باسم محمد حبيب
الحوار المتمدن-العدد: 3627 - 2012 / 2 / 3 - 19:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قد يعتقد البعض أن هذه الدعوة غريبة ، لأنها ربما تتناقض مع الطموح الشخصي ومع أعراف العملية السياسية، التيتتيح للسياسيين المشاركة في المنافسة الانتخابية أو طلب المناصب السياسية المرة تل والأخرى ، فلا الديمقراطية ولا الدستور ولا القوانين النافذة تمنع تكرار المشاركة السياسية لأكثر من مرة ، وهذا الأمر مطبق ومعمول به في مختلف الأنظمة الغربية .
وبالتالي قد يبدو غريبا أن ندعو الى التخلي عن حق دستوري وديمقراطي إلا أن يكون هناك مبررات لذلك ، لا سيما وأن المعادلة السياسية لا تسير بالشكل الموزون الذي تتطلبه الديمقراطية ، وهي تعيش في ضل أختلالات مزمنة سببها التناشز بين أقطاب الواقع السياسي .
أن المبررات التي تدعونا إلى طرح هذه الدعوة تنطلق من هزال الثقافة الديمقراطية في وسطنا الاجتماعي ، وغياب التعاطي الايجابي مع الممارسة الديمقراطية ، واعتلال مجتمعنا المسكون باشتباكات دينية وعرقية وطائفية وعنصرية ، تضعنا أمام واقع هجين تختلط فيهالأوهام بالمخاوف والآمالبالأفكار المتخلفة ، الامر الذي يلقي بضلاله على المشهد السياسي ويجعله أكثر هشاشة وأرتباكا .
أن مشاركة الوجوه القديمة في المنافسة السياسية سوف يجعل العملية السياسية تعيش في دوامة التكرار ، حيث الأحزاب والشخصيات والكتل نفسها ، فلا أفكار ولا دماء جديدة يمكن أن تضفي على الحراك السياسي قدر من التنوع ، وتمنحه مرونة التواصل مع شتى الاتجاهات السياسية .
فإنسحاب الوجوه القديمة وفسح المجال لوجوه الجديدة ، سوف يمنح العملية السياسية روحا وثابة قادرة على التواصل مع متغيرات العصر ، ويمنح الديمقراطية الوليدة القدرة على الاستمرار والتواصل .
أن قيمة الديمقراطية في ما تحققه من تغيير وما تفرزه من تطوير في واقعنا وحياتنا ، فقد أخذت الوجوه القديمة فرصتها كاملة وآن أوان أختبار وجوها جديدة ، وليكن أختيارنا على أساس الكفاءة لا على أساس العواطف التي لا تقدم ولا تأخر ، فبين الربح والخسارة قد لا يكون سوى صوت واحد .
#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