أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - الملابس وأباحية العصور














المزيد.....

الملابس وأباحية العصور


منى حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3640 - 2012 / 2 / 16 - 22:54
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لعلهم لم يكونوا ذكورا ولعلهن لم يكن أناثا، كان الأنسان القديم أنسان الكهوف ذكرا أو أنثى يتجول عاريا وينام عاريا، ويتشاركون بكل أشكال الحياة ولم يكن هناك وقتها شيء أسمه تكنلوجيا أو شيء أسمه مدنية وتمدن.
لم تكن تتعرض المرأة للتحرش والأغتصاب لأنها تكشف عن أجراء من جسدها، وحين تنتفض لا تتعرض لشيء أسمه فحص العذرية.
كانا متساويين في مايرتدون أو لايرتدون فحسب الأساطير لم يكن يغطي جسديهما إلا ورقة شجر، ما الذي غير الموازين وقلبها؟؟ أتراها ورقة الشجر في الأسطورة كانت أكثر ثقافة وتحضر من عصورنا الحالية!! أتراها ورقة الشجر كانت تخفي المرأة وتحميها أكثر من ملابسنا العصرية!!؟؟ أتراها ورقة الشجر كانت تفرض على الذكر القديم أحترام جسد المرأة وأحترام وجودها على طبيعتها العارية أكثرمن عصورنا الحالية!!؟؟ أتراها غريزة ذكر الكهوف كانت مروضة ومهذبة ومتحضرة أكثر من ذكر التكنلوجيا والمدنية والتمدن!!؟؟
ماذا يحدث للأنسان والأنسانية؟؟
بدا الأنسان القديم بأكتشاف الملابس لحماية جسده، لبس الأنسان الملابس وطورها لمواجهة الظروف المناخية وعنف الطبيعة لا لتعوير المرأة وأذلالها لا لتحجيبها وأهانتها.
ماذا حدث مع بداية لجوء الأنسان الى الغيبيات؟؟ ماذا حدث حين أنشأت الديانات؟؟ الديانات بتلاوينها أتخذت من جسد المرأة ركيزة لبقائها وأستمرار وجودها لترسيخ سلطتها الذكورية، ففرضت أزياء خاصة على المرأة تحت ذريعة رضوان الرب، أن ألتحاف المرأة وتدثرها كان هو شرارة أنطلاق الأباحية داخل المجتمعات الأنسانية. وبسبب هذا الضغط والتحجيب تولدت اللهفة والشبقية لدى المرأة بسبب تقييد عقلها قبل جسدها، الخطاب الديني حاصر المرأة وجعل منها فقط وعاء للتفريغ الجنسي للذكور، وتلك الثقافة وجدت ضالتها ونمت في العقلية الذكورية التي حولت الرجل وغريزته الى موجود شاذ، كل همه أقتناص الفرصة وأختلاس النظر لسرقة ما يمكن سرقته من لحظة أنفلات لتدثر وتحجب. من ذلك يتوضح لنا أن الملابس التي فرضت على المرأة والرجل على حد سواء، هي التي نشرت الأباحية على مر العصور.
أن الكبت والحرمان الذي يعاني منه الطرفان المرأة والرجل بسبب التجهيل والتحميق الذي فرضته الأديان على العلاقات الأنسانية بين الجنسين، هو الذي نشر الأباحية داخل المجتمعات التي حكمتها تلك الأديان، فآلهة تلك الأديان تتربص للجميع بالعقاب الشديد والغضب الكبير والنار بأنواع واشكال متعددة. أنسان عصور ما قبل الأديان رغم بساطته ورغم تعريه ورغم شكل الحياة البدائية التي كان يعيشها، لم يكن أباحيا في موضوع الجسد والمرأة والغريزة. لكن ظهور الأديان والالهة هي التي حولت الأباحية الجنسية الى ثقافة ورمز أجتماعي يدفع بها نحونا نحن النساء.
من هنا ورث النظام الرأسمال ما فرضته الأديان على النساء من تعسف أبتدا من فرض الحجاب الى الأمور الأخرى التي أعاقت أحترام وجودنا بالكامل، حيث حولت التكنلوجيا أجسادنا نحن النساء الى مشروع استثماري بربحية عالية جدا، فنجد المؤسسات الراسمالية تحقق أرباحها من منتوجات صناعة الجنس كالصناعات السينمائية وأنتاج الأفلام الأباحية وغيرها الكثير الكثير من المجالات التي أتخذت من الجنس مصدر لربحيتها على حساب أنسانية المرأة ووجودها وكرامتها.
الأنسان القديم كان أشتراكيا بالفطرة أشتركيا في الفكر والتصرف لم يكن يفكر في كيفية أستثمار جسد المرأة، ولا في معاملتها على اساسات العورة والرجس وغيرها من المشتقات الدينية التي دعمت وبشكل كبير نمو الرأسمالية. من ذلك نفهم لماذ كان الأنسان القديم أشتراكيا بالفطرة، علينا أن نفكر كيف تحول هذا الذكر في عصر المدنية والتكنلوجيا الى أباحي يستبيح المرأة بشكل دوني لا أنساني.
عزيزاتي النساء في كل العالم هل علينا التخلي عن المدنية والتكنلوجيا والعودة الى عصور الأنسان البدائي، عصور لم نكن نتعرض فيها الى شيء اسمه تحرش، شيء اسمه أغتصاب، عصور لم تكن فيها أنسانيتنا تقاس بالعذرية، عصور لاتعاملنا على اساس العورة والرجس والشيطان. عصورا كنا فيها متساويين في العمل في الأكل في الملبس في السكن والنوم، كنا متساويين في النهوض في التطور في أكتشاف الحرفة والعمل عليها وتطويرها، عصور لم تكن المرأة فيها الأضعف والرجل فيها القوام، عصور لم ترفع شعار استغلال أجسادنا كمشاريع ربح رأسمالية. عصور لم يكن فيها شيء اسمه الحريم والجواري وما ملكت أيمانكم، عصور لاتنتج أفلام أباحية على حساب أجسادنا وكرامتنا الأنسانية، عصور تحترم الروابط الأسرية، عصور لانتعرض فيها للقتل (غسلا للعار) ولا لفحص عذرية.
أن التحرر والمساواة ولدت مع ولادة الأنسانية ووجدت مع الوجود البشري.
الأنسان يولد اشتراكيا.
الديانات هي من أوجدت التفريق والطبقية هي من أوجدت الأنحلال وركزت الأباحية.
ووريثها اليوم النظام الرأسمالي.
أتراه الأنسان في عصر الكهوف كان يحترم الحرية الشخصية للمرأة أكثر من الأنسان المتحضر ابن المدنية والتكنلوجيا.
الأزياء والملابس حرية شخصية لا يجوز لأي فرد كان أو جهة ما التدخل في فرضها أو أختيارها.
الديانات تستمد قوتها الأسطورية من أستثمار واحتكار جسد المرأة وأذلال أنسانيتها.
النظام الرأسمالي يرصّد بنوكه من الأتجار بالمرأة وترويج جسدها.
والجمهورية الأشتراكية ترتقي بالأنسان بالتحرر بالمساواة.
يا نساء العالم ليس أمامنا سوى ثلاث خيارات، فأما أن نكون متدينات منحرفات وشبقات، وأما أن نكون أجيرات لانأخذ من أجورنا شيء سوى الذل والأنحطاط، وأما أن نكون أشتراكيات نصنع الحياة ونفرض وجودنا بالتحرر والمساواة.
************
الأمضاء
بقلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم



