أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوزاد نوبار مدياتي - رسم من فحم على اوراق الوهم !! / قصة قصيرة















المزيد.....

رسم من فحم على اوراق الوهم !! / قصة قصيرة


نوزاد نوبار مدياتي

الحوار المتمدن-العدد: 3632 - 2012 / 2 / 8 - 17:45
المحور: الادب والفن
    


لاترجمي شيطاني ، ارجمي وجود الوهم ؟
لاترجمي شيطاني ، قاتلكِ عاشق قد سقم ؟!
لاترجمي شيطاني ، شاخ العمر بي وانتقم !
لاترجمي شياطني ، قبركِ مفرشي و وسادتي الآلم !

على ما معتاد عليه كل صباح اصحوا على صياح ديك و زقزقة عصفور يقف على شرفتها , يتقرب من النافذة بهدوء متلفت يمنياً ويساراً ، يضرب بمنقاره زجاجة الشرفة عدة ظربات حتى تصحو من سبات نومها لتمد يدها ( فقط ) وتطعمه بضع حبات الرز يتقرب اكثر ببطيء من الشرفة وبكل شغف و طمأنينة يأكل من يدها .. يشبع ويطير !!
بلهفة اراقبهم كل يوم بعد إن ادركت الامر صدفة ؟!!
فضول يشد بصري لاصباغ اضافرها التي تتغير كل يوم ، كنت اتابع من خلف شرفتي بعد ان افتح الستارة ببطيء شديد اتابع قصتهم مع بعض اشعل سجارتي و احافظ على مخارج الدخان الذي اخرجه من انفي ببطيء ايضاً !!
كانت المسافة جداً قريبة ، بيتنا في حي سكني قديم ، البيوت متراصفة متزاحمة صغيرة وباردة ! اكاد اسمع شهيقها و زفيرها ؟؟
لم تملكني تلك الجرئة ويملكني الخوف من لفت انتباهها ، مرت اعوام وانا فقط اتلصص النظر .. مواضب جداً ، اسكن في الدار لوحدي ورفيقي ريشتي ومرسمي الفقير !
كل يوم ارسم ( يدها وعصفورها ) حتى اصباغ اضافرها لونتها بالفحم !؟
خلف قضبان الامنيات اعلق امنياتي وتسيطر عليّ رغبة بالنطق ، اكل الصمت مني كل اجزائي ، لم أعد احتمل ما يحدث ، ابحث عن مخرج من هذه الصومعة المزيفة. اتابع ، اتلصص ، اتمنى ، اتحسر ... حتى ليلة اختفاء العصفور ؟!
كانت ليلة عاصفة ، الهواء يسيطر على تحركات الاشجار بقوة ، اصوات الرياح وصفيرها من كل صوب ، ظلام حالك يحجب الرؤية ، كل ما اشعلت شمعة تطفيء من شدة الهواء ، كنت مشغول بما تتعايشه ( هي ) من رعب محتوم ؟؟
كيف ستمضي هذه الليلة بهذا الجو ؟؟
بعد ساعات طويلة هدأت العاصفة وانقشعت السماء حتى بانت النجوم المتلألئة .. وجدت اوراقي قد تبعثرت لشدة الهواء حتى تطاير قسم منهم في شوارع المنطقة لم اكن مهتم حينها لما يحدث ، فكان همي ( هي ) وكيف ستقضي هذه الليله .
عاودت فتحت الستارة مرة اخرى بعد هدوء الجو على آمل أن ياتي العصفور ، لن اجده ... لكن ؟؟
ماذا أرى ..؟؟!!
حاولت التركيز اكثر..... لقد علقت احدى اوراقي المرسومة قريباً من الشرفة .. هل ستشد انتباهها ..؟
لن تخرج ، الستارة لن تفتح ، الورقة على محك السقوط ارضاً !!
صراع بيني دار وبين ورقتي ، اتوسل ان تصمد وتنتظر ، تحاول الورقة ان تقع اتوسل اكثر بالصمود ، صوت الورقة يتزايد حتى شبه لها بصوت منقار عصفورها !!
