شاهر أحمد نصر
الحوار المتمدن-العدد: 3632 - 2012 / 2 / 8 - 10:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يرى الغيورون على صالح الوطن أنّ التدخل العسكري الخارجي سيكلف غالياً؛ ففضلاً عن أنّه سيدمر البنية التحتية، والمقدرات العسكرية للبلاد، والتي دفعت أجيال متتابعة من دمائها وعرقها ثمناً لبنائها، ومن الصعب إعادة بنائها، ويعيد بلدنا عقوداً إلى الوراء، فإنّه سيخلف ضحايا بشرية بريئة، وسيخلق حالة تحتاج إلى أجيال وأجيال لإصلاحها... من هنا تعلو أصوات العقل منادية بمعالجة الأزمة التي تعيشها سوريا سلمياً، مهما تطلب ذلك من تضحيات ذاتية، ووضع مصلحة الوطن والشعب فوق كل مصلحة ذاتية عند الجميع، علماً بأنّ هذه الأزمة لن تنتهي إلاّ بتغيير البنية السياسية السائدة، ومحاسبتها، ومحاسبة من قاد البلاد إلى هذه الحالة التي قد تؤدي إلى تدمير مقدراتها، وإلى التدخل الخارجي...
وتدغدغ البعض آمال بأن التدخل الخارجي أصبح وراءنا، خاصة بعد استخدام روسيا والصين حق النقض في مجلس الأمن في أوائل شباط الجاري لتعطيل القرار الخاص بسوريا... لكنّ كثيرين من المفكرين العالميين يرون غير ذلك، ونظراً لأهمية هذه المسألة رأيت ترجمة المقابلة التي أجرتها صحيفة "برافدا" الروسية مع المفكر السياسي الألماني المعروف ألكسندر رار ونشرتها على موقعها الإلكتروني"Правде.Ру" بتاريخ 6/2/2012، تحت عنوان: "رار: التدخل في سوريا يكاد يكون حتمياً"... علماً بأنّ نشر هذه المقالة ليس دلالة على تبني جميع الأفكار الواردة فيها، إنما لإعادة دق ناقوس الخطر، علّه يوقظ العقل، ويعيد العضلات إلى مكانها؛ وإليكم ترجمة المقابلة:
"عطلت روسيا والصين في مجلس الأمن مشروع القرار الخاص بسوريا، الذي يطالب بتنحية بشار الأسد. وبعد ذلك مباشرة تعامل ممثلو الدول الغربية الرسميون، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية بعصبية. وظهرت تعليقات تقول إنّ: "عضوي مجلس الأمن الدائمين روسيا والصين يستهتران ويسيئان استخدم حقهما بالنقض في مجلس الأمن". بكلام آخر تؤكد هذه التقييمات أن الغرب لا يعدهما طرفين متكافئين لمناقشة مثل هذه المسألة الهامة، أي المسألة السورية.
كيف سيتصرف أعداء الأسد في هذه الحالة؟ وهل يمكن تكرار الحالة اليوغسلافية، والعراقية، عندما بصقت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها على مجلس الأمن، واعتدت عليهما؟
شاركنا الرأي في لقاء مع "برافدا.رو" المفكر السياسي المعروف، المشارك في مكاتب السلطة للنخبة الغربية، وعضو المجلس الألماني للسياسة الخارجية ألكسندر رار:
عند الحديث عن سوريا من الضروري الأخذ بعين الاعتبار حقيقة أننا نتعامل ليس مع حالة فردية، بل مع عملية تغيير النظام العالمي على الكرة الأرضية بكاملها، بدءاً من عام 1999 بعد أحداث كوسوفو وحرب الناتو ضد يوغسلافيا. وقد حصل في ذلك الحين أول خرق جدي للنظام العالمي، عندما "تجاهل" حلف الناتو وجود تلك الهيئة، أي مجلس الأمن، واعتمد قرار "القصف الإنساني لحماية سكان كوسوفو". لاحقاً، وبعد معاقبة ميلوزوفيتش، حلت الحرب على العراق وإسقاط صدام حسين، والآن يحل "الربيع العربي"، بتنحي مبارك، والقضاء على نظام القذافي في ليبيا. والآن جاء دور سوريا.
