أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حدوي - السياسة عمل قذر














المزيد.....

السياسة عمل قذر


محمد حدوي

الحوار المتمدن-العدد: 3634 - 2012 / 2 / 10 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسة كما عرفها العالم الألماني الشهير ماكس فيبرهي، «فن تدبير الشأن العام»،واشتهرت السياسة قبل وبعد فيلسوف النذالةوالخساسة الإجتماعية نيقولاماكيافللي مع كتابه "الأمير"بأنها‮ ‬‮«عمل قذر» لأنها تبنى على المصالح ولو كانت على حساب القيم والأخلاق.وماكيافللي هوصاحب المبدأ الحقير"الغاية تبرر الوسيلة" .فالسياسي مثلامستعد دائما أن يقول أي شيء يرى انه يدغدغ مشاعرالمستمعين ،لايبالي ان كان يقول صدقا أوغيرذلك. وقد لايتورع حتى من ارتياد دور الدعارة لتسخير باغيات للقيام بحملته الإنتخابية إن كان ذلك يصب في مصلحته ويجعله يحصل على كرسي نيابي في الحكم..والسياسةهي أيضاعند البعض، فن من فنون تحريف الفهم للحفاض على المصالح وعلى نفس الأوضاع المقلوبة التي عبرها تتحكم أقلية مستفيدة تملك كل شيءمن أغلبية كادحةلا تملك أي شيء.قديما قال حكيم صيني حكمة شهيرة مفادها:«الحكام يعيشون على الشعب ، والشعب يعيش على الأرض»، و مضمون هذه الحكمة القديمةهو الذي سعى الحكام عبر التاريخ لتجسيده على أرض الواقع،وفي نفس الوقت هوالمنطق الذي كافحت وتكافح ضده كل شعوب الأرض المضطهدة الفقيرةوالكادحة، لكنه هوالطرح الذي سيستمر الى الأبد وسيفرضه الحكام أيضاولو على أنهار وشلالات من الدماء..في العمل السياسي لا يوجد ما يسمى بالسياسة الفاضلة و في أهون الأحوال أوبعبارة لطيفة ولبقة تحمل قليلا من التهذيب، هناك حاجة لقليل من اللاأخلاقية لضمان المصالح العليا للدولة، للشعب، للحزب السياسي، لهذه الفئة الممثَّلة أو تلك...الخ. لكن مشكلتنا اليوم ليست في ذلك القليل من اللاأخلاقية بل المشكلة فيما يفيض عن تلك الحاجة بأضعاف مضاعفة.وإذا كان القتل أو الإعتقال مثلا يعدان جريمة أخلاقية بشعة ، فلم توجد سلطة على الأرض ولو كانت سلطةدينية أو أخلاقيةطوال التاريخ لم تمارس القتل أو الإعتقال للحفاظ على كيانها أو مصلحة شعبها..وحتى في أيامنا هاته مع حراك الشعوب العربية نجد راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة بعد نجاح الثورة التونسية ووصول حزبه الى سدة الحكم بعد إزاحة دكتاتور تونس الذي حكم شعبه بالحديد والناريؤكد لنا أيضاهذه المقولة حين صرح قائلا :" لو جلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه على كرسي الرئاسة لأصبح مستبدا!!"..واليوم رغم ما قيل عن الأحلام الوردية في تحقيق الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان مع ما يسمى "الربيع العربي" والدساتير الجديدة والإنتخابات، ستظل السياسة في العالم العربي هي هي دائما تبدو في الواقع كوجه القردة القبيحة رغم ما يعرفه هذا العالم من هزات وثورات وظهور قوى جديدة تدعي ماتدعي من الأخلاق وإمكانية إصلاح الأوضاع ونشر ثقافة القيم والحواروالتسامح ،فالواقع السيء سيكذب كل شيء.. فلابد دائما من تحقيق مبدأ«الحكام يعيشون على الشعب ، والشعب يعيش على الأرض» بالقانون أو بالكذب أو المراوغة، أو بالقتل والقوة وملءالسجون وما يجوز وما لايجوز، وعلى الفقراء دائما أن يتحملواالمبدأ ويدفعوا الثمن..نحن نحتاج الى قليل من الواقعية حتى لايحلم الناس مع الحكومة الجديدة بأنهار من لبن وعسل ..فينبغي أن يعلم الناس أن الإصلاح والتغيير لايتمان بعصا سحرية بين عشية وضحاها، فكل ما في الكون يخضع لسنة التدرج وأن الحياة كفاح مرير دائم وحلاوتها في الإنتصار على المتاعب والعقبات، وما تاريخ البشرية سوى رحلة صراع مريرمن أجل التغلب على عقبات البرد والفقروالمرض والجهل والجوع .. نعم، بلدنا يعاني من الفقر والخصاصة والأمية والهشاشةو..وبلدنا المغرب الذي هو في حالة تغيير وهو يحاول أن يستوعب هذا التغيير، يسعده اليوم كثيرا أن يشقى ويعرق ويتعاون أبناؤه من أجل بناء بلدهم ولو بقدر ربع طاقتهم في حب له..فإرادة التغيير الحقيقية تبقى دائما وأبدا كما اتبثت التجارب العالمية بيد الشعوب، لابيد حكومة ولادولة عظيمة ولا مجلس أمن ولا جامعة عربية ولا أمم متحدة ولا بطيخ..

محمد حدوي



#محمد_حدوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلماني وحده لايكفي لتمثيل الناس
- لماذا يخاصم المغاربة السياسة؟!
- تعثر ثوري في البلدان العربية
- غرائب القذافي ومعاناة الشعب الليبي
- تجارة الجنس العالمية
- الثورات العربية و آليات الثورة المضادة
- حكاية-بامنصور-المغبون ومعالي الوزير
- العرب في حاجة إلى ج.ج. روسو


المزيد.....




- فيديو ما قاله ترامب لولي عهد البحرين عن الـ700 مليار.. إعادة ...
- الصين تطلق مناورات عسكرية واسعة النطاق في مضيق تايوان
- الخوف والأمل يجتمعان في قلب الخرطوم المدمّرة
- -إدفع يورو واحدا واشتر منزلا-... إقبال عالمي على عرض مغر لبل ...
- مصر تتجه للاستحواذ على سلاح استراتيجي وسط توتر متزايد مع إسر ...
- الدفاعات الروسية تسقط 93 مسيرة أوكرانية غربي البلاد
- سيناتور ديمقراطي يلقي أطول خطاب في تاريخ مجلس الشيوخ الأمريك ...
- -2 أبريل 2025 يوم التحرر الأميركي-.. ماذا يقصد ترامب؟
- مصر.. فيديو صادم لشخصين يجلسان فوق شاحنة يثير تفاعلا
- مصر.. سيارة تلاحق دراجة والنهاية طلقة بالرأس.. تفاصيل جريمة ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حدوي - السياسة عمل قذر