أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - فتاة طارت من أربيل الى مکة














المزيد.....

فتاة طارت من أربيل الى مکة


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1072 - 2005 / 1 / 8 - 10:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ليس العنوان أعلاه من نسج الخيال أو التهکم أو من باب أثارة الفضول ، وإنما وبمنتهى الصراحة أخبرکم إنه موضوع الساعة في أربيل ! فقد أشيع قبل عدة أيام أن فتاة من قرية" کاينج" التي تقع في ضواحي مدينة أربيل ، قد طارت صوب مدينة " مکة " لتؤدي مناسک الحج ! وقد إنتشر هذا النبأ بشکل غير عادي بين الناس وبات شغلهم الشاغل خصوصا وأن المعلومات التي حصلت عليها من زملائي الصحفيين في أربيل تؤکد أن الناس شرعوا يتدفقون زرافات على مکان الحدث" المعجزة" وأن الکثير منهم يحملون ترابا من المکان الذي " أقلعت " منها الفتاة صوب مکة بل وأن الکثير منهم صاروا يأخذون " الحرز " و " الادعية " من مدرج الاقلاع البشري بقرية کاينج في أربيل ! والاغرب من کل ذلک " حسبما علمت و تأکدت من مصادري الصحفية و غيرها" هو أن الناس ىإنتظار عودة الفتاة لتهبط في المکان الذي طارت منه ! لطيف جدا هذا الفتح المبين الذي بطلته " وکيدا بقيم مجتمع سيادة الرجل" أنثى ! ولکن في الخبر المرتبط بهذه الحادثة الخيالية و الذي نشره موقع " بيامنير" في يوم 5 ـ 1 ـ 2005 أشار الى أن هناک أيضا أناس يرون ضرورة أن تقوم الشرطة والجهات ذات العلاقة بزيارة عائلة هذه الفتاة " الطائرة " والاستفهام عن مصيرها فمن المحتمل جدا " حسب کلام هذا البعض من الناس" أن تکون هناک خفايا مصيبة ألمت بها، إذ من المعتقد أن تکون تلک الفتاة قد تمت تصفيتها لأي سبب کان ومحاولة إخفاء الجريمة تحت هذه الذريعة الخرافية! ومن حسن حظي أنني قد عشت في أربيل لسنين عديدة ممارسا فيها العمل الصحفي وقد عملت فترة في الامور المتعلقة بالقضايا الاجتماعية ومن خلالها تعرفت على الکثير من المناطق التي تهيمن عليها الافکار و القيم العشائرية ومن ضمنها منطقة " برانتي " التي تتواجد فيها القرية الساردة الذکر . هذه الحادثة أجبرتني على العودة للوراء قليلا و الوقوف عند مايسمى بجرائم غسل العار الرائجة سوقها القذر في الاوساط و المجتمعات العشائرية التي ترى في وهم الشرف ملاذها النفسي الآمن و في شرنقة الخرافة مکمنها الروحي الذي يقي ذلک الملاذ. ومن خلال عملي الصحفي تابعت الکثير من جرائم قتل فتيات في عمر الزهور و نساء مترملات أو أمهات لکومة من الاطفال الابرياء ، والشئ الذي کان لافتا للنظر في کل تلک الجرائم هو إن الکثير منها تم لمجرد الظن ! نعم لمجرد الظن تقتل النساء كي يصان الشرف الرفيع للرجال من الاذى ! والمصيبة أن الکثير من المجرمين الذين صفوا بناتهم أو أخواتهم أو زوجاتهم وعلموا أنهن بريئات تماما مما رمين به ، کانوا يعزون أنفسهم المريضة بأنهن في الجنة ! وهکذا إن کانت المرأة المقتولة بدواعي غسل العار مذنبة فقد نالت جزائها والى الجحيم أما إذا إتضح إنها بريئة فلا تثريب عليها و الى الفردوس ، وعلى هذا المنوال يعمل مسؤولي بوابات الجحيم و الفردوس من الرجال! وقد تکررت تلک الجرائم في بدايات العقد الاخير من القرن المنصرم بشکل لافت مستفيدة من الفراغ الامني الى حد ما لکن وبعد إستباب الامور أمنيا بدأت تلک الجرائم تقل ولکن دون أن تختفي حتى إضطر برلمان کوردستان الى إستصدار قوانين خاصة بحماية حقوق المرأة و الدفاع عنها ورغم أن الحاجة ماسة لإستصدار المزيد و المزيد من تلک القرارات لکن الاجرام بحق المرأة بإسم الدفاع عن القيم الذکورية مازال مستمرا ولعل آخرها هو روح تلک البريئة التي طارت الى السماء وغلفوا ذلک بهالة من الخرافة حتى يواروا سوءة جريمتهم النکراء . وحتى أنقل صورة واقعية جدا للقارئ الکريم عن تلک القرية التي حدثت فيها الجريمة ، فإنني سأخبرکم عن قبر في القرية ذاتها " يقدسه الناس و يزورونه للتبرک" ويدعى هذا القبر باللغة الکوردية "ئيسحابه رش" أي " الصحابي الاسود" طول هذا القبر ياسادة من 10 الى 15 مترا ، فتصوروا إنسانا بهذا الطول يؤمن بوجوده هؤلاء الناس فکيف لايؤمنون بفتاة تطير !!!



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الاخ نزار رهک قليلا من الموضوعية في تقييم خيار الشعوب في ...
- أقتلوا الاشباح
- المسرح الکوردي و سبر أغوار المرحلة المقبلة
- نحو نظرة أکثر إشراقا للمستقبل الانساني
- کلام هادئ مع الراحل الکبير الدکتور علي الوردي
- عبدالجبار عباس وشئ من ذکراه
- سوريا ..البحث في المحال في الوقت المحال
- أصالة دور المرأة في المجتمع الکوردي
- الرجل المثالي جدا
- ماتحقق للمرأة في العقود المنصرمة : صفر و باليد حصان !
- لاخير في نظام فکري ـ إجتماعي يستمد قوته من غشاء البکارة
- تراجع الادب النسوي لماذا ؟
- لادين للنساء
- تغشى وجدها الارق من النسمة فکان مخاض الشعر! فينوس فايق..کورد ...


المزيد.....




- الأمم المتحدة: الاغتصاب يُستخدم كسلاح حرب ضد النساء في السود ...
- بمكالمة فيديو ..ممرض مغربي ينقذ حياة امرأة حامل بتوليدها
- بوروشينكو يتهم زيلينسكي باغتصاب السلطة عبر تمديد الأحكام الع ...
- الأمم المتحدة: الاغتصاب يستخدم -سلاحا- في الحرب بالسودان
- في السودان.. نزوح 13 مليون شخص خلال عامين من الحرب
- شهيدة الإنقاذ.. وفاة الطبيبة المناضلة السودانية هنادي النور ...
- اغتصاب طفل/ة كل نصف ساعة في شرق الكونغو الديمقراطية?
- ميليندا غيتس تبلغ 60 عامًا الآن.. إليك نصيحتها للنساء في عمر ...
- دراسة تقدم حلاً واعداً للحفاظ على صحة العظام لدى النساء!
- سرّ جديد لتحسين الحياة الجنسية لدى النساء


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - فتاة طارت من أربيل الى مکة