ـ كيف تتصور النخبة السياسية الغربية "سوريا من غير الأسد"؟
ـ إنها لا تأخذ، مع الأسف، كثيراً من النقاط الهامة بعين الاعتبار. يوجد خطر أن تدخل البلاد والمنطقة، بعد إسقاط النظام الحالي، في حرب أهلية دموية بين الشيعة والسنة، ويبدو العلويون والمسيحيون قلقين جداً من هذه الحالة. أما في الغرب فتوجد ثقة بأنّ الشعب السوري اختار طريقه إلى الديمقراطية لصالح تلك القيم التي تحكم الغرب نفسه. والنخبة الغربية ستسير إلى النهاية لبناء "العالم العادل الكبير".
ولن يوقفها ما حصل في ليبيا بعد سقوط القذافي. كثيرون في الغرب واثقون من أنّ "الطبقة الوسطى"، و"الناس المتعلمين" هم من سيحسم الأمر في سوريا، وسيستطيعون في ظل الديمقراطية معالجة جميع التناقضات. بكلام آخر توجد ثقة غير مؤكدة بأنّ السوريين سيختارون المال والرفاهية.
ـ أية شروط تجعل الأسد يحافظ على السلطة؟
ـ سوريا ـ حجر الزاوية في العالم الذي يبنيه الغرب، ولن يدعوها بأمان. لقد تم اجتياز نهر روبيكون، وشرط الغرب تنحي الرئيس السوري. تشير النخبة السياسية الغربية إلى أنّه أهدر الكثير من دماء أبناء شعبه، ولم يعد بالإمكان الحوار معه.
ـ اشتكى الرئيس السوري في لقاء مع مراسل "برافدا.رو" في 24 كانون الثاني (يناير) من أنّ سوريا أصبحت ضحية مؤامرة لأنّها تعد حليفة لروسيا...
ـ العامل الروسي هنا ثانوي. هل يمكن أن يخيف الناتو موقع عسكري وحيد في طرطوس، والذي لا يعد قاعدة عسكرية متكاملة، وحيث لا وجود دائم للأسطول الحربي الروسي؟ ولا يدل مستوى التعامل المتبادل بين روسيا وسوريا لا في المجال السياسي، ولا الاقتصادي على أنّ الحلف الذي كان موجوداً بين موسكو ودمشق في زمن الاتحاد السوفيتي مازال قائماً. أما شكوى الأسد فهي مفهومة: فإيران الحليف الحقيقي الوحيد لسوريا، تهددها مخاطر جمة، أما الصين فبعيدة جداً. ويبقى الأمل معلقاً على العلاقات القديمة مع موسكو. علماً بأنّ ذلك لن يوقف الأمريكان. فقد شطبت الولايات المتحدة الأمريكية عملياً روسيا من قائمة الدول العظمى، وهي ليست مستعدة للاستماع إليها. خذوا مثلاً تصرفها عند إقامة منظومة الدرع الصاروخية.
ـ تسعى الصين، وروسيا بشكل خاص من وراء تصرفاتهما، لكي يعي الجميع أن السيناريو الليبي لن يمر هنا. فهل يصر الغرب على تجاهل رأي هاتين الدولتين العظميين؟
ـ تذكروا حالة العراق. وقفت روسيا عندئذ ضد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، ووجدت (روسيا) دعماً جدياً تمثل في ألمانيا وفرنسا. لقد كان الغرب مقسوماً عملياً حيال "المسألة العراقية". علماً بأنّ أغلبية الدول الأوربية امتنعت عن المشاركة في تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى. وحتى في الوقت الذي وقفت فيه روسيا مدعومة دعماً قوياً، لم يستمعوا إليها، وتكررت سابقة توجيه ضربة إلى دولة أخرى بالالتفاف على جلس الأمن. والآن ، وخلافاً لحالة العراق، الغرب موحد. هل يمكن الافتراض جدياً أن أعداء الأسد الكثيرين سيعيرون انتباهاً لرفض روسيا والصين؟
فضلاً عن وجود ثقة بينة وجلية في الغرب بأنّ تأثير موسكو في سوريا سيكون محدوداً، وهي لن ترغب في المحصلة بمخاصمة لا بروكسل ولا واشنطن، خوفاً من العزلة. يثق الكثيرون من نخبة الساسة الغربيين بأن تصرف روسيا بشأن سوريا نابع من رؤية العالم كما كان في القرن العشرين إبان وجود الاتحاد السوفيتي. علماً بأننا على أبواب القرن الواحد والعشرين، وتغير الوضع كثيراً، وستضطر موسكو عاجلاً أم آجلاً إلى أخذ هذه الحقائق بعين الاعتبار. وإذا عاندت، فسيثبتون لها مرة أخرى، أنّه يمكن تجاهلها، وعدم الاكتراث لوجهة نظرها، كما حصل سابقاً. وحتى الآن يوجد أمل في أنّ سلوك روسيا المشاكس نابع من ضرورات الانتخابات المقبلة، ويمكن أن يتغير الحال بعدها.
