خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 3629 - 2012 / 2 / 5 - 14:48
المحور:
الادب والفن
ثم توقف الشئ الأبيض فجأة من الهبوط . كان ناصع البياض لا مقارنة له بشئ آخر وبدت سطوح المنازل مغطاة بالمادة البيضاء و كأنها ملفوفة من ورق إلهي خالص كهدية الفصل .
اغتبطتْ نفسي و تنهدتُ مستعدة ليوم جديد خاص ، سيتحف سكان الحي خصوصا الأطفال منهم و ستمتلأ الحدائق بهم و هم يتزحلقون في كل اتجاه أمام عيون آباء اغرورقت أعينهم من دموع الفرح و الإبتهال .
فرحت بدوري و اغرورقت عيناي من الدموع إذ أنني بعد قليل سأخلّد لحظة الثلج ، سأجمّدها بدورها لآخذ صورا ستذكرني فيما بعد بموسم الثلج .
ثم أخذت عيناي تدمعان دموعا لا تشبه غيرها كأنها قطرات صقيع .
شعرت بوجنتين متورمتين ، علاهما إحمرار سرعان ما غمق ليتخذ لون الرّمان ومن ثم الأزرق .
توقف وجهي من الحركة . لملمت نفسي بعد أن خارت قواي إثرالصقيع .
هرعت مسرعة إلى الحماّم لأشهد على وجه مثلّج أصفرّ وهرب منه الدّم . على المرآة رأيت أطفالا يبكون من الألم و الفقر و الجوع و البرد و الثلج هناك ....
هناك في تيزي ن تيشكا .
حملت نفسي لأخرج بعيدا إلى مكان صلاة يوم الأحد هاربة من الشبح الذي ما زال يطاردني .
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