أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم عبدالله صالح - ماذا لو أخضعنا نظرية المؤامرة العربية لفلسفة المنطق ؟















المزيد.....

ماذا لو أخضعنا نظرية المؤامرة العربية لفلسفة المنطق ؟


جاسم عبدالله صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 20:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأمّة الوحيدة التي تؤمن بأن العالم كله يتآمر عليها هي الأمّة العربية , ولم يسأل أحد نفسه لماذا فقط العرب ؟ ولماذا لايؤمن بها الغرب ؟
نظرية المؤامرة هي حديثة العهد بدأت عام 1920م ولكن جرى تداوله في عام 1960م، وتمت بعد ذلك إضافته إلى قاموس أكسفورد عام 1997م.
إلا أنها وردت بأسماء أخرى بين عامي 1782 و 1784 في كتاب عنوانه "المخطوطات الأصلية الوحيدة" Einige Original Scripten. للكاتب الألماني سفاك Zwack .
طبقاً لفلسفة المنطق فأن أي مؤامرة حتى تكتمل يجب أكتمال جميع عناصرها , فالمؤامرة نوعان , نوع نظري ونوع عملي , فحين نُريد أن نتآمر على قوم يجب أن نجد أهم عنصر للمؤامرة الفعلية , فالمؤامرة النظرية موجودة في كل العالم حتى نحن السوريون نتآمر على العالم كله [ نظرياً ] فحتى نستطيع أن نتآمر عليهم فعلياً يجب أن نجد العنصر الأساسي وهو " جهلة القوم " فحين نجد هذه الفئة فنكون قطعنا شوطاً كبيراً , وهذا مالا نجده في العالم غير العربي ! ولكن العكس صحيح ؛ فجميع دول العالم تجد لدى العرب هذا العنصر الهام لأكتمال المؤامرة , فكم من جهلة قوم العرب يتعامل مع جميع الدول التي تُعادينا ؟ لا يُحصى عددهم , ولأن العرب هم الأمّة التي ضحكت عليها كل الأمم فالمؤامرة الغربية على سوريا سهلة جداً , فالعرب هم جسر العبور لسوريا , وهذا مانراه بأم العين من دول العرب حين ينفذوا ماتريده الدول الغربية , وطبعاً العرب لايستطيعوا فعل شيء بدون وجود العنصر الأساسي أيضاً لدى سوريا .
العرب يؤمنون بالمؤامرة ويرددوها كثيراً بأبسط الأحوال وخصوصاً للتخلص من أي معارض لهم , فتصب على أي معارض لهم سيل من الأتهامات بالمؤامرة عليهم , فالعرب شيمتهم إقصاء الأخر وأمتلاك كل شيء وجعل أنفسهم آلهة تعبدها الناس , وكأنهم يتبعون أوامر آدم وايزهاوبت Adam Weishaupt الذي لم يسمعوا به بحياتهم ولكن ياسبحان الفول يسيروا على خطاه , فهذا الشخص ( آدم وايزهاوبت Adam Weishaupt ) أسس حركة كبيرة عُرفت بالعقيدة الشيطانية أسماها النورانيين وكلمة النورانيين يعني "حملة النور". أنتشرت في جميع العالم وهم من الطبقة المثقفة أنطلقت عام 1776 وكان أهدافهم غير المُعلنة طبقاً لدراسة بسيطة لما يؤمنوا به :
1. إلغاء كل الحكومات الوطنية.
2. إلغاء مبدأ الإرث.
3. إلغاء الملكية الخاصة.
4. إلغاء الشعور الوطني.
5. إلغاء المسكن العائلي الفردي، والحياة العائلية، وإلغاء فكرة كون الحياة العائلية الخلية التي تبني حولها الحضارات.
6. إلغاء كل الأديان الموجودة، تمهيدا لمحاولة إحلال العقيدة النورانية ذات الطابع المطلق في الحكم وفرضها علي البشرية.
أليس معظهم أهداف هذا الشيطاني يُطبقها العرب المُتسلطين على الشعوب ؟
وهناك إيمان قطعي بوجود مؤامرة عالمية نصرانية يهودية بوذية جهنمية على العالم العربي والإسلامي !