ـ أي إنّ مسألة التدخل في سوريا أمر محسوم؟
ـ عملياً، الأمر كذلك، على الرغم من أنّ أحداًَ لا يتحدث عن ذلك علانية حتى الآن. لكن ذلك يكاد يكون حتمياً. بعد أن عطلت روسيا والصين القرار بشأن سوريا، لم تعد لدى الغرب خيارات غير القوة. من البديهي أن العقوبات الاقتصادية تتحدث عن نفسها، لكن من غير المحتمل أن تكون وحدها قادرة على إسقاط نظام الأسد بسرعة، الذي يستمر في قمع الاحتجاجات الشعبية. وبالتالي، فالتدخل العسكري يعد استمرارية منطقية للعملية التي بدأت. واستناداً إلى جميع المعطيات، فإنّ الغرب وبمساعدة الجامعة العربية سيعزز من مساعدته للمنتفضين، ومن المحتمل أن تحصل مشاركة محدودة لوحدات خاصة في عمليات ضد نظام الأسد. ويجب أن يصل الأمر في نهاية المطاف إلى القصف. الفكرة الرئيسية ـ "إزالة الدكتاتور!".
ـ لكن سوريا خصم أكثر جدية من ليبيا؟
ـ بالتأكيد، ولن يتم هنا تكرار السيناريو الليبي تماماً. اعتمدت قيادة الناتو عند بدء العملية ضد القذافي على ضعف الجيش الليبي. أما في سوريا فالوضع مختلف، ونظام الأسد أكثر قوة من الناحية العسكرية. لكن، أولاً، هو يضعف يومياً نتيجة العقوبات. وثانياً، يجب عدم نسيان أن قوى الحلف أكبر بكثير. وثالثاً، يجب عدم تجاهل الدول العربية، التي يقف أغلبها مع إسقاط الأسد. ورابعاً، من الضروري تذكر أن العراق (في عام 1991، وفي عام 2003) بدا للوهلة الأولى من الناحية العسكرية يشكل خطراً جدياً. لكن نظام حسين خسر هاتين الحملتين، وتم تفكيكه.
إن دواعي الشك القائلة بعدم إمكانية حصول سيناريو القوة في سوريا غير مقنعة تماماً. من الضروري للغرب الآن، وبأي ثمن أن ينتصر النموذج الليبرالي الذي يريدون تجديده وتعزيزه، بما في ذلك عن طريق إسقاط الأنظمة الدكتاتورية.
سيرغي بالماسوف"
(انتهى نص المقابلة).
