أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - معجزات أم التجرّد من الشعور الإنساني؟














المزيد.....

معجزات أم التجرّد من الشعور الإنساني؟


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1072 - 2005 / 1 / 8 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يا الله "
جرّبناك جرّبناك
من اعطاك هذا اللغز
من سماك
من اعلاك فوق جراحنا ليراك
فاظهر مثل عنقاء الرماد من الدما ر

محمود درويش


في وقت يقتل الله ربع مليون من عباده ، و يتيّم و يرمّل و يشرّد الملايين ، يكشف اسلاميون للعالمين حقيقتهم العنصرية والارهابية و اللاإنسانية بتحدثهم عن معجزاتٍ و بأس ِو قوةِ ربّهم الرحمن الرحيم . و بدلا من أن يهرعوا لمساعدة الضحايا و التعبير عن تضامنهم معهم ، نراهم يتشفون بمقتل أناس جلّهم أبرياء . و إنّ مساهمة العرب و المسلمين حسب الأخبار هي الأدنى في مساعدة الأماكن المدمّرة من زلزال جنوب شرق آسيا و المد البحري الهائل عليها. و قد التقيت الكثير من الإسلاميين ، وسمعت عنهم أنهم فرحون لهذه المصائب و المآسي التي نزلت على الإنسانية جمعاء . ليسأل الإسلاميون أنفسهم أي عدالة هذه ، أن يقتل ويشرد و يتيم ويرمل الملايين من الفقراء و المساكين ، و الكثير منهم مسلمون مثلهم ، مقابل بضعة مئات من السياح الأثرياء و بعضهم سياح الجنس و قسم منهم بيدوفيل ؟؟ * و لا يكتفون بالتشفي ، بل يأتون بآيات و أحاديث مليئة بالتهديد والوعيد للبشر بالقتل و الدمار ، مثلما حدث لأقوام عاد و ثمود و غيرهم .
المعجزة التي يتحدثون بها هي أن جوامع بقت سليمة بعد الزلزال و المد البحري الرهيب . و هناك مسيحيون ايضا فرحون لبقاء كنائس لهم سليمة في تلك المناطق . و الكل يعلم أن الزلازل التي حدثت في كل العصور لم تستثن الجوامع و الكنائس من الدمار ، فلماذا هذه الإدعاءات الفارغة إذن؟ والأمثلة واضحة في زلازل اغادير المغرب و في الجزائر و تركيا .
لماذا لم يحطّم الله بلدوزرات و دبابات النظام البعثي حين مسحت قرى كردية بجوامعها و كنائسها في كردستان العراق عن وجه الأرض ؟ أكان صدام يد الله و مشيئته التي لا يجادل فيها أحد؟
هل إن الحجر أثمن من الناس ، يا عباد الله الأشاوس ؟ ما الفائدة من بقاء بيوت الله بدون عباد ؟ فالجوامع الباقية حسب ما ظهر في الصور ، قد أباد الله الناس حواليها ، شيوخهم و صغارهم و نساءهم و حلالهم . إن المؤمن العاقل إذا كان يريد حقا الذود عن ايمانه حري به أن لا يحشر الإيمان بقضايا العلم و الطبيعة . فالعالم " اقصد المشتغل بقضايا العلم و التكنولوجيا" المؤمن ، لا يفسر نظرياته العلمية بايمانه ، أنه حين يبحث في العلم لا يتدخل الله و الإيمان في أموره . الله يكون حاضرا عنده حين يؤدي الصلاة و طقوسه الإيمانية . لكن حين يكون المسلم يعتقد أن كل شئ لا يحدث بدون إرادة الله ، و أن عليه تبرير كل مصيبة بشرية بحكمة الهية فيها خير البشر ، إذذاك يبحث عن تفسيرات بأن الضحايا يستحقون هذا المصير لأعمال سوء اقترفوها لا يعلم بها إلا الله .
وقد حدث في احدى القرى حين تقدمت بلدوزات فارس الأمة لتدميرها قد تجمع أهالي القرية و امام المسجد معهم .. و البلدوزرات تتقدم تدمر البيوت التي هي من طين و حجر بالتدريج .. وقيل أن يأتي دور الجامع يخاطب ألإمام الأههالي بقوله ، انظروا الآن كيف يتحطم البلدوزر الذي سيهدم بيت الله .. لكنه خاب ، فلم يتدمّر أي بلدوزر و إنّ القرية كلها تهدمت و الجامع و مسحت بالأرض ، مما حدا بالإمام المسكين أن يقول لأهل القرية إنّه قد كذب عليهم لمدة 20 عاما منذ عمله كإمام لهم ، وأنّ الله لا يحمي بيته و لا بيوت الآخرين ، و إن ّ الاسلام ليس بدين جدير بأن نتدين به.
و إن كذبة الإسلاميين بينة ، حيث أن الزلزال الرهيب دمّر بعض الجوامع حسب تقرير مراسل قناة الجزيرة .
وقد جاءت هذه الكارثة الرهيبة في الذكرى الأولى لحدوث الزلزال المدمر في مدينة " بام" الإيرانية ، و الذي راح ضحيته حوالي 40 ألف من البشر الذين لا حول و لا قوة لهم . فتشفى بعض المسلمين السنّة ، لكون الضحايا من أعدائهم الإيرانيين الذين كان أحدهم اغتال خليفتهم الثاني عمر بن الخطاب.

