محمد طلعت
الحوار المتمدن-العدد: 3640 - 2012 / 2 / 16 - 15:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحمقى الذين لا يعرفون من هي سوريا، فيقول تاريخها الحضاري القديم والحديث بأنها كما الحقيقة العلمية في الفراشة الجميلة التي كتب عليها دائما في لحظة الميلاد قسوة جبارة لا يتحملها أعتى الكائنات قوة، فميلاد الفراشة كما ميلاد سوريا على مدار تكرار ميلادها عبر التاريخ فحين تساعدها وتكسر شرنقتها من الخارج كي تخرج إلى النور والميلاد الجديد تذبل وتتوارى؛ فهذا يعنى موت محقق للفراشة وعجز كامل عن عدم القدرة على الطيران.. هكذا سوريا أيها الحمقى فلا تجرون لها من يكسر شرنقتها حتى لا تصاب بخيبة أمل كما صار في باقي البلاد التي استعانت بمن كسر لها قيدها.!
ثورتها – سوريا- هي الأمل، وهى الملاذ لنا جميعا. إن كتب لها التوافق بين طوائفها وشعبها ونظامها الحالي حتى يدرك فخ مأزقه الراهن ويسرع لتنفيذ جملة إصلاحات حقيقية وفورية من شأنها علاج الموقف المتأزم حتى لا يأتي له آخر ويكسر عليه شرنقته. وعلى الجميع أن يحتمي بشرنقته الثورية حتى لا يقع في الفخ المصري والليبي واليمنى والتونسي.
نعم للثورة .. وبكل قوة نعم للثورة حين تكون نابعة من ميلاد داخلي على يد أبنائها من الداخل، ولست ثورة تصفية مصالح وتربيطات دولية من شأنها تغير خارطة العالم لحفنة أهداف خبيثة تم بثها في العقول التي تنادى بحماسية الثوار بلا عقل مدرك تبعية الموقف.
نعم يذهب كل ملوك العرب ورؤساء العرب إلى الجحيم ولتذهب الفئة الضالة من الشعوب إلى الجحيم، لكن دعونا نتخيل شكل الجحيم كيف يكون ببلادنا..؟!
وحين ندرك شكل الجحيم سوف نحافظ على ثورتنا بإرادتنا وعقولنا البناءة للوطن الحر بلا تبعية ولا إمعة دولية. ولتكن ثوراتنا القادمة هنا في مصر وباقي البلاد من الخليج إلى المحيط.. ثورة فراشة بفكرها وبفطرتها السليمة تكسر بمفردها الكم الصخري الغليظ المحاط حولها حتى تخرج كائن قادر على الحياة والنور والحرية والطيران.!
دعونا الآن نرى اليد التي تساعد فراشتنا فى كسر شرنقتها، ولتكن كسر شرنقة مصر وليبيا واليمن وتونس ومن قبل العراق عبرة لكم يا أهل سوريا.!
بعد تشتت وتشرذم العراق جاء الدور على السقوط في فخ تسونامى التغيير فى ابتلاع مصر وتشقق ليبيا وطمس ملامح اليمين وميعة تونس وأرجحة بعض الممالك العربية بين الاحتماء السلمي بقبضة الملك أم قبضة الشعب وإعطاء التغير الذي يرضاه الشعب كنوع من التهدئة.
فلماذا ثمة دول معينة هي التي تم الإطاحة بها مبكرا فى تونس ومصر وليبيا واليمن عن باقي الدول الأخرى؟
أولا: تسونامى التغيير هذا لا يهمه مصلحة الشعب في أي شيء ولا يعنيه الديمقراطية وحكم الشعب بالشعب، الذي يعينه فقط هو إسقاط رموز أو رؤؤس الأنظمة فى هذه البلاد، وكما قلنا سابقا كانت تونس الشيكولاته الأنسب لفتح شهية باقية الشعوب لعدة أسباب أهمها الضعف الواضح على حكم بن على وحالة التنوير الواضحة بين صفوف النخبة التونسية التى لقطت الخيط وتحركت على الفور وأسقطت النظام فى غضون أيام، وحين بدأت تسعى نحو الديمقراطية وعلمنة الدولة فُرض عليها إسلامية الحكومية.! فخ وقد شربته النخبة العلمانية بتونس- إن جاز لنا التعبير_.
