أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شبلي شمايل - بين الثورة الديمقراطية و -اللعب الدولي والإقليمي-















المزيد.....


بين الثورة الديمقراطية و -اللعب الدولي والإقليمي-


شبلي شمايل

الحوار المتمدن-العدد: 3635 - 2012 / 2 / 11 - 08:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما انعقد مؤتمر ميونيخ السنوي للأمن، يتباكى الأمريكيون على فشل أوربة في الدفاع عن نفسها وعدم إنفاقها المزيد من الأموال على صفقات السلاح. ولا يتورع المحلل السياسي الأمريكي ويليام فاف من القول: ما هو التهديد الموجه للقارة الأوربية اليوم الذي يجعل الولايات المتحدة تدافع عنها أصلا؟
من المثير للسخط والوجع، أن كل الدول المجتمعة من طرفي الأطلسي لا تحتاج إلى التسلح لا لاستمرار هيمنتها ولا لحماية نفسها، وإنما من أجل الاستمرار في الشكل الأكثر همجية ووحشية في التدخل في حياة البشر وبشكل عسكري مباشر كلما سنحت الفرصة لذلك ومهما كانت النتائج هذا الشكل الذي يعطيه الباحثون اسم "اللعب الدولي" وهو الشكل الحديث لترجمة أفلام هوليود في الواقع كلما سنحت الفكرة لمغامر غربي بذلك مهما كانت النتائج..
أما البيادق في البلدان المسماة ببلدان المحيط، حسب تعبير سمير أمين، فليس من المهم معنى وحجم وسقف المؤسسات الديمقراطية فيها. وكما قال ديك شيني مازحا لقد حددت أوربة القديمة حدودها أول مرة وصار من الضروري أن نضع بصمة اليانكي على الحدود والدول والقوميات لكي تتناسب مع الحقبة الأمريكية.
هذا اللعب الدولي الذي هدم العراق وأفغانستان وليبيا يخوض اليوم في أصعب معركة له في سورية لأن الشعب السوري شكل استثناء في كل شيء في الصراعات والمخاضات والهزات والثورات التي عرفتها المنطقة:
- وقف الشعب السوري في كل المعارك مع المقاومة الفلسطينية بغض النظر عمن كان يحكمه وموقف من يحكمه: ففي إيلول الأسود 1970 وقف مع المقاومة ضد الملك حسين وفي 1976 وقف مع الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية، في 1982 وقف بحزم ضد احتلال لبنان وكان جرحه مازال ينزف من مجزرة حماه، في 2006 وقف مع المقاومة اللبنانية ضد الإسرائيلي واستقبل شعبنا في البيوت والأفئدة ضحايا الحرب اللبنانيين النازحين، في 2008 وقف مع شعب غزة
- في كل المعارك وقف الشعب السوري ضد الإحتلال بل وتطوع عدد كبير من السوريين لعون الشعوب المحتلة للتخلص من المحتل كما فعل في العراق 2003 وحتى في أفغانستان وفي البوسنة تطوع سوريون لنجدة إخوتهم سواء على مرجعية دينية أو وطنية.
- الشعب السوري أحد أعمدة رفض التطبيع ورفض الرضوخ للهنجهية الصهيونية وحتى عندما حاولت لما الأتاسي وملهم الدروبي بتمويل سنقر التطبيع مع دور لبرنار هنري ليفي في القضية السورية تم إفشال هذه المحاولة وقاطع كل الشرفاء من يروج للتطبيع بشكل غير مباشر.
- الشعب السوري لا يمكن أن يقبل بالتبعية لأحد لا للإيراني أو الروسي أو الصيني كما لا يقبل التبعية للأمريكي والأوربي والخليجي وسيبقى سيد نفسه وقراره.
- عندما نشر مجلس اسطنبول إعلانا مدفوع الثمن لمدح ملك السعودية وزع الشباب السوري الإعلان وقد كتب عليه (طز طز) تعبيرا عن رفضهم لهذه الوضاعة من غليون ورمضان وسماسرة الدم السوري الذين يقايضون يوميا تسعيرة الكيان السوري ووحدة الشعب والبلد والمصير. كذلك رفضت قيادات الداخل الوطنية الاجتماع بحمد بن جاسم لأنه يلعب دور الحامي لمخطط التدخل العسكري الغربي في سورية.