والأسباب تكاد أن تكون كوميدية أكثر ما أن تكون موضوعية , فعلى سبيل المثال لا الحصر , بعثات تبشيرية نصرانية لدول العرب فيقمعوهم بحجة المؤامرة على العالم الإسلامي , وهم لا يكفوا عن نشر دينهم في دول النصرانية بل والدول النصرانية تسمح لهم بما يُريدون والأكثر من ذلك تفتح لهم معاهد إسلامية على حسابها لكي يتعلموا دينهم جيداً كيف يتم التكفير للمغضوب عليهم والضالين , وأي شركة كافرة تابعة للكفار البوذيين والهندوس ( مثلاً صينية يابانية ) تُريد فتح مشاريع في بلدان العرب لكي تجعل منهم بشراً فتحضر نظرية المؤامرة فوراً على أنهم ينشروا الكفر ( الالحاد ) بالأضافة انهم مُتآمرين مع الغرب المُشرك الصليبي ضد أتباع الدين الحنيف !! على الرغم من فعل مايُريدون في دول الكفر كالصين والعياذ بالله , حتى وصلت وقاحتهم للتخريب الجهادي في الصين وهو ما لم تسمح به الصين ونزلت بهم طوي !
وكفاصل كوميدي على مايؤمنوا به ؛ يوجد صفحات كثيرة إلحادية تسخر من الإسلام أولاً وبقية الأديان ثانياً ولعلّ أهمها صفحة " حتى يهتز عرش الرحمن " فحضرت نظرية المؤامرة فوراً فقالوا طبقاً للنظرية العجيبة : الماسونية العالمية هي من تدفع المال لهكذا أشخاص ليحاربوا ديننا الحنيف . فعملوا عشرات الصفحات تُطالب بأغلاقها ولم يستطيعوا حتى وصلت الحالة بهم لقول بأن الماسونية تتعامل مع الفيس بوك لذلك لاتقبل إغلاقها رغم ملايين التبليغات عنها !!
أما نظرية المؤامرة على مشروع " العلمانية " في الدول ( العربية ) فتكاد ان تُصبح سلسلة من أفلام الكوميدية , فلا يتوانا أي عربي مسلم مؤمن عن قول بأن هذا المشروع العلماني هو أحد أكبر المؤامرات على البلدان المؤمنة فكتبوا بها آلاف الكُتب لتكفيرها وجعلوها أشد كُفراً من الصهيونية الماسونية الصليبية البوذية الهندوسية !!
ولكن الكوميدية في الأمر هو مُطالبتهم للعلمانية الحقيقية [ حقوق الإنسان والأقليات ] في الغرب الكافر , على الرغم من تنعمهم بالجنة العلمانية في الغرب الكافر فهم لايقبلوها في بلدانهم ( التي غزوها من 1500 سنة ) , ويكاد أكثر التخاريف العربية الصادرة عن المؤسسة الأزهرية في مصر هو مُطالبة شيخ الأزهر ألمانيا بتطبيق العلمانية على حقيقتها [ حقوق الأقليات الإسلامية ] وهو من أكثر الرافضين للعلمانية في مصر الإسلامية !!
أما على الصعيد السوري فيكاد البوطي أن يحتل المرتبة الاولة للتهريج , فبعد أن تحول لمحلل سياسي أتهم الغليون بأنه " علماني " ويالها من تهمة شريفة والغليون منها براء , فالبوطي الذي كان يتغنى بالتعايش بين الأديان في سوريا ولم يُعارض الأسد أبداً بمقولته الشهيرة نحن دولة علمانية , ربما لأنها مُجرد كلمة عابرة لا أصل لها , فعصابة البوطي وقبيسيياته أكثر عداء للعلمانية من السلفيين نفسهم [ على الرغم من إنّ البوطي سلفي بأمتياز وسلفه الصالح إبن تيمية ] .
وهناك الويل العربي الإسلامي على مُفتي سوريا الشيح أحمد بدر الدين حسون , حين أتهموه بأنه عميل لإيران واليهود والمسيحيين بآن معاً حين قال : لو طلب نبينا الكريم الكفر بالمسيحية أو اليهودية لكفرت به وبالاسلام . وبمعنى آخر بأنه يقدس الديانة المسيحية والديانة اليهودية إلى حد أنه لو كان النبي محمد يأمره بشكل صريح بالكفر بهاتين الديانتين لرد عليه حسون بأنه يكفر به هو . وطبقًا لما أوردته صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن، فقد جاء هذا الموقف من قبل مفتي سوريا خلال لقائه داخل مقر وزارة الأوقاف السورية بوفد أكاديمي أمريكي من جامعة جورج ميسون يرأسه البروفيسور والناشط مارك غوبن رئيس المركز العالمي للديانات والدبلوماسية وفض النزاعات بواشنطن.
وأثبت جماعة نظرية المؤامرة كفره الصريح بالإسلام ورسوله , حيث أتوا له بكمشة أحاديث محمدية تلعن أنفاس اليهود والمسيحية , عدا عن كمشة آيات تُكفّر اليهود والمسيحيين المغضوب عليهم والضالين !
والآن يتهموه بالمؤامرة مع الأسد وإيران ضد العالم الإسلامي بوقوفه مع النظام السوري !
وتستمر نظرية المؤامرة في الشرق الادنى , بأستمرار جهلة القوم وخيانتهم لبلدانهم أي العنصر الأساسي لأكتمال المؤامرة .
محبتي لأصحاب العقول .