أما مصر السقوط التالي الذي أذهل النظام نفسه الذي لم يصدق بأن نهايته ستكون بهذا الشكل. صمد عدة أيام بمكر رجاله لكن المكر الأكبر كان مخطط بقوة حيث لا مفر من سقوط مبارك وقد خدم هذا السقوط الجيش بشكل ما حين ضحى برأس مبارك حفاظا على ما تبقى من المؤسسة العسكرية تحت شعار الشعب والجيش يد واحدة. فخ هو الأخر ربما.
لبيبا ومصيبة المصائب إن الوحيد الذي كان مدرك لهذا الفخ ومستعد له من حكام العرب كان القذافى لكنه كان يحارب لوحده دون شعبه وسقط مقتولا. اليمن تمت التسوية بين رأس صالح وترك النظام فاختار صالح رأسه بالطبع ولجئ إلى أمريكا.
الملحوظة الأخرى الأكثر غرابة كان يتردد عمدا أو تم تسريب للشعب الثائر الثروات الكثيرة في حوزة حكام الأنظمة تلك التي إن وزعت على الشعب لأصبح شعب ثريا حيث ان هذه الثروات في خزانة وحساب مبارك وأسرته والقذافى وأسراته وزين العبدين وأسرته كفيلة بجعل حياة الشعوب وردية حتى لا يكون بينهم فقيرا والوصول إليها مرهون بإسقاط هؤلاء.. وبالفعل تم إسقاط هؤلاء، فأين ثروات الزعماء.؟! هل عادت.. هل تم تقسيم أرصدة الرؤساء على الشعب، هل نعرف الرصيد الحقيقي لهؤلاء الرؤساء؟ هل في الإمكان بالغد أن نحصل على هذه الأرصدة؟ فخ أخر ربما؟!
إذن النتيجة هنا، إن التسونامى هذا لم يطهر الأرض إنما اقتلع ما عليها وترك ما ببطن الأرض من نفايات سوس ينخر في وجدان الأمم العربية حتى لا تنهض وحتى لا يتحقق تغييرا حقيقا بثورة حقيقة كما الثورات الحقيقة التي قدمت بلادها.
ونحن الشعوب والنخبة قدمنا لتسونامى هذا ما أراد بالضبط، وتراجع التسونامى بمده المساعد وتسريباته لنا حول كيفية التصرف حيال أزمة الصراع بين الحاكم والشعب أبان هوجة الإعصار حتى سقط الحاكم فهدأ الإعصار وتراجع وترك النخبة والشعب يأكلون في بعض لصالح تيار أوحد جاء به تسونامي التغيير يبدو أن هذا التيار (التيار الإسلامي بوجه السلفي) هو الخادم الجديد لمصالح التسونامى. والمعنى بأيدنا حررنا قيدنا من أقدمنا وضعناه بأيدنا حول أعناقنا.!
ثانيا: ولكم أن تتخيلوا حالة التطويق الأمني لتسونامي التغيير لخارطة العالم الثالث
الجنوب العربي فى اليمن مفتوح وشمال إفريقيا فى تونس ولبيبا ومصر مفتوح والشمال الشرقى للعرب فى العراق مفتوح - وفى انتظار سقوط سوريا- إن نجح تسونامى في الوصول إليها، والمعنى أن كل الطرق مؤديه لإيران ومن ثمة الحفاظ على إسرائيل وتهديد النفوذ الروسي ومن ثمة الحد من أي نفوذ مستقبلى للصين فى المنطقة.
وبهذا التطويق الأمني للعالم العربي من أطرافه في إشعال منطقة حوض البحر المتوسط العربي في التهاب الصراع بين تركيا واليونان من البوابة الشمالية للعرب على البحر المتوسط ومن مصلحة هذا التطويق شدة حدة الصراع بين تركيا واليونان وبدا اللعب المبكر فى وضع اليد على غاز البحر المتوسط وإعطاء تركيا دورا دوليا بالمنطقة مع إفقار اليونان بانهيار اقتصادها، وها هى على وشك تسونامى التغيير هي الأخرى.
هل هذه مؤامرة كما يحلو للبعض تسميتها والاعتقاد بها أو إنكارها ؟ بالطبع لا، فهو قانون البقاء للأقوى، والإبقاء على بعض العبيد والخدم الذين يخدمون الأقوى.
لماذا، أو كيف؟ فهناك عدة شواهد طرحت من قبل وعلى المحلل الباحث أن يربط بين هذه الشواهد ليستخلص عدة نتائج وهى التى سبق وتحدثنا عنها فوق هذه السطور، والآن نرصد بعض هذه الشواهد لعل الشعب السوري يدرك الفخ والقيد الذي يحاك حول عنقه.. وهى نفس الرسالة التي نوجها لبشار الأسد أن يتصرف حيال الموقف ويتكاتف مع شعبه لصد الهجمة الشرسة على ما تبقى من حصن عربي قوى أمام تسونامى التغيير.
