|
مهزلة المعونة المصرية.. لمن..؟ للأسف دعوتكم كدعوة قوم لوط لملائكة لوط..!
محمد طلعت
الحوار المتمدن-العدد: 3642 - 2012 / 2 / 18 - 10:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مصر تمتلك الكثير من الثروات وأهم هذه الثروات ومواردها الحقيقية هو شعبها، الذي يتم خداعه بمنتهى الذكاء من قبل الذين يحكموه، حيث يتم توجيه دوما لما يريد حاكمه، والآن وفى ظل هذه ظروفه التعسة وفقره المدقع حيث يقع 40 مليون وأكثر من تعداد سكان مصر تحت مستوى خط الفقر.. فيما لا يتعدى الدخل اليومي للفرد أقل من واحد دولار، وفى ظل عدمية حالته هذه مطلوب الآن منه أن يتبرع بالأموال لإنقاذ مصر حتى لا تركع لأمريكا، ووفقا لما قاله الشيخ صاحب دعوة التبرع بأنه سوف ( يأثر- يطلب) من بائعة الفجل بأن تتبرع بقيمة ما تحصل عليه في يومها حبا في مصر..!
وكم من مصائب ارتكبت في حق هذا الشعب باسم حب مصر.. كلمة اللغز أو المفتاح السحري لقلوب المصريين جميعا، فحين يسمعون( سمعة مصر- إنقاذ مصر - حب مصر)، الكل يمتثل ويسير في الاتجاه المراد له وفقا لسحر ووقع وظرف إيقاع هذه الجمل على قلبه، نعم قلبه.. فالمصري عاطفي قليلا ما يستخدم عقله في ربط الأشياء ببعضها البعض، وهذا لا يقلل من فطنته أو ذكائه الفطري، إنما هو هكذا خليط عجيب من العواطف التي تحركه.. فقد قيل من قبل إنه بنى الأهرام وسواء بناها حبا في الفرعون أو خوفا منه فهي في كلتا الحالتين عاطفة( الخوف- الحب) في حين انه لو أدرك الأمر بعقله فما مكث في العذاب المهين على مدار 30 سنه ومثلهم من قبل.!
ولو أدرك الأمر فما كانت تأخذه العاطفة التي يعتمد مبارك ومن حوله أثارتها كلما جاء للمحاكمة على سرير المرض.! ولو أدرك الأمر فما كان يخدعه أصحاب الذقون الطامعون فى صوته من أجل الدخول للجنة البرلمان..! ولو أدرك المصري الأمر لعرف أن أمر المعونة هذه لعبة أخرى لزيادة الضجيج والشد والجذب بين الرافض والمؤيد لها.. لعبة الهاء شعبية جديدة ابتكرها المجلس العسكري ونفذها الشيخ محمد حسان وأذاعها الإعلام المصري.. وشربها المصريين.!
فهل مصر فعلا تحتاج لهذه المعونة سواء الأمريكية أو المصرية..؟ الرد على هذه التساؤل لا أزعم لأحد أن يمتلك له جواب حقيقي خاصة في ظل عدم شفافية المعلومات الحقيقية حول هذه المعونة.. أو بعبارة أخرى لو حقا فقراء (غلابة، بائعة الفجل وأعوانها) مصر. تمتلك هذه المليارات التى يؤكد عليها الشيخ فى حديثه مؤكدا بأنه في ليلة واحدة سوف يجمع أضعاف أضعاف أضعاف من "العشاء إلى الفجر على حد تعبيره"، فلماذا يموت الناس في مصر من الفقر والجوع وانتشار المرض، وهل لو تمتلك بائعة الفجل كل هذه الأضعاف فما جعلها تبيع فجلا..؟!
ولماذا دوما يصر حكام مصر مع رجال دين مصر استغلال شعب مصر. واستغلاله عاطفيا لدفع قوت يومه من أجل مشاريع مصر التي تخدم في النهاية وتحمل اسم الحاكم في مصر؟
إنها ثقافة "الشحاتة" أصبحت سمة في دم السادة بسدنة الحكم بمصر بترويج من السادة الوعاظ: "يا أحباب الله، والله لازال الخير في أمة المصريين في دمعتهم التي تفر من العيون شفقة.. أمة طيبة وهبله وتصدق كل ذقن تمشى على الأرض، حتى لو كانت ذقن مقشة توطى على أيده وتبوسها وتقوله بركاتك يا مولانا"............... هل نحن أمة مصرية بهذا الوصف؟ وماذا صار لنا؟ ومن لعب فى جينات فطنتنا وذكائنا الفطري؟ فهل نحن فعلا شعب طيب الأعراق أم شعب أهبل الأعراق.. حين لا نميز بين ذقن وذقن.. وحين نصفق للأهبل ونصفه بالإعلامي الكبير. وحين يفرض علينا الاحترام والطبطبة على نفسية رجال الشرطة "الغلابة الطيبين المؤدبين اللى افترينا عليهم" ونصدق بأننا افترينا على رجال الشرطة، وما علينا بسبب وعظ رجال الدين إلا أن نقدم لهم الخد والقفا ليصفعنا عليه مرة أخرى حتى تعود لشرطي هيبته ويكتسب الثقة في نفسيته المنهارة.!
