جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3638 - 2012 / 2 / 14 - 22:56
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لا يمكن ابدا التقليل من دور اللغة في حياتنا كبشر و لكن يجب ان لا يمنعنا هذا من التطرق الى المشاكل التي تنجم من اللغة رغم اني استعين بنفس الواسطة التي انتقدها هنا.
تخاف بعض الناس من ان تفتح فمها (بقها) لئلا تنطق بخطأ والطالب الذي يتعلم لغة جديدة يعرف جيدا كيف انه يتطور لديه احيانا نوع من الفوبيا او الخوف المتطرف من الوقوع في اخطاء لغوية لان تعليم اللغات في المدارس لا تركز على النص بقدر تركيزها على الكلمة و الجملة في حين ان المعنى الصحيح لمواد مفردات النص لا يتكون في الكلمات او الجمل بل في النص. لذلك تم تطوير طريقة جديدة لتعليم اللغات تدعى بالغطس immersion اي ان اللغة لا تدرس على الظاهر و انما تختفي في الخلف اي تدرس بشكل غير مباشر كتدريس الجغرافيا او الاقتصاد او الرياضيات بالانجليزية دون التركيز على اللغة.
و لكن الاديب و المعماري النمساوي Achleitner يريد التعامل مع المفردات و الاصوات و اصغر الوحدات اللغوية على انها مادة كمواد البناء لها تأثيرها و معناها الواسع لوحدها فمثلا كلمة (حار) قد تشير الى (درجة الحرارة) او الى (درجة او حدة الفلفل الحار) في الطعام. هذا الغموض في المعنى و هذه الديناميكية التي تدعو الى اللعب على الكلمات و التمتع بغموضها كلعبة الاطفال تقتل في النص لان النص يجردها من غموضها و ديناميكيتها و لم يكن بالامكان ان يظهر اللاعب الاول في ملعب كرة المفردات الانجليزي شكسبير (شيخ زبير) قبل الغزو النورماني (الفرنسي) عام 1066 الذي ادى الى تلقيح الانجليزية السابقة التي كانت المانية الملامح و فقيرة لغويا و تحويلها الى لغة تضم اكبر عدد من المفردات لا يمكن مقارنتها بالام الالمانية والاب الفرنسي لان الطفل كالعادة اقوى من الوالدين بكثير و اليوم تسطير الانجليزية بمفرداتها الغنية على جميع اختصاصات البشر العلمية و الادبية و التكنولوجية في العالم.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