#منى_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا نساء العالم أتحدن
- هل سيشرق على وطني زمن أنفتاح
- الى السيدة وزيرة القوامة وزيرة تركيز عبودية المرأة
- معاهدة الدين أوقطع رأسي
- تاء التأنيث
- مع حملة التضامن مع نساء ثورة مصر والشرق الاوسط
- ياسمين ((ضحية الفصل العشائري))
- غشاء البكارة
- تعدد الزوجات
- حوارات عارية
- أنا وأنت
- حكومة الأسلمة في العراق تعلن عن حربها ضد النساء
- لن تسلبني كلماتي والقلم
- جهنم ستملؤها النساء!!
- أنا فقط اطالب بالحرية
- لا للعنف ضد المرأة
- علني جدا (2).. تبريرات السيد شاهر الشرقاوي
- علني جدا... الى السيد شاهر الشرقاوي
- ألبسوني ثوب العهر
- أريد أعيش


المزيد.....




- 800 دينار الآن سجلي..كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة با ...
- اليوم العالمي لمكافحة السرطان: تعزيز الوعي والتكاتف لمواجهة ...
- بين الدم والولادة: سناء وليلى وغسان… رموز خالدة في ذاكرة الم ...
- منظمة الصحة العالمية: أكثر من 4 ملايين امرأة وطفل/ة دون رعاي ...
- تعديل قانون البلديات في لبنان: عن انتزاع حق المتزوجات في الت ...
- بهتان تونس… ضحية جديدة تنضم إلى لائحة العنف الأسري في الجزائ ...
- ثبات امرأة يمنية لحماية ابنها في محل أثناء قصف أمريكي
- الإفراج عن الأسير الفلسطيني أحمد مناصرة بعد نحو 10 سنوات من ...
- ما قصة قضايا الاغتصاب في الشكوي السودانية ضد الأمارات؟
- تقرير للعفو الدولية يتهم قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم عنف ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - الملابس وأباحية العصور