كانت البداية كما سربت أو سربتها أجهزة مخابرات الدول التى سقطت فى تسونامى ونشرت فى الصحف لكن عيبنا كشعوب ونخبة لا نقرأ بين السطور وإن قرأنا لا نربط الأحداث بين ماضيها وحاضرها، وسوف انقل متن الأحداث كما هي للأمانة العلمية والتاريخية مع بعض الحواشى التحليلية حولها نتفق أو نختلف حولها لكن يبقى متن الحدث أكبر مفسرا للأحداث الحالية:
أولا: الصراع الأزلي بين الدب الروسي والجوكر الامريكانى فى أبراز التفوق على الأخر، فبعد تفتت الاتحاد السوفياتي بالضربة الأمريكية التى أنهكت الدب الروسي وشتت اتحاده إلى 15 دويلة فيما يعرف بأوربا الشرقية ودول شمال شرق أسيا التى انقسمت الثروات والخيرات الاتحاد، ظنت أمريكا أنها انتصرت على الدب، لكن المفاجأة الأكبر كانت عام 1992 حيث تم إقرار اتفاقية كيوتو للحد من انبعاث الغازات إلى الجو و لمنع تفاقم الاحتباس الحراري, و في العام 1994 ألزم الإتحاد الأوروبي نفسه بهذه الاتفاقية و أصبح الغاز أهم من النفط, و الغاز موجود في إيران و روسيا. فهل ستسمح واشنطن بزيادة النفوذ الروسي في أوروبا و خصوصا بعد زوال حلف وارسو و بالتالي زوال سبب وجود الناتو.؟ وهذا كان السؤال الصعب لدى المخابرات الأمريكية كيف تتصرف حيال هذا الموقف؟ فلم تجد إلا الخليج العربي وإشعال وحسم الصراع الحدودي بينه وبين إيران
وعقدت في عام 1995 صفقة في قطر أدت إلى انقلاب الابن على أبيه بمساعدة أمريكية , وعليه اثر الانقلاب هذا وإتباع الابن للامريكا جرى ترسيم الحدود مع إيران و بدأ استخراج الغاز لتلبية الطلب الأوروبي, فكان البدء بتسييل الغاز القطري إلى أوروبا لمنافسة الغاز الروسي, و جاء هذا بعد أن قامت واشنطن بإشعال الشيشان و يوغسلافيا بوساطة الأفغان العرب وارتباك شركات الغاز الروسى فى هذه الحروب.
ثانيا: بدأت أمريكا الأقوى على الساحة تفكر بجدية لخلق كيانات جديدة فيما يعرف بـمشروع الشرق الأوسط الجديد، فواشنطن تدرك خريطة الغاز في المنطقة و هي في تركمانستان و أذربيجان و إيران و مصر.. مع علمها بوجود الغاز ساحل البحر الأبيض المتوسط ما بين فلسطين و لبنان وسوريا و قبرص, و أدركت واشنطن إن السيطرة على هذه المنابع تعني بقاء واشنطن قطب أوحد يدير العالم, فهي قادرة على منافسة الغاز الروسي , و كون غاز أذربيجان و تركمانستان الوصول لهم صعب كونهم في منطقة نفوذ روسي , فإن الوصول لهم سهل في حال سيطرت واشنطن على غاز المتوسط و زودت أوروبا بالغاز.
ثالثا: بدأ طرح عدة أسئلة فى الإدارة الأمريكية حول كيفية السيطرة على غاز المتوسط ، وكان الرد الوحيد على هذا التساؤل هو أن الحصول على غاز المتوسط يحتاج إلى سلام في المنطقة, و السلام في هذه المنطقة يعنى نهاية إسرائيل والتخلي عنها, و هنا قررت واشنطن تقسيم الشرق الأوسط إلى دول طائفية تديرها إسرائيل, بحيث تتمكن من تصفية القضية الفلسطينية, و لكن قبل طرح مشروع الشرق الأوسط الجديد كان هناك طريقة أسهل في نظر واشنطن و هي القضاء على المقاومة في لبنان فيمكن الوصول إلى الغاز دون حل القضية الفلسطينية, التي أصبحت عائقا أمام مستقبل واشنطن, فكيف بدأت واشنطن بالعمل للسيطرة على هذه المنطقة, علماً بأن المشكلة في وجه واشنطن هي إما تصفية القضية الفلسطينية أو القضاء على المقاومة في لبنان، وكان مخطط الحرب الحرب على لبنان في عام 1996 تحت اسم عناقيد الغضب للقضاء على حزب الله و المقاومة , لفرض سلام مع لبنان يؤمن إمدادات الغاز, و لكن فشل العدوان الاسرائيلى الذى أعطى للمقاومة اللبنانية المشروعية و ألزمت إسرائيل أول مرة بتاريخ حياتها للالتزام بتفاهم نيسان, و ثم جاء عام 2000 و هو عام النكسة الأمريكية, حيث تحرر الجنوب اللبناني و بنفس العام وصل بوتين خصم الغرب إلى السلطة في روسيا, على إثر وفاة يلتسن.
