أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - الانتهازيه معول للهدم والتخريب














المزيد.....

الانتهازيه معول للهدم والتخريب


حمودي جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3626 - 2012 / 2 / 2 - 21:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتهازية معول للهدم والتخريب
شاع تداول الانتهازية كمصطلح سياسي , إبان المد الجماهيري الذي أعقب ثورة تموز 958. أسوة بالمصطلحات السياسية التي رافقت تلك ألحقبه الزمنية التي اتسمت بثوريتها وعنفوانها.
علما ان هذا المصطلح لا يقتصر على السياسة فقط, بل يتغلغل إلى كل مجالات الحياة وأنشطتها ,سواء الفكرية ا,والثقافية اوالاقتصاديه ,والاجتماعية وحتى الدينية منها . ويرجع أصل ألكلمه في اللغة إلى فعل( نهز) أي بادر وتمكن أو أخذه وانتهز ألفرصه أي بادرها وتقمصها.
وانتهاز الفرص ليس عيبا ولا مثلبة, بل هي حق مشروع ,لكل إنسان يروم الوصول إلى منفعة, أو غاية معينه, سواء كانت لصالح الفرد, أو يراد منها الصالح العام , وهي تدل على الشطارة والحنكة والفطنة والذكاء, على ان لا تكون على حساب استغلال الآخرين واستغفالهم , والصعود على أكتافهم ,والتي تسبب اذاِ وضررا لمصالح ومنافع الآخرين.
فانتهاز الفرص واقتناصها ,يجب ان يتأتى عن طريق التنافس الشرعي الشريف, دون التحايل والخداع ,وإتباع أساليب المكر والدهاء, وتدمير الآخرين وسحقهم, للوصول إلى الغايات والمآرب ,وهو تبرير الغاية بالوسيلة كما يراها ميكيافلي وهو مبدأ خارج عن التسامي والخلق والنزعة الانسانيه.
والانتهازية من الصفات الشنيعة المذمومة, والممقوتة أخلاقيا واجتماعيا, والانتهازي هو الذي يعمل في الخفاء, والظلمة, ويتحاشى النور, كي لايكشفه الآخرون ,وتتضح مساوئه وعيوبه, ومقاصده الخبيثة ,فهو يطعن من خلف الجدران بطعنات قاتله مسمومة ويتوارى لجبنه وخوفه..
وهو الشخص الناقص, و الفاشل المحبط الذي لا يمتلك ألقدره, والكفاءة في تحقيق ما يصبو إليه من غايات ومآرب, فيتبع طريق الخسة والدنائه لإشباع إطماعه, ورغباته ,ويتخذ من المكر والخديعة, سلما للصعود على أكتاف الآخرين للوصول إلى مراميه , فيلجئ إلى الحيل والأحابيل ,ويظهر الطيبة والنقاوة والبرائه ويلبس ثوب العفة والنزاهة في تعامله مع الآخرين , ويتبع أسلوب التملق والتزلف والرياء من اجل الوصول إلى ما كان يحبك له من خطط ودسائس , وحالما يحقق مصالحه يدير ظهره وينقلب وحشا كاسرا يطعن بكل جلادة وقسوة .
والانتهازية مرض عضال ينتشر كالوباء, إذا ما وجد أرضا سانحة خصبة لبذراه, فسرعان ما ينمو ويترعرع ويتعذر قلعه واستئصاله بسهوله, إلى إن يتمكن من نخر عروق المجتمع أو ألدوله التي يتربى وسطها ,فيحطم عريها ويهتك في وشائجها ولحمتها وبناها ويعم فيها الخراب والدمار.
والانتهازي من يغرق بحب ذاته, وتطفح عليه أنانيته, فينسى إنسانيته وأخلاقه ,فلا يترك فرصة للآخرين ,إلا ووظفها لنفسه بكل ما أوتي من وسائل وتدابير خارجه عن المألوف الاجتماعي والعرفي, أو القانوني, المهم إشباع إطماعه وجشعه وإرضاء نزواته وغروره.
يتميز الانتهازي بالغدر, والخيانة والتقلب ,وعدم الثبات ,والاستقرار على مبدأ أو عقيدة , ويتلون بتقمص الأدوار حسب الزمان والمكان, أو المركز وهو بالتالي ينطبق عليه دور المنافق وصفاته, الذي خصه بها القرآن الكريم في محكم كتابه.
في سورة المنافقون (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وان يقولوا أتسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فأحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون)
وهم الذين قال فيهم رسول الله في حديثه الشريف(المنافق إذا تحدث كذب وإذا اؤتمن خان وإذا وعد اخلف).
وشخصهم إمامنا أبا الحسن علي في نهج بلاغته وكأنه يسميهم ويشير إليهم بكل شفافية ووضوح حين يقول ((أوصيكم عباد الله بتقوى الله, وأحذركم أهل النفاق ,فأنهم الضالون المضلون,والذالون المذلون,والزالون المزلون,يتلونون ألوانا,ويفتتنون افتتانا,ويعدونكم بكل عماد ,ويرصدونكم بكل مرصاد,قلوبهم دويه,وصفاحهم نقيه,يمشون الخفاء ويدبون الضراء,وصفحهم دواء وقولهم شفاء ,وفعلهم الداء العياء,حسدة الرخاء,وموكدوا البلاء,ومقتظوا الرجاء ,لهم بكل طريق صريع ,والى كل قلب شفيع,ولكل شجو دموع,يتقارضون الثناء,ويتراقبون الجزاء,ان سألوا ألحفوا,وان عدلوا كشفوا,وان حكموا أسرفوا,قد اعدوا لكل حق باطلا,ولكل قائم مائلا,ولكل حي قاتلا,ولكل باب مفتاح,ولكل ليل مصباح,يتوصلون إلى الطمع باليأس,ليقيموا به أسواقهم,وينفقوا به اعلاقهم,يقولون فيشبهون ويصفون فيموهون,قد هونوا الطريق,وأضلوا المضيق,فهم لمة الشيطان,وحمة النيران,(أولئك حزب الشيطان إلا ان حزب الشيطان هم الخاسرون).

