علي عبد الحميد الحكمتي
الحوار المتمدن-العدد: 3622 - 2012 / 1 / 29 - 19:53
المحور:
الادب والفن
دار دور
بأخر الزقاق...
ثمة غرفة ...
نصف مظلمة
وبإحدى زواياها العتيقة ...
تجلس جلستها المعتادة...
ترقب من زجاج ...
شباكها المكسور..
علم وكراس وطبشور..
وسبورة ...
كتب عليها :
سطر من نور...
دار دور
وبذات الزقاق ...
حديقة مهجورة ...
أطفال يلعبون...
أو يفترض أنهم
يلعبون...
وتعلوهم حمامات
لكنها تنوح ...
تخاف عليهم من غدر
همر قادمة...
يقودها كلب مسعور....
فبلأمس اغتالت شجيرات
لازالت غضه...
لم يمضي عليها ..
غير ربيع واحد ...
وزهور...
بدعوى إن عطرها
يحرض على العنف...
ولونها خارج عن القانون..
فاطمة تستنجد
اغتالوا بسمتي...
طعنوا صديقيتي
بسكين عمياء
دانا وسرور..
مزقوا مصحفي...
داسوا بأقدامهم اللعينة
صليبي المفطور...
دار دور
وفجأة ...
تصرخ فاطمة ..
لتوقظ النائمين
لتنفض الغبار
عن مكتبة أبيها العتيدة...
لتحشد بصرختها..
الم كل سنين...
تنزع القيود ...
تقتلع أشجار الخوف...
تصطف مع الحوريات..
أطوار....(1)
ماركريت...(2)
بهيجة...(3)
ليلى...(4)
لتنهض بعدها ...
جيوش الماضين
جيوش القادمين
لازالت فاطمة تصرخ ....
لتثأر لسيدة النجاة...
والزنجيلي ..
والزركة...
صرختها...
صارت نشيد...
لكل جمعة...
يرددها المغرمون..
قبل مراسيم التسابيح
آه.......
ما أحلى صرختها
عندما يرددها الملايين...
دار دور
سنبني سور..
ونزرع الزهور...
نغني أحلى الترانيم..
غناء العاشقين..
وزقزقة الطيور..
دار دور
فقد حل العيد
واّن لنا.....
أن نرمم
رأس هويتنا المقطوع..
نمسح من ذاكرتنا
لون الرماد..
رائحة الدخان..
فالشمس تبرجت للظهور
********************************************************************************************************************************************
(1) اطوار شهيدة الصحافة العراقية
(2) ماركريت شهيدة الاغاثة الدولية بالعراق
(3) بهيجة شهيدة وثبة كانون الأول
(4) ليلى قاسم شهيدة كوردستان
#علي_عبد_الحميد_الحكمتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