#جاسم_عبدالله_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهو ذكاء عربي وغباء سوري أم العكس بخصوص المادة الثالثة من ال ...
- هل الدروز مسلمين حقاً ؟ أهداء للدكتور علي حيدر رئيس الحزب ال ...
- تجربة إعلامية فاشلة , وتناقض صارخ بين مبادئ العلمانية وفكر ا ...
- كلما أزددتم فرضاً فاضحاً كلما أزددنا نقداً صارخاً
- الله لديه حديقة حيوانات في جنته , لا حول ولا قوة إلا بالعقل ...
- أشرف الخلق رسول الله يأمر الأخرين بشتمه !
- الراديكالات والإيدلوجيات في المجتمع السوري وخرافة التعايش ال ...
- أيها الأطباء كفاكم محارباً لعلوم الله ورسوله فتوبوا عن شرككم ...
- مذابح عابدي الإله أكبر بحق الأقليات الدينية والعرقية في سوري ...
- على حزب البعث أن ينحل قبل أن يحل سوريا كلها !
- مذابح عابدي الإله أكبر بحق الأقليات الدينية والعرقية في سوري ...
- النهضة العلمانية السورية ستبدأ الأحد القادم
- عصابة إسلاموية بعثية بوطية تكتب دستور جديد لسوريا ( الديموقر ...
- مذابح عابدي الإله أكبر بحق الأقليات الدينية والعرقية في سوري ...
- رسالة مفتوحة لنقيب المحامين وعضو لجنة صياغة الدستور الجديد ل ...
- مذابح عابدي الإله أكبر بحق الأقليات الدينية والعرقية في سوري ...
- محمد يتوعد لقريش فيتحدوه أن يُثبت وعوده فيفشل فأشهر سيفه على ...
- شبيح أم عرعوري ؟ ربما منحبكجي أو مندس !
- صكوك الغفران بين القس الخرفان ومحمد رسول العربان
- مقارنة بسيطة بين محمد ويسوع أهداء للزميل المجاهد طلعت خيري


المزيد.....




- متحدث الخارجية الايرانية يحذر من تنشيط الزمر الارهابية التكف ...
- قائد حرس الثورة الاسلامية اللواء سلامي: حزب الله فخر العالم ...
- تونس.. وفاة أستاذ تربية إسلامية أضرم النار في جسده (صورة)
- هشام العلوي: أية ديمقراطية في المجتمعات الإسلامية ؟
- تعداد خال من القومية والمذهب.. كيف سيعالج العراق غياب أرقامه ...
- وفد الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة يدعو لحماية المنشآت ال ...
- ولد في اليمن.. وفاة اليهودي شالوم نجار الذي أعدم -مهندس المح ...
- ماما جابت بيبي..أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على ال ...
- ماما جابت بيبي.. متع أولادك بأجمل الاغاني والاناشيد على قناة ...
- مرشح جمهوري يهودي: على رشيدة طليب وإلهان عمر التفكير بمغادر ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم عبدالله صالح - ماذا لو أخضعنا نظرية المؤامرة العربية لفلسفة المنطق ؟