إنّي في هذا المقال لست بصدد مناقشة المعجزات أو النظريات العلمية ، بل أذكّر القرّاء أن في بلداننا " المسلمة" ، نرى الجامع أو الحسينية ، أو الكنسية مبنية من مواد متينة و بناياتها أرقي من الدور السكنية في الأحياء الفقيرة. فالمسلمون يشعرون بالراحة النفسية حين يتبرعون لبيت الله ، حتى لو كانوا مع أطفالهم يعيشون في الأكواخ. و لا يجرؤون على السرقة من الجامع أو الحاق أي أذى به .
لكن الشاعر الإيراني الكلاسيكي حافظ الشيرازي يقول: " إن المصباح الذي تحتاجه في بيتك ، حرام أن تهبه لبيت الله" .


*
* تمتنع الحكومة السويدية عن الكشف عن أسماء الضحايا من مواطني السويد ، و هناك اعتقاد سائد بأن السبب هو الإحراج الذي يخلقه بعض هؤلاء الضحايا المعروفين كونهم من مغتصبي الصغار " البيدوفيل" . و الاعلام السويدي يغطي على هذا الاحراج باظهار بضع عوائل سويدية منكوبة و أطفال مع والديهم .



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سُوْرَة المشاهدة - للشاعر الإيراني سهراب سبهري ( 1928_ 1980 ...
- للشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد ( 1935_ 1967 ) لا يبقى إلا الص ...
- أحد سكان العراق سنة 38هجرية : ... ما ينهاهم دينهم عن سفك الد ...
- هل يمكن للإسلام السياسي ألّا يكون ارهابيا؟
- التهاب الخواطر
- !واحتس ِ نسمة ً من ريح ِ الخريف
- جذور العلمانية تكمن في السعي للحياة الأفضل
- ثلاث شمعات تضئ دربنا في زمن العتمة المطبقة
- قراءة في كتاب - العابرة المكسورة الجناح ، شهرزاد ترحل إلى ال ...
- ليلي من وراء الليل
- إسفلت وقصائد أخرى للشاعر السويدي آرتور لوندكفيست
- الخليج، عربيّ أم فارسيّ؟..فتلك مشكلة القوميين العرب و الفرس ...
- في الإنتخابات العراقية: ألا مِن ُممثّل يمثلّني؟
- المدينة الصناعية وقصائد أخرى
- دماء شيوعية
- أرملة قائد الثورة ستقاتل في سبيل الثروة
- بمناسبة ثورة أكتوبر العظمى
- الليل في ثياب رومانية
- ابن لادن باحثا عن أسياد جدد
- اللبراليون الجدد والقدماء- لو خلتْ منهم لانقلبتْ


المزيد.....




- سلطنة عُمان: مقتل 6 أشخاص و3 مسلحين خلال إطلاق النار في الوا ...
- السودان: هل يبدو المشهد متناقضا بين مؤتمرات السلام وحدة المع ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- ارتفاع حصيلة قتلى هجوم مسجد عمان إلى 6 بينهم شرطي
- عاجل| مراسل الجزيرة: 23 شهيدا وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفا ...
- 9 قتلى بهجوم -مجلس العزاء-.. تفاصيل جديدة عن الحادث الصادم ف ...
- روسيا.. تدمير 13 مسيرة فوق عدة مناطق
- بايدن يؤكد عزمه على مناظرة ترامب مجدداً -في سبتمبر-
- مصدر: انشقاق دبلوماسي كوري شمالي إلى كوريا الجنوبية
- اليوم 284.. قتلى وجرحى بقصف مناطق في القطاع ومقتل شاب بالضفة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - معجزات أم التجرّد من الشعور الإنساني؟