|
الرد على أبواق النظام السوري حول المؤامرة الكونية عليه –الجزء الثاني-
عزو محمد عبد القادر ناجي
الحوار المتمدن-العدد: 3628 - 2012 / 2 / 4 - 09:20
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الرد على أبواق النظام السوري حول المؤامرة الكونية عليه –الجزء الثاني-
المؤامرة بمعناها الحقيقي هي مخطط لجماعة لا تملك حقاَ وفعلاَ لا شرعياَ وأساليب لا مشروعة من أجل تحقيق مصالح لها على حساب حقوق ومصالح جماعات أخرى ، وعليه فقد أكد أحد أبواق النظام الأسدي وهو خالد عبود العضو في مجلس الشعب الأسدي اللاشرعي أن الجماعة الحاكمة بالفعل قد مارست الظلم على الجماعات الأخرى في سوريا وهذا بنظره كفيل بإشعال حرب أهلية وطائفية في سوريا ، ستقضي على كل شئ في الوطن السوري ، ولم يدرك هذا البوق أن المؤامرة الحقيقية على سوريتا هي في وجود نظام استبدادي تابع وفاسد وناتج عن إرادات ومصالح عالمية نافذة ومستفيد من دعمها وغطائها .
فلا يعقل أن يكون حكم غير شرعي برئيس غير شرعي ليقوم باانقلاب على نفسه لتحقيق الإصلاح ، حيث لا يستطيع الانقلاب على وصية أباه الراحل بالحفاظ على العهد مهما كانت الوسائل وأن يفتح باب الشرعية والإصلاح للشعب في ظل ادعاء بشار أن المتظاهرين والمعارضين هم أناس خارجون عن القانون ولابد من سحقهم بجميع الوسائل الممكنة من خلال استمرار الحل الأمني لحل الأزمة ، بالرغم من ادعاءه بشرعية مطالبهم وضرورة الإصلاح ، فهاهو يرفع حالة الطوارئ لتزداد بعدها آلة القمع الأسدية الوحشية تجاه الشعب السوري ، ويحول ملاعب الكرة والملاعب الرياضية والمدارس إلى سجون بعد أن امتلأت أقبية سجونه وغرف الظلام المخابراتية وأنفاقها التي تحت الأرض والتي لا يعرف عددها إلا المقربون من عائلة الأسد ، يحولها إلى سجون مليئة بأحرار سوريا المطالبين بالحرية ,
هل هذتا النظام يستحق الحياة بعد أن جعل أضعاف عدد الجامعات السورية الثمانية - والتي نصفهم جامعات عامة لا يدخلها إلا ذو حظ عظيم أو ممن هو تابع للنظام وأجندته من خلال درجات حصل عليها من دورات المظليين أو الصاعقة أو أبناء الشهداء وليس آباءهم بشهداء أو من أبناء الضباط الذين استباحوا المال والدم والكرامة السورية ، ونصفهم الآخر جامعات خاصة لا يقوى على دفع تكاليفها سوى الموسرين المستفيدين من النظام أو المشاركين لضباطه العسكريين والأمنيين أو لشبيحته من تجار المخدرات والسوق السوداء وتهريب البضائع دون حسب أو رقيب ، ألم يعلم هذا النظام أن عدد الجامعات في الأردن التي عدد سكانها أقل من خمس عدد السكان في سوريا يساوي أربع أضعاف الجامعات السورية ، وحتى مناطق السلطة الفلسطينية في قطاعي الضفة وغزة بساوي التي عدد سكانهما أقل من سدس عدد السكان في سوريا فيها عدد من الجامعات يفوق ضعف عدد الجامعات في سوريا – أضعاف عدد الفروع الأمكنية والمخابراتية التي لم تكتف بقتل وتعذيب الأحرار داخلها بل ذهبت لقتل المرضى والمصابين بالمستشفيات واحتجاز الشيوخ والأطفال كرهائن واغتصاب النساء وسرقة البيوت ، حتى أصبح عشرات الآلاف من الشهداء والمفقودين ومءآت آلاف المهجرين واللاجئين إلى دول أخرى ؟.
أين اعترافات بشار بحق التظاهر رغم أن هذا القول هو في قلب دستور والده المفصل على هواه ، والذي يعطيه صلاحيات أقرب للإلهية ، ثم ليعتقل كل من ظلب التظاهر بل وليحكم بمراسيم تجعل حق التجمع في الشارع السوري هو تجمع شعب يعاقب عليه القانون ؟.
أين الإعلام الحر ولماذا يبث إعلام كاذب ومضلل وفاسد أكثر من الإعلام النازي أو الفاشي أو الشيوعي ؟ ، وماقيمة الدستور إذا لم ينفذ جوهره في احترام حرية الإنسان وكرامته الإنسانية ، بدل أن يقوم بحرب إبادة جماعية للشعب السوري ، وتسميم مياه الشرب في عدة مناطق ، وحفر المقابر الجماعية لآلاف المعتقلين بعد قتلهم في أفرعه وسجونه التي لا يعرف عددها إلا القليل ، وقطع الحليب عن الأطفال ، وقنص كل من يحاول الحصول على رغيف خبز أو مياه شرب من أجل أطفاله ؟.
يدعي الإعلام الأسدي أن المظاهرات التي قامت ضده هي بمئآت الآلاف وهؤلاء لا يشكلون شيئاَ بالنسبة لمجموع السكان السوريون في الداخل والذين يقدرون بأربعة عشر مليون سوري ، وأن أعداد المتظاهرين في تناقص مستمر ، وأن هناك مظاهرات مليونية مؤيدة لبشار ، مقابل احتجاجات مزعومة ، وأن عدد القتلى من الجيش وقوات الأمن هي أضعاف عدد من قتلوا من المتظاهرين السلميين ، ثم الإدعاء أن الكتلة الغالبة من الصامين هي مؤيدة لبشار ونظامه ، ويرد على هذه الأقاويل أن النساء الذين يشكلون أكثر من عدد السكان لا يخرج معظمهن للتظاهر نظراَ لطبيعة المجتمع السوري المحافظ إلى حد كبير ، وخوف النساء و أهاليهن من تعدي أجهزة النظام عليهن بالضرب أو الإعتقال أو الاغتصاب حيث أن هذه الأشياء شائعة عند رجال وشبيحة النظام الأسدي ، كما أن نسبة كبار السن ما فوق 65 سنة والأطفال ماقبل 15 سنة تشكل أكثر من الثلث ، أي أن 50+30 يعادل الثمانين بالمائة ، ولنفترض أن من هؤلاء خرج 10 بالمائة أي يبقة عندنا 30 بالمائة ، وتشير الاحصائيات العالمية أن نسبة المشاركة الشعبية في التظاهرات المعارضة بلغت 20 بالمائة من أصل 30 بالمائة أي نسبة المعارضين أكثر بالضعف فيما لو افترضنا أي العشرة بالمائة المتبقية هي مؤيدة لبشار بحكم المصالح ، وهذا يدحض افتراء وكذب أبواق النظام أن نسبة المؤيدين أضعاف نسبة المعارضين والمتظاهرين ، أضف إلى ذلك أن كثرة الأجهزة الأمنية والمخابراتية والفرقة الرابعة والحرس الجمهوري في المدينتين الرئيسيتين دمشق وحلب كبيرة جدا وبذلك تجعل التظاهر فيهما نوعاَ من الانتحار ، وبالرغم من ذلك فقد خرجت مظاهرات مضادة للنظام في هاتين المدينتين بشكل كبير ، ومن لم يستطع التظاهر فيهما خرج إلى المناطق الأخرى القريبة ليشارك في التظاهر ضد النظام ، وكانت نتيجة هذه التظاهرات السلمية مئآت ألاف الضحايا بين شهيد وجريح ومختطف ومفقود ومعتقل ونازح ومهجر ، بالرغم من ادعاء بشار أنه يلاحق فقط 64400 فقط ممن هم خارجين عن القانون ؟.
