أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - تغييب -اللاعب الأكبر-














المزيد.....

تغييب -اللاعب الأكبر-


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3639 - 2012 / 2 / 15 - 01:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنا قد تحدثنا في مقالتين اثنتين سابقتين عن مسألتين مرتبطتين بثلاثية ذات أهمية تأسيسية ضمن استراتيجية النظام في سوريا، تلك الاستراتيجية التي تمارس الدور الحاسم حالياً ها هنا. وكانت الأولى قد دارت حول "المؤامرة الخارجية" ضد سوريا، كما يرى الخطاب الرسمي. أما المقالة الثانية فتصدّت لمن يتحدث عنهم ذلك الخطاب تحت عنوان جامع هو "المُندسُّون والإخوان والسلفيون". وقد نُظر إلى هؤلاء من قِبل الخطاب المذكور على أنهم هم منْ يُطلَق عليهم "الطابور الخامس" الذي تُناط به -في مثل هذه الحال- وظيفة العمالة للأعداء الخارجيين، خصوصاً في مراحل الحروب. ومن ثم، يمكن تلخيص الموقف المعني هنا من قِبل الخطاب السوري، بكونه ممثَّلاً بأعداء سوريا الداخليين المتواطئين مع أعدائها الخارجيين المؤلَّفين من الأميركيين والصهاينة والماسونيين. أما إذا طرحنا السؤال التالي على أصحاب هذا الخطاب: هل الأزمة الخطيرة القائمة في سوريا حالياً تتلخص بوجود ذينك الفريقين، الأعداء الخارجيين (من الاستعمار والصهيونية والماسونية والإمبريالية...إلخ) الذين يريدون "المؤامرة" من الخارج، ضد سوريا من طرف، والتآمريين الداخليين عملاء أولئك الخارجيين الذين يأتمرون بأوامرهم من طرف آخر؟ نقول إذا طرحنا السؤال على هذا النحو، فإن سؤالاً آخر سيفرض نفسه وهو التالي: وما موقع الشعب السوري وشبابه خصوصاً، من ذلك كله؟ في ذلك الطرح الزائف، الذي يلخص موقف النظام السوري من الأزمة المعنية، يُغيَّب "اللاعب الأكبر"، أي الحامل الاجتماعي والسياسي والثقافي والتاريخي للتغيير في سياق "الربيع العربي" في تونس ومصر وليبيا واليمن، إضافة إلى سوريا. إن الخطأ المعرفي المنهجي والسياسي، الذي تقع فيه استراتيجية النظام السوري، يتمثل في فهم "الداخل السوري" نفسه، والذي يُستباح هنا ويتم إخراجه من المسرح التاريخي، ليُستبدل بمجموعة من المتآمرين السوريين، الذين تربّوا في أحضان صُناع المؤامرة الخارجية على مدى يتجاوز الأربعة عقود، "دونما حضور لأي فاعل وطني سوري"، إلا في أوساط أجهزة المخابرات والجيش المُنتقاة كوادره القيادية على نحو لا يستجيب لتعددية المجتمع السوري. وهذا يعني أن إبعاد الداخل السوري عن البحث السوسيولوجي والسياسي، في سياق التصدّي للأزمة السورية، إنما يعني التَّعْمية عليه، أي على القوى الحية فيه التي انتفضت من أجل ما حُرمت منه، أي الحرية والكرامة والكفاية المادية. ففي هذا الموقف تكمن إدانة شنيعة لشباب سوريا (رجالاً ونساء) من الذين يصنعون تاريخاً جديداً لبلدهم.

وإذا كانت تلك الإدانة مُوجهة لأولئك، فثمة نقد حاسم للخطاب السوري يتمثل في التشويش على جدلية الداخل والخارج، والتي بمقتضاها لا يمكن لخارج ما أن يخترق داخلاً ما، إلا إذا كان هذا الداخل مهيأً لذلك. وهنا يطرح السؤال التالي نفسه: ألم تكن أربعة عقود كافية لفتح ملف الداخل السوري إصلاحاً وتطويراً وتحديثاً، عبر الإمعان في مواجهة فساد يستوجب الإفساد، وفي إفساد يعيد إنتاج الفساد ضمن حركة رباعية تتمثل في الاستئثار بالسلطة والثروة والإعلام والمرجعية (أي القول بأن الحزب الحاكم يقود الدولة والمجتمع) بمفرده وإلى الأبد، دونما ضوابط قانونية وحقوقية وسياسية وأخلاقية؟

كم أصبح الأمر جديراً بأن يوضع على بساط متوهج من البحث العلمي، كي تتوقف احتمالات الانزلاق بالمجتمع السوري إلى مهاوي حرب أهلية أو إقليمية، تمثل استعادة ملتهبة لصيغة جديدة من اتفاقية "سايكس -بيكو"!



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دبلوماسية في خدمة الجريمة!
- ليسوا مندسِّين
- الثورة واستحقاقات التعددية
- حين تغيب العقلانية
- تساؤلات لا يحتملها -الاستبداد-
- معضلة النظام الأمني
- من التخلف إلى الاستبداد
- الحرب الطائفية والنظام الأمني
- الاستقواء بالخارج!
- -الربيع العربي- والمسار الفلسطيني
- موقف أوباما: هذا ما يغضبنا
- الطبقة الوسطى والانتفاضات
- الأيديولوجيا : المواقف والمعارف
- الحروب والمنظومات الأخلاقية
- الدولة المدنية والإسلاميون
- المسار التاريخي العربي
- الإصلاح والسلاح
- الاستبداد والوعي التاريخي
- كلمات في عمل جدير بالقراءة


المزيد.....




- القيادة المركزية الأمريكية تنشر فيديوهات توثق عملية تجهيز ال ...
- -صنع في الصين-.. فستان متحدثة البيت الأبيض يهز مواقع التواصل ...
- -أكسيوس-: التهديدات الأمريكية بالانسحاب من المفاوضات حول أوك ...
- جولة جديدة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية يوم السبت في روم ...
- تدريبات جوية مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في ...
- ما دلالات بدء الانسحاب الأميركي من سوريا؟
- ماكرون يستقطب العلماء الأجانب بعد تقليص ترامب تمويل الأبحاث ...
- الولايات المتحدة تضع خطة لمراقبة وقف إطلاق النار في أوكرانيا ...
- الأمين العام لحزب الله: الفرصة التي نمنحها للحل الدبلوماسي غ ...
- الرئيس الفلسطيني في أول زيارة إلى دمشق منذ 16 عامًا... ما هي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - تغييب -اللاعب الأكبر-