|
المنهج السياسي / في تجربة العراق الديمقراطية
علي غالي السيد
الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 16:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المنهج السياسي (في تجربة العراق الديمقراطية ) في هذا العام الذي تتسارع فيه الإحداث لدرجة الاختلاط والتشابك ، يصبح من الصعب دون تحليل وتدقيق سليم وفرز الحقائق من عوامل التشويه والتدخل ، وتغدو مهمة مسك الموقف الصائب مهمة تتطلب قدرا كبيرا من الحسابات الشاملة والتفصيلية أيضا .... وفي تجربة العراق السياسية دلالات واضحة على السياق المبدئي لمواقف العراق السياسية ، العربية والدولية ومدى قدرة ذلك التوجه للمحافظة على سفينة الديمقراطية وهي تواصل تقدمها في وسط بحر متلاطم الأمواج وسريع التيارات لكي تؤكد أن تحقيق الديمقراطية هو نجاح السياسة في البلد وبالتالي لاتسعى نحو ركوب التيارات وان تهدف إلى أن تكون دفة السفينة محكومة بالتوجه الجماهيري المطلوب وان استقامة مسار السفينة يفرض مسك الدفة بقوة وثقة .... وهذا التوجه الذي يعبر عنه في قاموس السياسة ومصطلحاتها انه الموقف المبدئي المستقل أضحى بعد تجربة السنوات التسع من عمر هذه التجربة الفتية منهجا لا تراجع عنه وأصبحت تفاصيل العمل السياسي في التجربة العراقية تعبر تعبيرا مبدئيا عن السير في ذلك الطريق ، ويسعى العراق لان تأخذ الأمة العربية موقفا ينسجم مع المبادئ إزاء القضايا المطروحة، ليس لان العراق يرغب في فرض تجربته السياسية على أشقائه بل لان العراق يدرك جيدا إن السير على طريق الاستقلال والحرية في اتخاذ القرارات والمواقف السياسية سيؤدي إلى نهج مطلوب ستحقق من خلاله موقفا عربيا موحدا إزاء التحديات المصيرية ، وموقف يضع أمام هذا الجيل والأجيال القادمة صورة المسؤولية التاريخية للأمة نحو قضايا نضالها الأساسية ونحو قضايا النضال الإنساني عموما .... ولهذا فان العراق طرح تجربته الديمقراطية منذ الانتفاضة الشعبانية عام 1991 مستندا إلى تلك المبادئ التي تحقق للأمة العربية سيادتها وحقوق شعوبها (انطلاقا من المسؤولية القومية التي تعلو على كل مصلحة ذاتية أو قطرية) وليس الاحتلال الذي بات على الطوى هو من أرسا دعائمها بل هم من فتح الباب على مصراعيه من اجل تنفيذ مخططاتهم ،ومخططات أعداء التغيير( ولا نريد الخوض بتفاصيلها وأسبابها) مما افرز التدخل في شؤون العراق الداخلية يهدف في جوهرة إلى إعاقة العراق والنيل من إرادة السير على طريق الموقف المبدئي والمستقل ( ولكن هل تستطيع هذه الحكومات وسياستها الفاشلة الصمود أمام مد الربيع العربي القادم آم إن التجربة العراقية أسقطت رهاناتهم وعدوانهم ، لاسيما وان الشعب العراقي تحدى اكبر دكتاتورا بطشا وقتلا بين حكامهم .........؟ إن الإجابة على هذا السؤال بكل فروعة لايتطلب جهدا أو عناء ذلك لان العراق يوما بعد يوم يحتل موقعه الدولي والعربي والذي يتناسب مع الدور الذي يلعبه في جميع المرافق، وتطلعاته للشعوب العربية في تقرير المصير، كما أدركت الشعوب العربية النجاحات التي تحققت في الانتخابات لدورتين و ( إجلاء القوات الأمريكية)وهذا النجاح يعد نضوجا واضحا للعملية السياسية لاسيما وان الحياة السياسية في العالم العربي والذي يمتاز بعضة بمنحى استبدادي باحتكار السلطة ومؤسسات البلاد وهي أنظمة غالبا ما يسيرها رجل واحد أو آسرة حاكمة فارض رأيه ورؤيته على الوضع السياسي والحياتي مما ترتب عليه نتائج وخيمة في تأخير وتطور الحياة السياسية مما أفرضت رغبة الشعوب العربية لقبول ذلك التغيير حتى تستطيع أن تواكب المتغيرات الحاصلة في العالم ، وإمام هذه المتغيرات وسباق التطور بدأت كثير من الشعوب العربية بالضغط على الحكام بكل الوسائل المتاحة بالشروع بأجراء إصلاحات سياسية لمواكبة نزعة التغيير في العالم ، لان ليس من المعقول ولا يمكن تصور أن يتغير العالم من حولنا ونحن نقف متفرجين لانتحرك ، كما إن بداية النظام العربي الجديد فرضته الوقائع والإحداث في المنطقة ولابد من إيجاد التوازن والتوافق مع مبدأ أو الأيدلوجية جديدة التي أصبحت تحكم المصالح بين العملاقين المتوافقين والمتناقضين الشرق والغرب ....... وأكيد سيكون الجواب بالنفي . كون الشعوب العربية تريد التغيير والإصلاح السياسي الحقيقي لأنها تشعر بغبن حقوقها الشرعية بتمثيل نفسها ولها الحق بالترشيح لقيادة بلدها ، كما في نجاح التجربة العراقية والتي باتت توثر في نفوس الشعوب العربية وحكامها ، والفرح والتفاؤل العربي هو دليل على رغبة الشعوب إلى التغيير نحو الحرية والاستقلال والانفتاح على العالم بموقف مبدئي مستقل ، كي تتحمل مسؤولية الأمة بآراء وأفكار جديدة ، وسياسة تحفظ للأمة ماء الوجه بعيدا عن كل إشكال الوصايا والتدخلات الأجنبية سعيا لتحقيق التوازن بين مصالحنا ومصالح الآخرين بقدر ما يخدم أهدافنا ويعزز وحدتنا ونحن متفائلون رغم كل شيء......؟
#علي_غالي_السيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متى تكون علامة الاستفهام قبل السؤال
-
هل يستطيع البرلمان التخلص من البند السابع
-
انتفاضة الفكر العراقي
المزيد.....
-
جنسيات الركاب الـ6 بطائرة رجال الأعمال الخاصة التي سقطت وانف
...
-
الدفعة الرابعة في -طوفان الأحرار-.. 183 فلسطينيا مقابل 3 إسر
...
-
-كتائب القسام- تفرج عن أسيرين إسرائيليين وتسلمهما للصليب الأ
...
-
بعد 50 يومًا من التعذيب.. فلسطيني يعود بعكازين إلى بيته المد
...
-
توأم الباندا في حديقة حيوان برلين: التفاعل بين الأم وصغيريهْ
...
-
دراسة تكشف حقيقة الفرق في الثرثرة بين الرجال والنساء
-
هل صورك الخاصة في أمان؟.. ثغرة في -واتس آب- تثير قلق المستخد
...
-
تاكر كارلسون يصف أوكرانيا بـ -مصدر الجنون-
-
لا يوم ولا مئة يوم: ليس لدى ترامب خطة سلام لأوكرانيا
-
الصداقة مع موسكو هي المعيار: انتخابات رئيس أبخازيا
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|