ولماذا لا يسمح هذا النظام للإعلام الحر بالدخول لنقل الحقائق بشكل محايد ومستقل ، دون الادعاء بوجود عصابات مسلحة تقتل الشعب السوري وتمارس العنف ضده وضد رجال الجيش والقانون والشرطة ؟ ، ولماذا لم يدرك هذا النظام أن مفهوم العصابات المسلحة لا يسري سوى على عصابات المخدرات والمافيات التي يمارسها فقط عائلة الأسد وشبيحتها من المؤيدين ، حتى أن الأمم المتحدة عام 1985 قد فرضت الحصار الاقتصادي بسبب الإرهاب وتجارة المخدرات ، وهذا ما أكده الرئيس السوري الراحل أمين الحافظ في برنامج شاهد على العصر عام 2000 ، كما أكدته صحف غربية مثل صحيفة اكبريس الإيطالية وغيرها من الصحف ، حيث أكدت ضلوع هذا النظام بتجارة المخدرات وعلاقته بالمافيات العالمية وآخرها مافيات الاتحاد السوفياتي السابق التي نتج عنها دول تحكمها مافيات اقتصادية في شتى المجالات ومن بينها تجارة المخدرات وتجارة الرقيق الأبيض الذي انتشر في سوريا في عهد بشار بشكل لا يوصف وكل ذلك تحت شعار السياحة بجعل سوريا مرتعاَ للفساد والإجرام وسرقة البنوك ، حتى أن الكثير من الدول كانت تخشى التعامل مع البنوك السورية بسبب تفشي حالة الفوضى والإرهاب ضد البنوك ، والتي تأكد للكثيرين بأن أقارب الرئيس الأسد كانوا متورطين هم وشبيحتهم بها ، وبذلك يختلف مفهوم العصابات المسلحة عن مفهوم المجموعات المسلحة التي تنشأ اضطرارياَ من صلب الثورات الشعبية ، وذلك من أجل ممارسة حق الدفاع عن النفس ودرء الأخطار الكبرى التي تهدد الشعب ، ووجود هذه المجموعات لا يبدل من مفهوم سلمية الثورة السورية ، والتي تجابه من قبل النظام الأسدي وشبيحته بعنف دموي إذلالي ، كما أن هذه المجموعات الثورية المسلحة لا تستهدف الأبرياء أو المدنيين ، كون أفرادها انشقوا من قلب الجيش السوري بسبب رفضهم اطلاق النار على شعبهم مؤمنين بالقسم الذي قطعوه على أنفسهم بحماية الوطن والشعب وليس حماية النظام الأسدي ، وقد قتل الكثير من هؤلاء من قبل أجهزة الأمن التي كانت وراءهم بسبب رفضهم لإطلاق النار على شعبهم مما حذا بآخرين إلى الإنشقاق عن الجيش الأسدي حينما سمحت لهم الفرصة بذلك ، وهكذا شكلوا الجيش السوري الحر الذي تدعم بانضمام الكثير من الأحرار السوريين إلية بعدما فجعوا بصديق أو عزيز أو قريب على يد القوات العسكرية أو الأمنية الأسدية أو شبيحتهم ، وكيف بهؤلاء الثوار أن يستهدفوا الأرياء والمدنيين والآمنين ، بالرغم من أنهم ليسوا يائسين ولا مرضى نفسيين ولا أغبياء ليعملوا ضد معسكرهم وأهاليهم ، مثلما يعمل النظام وعصاباته اللذين ليس لهم أي تأييد شعبي ، وهذا دليل على أن المواطن السوري الحر أياَ كان موقعه ليس مستعداَ لمثل هذا السلوك العدواني الإرهابي الشاذ . ثم ألم يعلم هذا النظام أن المواجهات المسلحة ضد الشبيحة والمرتزقة الإرانيين أو الصدريين أو النصراللاهيين أو غيرهم ، وضد أجهزة الأمن الأسدية هي حق من حقوق الدفاع عن النفس وهو أمر مقبول بكل الأديان والأعراف والقيم المشروعة ، وعليه فهؤلاء الثوار من عناصر الجيش السوري الحر أو المتظاهرين ليسوا عصابات إرهابية مأجورة تعمل لحساب الخارج كما يدعي النظام الأسدي وأبواقه ومرتزقته من الإعلاميين المأجورين من الدول الأخرى والتي تصنف بالدول القمعية أو تصنف حكوماتها بالطائفية أو تصنف أحزابها بالإرهابية أو الطائفية ، لأنه لو كانت عناصر الجيش السوري الحر والمتظاهرين السلميين ضد النظام الأسدي مأجورين لكان باستطاعة النظام الأسدي دحرهم وذلك بعد أن سخر كل إمكانياته من سحب الجيش السوري من حدود الدول المجاورة ومنها بالطبع إسرائيل وتوجيهها لاحتلال المدن والقرى السورية ليقتل بالرصاص الحي والذخيرة اللتين دفع ثمنهما الشعب السوري لإستعادة آراضيه المحتلة والذود عن حدوده ، دفع ثمنها ليقتل بها وتقصف بيوته الآمنة بها وتدمر ممتلكاته بها ، ويقتل فلذة كبده بها ، وترمل أمهاته بها ، وتغتصب نساءه بها ، وتسرق أمواله وموارده تحت غطائها ، ويستبعد عشرات السنين بسببها تحت الخنوع والذل والجهل والمرض والتهجير القسري والطوعي بسبب النظام ، كما لا يمكن لمرتزق أو مأجور أن يعرض حياته للخطر مقابل بعض المال الذي قد لا يحصل عليه في نهاية المطاف ، كما حصل للكثير من المرتزقة الذين جلبتهم القوات الأمريكية إلى العراق وهم يحلمون بجنسيتها والعيش الرغيد فيها ، لكنهم ذهبوا ولم يعودوا .
كما أن معظم الضحايا من المدنيين العزل وناشطي تنسيقيات الاحتجاجات السلمية العزل أيضاَ ، لتمتلئ سجون النظام بهم بل وتشويه وقتل واغتصاب الكثير منهم ، كما أن معظم الموجهات المسلحة لا تقع إلا بعد حضور الشبيحة وعناصر أمن النظام وجيشه الخائن للشعب السوري ذلك الجيش الذي لم يحترم قسم الولاء للوطن وللشعب وليس الولاء للعائلة الأسدية الخائنة ونظامها الإرهابي ، والتي بسبب ذلك ظهر الجيس السوري الحر من قلب المعاناة التي عاناها الضباط والجنود الأحرار الذين أقسموا يمين الولاء للوطن وللشعب وليس للنظام الأسدي .
ونعود إلى ادعاء أبواق النظام أن التظاهرات ضد النظام الأسدي لا تشكل شيئاَ ، أمام المظاهرات الملونية المؤيدة لبشار ونظامه ، ألم يدرك هؤلاء الأبواق أن الشعب السوري ومعظم شعوب المعمورة تدرك أن تلك المظاهرة المليونية المؤيدة والتي لم ولن تكون مليونية كما يدعي هؤلاء ، أن معظم أفراد تلك المظاهرات هي لشبيحة ورجال أمن وخابرات بلباس مدني وللمعلمين وللشبيبة والموظفين الخانعين اللذين يخافون من طردهم من العمل بعد تهديدهم بذلك فعلاَ ، وكل هؤلاء لا يشكلون سوى نسبة قليلة من الشعب ، ومثار حياَ على ذلك أن السفير السوري في القاهرة يوسف الأحمد دعا للاتصال بالطلبة السوريين الحوارنة الذين تظاهروا ضد النظام أمام السفارة ومعظمهم من المعهد الزراعي ، وهددهم بأن أسماءهم عنده وأنهم لن يستطيعوا العودة إلى سوريا إذا لم يشاركوا في مظاهرة مؤيدة للنظام وأن المنحة الممنوحة لهم للدراسة على حساب الدولة ستلغى ، وأنهم إن شاركوا في المظاهرة المؤيدة سيحصلون على بعض المال من السفارة ، ولن يلاحقوا في سوريا فيما لو عادوا لأنهم ليس عندهم مصدر للرزق في مصر ، وهذا مما جعل بعضهم يرتد للتظاهر مع النظام أمام السفارة رغم ادراكه أنه يفعل ذلك مرغماَ وأما ضغط مادي ومعنوي حيث هو بحاجة لرؤية ذويه في سوريا ، فعد هذا هل نستطيع أن نقول أن هؤلاء مؤيدون .