أكرر بأنني قمت بترجمة ونشر هذه المقابلة، نظراً لرؤية الخطر المحدق بالوطن، وحرصاً على ضرورة العمل جدياً لمعالجة الأزمة التي تعيشها بلادنا، داخلياً وتلافياً للتدخل العسكري الخارجي... علماً بأنّ المخرج الوحيد الذي يتفق عليه جميع الغيورين على الوطن هو التغيير السياسي، كما أسلفت، والذي يقود إلى دولة مدنية ديمقراطية عصرية، وعلى السوريين أنفسهم انجاز هذه المسألة المصيرية... مع عدم تجاهل مواقف الكثيرين ممن يتربصون بسوريا، ويريدون تدميرها وإعادتها ضعيفة متخلفة عقوداً إلى الوراء... و لا يفيدنا الاحتماء بهذا الفيتو أو ذاك، وربمّا من المفيد التذكير بأنّ رئيس يوغسلافيا ميلوزوفيتش طلب رسمياً الاتحاد مع روسيا إبان الهجوم الغربي على يوغسلافيا، (على اعتبار الشعب الصربي والروسي من أصل سلافي واحد)، ولم يحم ذلك الاتحاد يوغسلافيا من القصف والتدمير.
فهلا، انتصر صوت العقل!
Рар: интервенция в Сирию почти неизбежна
"Правде.Ру"6/2/2012
Россия и Китай заблокировали в Совбезе ООН проект резолюции по Сирии, требовавшей ухода от Башара Асада. Сразу после этого официальные представители западных стран, особенно США, отреагировали на произошедшее очень нервно. Появились даже комментарии в духе: "два постоянных члена Совбеза ООН, Россия и Китай, злоупотребляют своим правом вето". Иными словами, подобные оценки служат наглядным подтверждением тому, что Запад не считает их равными сторонами обсуждения в столь важном вопросе, как сирийский.
Каким образом будут действовать противники Асада в нынешней ситуации? И возможно ли повторение ситуации с Югославией и Ираком, когда США и их союзники наплевали на Совбез и осуществили против них агрессию?
Своими мыслями в интервью "Правде.Ру" поделился известный политолог, вхожий во властные кабинеты западных элит, член Германского Совета по внешней политике Александр Рар:
— Когда мы говорим о ситуации в Сирии, следует учитывать тот факт, что мы имеем дело не с единичным случаем, а с процессом изменения мирового порядка по всей планете, начавшемся с 1999 года после событий в Косово и войны НАТО против Югославии. Именно тогда произошло первое серьезное нарушение уже сложившегося миропорядка, когда Североатлантический альянс "не заметил" наличия такой организации, как Совет Безопасности ООН, и принял решение начать "гуманитарные бомбардировки для защиты мирного населения в Косово". Далее, после наказания Милошевича, был Ирак со свержением Саддама Хусейна, и теперь "арабская весна" с такими проявлениями, как уход Мубарака и ликвидация режима Каддафи в Ливии. Теперь настала очередь Сирии.
— Как себе представляют западные политические элиты "Сирию без Асада"?
— К сожалению, они не учитывают многие важные моменты. Есть угроза того, что после свержения нынешнего режима страна и регион погрузятся в кровавую гражданскую войну между суннитами и шиитами, и будущее алавитов и христиан при таком раскладе представляется весьма тревожным. А пока на Западе существует уверенность, что сирийский народ сделает свой демократичный выбор в пользу тех ценностей, которыми руководствуются и на Западе. И чтобы выстроить "большой справедливый мир", западная элита пойдет до конца.
Не останавливает ее и произошедшее в Ливии после свержения Каддафи. На Западе многие уверены в том, что в Сирии ситуацию будет определять "средний класс", "образованные люди", и при демократическом устройстве им удастся сгладить все противоречия. Иными словами, есть явно не оправданная уверенность в том, что сирийцы выберут деньги и благосостояние.
- На каких условиях Асад может сохранить власть?
— Сирия — краеугольный камень в выстраиваемом Западом мире, и в покое ее не оставят. Рубикон уже перейден, и условия Запада — уход нынешнего сирийского лидера. Западная политическая элита указывает на то, что он пролил слишком много крови собственных граждан, чтобы с ним можно было разговаривать.
