سامي العامري
الحوار المتمدن-العدد: 3628 - 2012 / 2 / 4 - 00:57
المحور:
الادب والفن
غيمةٌ شتوية فوقي ,
دخانُ سيجارتي تعالى غيمةً ثانية
بخارُ قهوتي غيمةً ثالثة ...
لم أكن أعرف أياً منها سيمطر أولاً
غير أنَّ صوتك الذي أطل فجأةً ,
تبارقَ
ليحسمَ الأمر ...
أرقبُ تلك الغيومَ وهي تدور
نشوى كراقصة باليه ,
أرشُّ الماءَ على شجرة الكروم علَّها تفيق ,
وبعد عناق ننحني كالسنابل
تحت ظلال الأبد
حيث الهواءُ لا يتصفحُ أرشيفَهُ
سوى جناحٍ مضطرمِ الأشواق
يخفق عابراً باحاتي
وحيث القمرُ عازفٌ على دهشةَ الضوء
وعازفٌ عن حنيني !
قاماتٌ تُكيلها الأرصفة في الليالي ,
وسط المطر وهو يرشق المروج برشاقة ,
قامةٌ للإرتعاش المكبَّل
وأخرى للقبلات المتسربة من فمٍ خلف البحار
وقامةٌ مُشَعشِعَة من وميض السوط
غدتْ تشبهه في النحول ...
كل هذه لم تكن إلاّي
أنا الذي غادرتْ سجوني لأُحِبَّ
ولتستمتِعَ رئتي بشذا
كان هو الآخر يئنُّ في أقفاص قصيدة
وها بلغَ عمري من العقود
ما يحكي الصلوات الخمس
ومازلتُ عازماً
على بناء معابدك بضلوعي المتقابلة مثلَ ناياتٍ
ناياً تلو نايٍ
ولن أموتَ قبل أن أُطفيءَ شموعَ الميلاد
بهواءٍ تُحرِّكُهُ رموشي ,
ومع كلِّ رَمشةٍ
يتعانقُ مُحِبّان ,
تَضوعُ نجمتان ,
تشرقُ وردتان
-------
شباط - 2012
برلين
#سامي_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