شمعة شعلت في غرفتها ، الستارة فتحت واغلقت ثانية ؟ صوت الورقة مازال حاضر ؟ فتحت الستارة مرة اخرى ، انتبهت !! مدت يدها لتاخذ الورقة .. كان الجزء الاكبر من الورقة بعيد وعالق باسلاك الكهرباء ، تحاول ان تسحبها ببطء ، زاد فضولها وعنادها بامتلاك الورقة ، الورقة مازالت عالقة ، اتابع بصمت كبير ، انفاسي تتسارع وضربات قلبي تتزايد !!
لن تصل للورقة حتى اخرجت رأسها !!
جارتي من اعوام لن اتعرف على وجهها ، نعم فلا غرابة في الامر !! فطقوس حينا الشعبي يتطلب منا ان لا نخرج من قواعده العامة والخاصة ؟!
لن استطع ان اتعرف على ملامحها ، شعرها تدلى على اكثر من نصف وجهها والنصف الاخر من الوجه كان على الجهة المعاكسة ، امسكت بالورقة !! اخذها الذهول وتملكها الاستغراب ؟ كان رسمٌ ليدها و عصفورها ؟! رمت الورقة من يدها بسرعة واغلقت نافذتها بسرعة ! اطفأت الشمعة بعد ان اغلقت الستارة ، مازلت اتابع الاحداث بعد ثواني فتحت ستارتها ببطء ، تحاول ان تستكشف من حولها .. لن تجد شيء ؟!
في يوم الصباح التالي لملمتُ مرسمي ،، رسمتها بعناية بمنظر ليلة امس !!
حاكت في ذهني فكرة !! كيف اوصل لها رسالتي ؟
نعم اريد ان الفت انتباهها ، منذ زمن وأنا اتابع واتربص .. ألا حان الوقت ؟!
يقظة في داخلي مستفزة بعد صبراً اظنه قد طال انتظاره ، ما الذي يحدث؟.. لقد ولدت الأسئلة القديمة سلسلةً من الأسئلة الجديدة وفتحت أقبية لحيرة لا قرار فيها وولدت هذه المرّة رغبة حقيقية في التخلّص من هذه الدوامة ؟!
انتابني الجزع بعد ملل التفكير فذهبت الى النوم بعد إن شعرت ببوادر حُمى ، صحوت بعد الظهيرة على طرقات قوية لباب بيتي ؟!! نهضت بسرعة وارتباك وفتحت الباب بقلق ، طفل لن يتعدى عمره الاثنى عشر عام ، بيده رزمة اوراق مبلول القسم منها واغلبها متسخة ، ابتسم بلطف و قلق وقال : (هذه لك ) !!
لف ظهره ، ترجل بعيداً !!
يبدو انه قد لملمها من شوارع الحي ؟؟ فعلى باب بيتي سبقت وإن رسمت زورقاً في مياه دجلة يسير وعلى جدران البيت الخارجي رسمت قيثارة سومرية ، رسومات اخرى على باقي الجدران لمقاهي بغداد وتحتها بضع الكلمات ليوسف عمر والقبانجي والغزالي ... يكفي لهم هذه دلاله ؟!
اذا لماذا لم تعرف إنني صاحب هذه الورقة ؟ ام عرفت ؟!
عدت لفراشي مرة اخرى .. اعاود التفكير .. رغبة الفضول زادت .. غابت الشمس وكلي شوق لمجيء الليل ، ظلام الليل هو متنفسي ؟!
مسكت بيدي الورقة مرة اخرى افكر ملياً بحشرها باسلاك الكهرباء ، اواجه مشاكل عدة قد تتسبب لي وعلى رأسها طردي من الحي ؟!
عدت للنوم ، ومرت ايام عدة انا في هذا الصراع ؟ وحدتي ، افكاري ، جزعي من هذا الصراع الذي يولج بيّ دون تردد او انقطاع ؟!
اصحو فقط على صياح الديك ، العصفور هاجر ؟ قطعت بي السبل لرؤيتها او لفت انتباهها ؟!
بعد مضي 10 سنوات اعتلت ملامح الحزن وجهي و طغى على شعري البياض ، اتابع نفسي وكيف عمري يتسلق هرم الشيخوخة !!
لن استطيع أن اخرج من قمقي ، بقيت حبيس افكاري وطقوس مجتمعي ... حتى ذلك اليوم !!
قررت أن ارسمها على جدران بيتي الخارجية ، اخترت ركناً يلفت الانتباه