لكن هل يمكن للشعب السوري، وهو يواجه أشرس وأعنف عملية عسكرية أمنية منذ عشرة أشهر أن يصمد بطاقاته الذاتية؟ هل سيخرج الشعب السوري من المجازر والحصار عبر كوريدور إنساني أو منطقة عازلة أو حظر جوي؟ هل المساعدات التركية والفرنسية والقطرية والبريطانية لعدد من المنشقين وعدد أكبر منهم من المتطوعين سيغير في موازين القوى ويسمح بدخول دمشق؟ هل يكون غدا يوم التمهيد لقبول فكرة مجلس اسطنبول ممثلا وحيدا وشرعيا وفريدا وحصريا للشعب والثورة والمجتمع، أي استبدال الحمار البعثي بالحمار الاسطنبولي؟ أم أن نبيل العربي سيصمد في وجه الضغوط القطرية السعودية التي يطالب بها مفتي الناتو قرض آوى رضي الله عن أسياده وسلم.
يعترف ويليام فاف (كان اوباما نفسه قد قال ما يشبه هذا عندما كان مرشحا للرئاسة): "العراق تحول إلى حطام وأصبح خاضعا للنفوذ الإيراني، الحرب التي يخوضها الناتو في أفغانستان تخسر.." ومن المضحك المبكي أن الدوحة تقوم بدور العراب وتستقبل مسؤولا أمريكيا عاليا للإعداد لمفاوضات بين تمهيدية بين طالبان والأمريكان في غياب حكومة كارازي، تستقبل في اليوم نفسه قيادة مجلس اسطنبول الذي صرح رئيسه ومدير ميزانيته الفعلي أحمد رمضان عندما سؤل عن دورية الرئاسة وإشاعات اختيار رئيس جديد التي تصدر من داخل المجلس أكثر من خارجه: "الجهات التي تقف وراء الإشاعات معروفة تماما.. بعض هؤلاء كانوا يتحدثون بالأمس باسم منظمات حقوق الإنسان وهم اليوم تركوها ليلعبوا دورا سياسيا معتمدين على بعض أصحاب رؤوس الأموال، وقد كانوا يترددون على بعض أصحاب رؤوس الأموال، مثل رامي مخلوف، وقد كانوا يترددون إلى القصر الجمهوري وهاهم يعملون اليوم على طعن المجلس في ظهره". هذا التصريح الخطير جدا إن صدق يعني بداية صراع حاد بين رمضان وهيثم المالح القيادي الوحيد في المجلس الذي انتقل من حقوق الإنسان للسياسة كما هو معروف ويتهمه بطعن المجلس من ظهره كونه الاسم الوحيد داخل المجلس الذي قال بأن الرئاسة دورية وهي من حقه كما من حق أي عضو قيادي. لكن المالح لم يدخل القصر الجمهوري في حياته وهاجم رامي الحرامي وتمويله من رجل أعمال متدين يعيش في الخارج ولا يتجاوز المليون يورو كما ذكر بنفسه على الإعلام. في حين أن خزانة المجلس وتوزيع الحصص يتم بالإشراف المباشر لأحمد رمضان يمعرفة أو بدون معرفة قدماء المشروع /عماد الدين الرشيد وبسمة القضماني وعبيدة النحاس/. وقد حاول غليون الدخول لجوقة التمويل ببناء علاقات مباشرة مع حمد بن جاسم وأيمن الأصفري، أما الباقين فهم (قمامة رجال تتعيش من قمامة الأموال) كما قال أحد القوميين العرب الذي استقال من المجلس.
من طرفهم، جماعة اللقاء الوطني في المجلس حذروا من تغيير رئيس المجلس في هذه الأيام بالقول: غليون أخذ المال والجاه فإن نزع منه السلطان ترك المجلس. وعندها سنضطر لمراعاة لفرنسا وتنصيب جورج أو بسمة. أما إن بقي كمان شوي فالرئاسة ستعود لنا في أي وقت لأننا نقترب من جمعة إعلان الجهاد وبالتالي سيتهمش العلمانيون أكثر. نحن بحاجة لهؤلاء حتى تتشكل جماعة أصدقاء سورية ووصول مساعدات عسكرية ومالية كبيرة من الغرب ثم نرسلهم لكتابة مذكراتهم ورواية بطولاتهم كشهود على العصر.
يعقب صحفي سوري مستقل يمضي نقاهة منذ أشهر خارج البلاد: "حتى يتم الاحتفاظ بمجموعة وصوليين في بيت واحد، لازم يفهموهم أن كل واحد منهم سيكون رئيسا بعض الوقت وغنيا كل الوقت وشعبيا من وقت لوقت".