كما أن المتظاهر ضد النظام يعادل عشرة أضعاف المتظاهر المؤيد للنظام كونه ليس مرتشياَ ومعرضاَ للقتل من قبل الشبيحة والقوات الأمنية والعسكرية الأسدية ويحمل مشروع شهادة – استشهاد- لأنه يواجه آلة القمع الوحشية التي لا ترحم ، كما أن المتظاهر ضد النظام الأسدي يحمل قيم إنسانية مثل الحرية والكرامة والعدالة والمساواة والديمقراطية والدولة الديمقراطية العصرية والانفتاح على منجزات العلم والتكنولوجيا من أجل مستقبله ومستقبل أطفاله وأحفاده من بعده لكي لا يعيشوا في ظل نظام يحرمهم من أدنى حقوقهم الإنسانية والبشرية ، وكل ذلك رغم الحصار والتضليل والهمجية التي يقوم بها النظام الأسدي لسحق المد الثوري ضده ، بخلاف المتظاهر المؤيد الذي لا يحمل سوى الخنوع والذل والفساد والرشوة والركوع والدياثة من أجل منصب أو مرتب أو لقمة عيش يطعمها لأولاده أو يأكلها هو بذل الخنوع الاستجداء مؤمناَ بأمثلة طالم روج لها النظام الأسدي لاستمراره في إخضاع هذا الشعب الذي لا يلين مثل – أنا ومن بعدي الطوفان - ، -الهروب ثلثي المرجلة- ، - أنا إنسان أمشي قرب الحائط وأسأل الله السترة فقط - ، -اليد التي لا تقدر أن عليها قبلها وادعو عليها بالقطع - ، - المسؤول الذي سرق وشبع أفضل من المسؤول الجديد الذي لم يسرق بعد كونه سيسرق حتى يشبع دون أن يقدم أي شيئ - ، - الذي نعرفه أفضل من الذي نتعرف عليه - ، وغيرها من أمثلة الخنوع والذل التي لا يؤمن بها سوى المخنثون والجهال والخانعون والمرتشون والفاسدون وغيرهم ممن لا أخلاق لهم . لقد فضح أبواق النظام أنفسهم في أجهزة الإعلام الحرة ، وخاصة حينما يواجهون واحداَ من الأحرار في الداخل أو الخارج أو حينما يرد عليهم أحد الأحرار أياَ كان موقعه فنلاحظ مغلطاتهم وهمجيتهم وجهلهم وبلطجيتهم التي وصلت إلى السب والقذف بل ومحاولة ضرب من يواجهونه فيما لو كان يقابلهم على طاولة الحوار ، ومثال على ذلك تهجم الشبيح اللبناني جوزيف أبو فاضل على المعارض السوري محي الدين اللاذقاني وضربه في برنامج شاهد على العصر التي شاهدها الملايين ثم ليدعي أنه لم يفعل شيئاَ ويكذب الإعلام والمشاهدين ، ويستمر هؤلاء الأبواق بديماغوغيتهم وارتباكهم واهتزاز ثقتهم بأنفسهم وبمصير الصراع بسبب غياب الحجة الموضوعية والمنطقية والعقلانية ، فيظلون يعيشون في الأوهام التي يقولون فيها ويعيشون صراع الذات كونهم يدركون في أعماق أنفسهم ماهية هذا النظام وجبروته وإرهابه ، لكن عامل الخوف والرعب والمصلحة والخنوع والذل الذي يحملونه يجعلهم مستمرين مع هذا النظام حتى سقوطه وسقوطهم معه .
أليس من العار على السلطة الأسدية أن تبتز المواطنين السوريين لتسليم الجنود المنشقين عن الجيش الأسدي والمنضمين إلى الجيش الحر ، مقابل عدم احتلالها للمستشفيات وعدم تصفية الجرحى والأطباء ، وتسليمها لجثث الشهداء والمشوهين في سجونها ، وخفرها المقابر الجماعية للجنود المغدورين أو للسكان الآمنين من قبل المخابرات ورجال الأمن والشبيحة والعناصر العسكرية الطائفية ، واتهام الثوار من الجيش الحر بذلك ، وأين قتلى هؤلاء الثوار المسلحين من عناصر الجيش السوري الحر الذين ادعى النظام أنه قضى عليهم متلبسين بالجرائم المزعومة ، بل واتهام ثوار الجيش السوري الحر بأنه هو من قام بالمجازر الجماعية ضد الشعب السوري ، ومن ثم شن حملات مسعورة على الفضائيات الحرة التي تنقل الحقيقة ، كما لو كان الجيش السوري قاصر وغير واعي لما يحدث ، وكأنه مجرد قطعان من الماشية ويتحكم بهم من على بعد ؟.
فيما لو صدقنا جدلاَ بوجود عصابات مسلحة ، فهل يكون الرد الحقيقي عليها بالعنف أم بالمنطق العقلاني الذي يعني تصالح السلطة الحاكمة مع الشعب لمواجهة العدو المشترك الذي يروع الطرفين بجرائمه ، وليس أن يستفز النظام الأسدي ضباط جيشه الطائفيين وقواته الأمنية وشبيحته ، وتضليل الإعلام لمواجهة الشعب السوري المطالب بحريته وكرامته المسلوبتين من أكثر من أربع عقود ؟.
ألا يعني أن النظام الأسدي مفلساَ عندما يدعي بشار أنه لم يعط أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين ، مما يجعله عديم المصداقية أو أنه رئيس غير مطاع ، ثم يصدر المسؤولية الإجرامية إلى خاشيته ، مما يجعل منه إما رجلاَ مراوغ أو ضعيف يحتاج إلى الشفقة وليس إلى الحب المستند إلى الخير والجمال المؤدي إلى التعلق بالآخر ، وأي حب له من أناس لا يستندون إلى قضية عادلة أو شريفة ولكن يستندون إلى قضية المصلحة وهم على كل الأحوال لا يشكلون سوى أقلية ليس لها أي تمثيل شعبي في المجتمع السوري ؟.
وكيف برئيس كبشار لم يترجم أي رجولة أو إحساس بالكرامة الوطنية أن يسمح لنفسه دون أدنى خجل أن يصف القادة العرب بأنهم أنصاف رجال لأنهم انتقدوا حزب الله في إشعاله حرباَ غير متكافئة مع إسرائيل عام 2006 أفضت إلى تدمير البنية التحتية للبنان التي تكفلت دول الخليج بإعادة إعمارها وأدت إلى تشريد أكثر من مليون لبناني في الأراضي السورية ، واحتلال إسرائيل لمناطق من لبنان وابرامها اتفاقية بفاء قواتها قرب الليطاني كحد فاصل ومحايد مع لبنان ، وعليه كيف يثق به الشعب السوري أو يدعي به وتأييده بالرغم من أن الكثير من أبناء الشعب السوري أصبح في ظل الحقبة الأسدية كلها يحلم بالهجرة وبالمسكن وبالزواج من دون ديون ، كما أنه كيف بالشعب السوري أن يحبه وهو لا يتمتع بأي رصيد تاريخي نضالي ولا بأي انجاز حضاري سوى الانجازات التخريبية والكثيرة في عهد والده عدا عن بعض المشاريع أو المنجزات القليلة جدا في ذلك العهد والتي كان يستطيع رئيس آخر أن يعمل أضعاف أضعافها فيما لو كان هدفه خدمة مواطنيه ، فسوريا كانت في منتصف الخمسينات من أقوى دول الشرق الأوسط إقتصادياَ وعلمياَ وحضارياَ وانعدمت الجريمة فيها إلى مايقرب من الصفر ، لكنه في عهد الحقبة الأسدية أصبحت أقل دول الشرق الأوسط علماَ وديمقراطية وحرية واقتصاداَ واحترفاَ سياسياَ ودبلوماسياَ وباءت معظم المشاريع التي قامت في عهد الأسد بالفشل الذريع نتيجة الفساد المستشري في أركان الدولة حيث صنفت سوريا من بين الدول الأكثر فساداَ في العالم حسب تقرير منظمة الشفافية العالمية ، كما صنفت من بين أكثر الدول قمعاَ للحريات في العالم حسب تقرير المنظمات العالمية ، وصنفت جامعاتها الأربع من بين أقل الجامعات درجة في العالم ، أليس هذا أكبر دليل أننا نعيش في ظل نظام وسلطة غير محترمين وغير مؤهلين ليقودا شعباَ حضاريا كالشعب السوري بل ولا أي شعب من شعوب العالم على الإطلاق ؟.