رسمتها بشعرها المتدلي و عصوفرها الغائب رسمت ايضاً باباً مفتوحة ( كأشارة إن باب قلبي لكِ مفتوحة ) و كتبت اخر الرسم وقت انتهاء رسم الصورة و أرخت الرسم باليوم التالي الذي كان قد يصادف تاريخ يوم نشوب العاصفة وخروج رأسها من الشرفة ؟!
اكملت الرسم بعد غروب الشمش في تمام الساعة 7:37 مساءً
في اليوم التالي ،، كنت قد اخذت قيلولتي حتى اسمع صوت باب داري قد فتحت ؟!
البيت مظلم جداً .. انتباني الرعب !
مسكت بسكين وخرجت من الغرفة
لم اكن اعلم هل انا في صحوتي او منامي ؟
هل هُيأ لي هذا الصوت ام حقيقة ؟!
بعد خروجي من الغرفة وجدت ما خيل لي بشخصاً ما .. نعم انه شخص ما ؟
من شدة رعبي وتسارعي ، رفعت السكين وطعنت !!!
لن اسمع إلا صوت آآآه ( لانثى ) !!
حاولت ان اتدارك الموضوع لاكشف عن الشخص المطعون ؟
دماؤها قد سالت بسرعة ؟ جسدها وجسدي وكل اوراقي اغرقت بدماؤها
الوقت يسير بسرعة البرق ،، انفاسها تتسارع !!
تموت بسرعة !!
قبل ان تموت فتحت عينها ببطء ،، قالت بصوت منخفض وفي عينها الف دمعة : أحببتك من زمن ؟
قتلتها ؟!!!
ذهول وصمت وحيرة !!
هي ... من ؟ ماذا افعل ؟؟ هي هي .. ذاتها ؟!
فُتحت باب الدار مرة اخرى ، الطفل ذاته بعد ان اصبح شاب .... !!
بعد صمت منه وذهول ،، يصرخ ... قتلتها يا مجنون ؟!!
لماذا ؟؟ لماذا ؟؟
اتابعكم من زمن ايها الكهل العاشق ؟!
قد أقسِمت لن تتزوج إلا اياك ايها الحقير التافه ؟!
قتلتها وهي تحبك حد الجنون ؟ تعشقك حتى اصبحت راهبة بك؟
فقط انا من يعلم بحبها لك ؟!!
تحبك جداً ... نعم فقط انا من يعلم بهذا السر ؟
هي من لملمت اوراقك المتبعثرة في تلك الليلة !!!
ومن ذلك اليوم وانا اتابعكم ؟!
اتابعها كيف تتلص بالنظر اليك وعلى دارك ، وكيف انت تسترق الانظار تجاه تلك الشرفة ؟!!
اتابعكم انا فقط !!
اما أنا : فلا احاول ان ادافع عن نفسي ؟!
تملكني الريبة والصمت والندم ،، كل مشاعري متضاربة !
كل ابناء الحي قد دخلو للبيت بسبب صراخ هذا الشاب؟؟
هي بين احضاني .. وانا غارق بدماؤها
اخذوها مرة اخرى من بين احضاني ؟!
والقي عليّ القبض ، خرجت من السجن بعد سنين عدة ، كان الحكم مخفف بسبب عمري و روايتي معها ،،، زرت قبرها اول يوم بعد خروجي من السجن و كتبت على قبرها تلك الابيات التي كتبتها في اول القصة .



#نوزاد_نوبار_مدياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملح ،، زيت ،، زعتر / خربشات على جداري - 5
- كرسمس الإموات في مدينتي ؟! - خربشات على جداري / 4
- متى تكسر خشبة المسرح - خربشات على جداري / 3
- موائد عمل او عشاء – خربشات على جداري / 2 !!
- طيوراً في محراب الحياة – خربشات على جداري / 1 !!
- كان موعد في حانة واخر من الشرفة ؟
- العراقيون في دوائر شاغلة وخداع مستمر ؟!
- العراقيون في دوائر شاغرة وخداع مستمر ؟!
- مسلسل الحسن والحسين والهروب من التاريخ
- محكمة الرأيّ بين العلن والسر
- تولتارية الشرق الاوسط !
- المواطنة .. أديان / مذاهب وقوميات ( عراقية )
- في مفهوم الحرية الفكرية / فلسفة عصفوران !!


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوزاد نوبار مدياتي - رسم من فحم على اوراق الوهم !! / قصة قصيرة