بعيدا عن صراعات المال السياسي والجاه الإعلامي انكشفت سرقات المجلس ونهبه للتبرعات وتحويلها لحسابات خاصة أو حزبية مع مأساة حمص. نقص هائل في المساعدات الطبية والإنسانية رغم جمع الملايين وتسليمها لمجلس اسطنبول. حتى جماعة الأسعد لم يجر تسليمها إلا النزر اليسير لتتصرف به وتبقى تحت سيطرة المجلس. ومن غرائب الثورة أن مساعدات وصلت من شخصين من خارج المجلس وخارج حمص أحدهما حموي (عدنان العرعور) الذي أرسل مساعدات مالية لشراء سلاح ومؤن ودواء والثاني وهذه هي المفاجأة من (هيثم مناع) الذي تعرض للشتم من بعض السلفيين في حمص بكل الموبقات /شيوعي، رافضي، قرمطي، زنديق، كافر، مخابرات../. وقد روى لي شاب قادم من حمص قصة سمعها أرويها حرفيا: (عندما علم مقاتل سلفي شاب بأن مساعدات طبية وصلت قد يكون مصدرها هيثم مناع لأنها جاءت عن طريق اللجنة الطبية التي يشرف عليها قال: لا نستعملها ولو كان لنا بها حاجة. فتدخل مسؤوله وهو سلفي عتيق نظيف وقال له: استغفر ربك هذه مساعدات طبية جاءتنا بدون اسم أحد فإن كان هو مرسلها نقول: اللهم أعنه على فعل الخير وسجلها في ميزان حسناته وابعده عن كل ما يضر المسلمين. فاغرورقت عينا حامل الشحنة وهو شاب يساري وقال: ياريت كل المسلمين مثلكم يا حاج. كان القصف يزداد فوق رؤوس الجميع ولم تكن السلطة القاتلة تميز بين هذا وذاك كلهم يسقطون شهداء الشباب والأطفال والشياب والنساء سواء بسواء.).
الدم يسيل في حمص في مجزرة تذكرنا بمخيم تل الزعتر. وإن كان هناك جماعات مسلحة فالشعب هو المقتول والضحية وسياسة الهدم العشوائي جريمة جديدة بعد الجرائم ضد الإنسانية والعقوبات الجماعية في المعاش وظروف الناس. وقد صار ارتكاب هذه الجرائم ممكنا بعد خروج المراقبين العرب الذين حالوا دون أي هجوم على المدن أثناء وجودهم (كما رأينا في الزبداني وحمص وريفها وإدلب). رغم ضعف تدريبهم وحرب مجلس اسطنبول عليهم واختراع مراقب وهمي اسمه محجوب لتشويه سمعتهم ثم شراء فيصل القاسم لموظف سابق في المخابرات الجزائرية بمبلغ كبير دفعته المخابرات القطرية ليخرج إلى الدوحة ويصرح بأنه كان موضوع إغراءات جنسية وأنه قابل آصف شوكت والجيش الحر وأن ضميره لا يسمح له بأن يسكت عن جرائم النظام لهذا توجه إلى قناة الجزيرة مباشرة. هذا "البطل" تسلل بين المراقبين وتحول لأداة قتل بعثة المراقبين التي يسعى اليوم كل من يريد الخير لحمص وادلب عودتها في أقرب فرصة إلى سورية وفي ذمته كما في ذمة كل من طالب بإبعاد المراقبين شهداء حمص؟؟
العنف يغتال روح الثورة وأخلاقها ورفعتها وسموها على كل قاذورات الطائفية والمذهبية والإقتتال وهدم سورية. عنف الإعلام والأقلام وعنف الرصاص. وهناك من سيغذي العنف الدموي كما فعل في أفغانستان والعراق وليبيا. فقد أصبح من المطلوب قتل سورية الثورة مع النظام السوري حتى لا تشكل سورية الديمقراطية الأمل سيدة الخلاص من آل الأسد والدكتاتورية خطرا على دول المنطقة. ولهذا سيدخل السلاح من كل حدب وصوب وكما تم شق المعارضة السياسية لجبهات سيتم شق المسلحين إلى عدة ميليشيات ويتخلص ملوك وأمراء الخليج من شبح الثورة وشبح الشعب السوري أيضا، لأنه مصدر الخطر الحقيقي على الخليجيين والغربيين وليس النظام المعفن الذي كان رهن إشارة الغرب وحكام الخليج كلما طلبوا. الشعب الذي اعتبر ثورته خطوة نحو الثورة العربية ضد الإحتلالات والفساد والمخابرات. من هنا ضرورة اليقظة لأن تحطيم سورية إبادة لبلد وشعب.