رابعا: كان هذا بمثابة عائق عثر أمام السيطرة الأمريكية بالمنطقة، وكان لا مفر أمامها إلا فى الإسراع فى البدء بتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد. خاصة وأن واشنطن أدركت أن الغاز القطري أصبح عاجز عن المنافسة في السوق الأوروبية و أن النفوذ الروسي يزيد في أوروبا مع ازدياد الطلب عليه, و ليس ذلك فحسب بل بدأت موسكو بالانتعاش الاقتصادي تستعيد عافيتها, ومع وصول بوتين إلى السلطة و التقارب الصيني الروسي, و سقوط بعض معاقل واشنطن في أمريكيا الجنوبية، و كانت البداية من احتلال أفغانستان, و طبعا الهدف هو قطع طرق الترانزيت عن الصين و محاصرتها و محاصرة روسيا من جهة ثانية و محاصرة إيران. روجت أمريكية الحرب ضد الإرهاب الإسلامي حتى تكون زريعة لها فى الوصول الى الاراضى الافغانية ومن ثم الضربة الأخيرة لكسر الشوكة العربية الكبرى وقتئذ وهى العراق المتمثل في صدام حسين.
خامسا: وبنفس الوقت كان العداء الظاهر للتيار الاسلامى مع التعاون مع من تحت الطاولة حيث أدركت الادارة الأمريكية قوة النفوذ التيار الاسلامى فى المنطقة ورأت فيه المستقبل الذى يسهل لها مهمة القضاء على اعدائها بطريقة ميسرة بلا تدخل منها وبدأت الصفقة التي بدأت فى الصفقة التركية ففي عام 2002 , عقدت واشنطن صفقة مع رجب طيب أردوغان و عبد الله غل الذين انقلبا على معلمهم أربكان, و أسسا حزب العدالة و التنمية ليصبح عبد الله غل أول رئيس حكومة إسلامي في تركيا, و كما كان الانقلاب في قطر سببه الغاز كان الانقلاب في تركيا سببه الغاز فمع ظهور حزب العدالة و التنمية أعلنت واشنطن عن خط غاز نابوكو, و عند الأمريكيين حتى الاسم له معنى , فنابوكو اسم عمل موسيقي لفيردي يتكلم عن ما سمي سبي" نبوخذ نصر" لليهود في العراق, و بعدها بعام تم احتلال العراق فعلا.
سادسا: دور سوريا فى الفخ النابوكو. تدرك واشنطن أن الغاز في آسيا الوسطى محال أن يصلها, و في إيران الحرب شبه مستحيلة, و لكن روسيا لم تكن تدرك أن البحر المتوسط يحوي الغاز الذي تريده واشنطن, فواشنطن حين أعلنت عن خط نابوكو( كخداع استراتيجي للروس) كانت تعتقد موسكو أن هذا الخط ولد ميتا, و لكن واشنطن كانت تخطط أولاً للحصول على الغاز من مصر و ساحل المتوسط فلسطين و لبنان وسوريا و قبرص, و مع تقسيم و تدمير سوريا ستحصل حتما بلا حرب على الغاز الإيراني , و بالتالي لن تستطيع بعدها موسكو شراء الغاز الأذري, فبذلك تفقد موسكو نفوذها في المتوسط و أوروبا ووسط آسيا دفعة واحدة, و تكون واشنطن سيطرت على العالم للأبد.
سابعا: لماذا نابوكو؟ ولماذا كانت زيارة اردوغان إلى القاهرة والتى رحب به المصريين على كونه بطل يجب الاحتذاء به فى حين ان الزيارة لم تكن إلا لصالح الأتراك.!
