خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 22:57
المحور:
الادب والفن
لا داعي للبكاء يا صديقي فاليوم يوم فرح .
كانت الأرواح جالسة في مكان بعيد ، بعيد ، مكان لا يشبه أمكنة أخرى قد عبرها أو رآها إنسان من قبل.
ثم التفّوا حوله للاستماع مندهشين لما حدث ، إذ أن شيئا ما قد وقع للجميع وفي ذات الآن.
أخذ " الكانتور " يحكي قصة قديمة بصوت عذب مسترسل تتلون نبراته مع أحداث متناثرة ترتفع معها نفوس الملتفّين و شعروا بالأشياء كما حدثت عبر الزمن الثقيل الذي مرّ عليه بدوره زمنا ثقيلا آخر .
كانت الآلات تصدح في كل مكان ، تعزف في تلقائية صاحبها الذي جعلها تشرح بإسهاب ما حدث لصاحبها أو لغيره في زمن ما .
تعلق المتفرجون بالكانتور وهو يرتّل ألحانا عذبة أدمت قلوب الحاضرين و
لم يعر أحد إنتباها لما كان يرتديه الآخر إذ ظلت مسألة اللباس مسألة معاملة إدارية ليس إلا ، و ارتفع الفضاء بالمُغنّي الذي أخذت نفسه في الإستجداء و بدا متعبا مثقلا بأعباء الماضي و لم ينبس بشئ.
ملأ الفرح الفضاء الشاسع ، وإلتئمت الأرواح معا لتكوّن نسيجا هوائيا لا مثيل له .
آنذاك فقط علم المحتفلون الغارقون في الزمن أنهم لا يزالون في عالم الأحياء الأُولي و أن الإنتقال إلى العالم التالي يحتاج لسموّ الروح و النفس معا .
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