— Действующий сирийский президент в личной беседе с корреспондентом "Правды.Ру" 24 ноября жаловался на то, что Сирия стала объектом заговора, потому что является союзником России…
— Российский фактор здесь вторичен. Разве может НАТО напугать один-единственный объект военного назначения в Тартусе, который даже не является полноценной военно-морской базой и где нет постоянной эскадры российского ВМФ? И сам уровень взаимодействия между Россией и Сирией ни в политической, ни тем более в экономической сферах явно не говорил о том, что былой союз между Москвой и Дамаском времен СССР продолжает существовать. А жалобы Асада понятны: Ирану, единственному реальному союзнику Сирии, самому грозят большие неприятности, Китай слишком далеко. Вот и остается надежда на старые связи с Москвой. Впрочем, это американцев не остановит. Как державу США уже Россию фактически списали и не намерены к ней прислушиваться. Возьмите хотя бы их поведение с выстраиванием ПРО.
— Китай и особенно Россия своими действиями дают понять, что ливийский сценарий здесь не пройдет. Запад намерен игнорировать мнение двух не самых последних держав?
— Вспомните ситуацию с Ираком. Тогда Россия выступала против интервенции США и их союзников, имея серьезную поддержку в лице Германии и Франции. По сути, Запад в отношении "иракского вопроса" тогда был расколот. Причем большинство западных стран отказались принимать участие в интервенции США и Великобритании. Но даже тогда, когда Россия выступала с не менее солидной поддержкой, ее не услышала, и уже имеющийся прецедент нанесения ударов по другой стране в обход СБ ООН повторился в очередной раз. Сейчас Запад, в отличие от ситуации с Ираком, куда более един. Можно ли всерьез полагать, что многочисленные противники Асада заметят протест России и Китая?
К тому же на Западе есть четкая уверенность в том, что действия Москвы по Сирии будут ограничены, и она не захочет в конечном итоге ссориться ни с Брюсселем, ни с Вашингтоном, опасаясь остаться в изоляции. Многие представители западной политической элиты уверены в том, что поведение России в отношении Сирии نابعةпродиктовано видением мира таким, каким он был в ХХ веке во времена СССР. Между тем, на дворе ХХI век, и ситуация заметно изменилась, и Москве рано или поздно придется учитывать эти реалии. И если она будет упорствовать, ей в очередной раз докажут, что можно обойтись и не учитывая ее мнения, как это уже бывало раньше. А пока есть надежда, что подобное несговорчивое поведение России продиктовано مقبلةгрядущими выборами, и после них ситуация может измениться.
— То есть интервенция в Сирию является делом решенным?
— Фактически это так, хотя об этом почти никто пока не говорит открыто. Это почти неизбежно. После того, как Россия и Китай заблокировали резолюцию по Сирии, у Запада не остается иных вариантов, кроме силовых. Разумеется, экономические санкции дают о себе знать, однако одни они вряд ли способны привести к очень быстрому краху режима Асада, который продолжает подавлять народные выступления. Таким образом, вооруженное вмешательство является логическим продолжением начатого процесса. Но говорить о том, что интервенция будет уже завтра, пока не стоит. Судя по всему, Запад при помощи Лиги арабских государств усилит помощь повстанцам, возможно и ограниченное участие в операциях против режима Асада специальных сил. И в конце концов, дело должно дойти до бомбардировок. Главный الفكرة الرئيسيةлейтмотив — "убрать диктатора!"
— Но ведь Сирия является куда более серьезным противником, чем Ливия?
— Совершенно верно, прямого повторения ливийского сценария здесь не будет. При начале операции против Каддафи руководство НАТО во многом руководствовалось слабостью ливийской армии. В Сирии же ситуация иная, и режим Асада в военном отношении представляется более сильным. Но, во-первых, с каждым днем в условиях санкций он слабеет. Во-вторых, не надо забывать о том, что силы альянса гораздо сильнее. В-третьих, нельзя также не учитывать и арабские страны, большинство из которых выступает за свержение Асада. И, в-четвертых, следует помнить о том, что Ирак в военном отношении (как в 1991-м, так и в 2003 году) также представлял, на первый взгляд, серьезную угрозу. Однако режим Хусейна проиграл обе эти кампании и был демонтирован.
Доводы دواعي الشكскептиков, говорящих о невозможности силового сценария в Сирии, не вполне убедительны. Для Запада сейчас жизненно необходимо любой ценой показать торжество либеральной модели, которую пытаются обновить и укрепить, в том числе с помощью свержения диктаторских режимов.
Сергей Балмасов
#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