أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد يوسف الحافي - سوريا اليوم عراق الامس














المزيد.....

سوريا اليوم عراق الامس


محمد يوسف الحافي
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 16:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أشبه سوريا اليوم بعراق الأمس, فمنذ عقد من الزمن كان العراق المؤشر الأساسي لمعادلة الصراع والنفوذ الدولي, واهم معادلة لتحديد النظام الدولي الجديد, وبداية لاستفراد الولايات المتحدة بالقرار الدولي, ومن ثم تشكيل المنطقة الشرق أوسطية من جديد, فقد أخذت الولايات المتحدة على عاتقها تغيير النظام السياسي في العراق, متذرعة بأكثر من حجة واهية لتبرير سياسيتها, مرة باتهام العراق بحيازة أسلحة دمار شامل, ومرة أخرى لدعمه لمجموعات إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة. الغريب في الأمر أن الولايات المتحدة أخذت على عاتقها هذه المهمة ضاربة بعرض الحائط الرؤية الدولية من خلال تهميش دور الأمم المتحدة في صياغة القرارات الخاصة بالشأن العراقي. لكنها في البداية كانت تواجه معارضة واضحة لسياستها تلك من قبل بعض القوى الغربية(فرنسا وألمانيا تحديدا) والتي تنافس للعب دورا على المصرح السياسي الدولي, وهي القوى التي كانت ترفض على استحياء استكمال الهيمنة الأمريكية على المنطقة ومن ثم النظام الدولي بأسره, وفعلاً بعدها دخل العالم مرحلة جديدة من الهيمنة الأمريكية, بل أصبحت أقوى وأشرس من ذي قبل, وما لبثت أن استسلمت تلك القوى ذات الطموح لمرحلة التفرد الأمريكي بالقرار الدولي.
الملاحظ هنا, أن الوضع السوري اليوم يتشابه مع الوضع العراقي قبل عشرة أعوام, ذلك مع تغير العوامل والمؤثرات الهامة في المعادلة الدولية, حيث تروم السياسة الأمريكية لاستكمال مخططات قديمة وإتباع سياسة جديدة لتطويع النظم التي سوف تحل محل النظم العربية التي واجهت وتواجه ثورات تغيير. وبالتركيز على المسألة السورية نجد أن الولايات المتحدة تشارك وبقوة هذه المرة الأمم المتحدة ومن قبلها جامعة الدول العربية في القرارات الخاصة بسوريا. وما أشبه بعثة التفتيش الدولية في العراق ببعثة الجامعة العربية لسوريا, وفي كلتا الحالتين لم يؤخذ تقرير تلك اللجان في الحسبان. كما أن الولايات المتحدة لم تستعجل استصدار قرار من الأمم المتحدة (المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة) والذي يخولها باستخدام القوة العسكرية لفرض الأمن والسلم العالميين, ذلك مثلما فعلت في ليبيا بالاتفاق مع القوى الغربية المناصرة للمشروع الأمريكي, فالإستراتيجية الأمريكية تجاه سوريا قد تختلف عن غيرها من الدول, فأمريكا تتريث وتراهن على إسقاط النظام السوري من الداخل, وباستخدام العقوبات الذكية التي فرضتها على النظام السوري, كما أنها ترغب في دخول البلاد في صراعات محلية عرقية باتجاه تحولها لحرب أهلية, من خلال دعمها للمعارضة السورية والعصابات المسلحة التي تدعمها في سوريا, بدلاً من استخدام قوة عسكرية تجاه قطر عربي مجاور لإسرائيل, خصوصا مع تصورنا لمحور التحالف السوري مع حزب الله في لبنان وحماس في غزة, بالإضافة للرعاية الإيرانية لهذا التحالف الممانع في منطقة الشرق الأوسط .
وهناك مبرر آخر لعدم رغبة أمريكا دخول حرب أو توجيه ضرب عسكرية لسوريا, وهو أنها لا تجد ما يعوضها تكاليف تلك الحرب, كما فعلت واستردت فاتورة حروبها ضد العراق وليبيا. مع أن الصورة هذه المرة مختلفة نوعا ما, فقد عارضت فرنسا وألمانيا ضرب العراق سابقا, والآن روسيا هي من يعارض توجيه ضربة لسوريا, ذلك ضمن رؤية روسيا للحفاظ على آخر مناطق نفوذها في الشرق الأوسط, وهو علاقتها بالنظام السوري الممانع لسياسة أمريكا في المنطقة. فهل المنطقة العربية أمام مرحلة جديدة من الصراعات الدولية تتجاذب فيها كل الأطراف وتحاول تحقيق مكاسب على حساب الطرف الآخر؟ فروسيا تمانع استخدام القوة ضد سوريا للحفاظ على مصالحها الحيوية في مواجهة السياسة الأمريكية الرامية للسيطرة على خيرات المنطقة ومفاتيح الحل في الصراع الدولي القائم اليوم .
من الجدير ذكره في هذا الصدد تناقض سياسة الولايات المتحدة بخصوص دور الأمم المتحدة في فض النزاعات الدولية, فتعطيها الآن دورا محوريا في المسألة السورية, في حين أنها أهملت بل وادعت بموت الأمم المتحدة خلال أزمة العراق وقبيل تصرفها العسكري المنفرد تجاه العراق. وهنا يبرز المبرر الأهم لتغير السياسة الأمريكية في قضايا الصراعات الدولية من ناحية, ودور الأمم المتحدة فيها من ناحية أخرى .



#محمد_يوسف_الحافي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يحمل الحكومة مسؤولية أزمة قطاع الص ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يهدد بتشديد العقوبات على الدول التي تشت ...
- ما حقيقة تعرض مصر ثالث أيام عيد الفطر لـ-أعنف- عاصفة ترابية ...
- محكمة فرنسية تعتزم البت في طعن لوبان في صيف 2026
- الولايات المتحدة تعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط
- واشنطن مستعدة لدراسة توسيع عدد المشاركين في البعثات النووية ...
- توقع -العرافة العمياء- لعام 2025 يتحقق والباقي عن مستقبل قات ...
- رويترز: ترامب يعتزم تخفيف قواعد تصدير الأسلحة الأمريكية
- السوداني والشرع يبحثان العلاقات الثنائية
- الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأميركية ترومان


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد يوسف الحافي - سوريا اليوم عراق الامس