أي شعب يحب الذل والخنوع في نظام متخلف لا يرضى سوى بالذل لشعبه حاثاَ إياه عله على جلد النفس حزناَ على فراق الأسد الأب ، أو البصم بالدم تأييداَ لخلافة الأسد الابن ، وإذا لم يدلي الفرد السوري بصوته ويحصل على بطاقة انتخابية -كانت كافية تكاليف الحصول عليها للحملة الانتخابية البشارية – يكون موضع تساؤل وقد تعاق أي أوراق أو رخص يود الحصول عليها من حكومته ويزداد هذا التساؤل ليسأل عن متابعته لفضائيات الإعلام الأسدي وعدم متابعته للإعلام الحر ، ذلك الإعلام الأسدي نفسه الذي روج لفكرة تحويل سوريا لجمهورية وراثية ومبايعة بشار كأفضل سوري يملك هذه المقدرة ، وبه فقط تتحقق مصالح الأمة والشعب ويقضى على الفقر والفساد ، بل وصل بالسفارات السورية في ظل الحقبة الأسدية إلى تهديد كل من يتظاهر أو يعارض النظام تحت أي شعار ، بل حجز جوازات بعض ممن شاركوا في حركة الاحتجاج أمام السفارات وعدم حصول الكثير منهم على أي مستندات أو أوراق بعد مراقبة هؤلاء والحصول على أسماءهم من خلال مخبريها المنتشرين في كل مكان ، والذين يأخذون رواتبهم من موارد الشعب السوري وأمواله ، وهكذا نشأت بسبب ذلك حالات إنسانية واجتماعية كبيرة لهؤلاء السوريون في الدول المختلفة بسبب عدم قدرتهم على الذهاب إلى سوريا لأنهم سيعتقلون حال عودتهم إلى المطارات السورية وانقطاع الدعم عنهم بسبب الثورة السورية وتوقف عجلة الاقتصاد السوري في ظل الإضراب التي فرضته الثورة السورية على كل قطاعات الاقتصاد السوري ، وكأن هذه السفارات وهذه القنصليات هي لكل من يؤيد الأسد فقط ، رغم أن معظم هذا السلك هم من طائفة الرئيس نفسه وشبيحتهم والذين هم متورطين بجرائم أخلاقية قل نظيرها في دولة أخرى .
كيف بالشعب السوري الحر أن يحب رئيساَ يصر على فصل الاقتصاد عن السياسة ، ويفصل الانفتاح الاقتصادي عن الانفتاح السياسي في ظل غياب دولة القانون والقضاء المستقل حيث أن بشار نفسه هو رئيس مجلس القضاء الأعلى فهو الخصم والحكم في نفس الوقت ، ولا يسمح لنفسه بإخراج سجناء سوريين سوى بالعشرات بينما عشرات الآلاف مازالوا قيد الاعتقال في سجون أشد قسوة من سجن الباستيل الشهير التي قام الثوار الفرنسيون في عهد الثورة الفرنسية 1789 باقتحامه حيث بشر ذلك بنهاية عهد الاستبداد في داخل فرنسا ؟ ، وكيف بالشعب السوري أن يحب رئيساَ يفتح الاستثمار لدول بعينها مثل إيران التي لها مصالح في تفتيت المجتمع السوري والسيطرة عليه لبقاء سيطرتها على عملائها في العراق حيث أنه لو سقطت مصالحها في سوريا سينتهي بالتأكيد تحكمها في مفاصل الاقتصاد العراقي والمجتمع العراقي ، وكذلك لبقاء سيطرة عملائها في لبنان على الحكم اللبناني ومجلس نوابه وحكومته ، وبالتالي تعمل إيران جهدها لتشييع السوريين مقابل دولارات معدودة مستغلة الوضع الاقتصادي لبعض الانتهازيين تحت طائلة العوز والفقر وتعوض هذه الدولارات بأن لا تفرض الحكومة الأسدية أي مقابل على صادراتها أو مشاريعها في سوريا ، وكأن سوريا أصبحت في ظل الحقبة الأسدية ولاية تابعة لإيران مثلها مثل الأحواز المحتلة أو العراق ولبنان المنتهك حرماتهما من خلال عملاءها من أحزاب طائفية وشخصيات وصولية فاسدة ومفسدة ؟.
أي حب من الشعب السوري الحر لنظام بسيطر بعصاباته الأمنية والعسكرية على الأسواق ويفرض الشراكة على المواطنين السوريين المستثمرين في بلدهم سوريا ، هل يشاركونهم في أرزاقهم ، وهذا مما دفع مئآت آلاف السوريين من ذوي رأس المال للاستثمار خارج سوريا ، ليفتح النظام الأسدي الأبواب أمام المستثمرين الإيرانيين أو الشيعة العراقيين أو اللبنانيين ، ثم ليسود الفساد كافة أرجاء الوطن السوري ، ثم ليقوم بشار بفتح ملف الفساد وبيع العفو عن المتخلفين عن أداء الخدمة العسكرية مقابل آلاف الدولارات التي لاتذهب سوى لحاشية النظام وأتباعه ، بل استغلال كل سوري يذهب لأداء الخدمة العسكرية بشتى الوسائل الممكنة ، فإهانة كرامته الإنسانية من قبل الضباط وجعل الكثير منهم يعمل سخرة في بيوت الضباط أو سائقين عن أبناءهم أو زوجاتهم ، أي إجازة لهؤلاء لابد من مقابل حيالها بآلاف الليرات السورية ، وكل من عنده مهنة من الممكن أن يعمل ما يحتاجه ذلك الضابط في بيته أو في مزرعته أو في متجره من بناء أو فرش أو تنظيف لبيته أو غسيل لسيارته ، وقد يفرض عليه أي على المجند المحتاج للإجازة لزيارة أهله وذويه بعض المؤن من الرز أو الجبن أو الزيتون وما إلى ذلك ، وقد يسمح الضابط بأن لا يحضر المجند ويعمل بمهنته بعيداَ عن الأنظار ولكن يفرض عليه مرتباَ شهرياَ ، كما يتم سرقة معظم مؤن الجيش من قبل الضباط أنفسهم ، وكأن هذه المؤن هي لهؤلاء الضباط وليس للجنود السوريين الفقراء المساكين ، ومن لا يقدر على كل هذا من الجنود فمصيره الإذلال والشتم بعائلته وأهله وإهانته أحياناَ بالضرب فيما لو أخطأ أي خطئ حتى لو كان غير مقصود ، مما جعل الكثير من الجنود يفرون ويعرضون حياتهم للسجن أو القتل ، أو يسافرون خارج الوطن فالبدل المادي أي آلاف الدولارات يدفعونها ولا أن يتعرضوا للإهانة والذل في بلدهم ، ولا ننسى أن 90 بالمائة من هؤلاء الضباط هم من طائفة الرئيس ، و 90 بالمائة من الجنود هم من الطوائف السورية الأخرى . كل هذه الحقائق و يقول النظام أنه مقاوم وعروبي ومايدل على طائفية النظام الأسدي الذي يدعي أن الثورة طائفية ويتهم الثوار بأنهم يريدون فتنة طائفية. تعالوا لننظر في تركيبة النظام السوري ومن يقود سوريا ومن أبرز وأخطر وأهم المسؤولين في سوريا:
رئيس شعبة المخابرات العامة وأمن الدولة : 1 - اللواء... علي مملوك 2 - ونوابه: العميد زهير الحمد(شيعي-أصل فارسي) 3 - العميد نزيه حسون 4 - العميد غسان خليل 5 - العميد حافظ مخلوف 6 - العميد أنيس سلامة 7 - العميد ثائر العمر ((شيعي ))
8 - رئيس شعبة المخابرات العسكرية: عبد الفتاح قدسية 9 - ونوابه : العميد علي يونس 10 - العميد عدنان عاصي
11 - رئيس فرع فلسطين العميد محمد خلوف
12 - رئيس الأمن الخارجي العميد فؤاد فاضل
13 - رئيس شغبة المخابرات الجوية: اللواء جميل حسن 14 - ونوابه: العميد أديب سلامة -رئيس فرع التحقيق
15 - رئيس شعبة الأمن السياسي: اللواء محمد ديب زيتون
16 - قائد الحرس الجمهوري: اللواء محمد شعيب علي سليمان 17 - ونائبه: العميد محمد قاسم
المستشارون الأمنيون: رؤساء أفرع الأمن السابقون: اللواء محمد ناصيف خير بيك ـ مسؤول العلاقات السورية الإيرانية -76 سنة العميد عز الدين إسماعيل(( وعودة الجنرالات العلويون السابقون كمستشارين أمثال : العماد علي دوبا واللواء محمد الخولي واللواء إبراهيم حويجة واللواء إبراهيم صافي واللواء شفيق فياض واللواء حسن خليل.
