الجارية في سوريا.
ان قوى الثورة المضادة في سوريا تستهدف الحيلولة دون استمرار العملية الثورية التقدمية و تستهدف المساعدة على اعادة الطبقات الرجعية الى سوريا متوجة باستدخال الاجنبي ومستعدة لقبول التدخل الاجنبي ومستعدة لخوض حرب اهلية مدعومة بالفتاوى الدينية في خدمة الرجعية والتدخل الاجنبي ومدعومة من قطر وتركيا ومساندة من الدول الاستعمارية .ان الايدولوجيا الدينية السياسية في بلادنا لا ترى مانعا من تدخل القوى الاجنبية لتحطيم البنى التحتية وتدمير المنشآت وقتل عشرات ومئات الآلاف من اجل مصلحة الاجنبي والطبقات الرجعية المحلية المرتبطة به وهذا هو اصطفافها.
لقد تجمعت القوى الرجعية مكونة من فلول القيصرية الروسية والاحزاب البرجوازية الروسية الرجعية وجندت ضباط المدارس العسكرية بدعم مادي اجنبي ,ثم بتدخل اجنبي دولي في وجه الثورة البلشفية وخيضت حرب اهلية واسعة النطاق ,غير ان الثورة الروسية تمكنت من اجتذاب الجماهير الشعبية من حولها وجابهت الثورة المضادة والتدخل الاجنبي معا وانتصرت بعد اكثر من ثلاث سنوات لتستلم الثورة روسيا منهكة من الحرب العالمية الاولى ومن الثورة المضادة والتدخل الاجنبي وتبدأ بناء روسيا من جديد.
الميزة ان الثورة الروسية كانت بقيادة احزاب صلبة وجماهيرية وقد عبأت كادرها وجماهيرها بروح الثورة المنتصرة ونورتها بالمآل الثوري المستهدف ,وكانت تعرف معسكر الاعداء ومعسكر الاصدقاء ,بالاضافة الى رفض الروس للفتاوى البغيضة من رجال الدين التي شجعت الاستعانة بالاجنبي,وتمتع الرس بالروح القومية الصلبة في وجه التدخل الاستعماري الاجنبي الذي استهدف القضاء على الثورة الاشتراكية واعادة العجلة لمصلحة الطبقات الرجعية في حينه .



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصوفية
- الصراخ من حول الاقصى
- سوريا والمخرج الوطني من الازمة
- الفيتو الروسي والصيني
- مصادرة اراضي في نحالين
- حوار حول الثورة المصرية
- مصر التغيير قادم لا محالة
- مصر الثورة لا زالت مستمرة
- لقمة العامل الفلسطيني مغمسة بالدم
- التقدم الفلسطيني نحو الرمال المتحركة
- صباح الخير
- الجفاف
- الرفض ووقفة المراجعة النقدية
- تعليق على عجالة جميل مجدلاوي المنشورة على الحوار المتمدن
- سوريا الى اين المسار الاقتصادي الاجتماعي
- سوريا والموقف الرمادي
- الحشود الامريكية والحرب
- هل جند الله المؤمنون وبقية الناس الكافرون؟!! جند الله والتفج ...
- التفجيرات في سوريا هي عمل اجرامي
- لماذا كل هذا الموت في العلراق؟


المزيد.....




- -لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر ...
- نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
- لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا ...
- أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض ...
- عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا ...
- إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
- حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
- من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
- بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
- اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - الثورة والثورة المضادة