فـ"نابوكو" حلم أردوغان التركى لاثراء وسيطرة تركيا على العالم.. والخطة أن نابوكو يجمع غاز المنطقة في تركيا, ليصدر إلى أوروبا دون المرور في اليونان, فتتحول تركيا إلى دولة ثرية بالترانزيت الذي يفترض أن يبدأ بـ 31 مليار متر مكعب و يصل الى 40مليار متر مكعب, و لهذا أردوغان الذي يدرك أن الوصول في البداية إلى غاز وسط آسيا مستحيل أشرف بنفسه على زيارة القاهرة لدعوتها للتوقيع على اتفاق نابوكو, ولكن آت الريح بما لا تشتهى السفن؛ فـ"مبارك" وقتها تنحى عن حكم البلاد والمجلس العسكري الذي يدير البلاد في أشد الحالة لتهدئة أوضاعه الداخلية وغير مؤهل وقتها لدخول في صراع دولي بسبب هذا الاتفاق النابوكو.
ثامنا: الصفقة الكبرى على طاولة تركيا التى تبدو لنا العرب فى موقع الصديق الذي علا الضجيج بان نحذو تجربتها العلمانية الإسلامية.! وهى أولا إزاحة اليونان من طريقها( وهاهو نفس مخطط تسونامى بنفس الطريقة العربية يدار الآن فى اليونان)
تعمل تركيا اتصالاتها مع التيار الإسلامي في المنطقة العربية طبقا للصفقة المبرمة بين تركيا وأمريكا، بان تساعد تركيا بعض الجماعات الإسلامية بالأموال لتكوين أحزاب إسلامية لدخول فى المعترك السياسي ومن ثمة الدخول فى البرلمان والحياة السياسية إلى سدنة الحكم وبالتالي ستوافق هذه الأحزاب على قبول تقسيم مصر إلى ثلاث دول , و العراق إلى ثلاث دول و سوريا إلى أربع دول. أما لبيبا فتقاسمها القبائل وستكون سوقا اكبر لأوربا. أما اليمن فهى التامين البحري للجنوب العربي للأساطيل الأمريكية.
تتعهد واشنطن بجعل النفوذ على الدول السنية من الدويلات الجديدة لتركيا, و تقبل تركيا بأن يكون النفوذ على باقي الدول لإسرائيل والتي بدأت بالفعل في جنوب السودان.
تتعهد واشنطن بأن لا يمر أنبوب الغاز في اليونان كي تضمن تركيا الحصول على كامل حقها فى قبرص و الدخول في الإتحاد الأوروبي على حساب اليونان بعد إشعال نيران تسونامى في اليونان.
تاسعا: ارتباط سقوط سوريا بمصر. كان الرهان الامريكي بعد سقوط مبارك على تفتيت مصر بالطائفية وتحريك ملف الأقليات فى مصر دولة قبطية و دولة سنية متشددة و دولة للنوبيين, و دليل ذلك أعقب الثورة عنف طائفي مدروس، (يلاحظ لأول مرة بعد الثورة الإعلام يتناول النوبيين في مصر ومؤخرا زيادة النعرة الفاشية بين مدن مصر وبعضها مثلما حدث فى بورسعيد)
كان الرهان بعد مصر سقوط سوريا على لعبة إزكاء شهوة الحريات والديمقراطيات للشعب السوري الذي فعلها من قبل الشعب التونسي ثم الليبي والمصري فهو لا يقل عن هؤلاء الثوار الشرفاء.. وبهذه الدعائات حول الثوار الشرفاء انقاد الشعب السوري ، حيث ضمنت واشنطن أن سقوط سوريا لن يستغرق أكثر من شهر.خاصة بعد الفراغ السياسي في مصر هو انتظار تطور الأحداث في سوريا.
ويتردد أن من وراء تفجير خطوط الغاز في سيناء إلا رسائل على أن المشروع الأمريكي للغاز حتى لو نجح لن يصل الغاز إلى أوروبا, وبالتالي بدأ الأمريكان يفهمون رسالة التفجيرات فبدؤوا بالتعديل فى بعض خطوات اللعبة، حين تأكدوا أن خطة إزكاء العنف الطائفي في مصر فشلت بل توقفت (برغم ما ارتكبه بعض السلفيين بحركة تهجير الأقباط من العمرية بالإسكندرية) تماما.
إذن مصير الاستقرار في مصر مرتبط بالاستقرار في سوريا.. إذ زاد وتيرة الصراع الطائفي بمصر وانتصر فاعلم أن نهاية سوريا قربت.! ولو أن سوريا سقطت فان ملف الصراع الطائفي والأقليات سوف تفتح بمصر مرة أخرى ومن ثمة التقسيم لتهدئة الأجواء بين الأطراف المصرية كما حدث بالسودان.
ولنا باقية................
#محمد_طلعت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