وزير الدفاع السابق: علي حبيب محمود وكل هؤلاء من طائفة الرئيس كما أن كل رؤساء الأركان العامة هم من طائفة الرئيس نائب رئيس الأركان اللواء علي أيوب نائب رئيس الأركان اللواء اصف شوكت
قائد سلاح الهندسة بالجيش : جهاد شحادة
مدير المكتب الأمني والعسكري لبشار :اللواء بسام مرهج
قائد القوات الخاصة : اللواء جمعة الأحمد
اللواء علي عمارقائد الفرقة الرابعة وهي أقوى الفرق وأخطرها، وهي الفرقة المدلة، وهي تحت سيطرة ماهر الأسد ومعظم قادتها من طائفة الرئيس مثل ملهم ميهوب وأحمد عبد الله وداوود اسبر وغسان بلال.
مدير مديرية الدفاع الجوي((قائد الدفاع الجوي)) في سوريا:اللواء جميل بدر الحسن قائد القوى الجوية بسوريا: اللواء عصام حلاق
رئيس سرية الشرطة العسكرية والمهام الخاصة :العميد هائل الأسد
قائد لواء حماية العاصمة دمشق (اللواء 90): العميد زهير الأسد
قائد الوحدة549 ((سرايا الصراع )) لحماية دمشق: اللواء غسان الأسد
والقائمة أطول من ذلك وكلهم من طائفة الرئيس، دون أن ننسى التسلط المذهبي الطائفي على كل الوزارات والمديريات. كما أن الإهانة في سوريا لم تقتصر على الجنود والمجندين السوريين في الجيش الأسدي فحسب ، بل في مدارس النظام وجامعاته أيضاَ فيفرض عليهم الولاء للنظام وترديد شعار القائد الخالد وعهد التصدي لأي كان من أجل بقاء النظام الأسدي ، ويعامل طلاب المدارس معاملة عسكرية من خلال إلقاء التحية ، والضرب فيما لو ارتكبوا أي خطأ وفيما لو حاولوا التظاهر أو وقفوا ضد أي أستاذ أو مدرب عسكرية فالأمن سيأتي ويضرب الطلبة ويفصلهم إلى مالانهاية مثلما فعل طلاب التجارة في مدرسة تشرين في دوما عام 1985 عندما أرسل المدير محمود عيبور إليهم الشرطة لضربهم بالأحزمة العسكرية ، وطردهم النهائي من المدرسة ليضيع مستقبلهم التعليمي إلى الأبد ، وبالتالي ضياع مستقبلهم أو التعجيل من فترة ضياع مستقبلهم ، ليبقى الآخرين إما خانعين أو موالين للنظام ،ثم عمل على الوقوف في وجه الأستاذ عبد الله علوش الذي كان يدرسنا مادة التربية الدينية حيث أقام هذا الأخير غرفة في المدرسة لتعليم الصلاة بشكل عملي ، مما جعل المدير محمود عيبور يستشيط غضباَ ويأمر برمي محتوياتها في الخارج ، مما جعله موضع احترام النظام الأسدي فجعلوه الموجه الأول لمادة التربية القومية على مستوى سوريا تلك المادة التي لا تحتوي سوى أقوال قائده الخالد حافظ الأسد ورئيسه بشار ، ومما أذكره أن هذا المدير عندما كان يدرسنا مادة التربية القومية ، كان يستهزئ على ألمانيا وفرنسا والنمسا ، على أساس أن وصول بعض الأحزاب ذات المحتوى الديني إلى الحكم هو مهزلة بحد ذاتها ، مثل الحزب الديمقراطي المسيحي في ألمانيا ، أو فرنسا أو النمسا ، وكأننا بلا ثقافة إسلامية وبلا رصيد حضاري ثقافي ، كما كان انتشار الجواسيس بين الطلبة من خلال ما يعرف باتحاد شبيبة الثورة ، أو اتحاد الطلبة ، ولا يستطيع أي من هؤلاء الطلبة الحصول على دورة المظليين أو الصاعقة إلا إذا كان عضواَ عاملاَ في حزب البعث ، وبالطبع لا يستطيع أي كان الحصول على ذلك إلا من خلال معرفة ما من قبل أحد أعضاء النظام أو شبيحته ، وكما نعلم نسبة النجاح في المدارس قليلة جدا في ظل هذا النظام إلا إذا كان من طائفة النظام أو من شبيحته ، فالفساد في جهاز التعليم ليس له حدود ، ومعظم الأوائل في سوريا في عهد هذا النظام هم من طائفة الرئيس الذين يحصلون على الأسئلة بكل سهولة ، فتزداد المعدلات بشكل لا يوصف ، وبالطبع يفرض على أساتذة الجامعات نجاح أسماء معنة من الطلبة وخاصة من طائفة الرئيس ، وأما الباقي فيخضعون لنسبة النجاح التي لا يمكن أن تزيد عن 20 بالمائة ، فيظل الطالب سنوات وسنوات في الجامعات ويضيع الكثير من سنين عمره بين إعادة الثانوية العامة – البكلوريا- وإعادة عدد من السنين في الجامعة – ثم عدد من السنين في الخدمة العسكرية ، ليضيع نصف عمره على مقاعد الدراسة ، ثم لا يحصل على وظيفة إلا إذا كان عنده واسطة ومعرفة ، بالرغم من أن نسبة الخريجين من الجامعات لا تتعدى 20 بالمائة بالنسبة لعدد طلاب في دولة أخرى من دول العالم الثالث تعادل بسكانها عدد سكان سوريا مثل السودان أو الجزائر مثلاَ ، كما أن معظم الطلبة الموفدين أو حتى الضباط المبعوثين لدورات أركان أو دورات عسكرية أو أمنية في دول أخرى فيجب أن يكون معظمهم من طائفة النظام ، والقليل من شبيحته أو مؤيديه المصلحيين ، عداك عن المعاهد التي هي دون الجامعات فترمى للطلاب من الطوائف الأخرى كالمعهد الزراعي في مصر مثلاَ ، ومعظم الطلبة المبعوثين يعيثون فساداَ بالأموال التي يحصلون عليها من النظام والتي تعادل بآلاف الدولارات ويعيدون الكثير من السنوات في الدول الأخرى ، فأنا أعرف بعض الطلبة الذي أوفدوا للدراسة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية حيث أوفدهم النظام لاستكمال الماجستير والدكتوراه ولكنهم أعادوا مقترح الرسالة عدة مرات ، واستعان بعضهم بأساتذة وطلبة آخرين في مقابل مادي ليتخرجوا ، رغم ادعاء النظام الأسدي أن هؤلاء هم أوائل الطلبة السوريين في سوريا ، وهؤلاء تقيم لهم السفارات السورية في الخارج الكثير من المآدب والحفلات ويحضرون أعياد الاستقلال وغيرها من أعياد النظام التي جعلها حكراَ على أتباعه ، فالأكاديمية البحرية في مصر التي تتبع الجامعة العربية معظم طلابها من طائفة الرئيس وكأن بقية أبناء الشعب السوري قاصرون عن دخولها ، كما أن معظم طلبة كلية العلوم السياسية التي كان اسمها المعهد العالي للعلوم السياسية هم من طائفة النظام أو من شبيحته المؤيدين له ، ليبقى السلك الدبلوماسي السوري من طائفة بعينها مثله مثل الكليات العسكرية والأمنية والأكاديميات البحرية والمعاهد العليا ، كلها لطائفة الرئيس وشبيحته ، وأذكر أنني عندما كنت أحضر رسالة الدكتوراه في مصر منذ عدة سنوات تساءلت في السفارة السورية في القاهرة لماذا لا يحصل الطلبة الغير موفدين على دعوة كغيرهم من الطلبة العاديين الموفدين ولماذا يدفعون الرسوم ولا يدفعها الموفدون ولماذا لا يحصلون على العمل في سوريا في حال تخرجهم بخلاف الموفدون ، حيث كانت هناك دعوات لحضور دعوة في فندق الهيلتون في القاهرة بمناسبة عيد الجلاء ، فقلت لهم نحن من ضحى من أجل استقلال سوريا ، وكان جدي المجاهد المرحوم عبد القادر ناجي من قادة المقاومة الشعبية في دوما في ريف دمشق ، وسجن ابن عمه المجاهد المرحوم