طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 3632 - 2012 / 2 / 8 - 09:20
المحور:
الادب والفن
رآها ملاكًا هبط عليه من السماء . جذبه البريق اللامع فى عينيها . وأسرته ابتسامتهــــــــــــا المشرقة . وبقدر انبهاره بجمالها ، ظلّت رقة صوتها بلسمه الأثير .
عاش عامين فيما يشبه الحلم المخملى . يتقابلان فى الأماكن العامة .عرفت منه أنه متزوج ولديه أولاد . وعرف منها أنها أرملة ولديها أولاد . سألته أكثر من مرة عن خططهما للمستقبل . فهم مغزى السؤال . قال لها إنه يرفض الزواج ويكتفى بالصحبة البريئة . لايصدر عنها تعقيب ، ثم تعاود السؤال فى كل لقاء .
كان يُشبّه زواجه بالطبيخ المصنوع بالماء فقط . ولكنه مؤمن باستقرار أسرته ومصلحة أولاده . وأن لحظات لقائه مع تلك المرأة الملاك تنعش روحه . وأنه لايطمع فى أكثر من ذلك .
تكرار اللقاء فى الأماكن العامة أرهقه نفسيًا . صرّح لها بما فى نفسه . وقال إننا أشبه بتلاميذ المدارس . كما أن لك أقارب ولى أقارب . وأخشى أن يرانا أحد . قالت : أنت الذى اخترت هذا الوضع برفضك الزواج . عرض عليها أن يتقابلا فى شقة يمتلكها غير شقة الأسرة . حدّثته عن تحريم اللقاء بين المرأة والرجل فى مكان مغلق .
حديث المرأة أدار شريط عامىْ التعارف . تذكّر أنها كانت تتعمّد أن يتناولا الطعام فى أفخر المطاعم . وأنها كانت توحى له ببعض الأشياء التى تحتاجها ، وتعجز عنها قدرتها المالية . فكان يبادر بشراء كل ما أوحت به ، كهدايا عن طيب خاطر . وأنها كانت تكلّفه بقضاء بعض المصالح لها ولأولادها .
عندما قرّر قطع العلاقة ، طاردته لمدة شهرين . حبه البرىء الذى توهّمه يمزق قلبه . وحقيقة استغلاله وإنفاق وقته ووقت أسرته وماله ومال أسرته عليها ، يضاعف من ألمه . ورغم مرور أكثر من عشر سنوات على آخر لقاء ، ورغم أنه لايستطيع تجميع ملامح وجهها ، إلاّ أن ذكراها يقتحم سكونه دائمًا كشبح قبيح . وكان يسأل نفسه كيف يتخلّص من شعور المرارة . وأنه كان شديد الحمق والغباء ، عندما وضع تلك المرأة فى إطار الملائكة .
******
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