خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 3634 - 2012 / 2 / 10 - 22:38
المحور:
الادب والفن
ثم بدا كل شئء في غاية البياض.
لم أكن أتوقع تغييرا بهذا الشكل المفاجئ ، إذ تركت المكان على حالته المعهودة ، فعادة ما يرتفع هدير العربات مع بداية الصباح و تكثر حركة الراجلين إعلانا عن حلول يوم جديد.
بدت نزهة هذا الصباح من نوع آخر و بدا الفضاء غارقا في ضوء لا مثيل له ،و انقلب الضجيج الخافت إلى سكون مطبق لم أعهده من قبل .
كان صباحا هادئا لا يشبه غيره في شئ فغمرني شعور بالحرية و الإستقلال والفرح و تمنيت أن أمشي دون انقطاع في هذا الفضاء الجميل الذي لم يكن يفصلني عنه سوى تداعيات أخرى قديمة.
لا بد أن أسرع قليلا فأنا أتوقع رسالة ،لا بل قد نسيت أن شخصا ما ينتظرني في الضفة الأخرى من هذا العالم و ليس من اللائق أن أتركه معلقا بين الإنتظار و القلق.
بدا الفضاء الأبيض مفتوحا إلى ما لا نهاية و فكرت في أن أغمض عيني و أن أنسكب هنا و هناك وفي كل مكان أريد..
ثم تذكرت أنني أحب هذا المكان ،لا بل أصبحت أحب هذا المكان منذ هذا الصباح ،منذ أن لامست حبات الثلج وجهي البارد ..
نعم شعرت أنني أعرف هذا المكان منذ عهد طويل،لا بل أن أشياء كثيرة تربطني بهذا المكان حتى و إن بدت تافهة بلا معنى..
لقد تغير الهواء فجأة و أصبح الثلج الأبيض يكسو كل شئ ، فكنت أنتزع قدمي من الثلج كلما خطوت .
بدا كل شئ جديدا فوق هذا البساط النّقي و تخيلت نفسي في ذلك المكان الطاهر حيث لا مجال للألم و البكاء..
ً كم أتوق لذلك المكان ً ،خفق قلبي قائلا.
إنه الإمتنان ..
الإمتنان لفعل الفصول و الحركات ..
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