خالد عبد الرزاق ناجي ثلاث سنوات في قلعة المزة بدمشق لأنه كان يدعم الثوار بالسلاح ، وكان البعض منهم ثواراَ حتى رحلت فرنسا مثل المجاهد المرحوم درويش عبد الرزاق ناجي ، فكيف لا يحق لنا الحضور ، فكان الجواب أن الأسماء محددة لأناس بعينها ولا مجال لآخرين لحضور الحفل . لذلك فأننا نرى أن قطاع التعليم في ظل النظام الأسدي يتجه نحو الانهيار بشكل كامل لأنه قاسى من ضربات موجعة طوال أكثر من 40 عاما من السلطة الأسدية المطلقة وهذه السياسة كانت مبرمجة ومقصودة، والانهيار على مستوى قيادة هذا القطاع، وأيضا على مستوى التخطيط، بالإضافة إلى المناهج، وبالتالي فهو لا يستطيع أن يقدم شيئا لإحداث تنمية في سوريا المستقبل لذلك فلابد من تغيير كامل فيما يخص المناهج، والتركيبة التعليمية بصفة عامة، والمناهج في مقدمة هذه المسألة، ويجب إلغاء كل ما له علاقة بحزب البعث داخل المؤسسات التعليمية، في الجامعات والمدارس والمعاهد، وإلغاء كافة المواد التي تسمى بالتربية القومية حسب رؤية الأسد لأن هذه المواد هي مواد دعائية وتزويرية، حيث تزور التاريخ السوري ونضال الشعب السوري بشكل عام، وتطرح مواضيع لها صلة مباشرة بالتبشير الأيديولوجي الأسدي الغوغائي كما يجب تغيير كافة أسماء المدارس التي لها علاقة بالتسميات المفضلة للنظام الأسدي
ثم يتحدث بشار عن زيادات في الرواتب في بداية الثورة السورية لموظفين لا يشكلون سوى 25 بالمائة من مجموع قوة العمل السورية بمن فيهم الشرطة والمخابرات وضباط الأمن والجيش ، ومعظم هؤلاء من طائفته ، بالرغم من أن هذه الزيادة لم تشكل شيئ أمام ازدياد أسعار السلع العالمي حيث كانت 25 بالمائة . كما أنه كيف بشعب يحب رئيس يدعي في خطاب القسم أنه سيستمر على نهج والده الذي وصفه بالخالد والماجد والمتميز الذي يصعب الحفاظ عليه بقيمه ومبادئه وتراثه العظيم ، وما أنجزه من بنية تحتية في جميع المجالات وعلى امتداد الوطن السوري ، رغم أنه لم ينجح إلا بأقل انجاز فيما لو حكم سوريا أحد الرؤساء المماثلين لمن قبله في الرئاسة رغم قلة فترة حكم بعضهم ، ويؤكد بشار أنه غير قادر على الحفاظ على أداء والده ، كما لو أن الدولة ترتبط بأداء رجل واحد وليس بأداء مؤسسات ، وهذا يشبه كلام القذافي عندما ألقى خطاب في بداية الثورة ضده ، قائلاَ أنه بنى ليبيا حجراَ حجراَ ، وكأن الأموال والمنجزات من خزينته وليست أموال الشعب الليبي ، وأين ذلك التراث العظيم من القيم والمبادئ الذي ادعى بشار أنه ورثه عن والده ، رغم اعتراف الأسد الأب قبل موته بستة أشهر في رحلة علاجه في فرنسا ، من أن الفساد مستشرى في كل أرجاء الوطن السوري ، ثم أين ملف الفساد الذي فتحه بشار في بداية حكمه ثم أغلقه فجأة بعدما تبين له أن عائلته وحاشيته هم سبب الفساد في المجتمع السوري .
وكيف بالشعب السوري أن يحب بشار في ظل استمرار قوانين استثنائية وقوانين طوارئ ومحاكم عرفية وتأكيد بشار عدم جواز تطبيق الديمقراطية الغربية على الشعب السوري على أساس أن الشعب السوري له خصوصيته ، فالديمقراطية عنده ليست بالانتخابات الحرة ولا في حرية النشر أو حق الكلام ، حيث الديمقراطية الأسدية هي ديمقراطية نابعة من حاجة المجتمع السوري وحضارته وتاريخه ومثال عليها هو وجود الجبهة الوطنية التقدمية ، بالرغم من أن هذه الجبهة كانت وستبقى طيلة عهد الحقبة الأسدية متكلسة وغير مفعلة ولاتأثير لها على صنع القرار السوري ، وليس لها أي تيار شعبي ، ولو سؤل أي سوري عنها لما عرف ماهية أحزابها ومبادئهم وماذا استطاعت أن تفعل في ظل الحكم الأسدي ، فبشار سعى من خلال حديثه إلى تمييع الديمقراطية ليجعلها على هواه ، فلماذا لم يتحدث عن الحكومات الديمقراطية السورية التي نشأت بعد الاستقلال ، أو إلى الدستور السوري والحكومة السورية التي نشأت منذ عام 1920 ، ولماذا لم يحدد خصوصية الشعب السوري المختلفة عن الآخرين ، وهل تتميز عن مصر أم الأردن أم تركيا أم لبنان ماقبل اندلاع الحرب الأهلية عام 1975 ، ولماذا لم يؤكد أن البرلمانات السورية أو الديمقراطية السورية لم تكن سبباَ في عدم الاستقرار السياسي فيها بل تدخل الجيش في السياسة كان السبب الرئيسي في ذلك ، ووجود أحزاب مدعومة من الخارج مثل حزب البعث أو الحزب الشيوعي أو وجود شخصيات انتهازية مكنت لحكم هؤلاء وتدمير الديمقراطية أمثال أكرم الحوراني وحسني الزعيم وغسان جديد وصلاح جديد وغيرهم ممن باعوا مصلحة الوطن من أجل مصلحتهم مما أفسح المجال في النهاية لحكم حزبي أحادي وطائفي وعشائري وأسري وفردي وكل من هذه العناصر له دائرته ، وكل هذه الدوائر لا تملك تأييد شعبي أو أي شرعية للحكم ، وبالتالي فالخصوصية عنده هي وجود استقرار قسري على الشعب ، مدركاَ أنه ليس رئيساَ منتخب ولا وجود لبرنامج محدد وشرعي وديمقراطي يؤهله ليكون رئيساَ ، بالرغم مما أظهرته وسائل الإعلام الأسدية من مظاهر البيعة والاستفتاء اللاشرعيين ، ثم كيف يغلق ملف الفساد بادعاء بشار أن الأخطاء المكتشفة هي بسيطة وغير مقصودة ولا تدعو للقلق وعلى ذلك يتوقف ملف الفساد وملاحقة المجرمين الذين نهبوا خيرات الشعب السوري وأفقروه وهجره وجهلوه وكلهم تابعين لنواتهم الأسرة الأسدية الحاكمة ، وأي إصلاح وتحديث يدعيه بشار في كل القطاعات وخاصة في مجال التعليم بطرد الكفاءآت المهمة للخارج بسبب عدم وجود أي وظائف لهم في ظل النظام الأسدي ليبقى هو وحاشيته وشبيحته ممسكين بجهلهم وعملائهم من الخارج على مفاصل الوطن السوري . أي إصلاح يدعيه بشار في ظل اقتصاد مافوي منهار تذهب معظم موارده للرئيس وحاشيته مثل ابن خالته رامي مخلوف الذي يملك قطاعات في الدولة السورية لا تمتلكها الشركات العالمية الكبرى ، أليست هذه هي مليارات الشعب السوري من أجل مستقبله ورغده ، وفي ظل غياب تام للعلاقة بين هذا النظام وسجنائه ومنفيي سوريا ومهاجريها وكأن أمر هؤلاء لا يعني الشعب السوري ، ألم يكن بإمكان بشار أن ينتهج نهج القادة الإصلاحيين من قادة دول العالم فيكسب ثقة شعبه واحترامهم ، مثلما فعل الرئيس السوداني عبدالرحمن سوار الذهب ، أو بينوشيه في تشيلي قبل رحيله أو فرنسيسكو فرانكو في إسبانيا وكل هؤلاء أفسحوا المجال للديمقراطية قبل رحيلهم عن السلطة ، فكان يستطيع ذلك بشار ويترك السلطة للشعب ويفسح المجال لعهد ديمقراطي في سوريا منذ عام 2000 ، لكنه للأسف تقيد بمبدأ معمر القذافي إما أن أحكمكم كما أريد وبما أريد وإما أن أقتلكم ، فكانت النتيجة مقتله ومقتل معظم أفراد عائلته وحاشيته بسبب تهوره الذي وصل إلى حد الجنون في مواجهة شعب أراد انتزاع حريته وكرامته التي ظلت حبيسة رجل واحد طيلة أكثر من أربعين عاماَ . أي إصلاح يدعيه بشار في ظل مقاومته للحراك الشعبي بقطع الاتصالات والانترنت في عهد جعل من سوريا متخلفة عن الدول في مجال تكنولوجيا الاتصالات والانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي ، وعندما سمح بها حجر على آلاف المواقع بدعوى أنها تمس بأمنه القومي ، بل عمل عدة مرات على محاولة تدمير وإعطاب موقع الحوار المتمدن كما أشار لي بعض مشرفي الموقع منذ سنين ، ووصل به الأمر لقطع الكهرباء عن المناطق المنتفضة ، بل إعطاء توتر عال في الكهرباء بعد انقطاعها وإعادتها مما أعطب الكثير من التلفزيونات والأجهزة الكهربائية وكل ذلك بسبب محاولته عدم تتبع المواطنين السوريين للقنوات الفضائية الحرة ، بل واتفاقه مع إيران على التشويش على القنوات الفضائية الحرة من خلال تكنولوجيا حصل عليها من روسيا ، وأمثلة هذه القنوات الجزيرة والعربية وأورينت وسيريا ون وغيرها .
يتحدث أبواق النظام الأسدي أنه سادت حالة من الجمود الاقتصادي والبطالة في البلدان التي اندلعت فيها ثورات مثل مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين ، وهذا يدل حسب رأيهم على فشل هذه الثورات وتآمرها على مصلحة أوطانها ، وبدورنا نرد على هذا الكلام بأن لكل ثورة تطالب بالحرية والعدالة والكرامة ثمنها ، وأي ثورة لها مدى محدد قد يطول حتى تحقق أهدافها ، ويعاد هيكلة المجتمع على أسس أكثر واقعية ، لينطلق من جديد منفتحاَ على العالم مختزلاَ منجزات العلم والمعرفة والتقدم ، وعليه فلابد من دعم هذه الثورات بشتى الوسائل الممكنة من أجل تخفيف المعاناة وإخراج الوطن من حالة الجمود التي كرسها النظام الشمولي الديكتاتوري لينخرط من جديد في مسيرة العصر والحداثة ، ومن هذا المنطلق نقول للنظام الأسدي أنه لا مكان للحوار في فلسفة وتقاليد التجبر والاستبداد إلا بعد أن تهزمه الثورة السورية المباركة ، عندها سيضطر للتفاوض على استسلامه فقط ، فلا حوار لنظام يقسم الشعب السوري إلى وطني موال له ولا يهدف إلى إسقاطه ، وغير وطني معارض له ويسعى لإسقاطه ، ويقسم رموز المعارضة إلى معارضة داخلية يعتبرها وطنية لكنها قاصرة وغير مستوعبة ولابد من إعادة تأهيلها على حسب هواه كونها تحت قبضته في الداخل ، ومعارضة خارجية عميلة للخارج ومرتبطة بأجندة خارجية وهذه لا محاورة معها ولا تمثل الشعب السوري حسب نظره .
ونحن نرد على ذلك إن الثورة السورية بحسب رأي المحللين في المراكز البحثية العالمية ، ذات امتداد شعبي يفوق كل الثورات التي وقعت في العالم ، فعلى سبيل المثال يرى هؤلاء أن الثورة الفرنسية اشترك 1 بالمائة من الشعب الفرنسي فيها ، أما الفرنسة البلشفية فشارك فيها 7 بالمائة من مجموع أفراد الشعب الروسي ، والثورة التونسية شارك فيها 12 بالمائة من أفراد الشعب التونسي مثلها الثورة الليبية ، والثورتين المصرية واليمنية شارك فيهما 18 بالمائة من أفراد الشعبين المصري واليمني ، أما الثورة السورية فحتى الآن شارك فيها 20 بالمائة من أفراد الشعب السوري وهذه النسبة هي محل تزايد لأن الثورة السورية لم تحقق كامل أهدافها بعد ، وبالتالي فالثورة السورية ليست مجموعة من المعارضين المتحاورون في الداخل أو الخارج ، إن لها عناصرها ورموزها وهي قادرة على إسقاط أي هيئة لا تتجاوب مع أهدافها ، وجيشها الحر هو الذراع الرئيسي في تحقيق أهدافها ، وعليه ترى الثورة أنه لا حوار مع من لا يؤمن بالحوار ولا يريده ، وأن الثورة السورية تفرض التفاوض حينما تنضج موازين القوى مع السلطة من دون أي مساومة على مصالح الشعب العليا في الحرية والعدالة والمساواة والكرامة ، وانتهاء عصر الظلام ومحاكمة كل من ساهم في إفساد المجتمع أو نهبه أو انتهك حرماته أو حقوق شعبه ، ولا يكون الحوار إلا مع القادة الميدانيين الذين شهد لهم الشعب بأنهم لم يفرطوا أو يساوموا على حقه في الحرية والانعتاق وتحقيق أهدافه التي ضحى ويضحي الشعب من أجل تحقيقها ، فمنطق التاريخ يقول إن أي ثورة تقف في منتصف الطريق أو تعلق ديناميكيتها – حركيتها- دون تحقيق كامل أهدافها هي ثورة فاشلة بالإجهاض .
يتساءل بعض المشككين من أبواق النظام الأسدي وأتباعهم ومؤيديهم ممن لهم مصلحة من بقاء النظام ، أن ثمة مؤامرة تحكم الثورات العربية وخصوصاَ الثورة السورية ، ودليلهم على ذلك أنه هل من المعقول أن تفيق كل الشعوب العربية فجأة ولماذا في بعض الدول العربية لم تحدث ثورات ، ويستنتجون بذلك أن هناك ثمة أياد خارجية تحرك هذه الثورات والرد على هؤلاء المشككين من خلال دراسة إحدى حالات هذه الدول وهي حالة الثورة السورية وأسباب تأخر الثورة فيها . إن الشعب السوري لم يكن في يوم من الأيام خانعاَ لآل الأسد وشبيحتهم ومرتزقتهم ، رغم أن النظام الأسدي وصل بإرهابه إلى منحدر لم يصله نظام على وجه الأرض ، إضافة إلى أكاذيبه وتضليله الإعلامي الذي فاق كما قلنا سايفاَ الإعلام النازي أو الفاشي ، والدليل على ذلك الانتفاضات المتواصلة ضده منذ جثومه على صدر الشعب السوري منذ أكثر من أربعين عاماَ ، وهذا ما أكدته وقائع مذابح حلب وحماه الأولى والثانية عام 1982 ،ومذبحة سجن تدمر عام 1982 ، وغيرها من المذابح التي شملت مختلف أرجاء الوطن السوري والتي قوبلت انتفاضات مناطقها بآلة الرعب الأسدية الإرهابية وآخرها ما قبل الثورة السورية مذبحة سجن صيدنايا عام 2008 ، أسباب عدم تلاحم الشعب السوري كله ضد هذا النظام في ثورة شعبية متكاملة منظمة ونقية وطاهرة مثل الثورة الحالية التي بدأت منذ 15 مارس / آذار 2011 ، التي روت وتروي أروع ملاحم البطولة والفداء بدماء شبابها وشاباتها وأطفالها وشيوخها فهي عدة أمور : + ارتباك المعارضة الداخلية والخارجية وعدم قدرتها على التكتل ، والاختراق المستمر لها من قبل النظام الأسدي ، وزج معظم رموزها في أتون السجون أو القضاء عليهم بالتصفية داخلياَ مثل الشيخ محمد الخزنوي على سبيل المثال واتهام شقيقه به بعد الضغط عليه من خلال مخابرات النظام للاعتراف بذلك ، وخارجياَ مثل اغتيال عصام العطار أحد مؤسسي حزب البعث بسبب معارضتة لنهج لنظام حافظ الأسد ، وقد مارست سفارات النظام في الخارج هذا الدور الإرهابي البعيد عن الأخلاق البدبلوماسية والإنسانية .