وأغرد على ربابة العهر بين رجال العسكر ورجال الدين: "يا نطع منك له.. عيب على الزج باسم الرب وباسم الوطن... لاستغلال مشاعر الفقراء... يا مولانا كنت افتي بتشغيل الأسر والشباب العاطل عن العمل... كنت افتي بالإخلاص في العمل.. كنت انشر ثقافة العطاء لا ثقافة مد اليد... كنت افتى بإقامة العدل وإقامة الحد على السارق الأكبر " ولمن سوف تذهب أموال المعونة يا رجال العسكر والدين....؟؟؟؟؟؟؟؟ هل ستذهب إلى إنتاج صاروخ مصري مثلا أم إبرة خياطة والله نشكر الرب لو جت على صناعة إبرة خياطة مصرية) أم بناء كنسية أو أحياء سكنية تجمع بين المسحيين والمسلمين في مصر حتى نعمل على رأب الصدع والشرخ والفتق في السروال المصري الذي يجمع بين مؤخرة المسيحي والمسلم. أم هذه شعارات وكلمات تقال في المناسبات التي أسقطت من على مؤخراتنا السروال.!
دخل المجلس العسكري بمرتباته حسب نسوره و سيوفه وأنت طالع تفوق الخيال.. دخل شيوخ الدين ومرتباتهم حسب تقصير جلبابه وسرواله ونوعه إلى أطلاق وكثافة ذقنه وأنت طالع تفوق الخيال..! دخل الفقراء من شغيلة مصر وبائعي البط والجرجير دخلهم اليومي (البقاء لله) وأنت نازل أحط أجور عرفها المجتمع الدولي.!
يا مجلسنا الموقر كنتم أدمجتم الصبية في مراحل التعليم وتأهيلهم بدل دهشتكم (هو في ثائر عمره 12 سنة؟!)، كنا التففنا حولك بدل هذه الشحاته. المعونة الحقيقية التي سوف تنهض بمصر وتجعلنا نتحدى أمريكا والعالم تحديا بالعلم والثقافة والحضارة وما ننتجه ونزرعه بعقولنا وأيدينا حين تكون هناك دعوة من رجال الدين ورجال السياسية دعوة إلى العمل والإخلاص له.
لا لدعوة "الشحاتة"، والتسول تغطية على فشل الإدارة الاقتصادية للبلاد. فأين خطط الجنزورى؟ وأين أموال المنح والدعم المالى التى كانت تحصل عليها سيدة التعاون الدولي؟ أين دخل وعوائد البترول والغاز المصري؟ وأين ألف وألف حاجة مصرية.؟؟؟؟
عذرا أيها الكبار. كنت احترمكم إن كانت دعوتكم في زراعة وفلاحة الأرض المصرية.. إن كانت دعوتكم في إنتاج أول منتج مصري يحمل اسم مصر ونغزو به العالم. إن كانت دعوتكم تبنى موهبة علمية أدبية مصرية ونشلها من الضياع وتوفير كل السبل لها لتعمل وتفكر وترفع اسم مصر. دعوتكم للأسف كدعوة قوم لوط لملائكة لوط..!
فاشلون.. أنتم يا مجلس العسكر والدين والوزراء في مصر. نعم فشلتم جميعا في إدارة الأزمة. انهيار اقتصادي وانهيار أخلاقي وانهيار ديني و(ربنا يستر وميكنش في انهيار عسكري مع أن ثقتي في جنود مصر ليس لها حدود). فما سبب عنادكم جميعا وما سبب تجاهلكم لنا نحن الشعب الذي نكن لكم جميعا كل الاحترام. وأنتم هكذا بجرة قلم، بكلمة لسان شيعتمونا فرق وأحزاب بين مؤيد أهبل ورافض خائن..! لماذا؟ ونحن جميعا نحب هذا الوطن نحبه بصدق ولا نكترى عاطفتكم السياسية كما فعلها كبيركم مبارك المخلوع معنا وصدقناه، وفى اليوم التالي دخل علينا بفيل أبرهة الحبشي..!
وكالعادة دائما تشغلوننا بأي شيء لتمرير شيء....
ورب محمد بالسماء، لن ادفع مليما واحد لكم يا هياكل كفرة قريش، فاذهبوا وخذوا المعونة من ذقون الأعمال والإعلام.. خذوا من كبار قادة العسكر.. أما نحن فقراء المحروسة فلنا الله والستر ولقمة حاف مغموسة بدم أولادنا..
#محمد_طلعت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الذين لا يعرفون سوريا الآبية -1- يمزقونها على طبق الحرية الب
...
-
أزمة المرأة العربية بين أفخاذ و عقول الذكور
-
فماذا بعد العصيان المدني بأرض مصر؟
-
إسقاط ما تبقى في المصري من مصريته.. رائع يا مصريون ورائعة ثو
...
-
وصيتي إليكم قبل 11 فبراير: إن مت فلا تقولوا عنى شهيدا.!! صفو
...
-
شذوذ الحزن على صقيع الدم المصري
-
مشاهدات حياتية نقدية -1- من واقع النشيج والذقون
-
النص الإبداعي التصادمي مع واقع الثورات العربية الطرح النظري
...
-
شاى المسطول - وماجاء فى الكتاب المسطور المهجور-
-
شيزوفرينيا الهطل الثوري في عقل الشخصية المصرية
-
الغياب العقلي للمرأة المصرية وطمس هويتها وشخصيتها السياسية
-
من قبو السجون إلى قبة البرلمان المصري (1) الإخوان المسلمون ف
...
-
الخيط الوهمي بين الأديب والفيلسوف.. وصناعة الحياة العربية قا
...
-
رفس الجحوش - احك ياسواد- النهيق الاول:أيام الوصل والمحبة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|