مهدي بندق
الحوار المتمدن-العدد: 3629 - 2012 / 2 / 5 - 16:52
المحور:
الادب والفن
نائم ٌ
تتقلب ُ والشوك ُ فرشـُـك َ
والثلج ُ ظهرُك َ ،
والرعب ُ جدرانُ غرفتك الغسقية ِ
ينزعها بالمناشل ِ سقفـُـك
والدمع ُ يهوى على ثغرك المتغضِّن ِ
يدفع للقاع ِ ما يتساقط من شعر رأسـِك َ
عبر المزاريب ِ مثل الجنادب ِ
في الليلة الماطرة
نائم ٌ
والعواصف ُ ُبردتـُك ، الريح ُ نعلـُك َ، والجرح ُ
في التيه ُظفرُك َ
تحلم ُ أن ينجلي الحلم ُ حتى يعود المعاش ُ الأليف ُ
ولكنما العيش ُ - وَهْمُك – يسري
بمجرى الخداع ِ ،
من النبع حتى مصب الوداع ِ ،
وأنت تطل على الهوة الفاغرة
وأنا نصفـُـك الآخرُ القائم ُ
من ركام الثرى قبل أن ينفد الماء ُ
في لحظة ٍ غادرة
هكذا لم أعد ُعروة ً في َسدى الوهم ِ أو
ُلحمة ِ المستحيل
فأفقت ُهنا من ُسبات ٍ مثيل ٍ ثقيل
الصبح ِ لليل ِ أرسو على مقعد ٍ
لا أغادره ، أبصرُ الغيرَ يأتي ويذهب ُ فيما أرى
جسدي يتآكل يوما ً فيوما ً .. تراودني السيرنيـّات ُ عن
سر بسمتيَ الناضرة
غاضبات ٍ وهن يغنين أغنية ً للقنوط ِ ويغرينني
بالزفير ِ مشاركة ً
فأرد لهن البضاعة َ مغلقة ً
" الأحبة ُ حولي فيكفونني
فاتركنني
يا كاهنات ِ الحجاب الترابي ِّ
إني بهذا القعود أرى الله في الآخرة "
قلتها في المنام القديم ِ وها أنا ذي
في القيام أراني عروسا ً ،
تحن إلى زوجها كل آن
الصبا عطرُها جسدا ً من ضياء ٍ ،
فليس يحاصره في المدى زمن ٌ
أو يقيده مرض ٌ في المكان
فأطير كعصفورة ٍ تحضن ُ الكون َ في
برزخ ِ الفرحة ِ الغامرة
آه ِ يا نصفي َ النائم ُ
ليس يشغلني في النعيم سوى
أنني نحو سؤْلي أميل
كيف ُأنْجيك من غمك المتنامي إلى ذروة المعترك
والفراق َ يدمر فيك احتمالك َ ،
فانهض قليلا لتعرف أنك لازلت َ بعدُ بجوف الحلك
غير أني بمكرمة ٍ من إلهك ُأرسلت لك
في يدي وردة ٌ من سنا الانتظار
فالتقطها
إنها آية ُ الوجد ِ
ُتمحىَ بها آية ُ الفقد ِ
بينا تعالج ُفي الليلِ ُقفل َ النهار
فاحتمل
إن احتمالـَـك للبُعد ِ سرُّ اقتراب المدار
سرُّ الوصول ِ إلى برزخ ٍ
خلفه ضفة ٌ حرة ٌ عامرة
فاحتمل
كاحتمالي القديم ِ هناك
على مقعدي صابرة
#مهدي_بندق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