+ تمزيق الوحدة الوطنية من قبل النظام الأسدي من خلال استغلال النزعة العشائرية والطائفية والإقليمية والطبقية والجهوية لاستمرار حكم آل الأسد ، وقد نسمع كثيراَ في ظل هذا النظام هذا شامي وهذا حلبي وهذا حموي ، وهذا درزي وهذا إسماعيلي ، وهذا تركماني وهذا كردي وغير ذلك وقد غذى النظام الأسدي هذه التمايزات بالرغم من أن هذه التمايزات موجودة في أي مجتمع أو دولة في العالم ، ولكن ظن النظام الأسدي أن سياسة فرق تسد التي مارسها داخل المجتمع السوري هي التي ستبقيه في الحكم إلى أجل غير مسمى . + استغلال النظام الأسدي للقضية الفلسطينية على أساس ادعاءه أنه نظام ممانعة حقيقية أو صمود بالرغم من أن هذا النظام سعى وظل يسعى لإيقاف أي تلاحم بين فتح وحماس مستخدماَ في ذلك شتى الطرق والأساليب اللاأخلاقية .
+ عدم الإهتمام بحل مشكلة الجولان وأولويات حل مشكلته بحجة أن السلام هو خياره الإستراتيجي ، بالرغم من أنه أي النظام الأسدي كان يهدف إلى استمرار حالة اللسلم واللاحرب لاستمرار بقاءه في السلطة .
+دعم القوى الخارجية العربية والإقليمية والغربية والخارجة من بوتقة الشيوعية السوفياتية ، لعملية التوريث ، وخاصة فرنسا شيراك ، والولايات المتحدة في عهد كلينتون ، إضافة للسعودية ومصر ، وذلك بدافع استمراره في اتفاقياته مع الدول الغربية وإسرائيل وتركيا مثل اتفاقية أضنة التي رسمت الحدود بين النظام الأسدي وتركيا وبذلك تم التنازل النهائي عام 1998 عن لواء الإسكندرونة ذو الأصل السوري لصالح تركيا .
+تحالف النظام الأسدي مع إيران الخميني بعد إيران الشاه ، وامداد النظام الأسدي بالخبرات العسكرية واللوجستية لتحقيق أطماعها في المنطقة العربية ، وفتح الطريق لتشييع أبناء الوطن السوري من خلال دعايتها وأضاليلها ، واستمرار تأثيرها على لبنان ووحدته الوطنية من خلال عملاء النظام الأسدي ، خاصة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ، وإخراج قوات 14 آذار من الحكم ، وبالتالي رفض النظام الأسدي الانفكاك عن إيران جعله معزولاَ دولياَ . +تصدير الأزمات للخارج من خلال ممارسة الإرهاب في العراق ولبنان وفلسطين ومصر وغيرها من الدول بغية توجيه الأنظار إليها .
+أصبح مجلس الأمن في الوقت الحاضر أكثر فعالية ونشاطاَ في مجال حماية المدنيين وحقوقهم المشروعة بالتعبير والتظاهر والثورة ورفع الغطاء عن أنظمة دموية عنيفة وملاحقة مسؤوليها أمام محكمة الجنايات الدولية ، وتجميد أرصدتهم في البنوك الغربية ، ازدياد تأثير ثورة الأنترنت وتكنولوجيا الإتصالات المتطورة على الشعب السوري ، وخاصة ممن هاجر إلى الخارج ونقل معارفه بعد ذلك إلى الداخل ، حيث تتمتع سوريا بأكبر عنصر علمي بين الدول العربية في الخارج بسبب نسبة مهاجريها إلى الخارج ونجاجاتهم اللامحدودة في المجتمعات التي عاشوا فيها .
+ ازدياد النظام الأسدي في التآمر على مصالح الشعب السوري مما زاد من حالات التخلف وهدد من الوحدة الوطنية والنسيح الوطني السوري وازدياد التبعية لإيران ، وازدياد الاستبداد والقمع والفساد ، وتصفية وجود الدولة علناَ لصالح مافيات عائلية لا تتمتع بأي قيم أو أخلاق ، عدم وجود أي رادع يردعها ، ومما زاد في ذلك الإفراج عن آلاف الوثائق في أجهزة المخابرات العالمية التي تدين هذا النظام ، وتؤكد عمالته وتآمره على مصالح الشعب السوري والعربي والدول المجاورة والإنسانية جمعاء ، مثل وثائق ويكليكس التي كشفت الكثير عن هذا النظام .
المراجع : ميشال سطوف ، بشار الأسد ، أضاليل ونهاية عهد ، الجزائر ، 2011 http://sscclen.elaphblog.com/posts.aspx?U=827&A=5005 http://sharek.aljazeera.net/node/22158 http://www.sooryoon.net/?p=9665 http://alasr.ws/articles/view/8412 http://www.sooryoon.net/?p=37980 http://www.assawsana.com/portal/Articlesshow.aspx?id=9201 http://www.thefreesyria.org/f-s-1/rawafed-0503-f.htm http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=643828cae5cb5431 http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=150123 http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?p=1476488 http://www.odabasham.net/show.php?sid=21499
#عزو_محمد_عبد_القادر_ناجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرد على أبواق النظام السوري حول المؤامرة الكونية عليه -الجز
...
-
فساد التعليم في ظل حكم الأسدين
-
الجامعة العربية جامعة أنظمة عربية وليست جامعة شعوب
-
من أجلك سوريا
-
النظام السوري والنفق المظلم
-
اجتماع الجالية السورية في الجزائر دعما للثورة السورية
-
التعليم في سوريا في عهد الملك فيصل وتطورات الوضع الداخلي الس
...
-
التعليم في سوريا منذ العصور القديمة وحتى نشوء المملكة السوري
...
-
فساد التعليم في سوريا في عهد الأسدين 1971-2011
-
نموذج للنظام الأساسي لأي منظمة حقوقية في العالم العربي
-
خطوات إنشاء منظمة حقوق إنسان عربية
-
جدلية الإصلاح والوحدة الوطنية في سوريا
-
الفساد السياسي والإداري وطرق استعادة الأموال المهربة قانونيا
...
-
أثر التغيرات السياسية على حقوق الانسان في القرن الواحد والعش
...
-
العوامل الداخلية والخارجية المؤدية إلى عدم الاستقرار السياسي
...
-
الوحدة الوطنية خلال فترة البعث الأولى 1963وتداعياتها خلال ال
...
-
العلاقات السعودية المصرية قي عهد الملك سعود
-
حول العلاقات السعودية المصرية
-
مقترح بحث عن موضوع الوحدة الوطنية في ظل حكم حزب البعث العربي
...
-
المساعدات العربية للدول الإفريقية
المزيد.....
-
في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً
...
-
مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن
...
-
مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة
...
-
ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا
...
-
كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة..
...
-
لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
-
صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا
...
-
العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط
...
-
الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|