#شبلي_شمايل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تخف، إن المال معنا
- مشروعان من أجل سورية
- بغال السلطة وسلطة البغال
- العدوان الثلاثي
- قضم الثورة وقسم الثوار
- المقاولون العرب والثورة (3من 3)
- المقاولون السوريون والثورة (2من3)
- المقاولون السوريون والثورة
- قبل تقاسم الكعكة المسمومة في ملعب الوهم
- ثورة ديمقراطية أم انقلاب يميني ؟
- يريدون اغتيال الثورة
- الأفغانية الثانية والعثمانية الجديدة
- السوريون الأمريكيون: قراءات في السيرة الذاتية
- من أجل إنقاذ الانتفاضة
- أيها القتلة.. اتركوا لنا الحق في الحياة
- سورية في الإعلام ليست سورية في الواقع
- رأفة بالشهداء يا إعلام الكذب وأدعياء الدور الوهمي
- انتفاضة الكرامة في درعا : سلمية تقدمية
- تحقق وكن أعمق يا كريشان
- الإسلام الأمريكي في المهجر السوري


المزيد.....




- حزب الله يحدد 23 فبراير موعدا لتشييع نصرالله وصفي الدين معا ...
- رئيس كولومبيا: سياسات ترامب فاشية
- خبير عسكري يكشف سر زيارة زيارة نتنياهو لواشنطن
- ترامب: لدينا مناقشات مخطط لها مع أوكرانيا وروسيا
- المهاجم الدولي الجزائري أمين غويري يدعم هجوم مرسيليا
- المكسيك ترفض البيان الأميركي وترامب يقر بتداعيات الرسوم الجم ...
- تدشين معبد هندوسي ضخم في جنوب أفريقيا
- سياسي بريطاني سابق يعلن انضمامه إلى المرتزقة الأجانب في أوكر ...
- تبون: الجزائر تحافظ على توازن علاقاتها مع روسيا وأمريكا
- رئيس كوبا: الضغط الأمريكي على المكسيك يهدد استقرار أمريكا ال ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شبلي شمايل - بين الثورة الديمقراطية و -اللعب الدولي والإقليمي-