وما يعتري عمليتنا السياسية اليوم من وهن وضعف, وركاكة, ومن إمراض خبيثة, تدب في جسدها كالسرطان المميت الذي ينشب في عروقها وأوصالها ,إلا بفعل هذه الطفيليات والجراثيم من الانتهازيين الذين ركبوا موجتها بغير وجه حق ,من خلال التملق و التمسح بأذيال الأحزاب النافذة والقادة المتصدرين للمسرح السياسي العراقي.
فهؤلاء لهم الباع الطويل, واليد النافذة ,التي تحرك وتلعب من الخفاء بمجمل فصول المشهد السياسي, ورموزه وما الحالة المزرية التي وصل إليها بلدنا من الاستغراق بالفساد, وتفشي المحسوبية, والرشوة, والابتزاز والسرقة, العلنية والتلاعب بالمال العام, واستشراء ظاهرة النفاق السياسي والاجتماعي, والتحرش الجنسي في معظم دوائر ألدوله ومرافقها , إلا ومن ورائه هؤلاء الوصوليين والانتهازيين.
ومتى ما تحققت الديمقراطية التي نشدوا ,إليها بمقوماتها وأركانها الصحيحة, والناجعة من اعتماد, الكفاءه, و العدل والمساواة ,وتكافئ الفرص ,ونظافة الضمير, ووضع الرجل المناسب في مكانه المناسب..
سيتلاشى ويضمحل دور هذه الزمر المدمره.
وكل وطني شريف يعتز بعراقه وبالمسيرة التي اختارها شعبه في إرساء البناء الديمقراطي والحضاري ما عليه إلا ان يريح ضميره . ويبادر بالمساهمة بكشف هذه الطحالب والطفيليات, التي علقت باردان عمليته السياسية, على ان تتضافر كل الجهود المخلصة من اجل تطهيرهم واجتثاثهم من الجذور.
فأي عمل سياسي أو اجتماعي لن يقوى إلا بتطهير نفسه من كل الشوائب التي التصقت به ومع مرور الزمن .
حمودي جمال الدين



#حمودي_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امراض المعارضه متجذره في نفوس السلطه
- صدام خلافك..........إإإ
- الحيتان جاهزه لابتلاع قانون الاحزاب قبل نضوجه
- هل مقص الرقيب كان وراء حذف مقالي ...؟؟؟
- ظاهرة التفريخ والانشطار في الاحزاب والتكتلات السياسيه العراق ...
- ملينا الظلم ونريد حريه
- فصول من حكاية تتلاقح
- امام المتقين...لم نقتفيك لا طبيعة ولا تطبعا
- حقوق سجناء رفحاء امانة بأعناقكم فلا تبخسوها
- هل يكفي الاعتذار سيدي السفير...؟؟؟
- نحن مواطنون من الدرجه الثالثه
- نظرية المؤامره والانقلاب
- سيد قوافي النخيل..مصطفى جمال الدين
- حتى الله لم يسلم من سرقاتكم
- الشراهةوالجشع ركائز ومقومات عمليتنا السياسيه
- البصرة في عيون شبابها
- المواطن بين الكهرباء والمسؤل
- تضارب التصريحات حول جاهزية القوات العراقيه بعد الانسحاب الام ...
- الادوار السياسيه للمرجعيه الشيعيه
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها... 8


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - الانتهازيه معول للهدم والتخريب