أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - لماذا خندقان؟














المزيد.....

لماذا خندقان؟


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3624 - 2012 / 1 / 31 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تتمكن الفئاتُ الوسطى أكثر من غيرها من إنتاج أشكال النفعية المخصصة لمصالحها الخاصة، وهذا شيء اجتماعي (غريزي)، موروث إسلاميا من الفئات الوسطى العربية القديمة، التي كرست فقهاً مخصصاً لمصالح الطبقات الحاكمة، مع القياس الخاص لملابس العصر الاجتماعية، حيث تتوجه الأحكام لما هو غير جوهري في البناء الاجتماعي، وتبتعدُ عن مصالح الطبقات العاملة، وإنتاج أحكام لها. فتركز مثلاً على سرقة الأشياء البسيطة وتغض النظر عن سرقة المصالح العامة. حتى قاد هذا النظر لزوال الخلافة ولتمزق الشعوب والأمم.
العزلُ والتحييدُ الذي تقوم به جماعات الانتهازية يقودان إلى مناهج شكلانية في الأحكام، التي تتنامى حتى تجف ضروعها. وهكذا تغدو مسائل النظر الفقهي شبيهة بمسائل النظر في الأحكام الأدبية والفكرية حتى تغطي كل إمكانيات للتحليل الموضوعي على الظاهرات المتعددة.
ورث المعاصرون هذه العمليات القرائية المصلحية مع إضافة بعض الجوانب الغربية، وصار التقليديون السياسيون والتقليديون المذهبيون هم (منجزات) الأمم الإسلامية الكارثية، فقد ظهرت عينان اثنتان، كل منهما تنظرُ لجهة.
ولهذا فإن هذه الأممَ انقسمتْ بين دولٍ عربية إسلامية وإيران.
سنةٌ أو شيعةٌ. مسلمون أو مسيحيون، طائفيون أو حداثيون، حكام أو معارضة مدمرة، عرب أو أمازيغ، شمال سوداني أو جنوبٌ مسيحي منشق، مؤيدون عملاء لفرنسا في الجزائر أو حارقون للأرض الجزائرية، عربٌ نصوصيون بداة أو أقباط كنائسيون، وسط وشمال العراق أو جنوب العراق.
والإمكانياتُ الأخرى للنظرِ الليبرالي الوطني والديمقراطي التوحيدي والتقدمي الشعبي صارت خارجَ الرأس.
والرأس يتجهُ الآن للانقسام الكلي، وللانفجار. شق في الشرق وشق في الغرب وبينهما برزخ لا يلتقيان، وممر هرمز يمتلئُ بالألغام والسفن المحروقة، ويرفضُ هرمز اللقاءَ بين الضفةِ الشرقية والضفة الغربية ويفضل الانتحار!
زوج متسلط أو زوجة خانعة.
أسرة مأسورة أو أسرة مفككة.
ماضوي متكهرب محنطٌ في نصوصه أو حداثي يرفسُ التراث.
الانقسام الثنائي نفسه في العصر السابق وهو إما خلافة وإما كفرة، إما عاصمةٌ تحكم، وإما خوارج ومتمردون وعملاء ومندسون وطابور خامس.
إما أناس احتكروا المال العام وإما عاطلون وفقراء ومعوزون وشحاذون.
إما غنى لحد التبطر والعجز عن التطور وإما فقر لدرجة التحلل وفقدان أي قدرات.
تنتج الظاهرات الحادة من نظر قاصر حاد، يرى غرائزه ومصالحه المحدودة هي وجوده، وأسرته هي عالمه،
وفئاتُ العقل والبحثِ وردم الهوات وإيجاد الجسور وصانعو التوحد والنظرات الثقافية الموسوعية، منبوذون، مبعدون، فالفريقان المتصارعان لا يسمعان سوى المديح أو الهجاء، والفرقُ العازفةُ عليهما الضحلة التفكير، لا تستطيع أن تطور قدراتها فإذا طورتها نُبذت، وإذا حفرت في الخرائط الاجتماعية والسياسية غُيبت.
المشاهد الانقسامية تصل إلى ذروة الجحيم العربي في سوريا الفيحاء:
إما بعث حارق وإما شعب محروق!
إما طائفة علوية وإما طائفة سنية!
فكيف ضاعتْ كلُ عقود التنوير والثقافة العقلانية والجيش الوطني الواحد؟
أين تراث ميشيل عفلق وخالد بكداش ويوسف العظمة وغيرهم؟
الوسطاء، واللجان، وبعثات المراقبة، وتقارير الأمم المتحدة، ومجلدات الحكمة المفتوحة، والاجتماعات والجبهة القومية، والبرلمان، كيف كلها لم تغير مصالح متكدسة على اللحم الشعبي، كيف ضاعت ولم يبق سوى طوائف تتصارع وخندقين بينهما بارود ونار؟
مضت عقود والفئات الوسطى تتوجه لجهة واحدة، وتركز فقط في مصالحها الخاصة، وتصمت عن الأخطاء العامة، ولا ترى سوى بعين واحدة، حتى تتفاقم الأمور والتناقضات وتصل كثير من الدول إلى خندقين لا يلتقيان.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف في المشرق العربي
- عودة للأمةِ العربية
- إلى أين قادتْ خطوطُ التفكك؟
- البرجوازياتُ الدينيةُ في الحكم
- الانتماءُ والغربةُ
- الديمقراطية والامتيازات
- أرض سياسية زلقة
- النفطُ خط أحمر
- الفِرقة والحزبُ
- المشرقُ والتوحيدُ
- الصراعُ الاجتماعي مجدداً
- النظر إلى جهةٍ واحدة
- قناة الجزيرة وتزييف الوعي العربي 5
- ثقافةٌ تحبو على الرمال المتوهجة
- الثورة السورية.. تفاقمُ الصراعِ وغيابُ الحلِ
- سببياتُ انهيارِ الوعي التحديثي
- قناة الجزيرة وتزييف الوعي العربي 2، 3، 4
- الأفكارُ والمراحل التاريخية
- صناعةُ الزعامةِ في المرحلةِ الطائفية
- خلاصة الأنواع الأدبية العربية(2-2)


المزيد.....




- أمريكا.. القبض على طالب فلسطيني في جامعة كولومبيا قبل حصوله ...
- تركن أحلامهن ونسجْن السجاد، أفغانيات يتحدّين قيود طالبان رغم ...
- بمشاعل مضيئة... قرية في كشمير تحيي مهرجانًا صوفيًّا يعود إلى ...
- البيت الأبيض يجمد 2.2 مليار دولار من دعم جامعة هارفارد بعد ر ...
- ترامب عن إيران: اعتادت التعامل مع أغبياء في أمريكا خلال المف ...
- لقاء مناقشة حول موضوع “مستجدات الحياة السياسية الوطنية وإصلا ...
- إيقاف الدروس بتونس بعد وفاة 3 تلاميذ في انهيار سور مدرسة
- عرائض الاحتجاج في إسرائيل تمتد إلى لواء غولاني
- يائير نتنياهو متطرف أكثر من أبيه هاجم أميركا وسب ماكرون
- الجزائر تطرد 12 دبلوماسيا فرنسيا وتشن هجوما لاذعا على ريتايو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - لماذا خندقان؟