نوستاليجيا القبائل

ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 3640 - 2012 / 2 / 16 - 16:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

نستطيع ان نقطع بأن الانسان هو الكائن الوحيد الذي يشعر بالحنين لزمان او مكان معين من الماضي-ماضي حياته او حياة اسلافه-.فلا يمكن ان تعتبر حركة الحيوانات والطيور,من هجرة وتنقل-حنينا-فهي لاتدخل في خانة المشاعر,بل هي اندفاعة غرائزية جبريةتحثه على طلب الطعام او التناسل او المناخ او البيئة المناسبة وهذا ينطبق على البشر عمومافلا يوجد استثناء سوى في الدرجة لا في النوع..ما مصدر وماهية الحنين المحموم والمرضي للامس,لمسقط الرأس,للتاريخ والجغرافية الميثي والواقعي؟؟للمنابع والاصول الدينية والثقافية والاجتماعية ؟ماعلل الحنين والتوق لايام خلت وعصور مضت وتنسم نفحاتها بالروح ووهم التصور والذاكرة الايدولوجية؟؟.... بالامكان الجزم ان اسباب (النوستاليجيا)باعثها سايكولوجي وجداني اكثرمن اي شيء آخر,بالاضافة للاشعور الفردي والجماعي الثقافي والتربوي من تنشئة واعراف وعادات مستحكمة وعلاقات بطرياركية متجذرة في التكوين القبلي.العشائري.المناطقي.وقد يكون المحفز عقد مقارنات وتفاضل بين الحاضر والماضي اوالمأثور التاريخي الذهبي المتسامي والواقع البائس والمريرالذي ينوء به بين الذاكرة الخرافية والملموس المندحر والمنحط..او ربما استعادة لعالم الطفولة الخاصة,اوطفولة البشرية كل هذه الاسباب وغيرها تصلح تفسيرا لمنشأ الحنين لما هو خلفنا زمكانيا..لكن يبقى هناك تباين واختلاف بين الشعوب والجماعات ووفق التطور الاجتماعي والاقتصادي والتقني ودرجة الاقتراب من الحياةالمتمدنة والرقي الفكري والثقافي مما يولد تأثيرا حاسمافي قوة الحنين ودرجته.ففي حين تجد المجتمعات الغربية المتخمة ماديا والغارقة ببحر التكنولوجيا المتطورة وشمولية المعلوماتية والاتصالات,يحن افرادها للعودة الى الطبيعة:رغبة في الصيد..التخييم وتسلق المرتفعات..تجوال في الغابات والمراعي..السياحة الى الاماكن القصية والغريبة..اما نحن-وما ادراك مانحن-؟؟البلدان المتخلفة(عفوا)اقصد البلدان النامية.تحالفنا مع الغراب والسلحفاة في سيرهما ورمزية التشبيه -مع اعتذاري للحيوانات وطبيعة تكوينها-.ارواح الموتى تختلط باجسام الاحياء.نفوس مختنقة بالذاكرة القصية-بالمعنى السلبيالذي يحجر ولا يغير-وعواطف تسكن خيام قبائل اندثرت,وثقافةباكية كحنين(الجارية)لديار كانت قديما ديارا-كما قال الشاعر-...الغرب منتجا ومستهلكاومصدرا لتكنولوجيته اي انه بنية متماسكة ومنسجمة ليس فيها فصام او ازدواجية اوتناقض ام الجنوب وشرقنا نحن فهو مجرد مستوردا مستهلك لايملك زمام او مفاتيح الحداثة بكل مستوياتها فظل قابعا في قاع التاريخ او ماقبله وربما سيخرج منه اذا استمر على منواله هذا يستخدم ارقى ماوصلت اليه التكنولوجيا وين للخيمة والبعير ورعوية القرون الوسطى-

#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات