أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر جاسم محمد العبيدي - كذبة الحياة بين القضية و العدمية














المزيد.....

كذبة الحياة بين القضية و العدمية


عمر جاسم محمد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 00:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحياة مجرد (كذبة كبيرة) ؟ هكذا قال لي احدهم يوما ، حينها لم اصدقه ، لانني كنت اظن لا بل كنت مؤمن بان في الحياة شيء يجعلك تسير من اجله تعمل من اجله ، قضية او مبدأ ، مهما كانت وكيفما كانت ، فقط قضية يعمل من اجلها ، وخير دليل على ذلك ، الانبياء ، كانت لديهم رسالة في الحياة ، مثلهم بقية الخلق ، فرب الاسرة يعمل من اجل اهل بيته ليعيلهم ، بجانب بعض الاهتمامات الشخصية .
شاهدت فيلما امس ، كان يتحدث باختصار : ان القبح ليس بالشكل ابدا ، فرب جميل المظهر تراه قبيحا في داخله كل القبح ، لكن المهم انت كيف ترى نفسك !!!
احد المشاهد اثارني جدا وهو مقطع عن فيل مات ولديه ، ومضى الاب والام ثم عادوا بعد عام ، ليجدوا عظام ابنيهم في مكانها وكان المشهد محزنا جدا ، دل على حب عميق .....
وهذا يعني ان حتى الحيوان لديه قضية يعيش لاجلها ....

ايضا رؤية الالوان ، كنت انظر دوما الى الالوان على انها الوان ثابتة ، ابيض يقابله اسود ،،، ليس بينهما تدرجات لونية ، ولكن بعد ذلك علمت ان بين الابيض والاسود الاف التدرجات بالامكان استخراجها ،،، لكن بعد ذلك بوقت طويل اكتشفت اننا نخدع انفسنا ببصرنا فنحن ننظر للالوان اذا ما اردنا ، ونجعل بين الابيض الرمادي وتدرجاته ، رغم ان الالوان اما ابيض او اسود ، نماما كالجنة والنار ، اما انت الى جنة او نار ، وحتى ما يقال عن منزلة (الاعراف) فهي ليست حلا وسطا ، بل من نزل فيها هو في الجنة بمعنى انها جزء من الجنة ....
عقاب ، ثواب
عقل ، جنون
وهكذا الاشياء في الحياة
اما ان تكون او لاتكون
وربما هما ليسا متضادين ولكن هكذا هي الحياة ، ان تكون وحشا او فريسة ، والفريسة ليست هنا مرادف للمظلوم ، بل ان توفرت فرصة واحدة للفريسة ستصبح وحشا وتتحول الى جانب الوحوش ...
حتى التساؤلات الكبيرة التي لا اجابة لها ، وضعت لها في الحياة خطوط حمراء لايمكن الاجابة عنها او حتى السؤال عنها ، وضعنا في أطر ونصوص لا يجب ان نخرج عنها ابدا ، فهذا حرام وذاك منكر ومثله خطير وغيره خروج عن بودقة المنطق والعقل ..... حتى اننا لا يجب ان نتكلم عن الاسطورة بوصفها ذات بعد حقيقي ، دائما هنالك لوحة مرسومة لنا يجب ان نعيشها ، حتى وان كنا متأكدين بانها لوحة مزيفة ، الشك مرفوض ، البحث مقيد ، كل شيء يشبه كل شيء في اي مكان وزمان ...
الناس اصبحوا معيارا للحكم على الاشياء ، ليس من المنظور المنطقي والعقلي ، بل من منظور الاعراف والتقاليد والعادات التي وروثها عن ابائهم واجدادهم ... ان كنت ظالما او مظلوما فمعيار الحكم عليك ، هم الناس ومنظارهم للحياة وللاشياء ، فقد تعني كلمة (داريني) باللهجة العراقية بمعنى اهتم بي ، وتعني بالمصرية خبئني .....
هكذا هم الناس يحكمون وفق ما يرونه هم وليس العقل والحقيقة والمنطق والدليل والمتغيرات الاجتماعية التي قد تكون مؤاتية لحدث معين ،،، فرب حدثين احدهما وقع قبل يوم فقط او ساعة واخر حدث بعده بساعة او يوم سيكون الحكم على الحدثين بطريقة مختلفة تماما وكليا ..... وهكذا الحياة دوما مليئة بالمتناقضات ... وللتخلص من كل ذلك ،،،، اصبح الحل الوحيد هو
اللجوء الى العدمية هو إن العالم كله بما في ذلك وجود الإنسان، عديم القيمة وخال من اي مضمون أو معنى حقيقي تذكير الإنسان بحدوده حتى يستغل حياته استغلالاً عدمياً، وبذلك ينضج فكر الإنسان نضجاً يرفعه من مرتبة الحيوان الذي لا يدرك معنى العدم إلى مرتبة الأديب المدرك له، والذي يلغي الفواصل المصطنعة بين العلم والفن، فالأديب العدمي هو الذي ينفذ من خلال الموت والبشاعة والعنف والقبح إلى معنى الحياة العدمية، فالعدم هو الوجه الآخر للوجود.
فالبشر يتصارعون، وهم يدركون جيداً أن العدم في انتظارهم وهذا الصراع فوق طاقتهم البشرية، لذلك يتحول صراعهم إلى عبث لا معنى له.
وهنا فقط تتضح اكذوبة الحياة وصدق الرجل الذي قال(الحياة كذبة كبيرة)..........



