أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - خديجة آيت عمي - ردا على رسالة السيد محمد الفيزازي














المزيد.....

ردا على رسالة السيد محمد الفيزازي


خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)


الحوار المتمدن-العدد: 3623 - 2012 / 1 / 30 - 15:59
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


فرحت لقراءة الرسالة التي كتبها السيد الفيزازي الآن أي ساعات قبل موعد الإستفتاء ، فاعتقدت للوهلة الأولى أن هذه الرسالة المتأخرة عن موعدها إنما
جاءت في إطار السياق السياسي ـ الحزبي الذي يتذكر مواطنيه فقط أثناء الحملات الإنتخابية أو بخصوص دفع الضرائب .
لكن عزمت على إنهاء الرسالة و محاولة فهم فحواها ، إذ مع الأسف لا أعلم شيئا عن هذا الشخص و عن إنتمائه السياسي اللّهم لحيته التي تدلّ على إنتماء ما .
لكن ما لمسني في تلك الرسالة هو سرده لتاريخ المغرب و لتاريخ سكانه الأصليين الأمازيغ غير المرغوب فيهم على أرضهم ،اللذين يتم سبّهم و شتمهم و احتقارهم في محضر الجميع دون تدخل صاحب الشأن "المخزن " لمعاقبة المتَّهَمين بالعنصرية و التعسف اللّفظي و الأخلاقي تجاه أصحاب .اهتز داخلي و أنا أقرأ ما جاء فيها متمنية ألاّ تكون رسالة ذات خلفية وهدف ما.
إنهارت الدموع من على خدّيّ إذ لأوّ ل مرة أسمع شخصا ( أقرأ لشخص) يتحدث عن الأمازيغ بتلك المحبّة و العطف .
لأوّل مرة أشعر أن الأمازيغ اللّذين قدموا دائمآ الغالي مما يملكون و أعطوا أرواحهم فداء لأرضهم الحبيبة متفوقين حاصلين على مكسب " الرجل الحرّ " ، ليروا أنفسهم بعدها في آخر طابور المواطنة كرعايا من الدرجة الثانية أوأقلّ ،لأول مرّة يعترف أحد في تاريخنا المعاصر و في فترة الحياة التي نعيشها بالذات بعد كل ما قاساه و لا يزال الأمازيغ من تعسف روحي و نفسي و معنوي و أخلاقي و من إبعاد و تهجير و إقصاء خارج و داخل البلد الحزين أن الأمازيغ هم أصحاب الأرض.
لأول مرة و دموع الألم تنهار يتذكر أحدهم أن الأمازيغي / الأمازيغية إنسان شريف لا يعتدي و لا يسرق ولا يُرتَشىَ من أحد حتى في أتعس مواقف حياته ، وأن الأمازيغي سبّاق في اتخاذ موقف أخلاقي إيجابي تجاه القضايا الإنسانية بغضّ النظر عن الإختلاف حتى و إن كلفه ذلك إضاعة حياته في هدير السراب .
لأول مرة يتحدث أحد عن إخلاص الأمازيغ و عن تفانيهم في العمل و ميولهم للكرامة . إنه الأمازيغي الذي لا يساوم و لا يتنازل ليعيش حياة الظّل .
بل علّمنا الدم الأمازيغي أن نكون أحرارا بالفعل ، أن تكون أخلاقنا أخلاق المجتمعات الراقية الأكثر تطورا حتى و إن كنا لا نملك فلسا في الجيب ،.
هكذا علّمنا الدم الأمازيغي الذي يجري في عروقنا أن نكون مجتهدين في الحياة و ألاّ نعتمد على أحد و أن نمضي في مشوارها و إن بدا قاسيا تجاهنا.
هكذا علمتنا فصيلة دمِنا أن نكون شامخين كجبالنا وأ لا ننكسر كودياننا و أن نتحمل المهانة و الإقصاء و السرقة و ألا نتفوه بالكلام الساقط حتى تجاه أعداءنا .
عّلمنا دمنا ألا ننحني مهما كان .
علّمتنا فصيلة دمنا أن نكون مواطنين صالحين ، أينما وجدنا ،حتى خارج أوطاننا ، تلك التي طُردنا منها والتي عليها اختُلِست منا بيوتنا و ممتلكاتنا و حياتنا لمجرد قولنا "لا للظلم".
سيدي إن دمي يذكرني بأن أمشي قُدما إلى الأمام و ألا أرى ما يعطلني في هذه الحياة من خمول و أنانية و طمع وانتهازية.
سيدي إن دمي الأمازيغي الذي يجري في عروقي و الذي يجري في عروق أرضي يذكرني دوما بالنجاح و التفاؤل و الأمل .
شكرا سيدي على هذه الإلتفاتة الجميلة غير الممتوقّعَة منك . تحياتي



#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)       Khadija_Ait_Ammi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب بين الشرق المؤمن و الغرب الكافر(2 )
- المقبرة
- المغرب بين الشرق المؤمن و الغرب الكافر
- النيرفانا
- اغتيال نبارك أو لعربي
- العودة
- الطبيعة
- الإنتخابات بالمغرب
- الفردانية و النظام الإقتصادي في المغرب
- الفصول الأربعة ل -فيفالدي-
- باباكار
- درس في الأخلاق
- موافقة وزيرة المغرب على البيدوفيليا
- لندن
- السنة الأمازيغية الجديدة
- النكاح مقابل الغذاء
- مذكرات مدينة
- المطعم
- العورة غايشا
- الحياة


المزيد.....




- -لماذا لا تقوم بعملك يا سيناتور؟-.. حشد أمريكي غاضب بعد ترحي ...
- مسؤولون لـCNN: خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى النصف خ ...
- موسكو: كييف تستخدم التعبئة لصالحها
- الذكرى الـ 80 لبدء معركة برلين
- الإمارات: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمث ...
- وزير الداخلية التركي يكشف عدد السوريين الذي عادوا إلى بلادهم ...
- -بوليتيكو-: تسريح موظفين في وزارة الدفاع الأمريكية بسبب إدار ...
- وزير خارجية مصر: جهودنا لم تتوقف لإنهاء الحرب -الظالمة- على ...
- قازان.. طائرة Tu-144 السوفيتية الشهيرة تتحول إلى متحف
- نجيب بوكيلة لن يستطيع -تهريب- من تم ترحيله خطاً للولايات الم ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - خديجة آيت عمي - ردا على رسالة السيد محمد الفيزازي