#عمر_جاسم_محمد_العبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الانامل الفضية-
- الكهرباء و النتاج الفكري في العراق (صراع دائم)
- من وحي التجديد (قصص قصيرة جدا)
- الصراع البريطاني – الروسي على ايران
- الفرنسيون وعدالة التمثيل السياسي من خلال المؤرخ المصري عبد ا ...
- نافذة على النظام التعليمي الفرنسي العلماني
- النزعة الانسانية عند المفكرين الايطاليين في بداية عصر النهضة
- شمس وخمر ( قصة قصيرة لم تكتمل)
- مشكلة الصحراء الغربية في السياسة الاقليمية للجامعة العربية
- العراق والسلطة -اربعة انظمة ومنهج واحد- 1914-2011
- العقل العربي بين السياسة وامريكا
- الحركة الوهابية (الاصولية المعقدة)
- الاقليات الاسلامية التاريخ والمصير (البوسنة والهرسك)
- التطورات السياسية في سوريا من الملكية الى الاستقلال 1918-194 ...
- مزامير مرهونة
- تركيا والاحلاف العسكرية الدولية والاقليمية(الحليف الاستراتيج ...
- الهزل المقدس
- عبد الرحمن الجبرتي مؤرخ الحملة الفرنسية يبشر بالعلمانية في م ...
- الكنائس والاديرة في الموصل العهد العثماني (1516-1918) ثنائية ...
- كيسنجر والصراع العربي-الاسرائيلي (رؤية لما قبل الربيع العربي ...


المزيد.....




- فيديو.. الطيران الإسرائيلي يقصف مستشفى المعمداني في غزة
- تقرير أميركي: هذا هدف إيران من محادثات -السبت الأول-
- تقديرات إسرائيلية: فرص التوصل إلى اتفاق بشأن غزة -في تزايد- ...
- ترامب: المحادثات مع إيران -تمضي على نحو جيد-
- عذّب ابنتيه حتى الموت.. تفاصيل جريمة مروعة في مصر
- تحطم طائرة في حقل موحل شمالي ولاية نيويورك
- مستخدمو تطبيق -واتس اب- حول العالم يبلغون عن مشاكل في عمل ال ...
- نقل الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو إلى المستشفى بسبب آلام ...
- بريطانيا.. وزير السكك الحديدية قد يواجه غرامة لاستخدامه الها ...
- ميرتس يعارض انضمام أوكرانيا للناتو والاتحاد الأوروبي قبل انت ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر جاسم محمد العبيدي - كذبة الحياة بين القضية و العدمية