أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - العولمة والثقافة














المزيد.....

العولمة والثقافة


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 20:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العولمة والثقافة
العولمة,هي انتقال نمط من التفكير والسلوكات وأشكال التفاعل مع الناس
والمحيط إلى أقصى درجات القبول العقلاني,بحيث أن هذه القيم والعادات غدت
مقبولة في مجمل معتركات الحياة اليومية,
مما يعني أنها صارت قيما كونية قبل أن تنتقل إلى العلاقات الدولية وتفرض
نفسها كمتفق حوله في كل صيغ المعاملات الإقتصادية والسياسية بناء على
مؤسسات عقلانية راعية لها,لآنها تمثل العدالة الكونية بعيدا عن كل أشكال
الإنحياز القديم,المؤسس على اللون أو العقيدة أو حتى السيطرة المالية
لدول على أخرى,لكن هل استطاع العالم اليوم بناء هذه المؤسسات وقضى على كل
أشكال الحيف في العلاقات الدولية؟
رغم وجود مظاهر الحيف في بعض العلاقات الدولية,فإن العالم يحاول البحث عن
مقاسات ومعايير محققة للعدالة الدولية كما تتصورها الدول والثقافات
والحضارات الإنسانية,لآن الثقافات صارت أكثر تفهما لبعضها,ولم يعد
الإختلاف مبررا للحقد والتحامل على الغير,كما أن تعارض المصالح أوجد
تفاهمات بين الدول للحد من النزاعات المسلحة,فالأمن اعتبر حاجة
حضارية,وغاية بها يتجسد النمو والرفاهية,أو على الأقل له ما يستحق البحث
عنه في المشترك البشري مع مراعاة حساسية بعض الحضارات تجاه بعضها البعض
في بعض السلوكات,التي ينبغي تفهم الرفض فيها بنفس درجات القبول من طرف
الأخرين,إن العولمة ليست فكرة مقبولة من طرف الكل,لكن الرافضين لها ليس
لهم بديل أكثر عقلانية منها,رغم أن حجج الرفض لهم تبدو أكثر إقناعية من
المدافعين عن العولمة,مما يعني أن معترك مواجهة العولمة لازال مفتوحا
أمام الكثير من التعديلات لها خصوصا في شقه الثقافي,فالعالم غني بتنوعه
الثقافي,ومن غير الممكن القضاء على كل اللغات والإبقاء على واحدة لتسهيل
عملية التواصل,فاللغة هي الحضارة,وليست مجرد خزان لها كما يزعم الراغبون
في العولمة العنيفة للعالم,بناء على رغبات جارفة تخفي رهانات سياسية
للسيطرة باسم الثقافة ووحدة الحضارة البشرية المفترى عليها,إن اللغات
والحضارات يمكنها القبول بالعولمة دون التنازل عن حقها في التميز
والتمايز الثقافي,شريطة ألا يكون ذلك مبررا لرفض قيم التسامح والتعاون
والتعدد الثقافي في سياق وحدة الوجود البشري وأهمية رفض كل ما يهدده,دون
انتزاع حق القوة الفارضة له على الكل,أي دون وصاية أية دولة على أمن
العالم كمبرر لخوض الحروب ضد الرافضين لزعامتها لكل دول المعمور,إن هذه
الهفوات هي ما يعيق تحقيق عولمة القيم,إذ ينظر لها كأمركة وليس عولمة,إن
معيقات تحقيق العولمة ليست هي الدول الخائفة من الهيمنة الغربية,بل هي
الدول القوية اقتصديا وعسكريا,فهي تقدم صورا مخيفة عما تدعوا العالم
إليه,وقد زادت الأزمة المالية التي تعيشها أروبا الناس والكثير من
المثقفين نفورا من العولمة,التي اعتبرت الهزات التي عرفها العالم إحدى
مؤشراتها,أو مخلفات التبشير بها والتمهيد لها,وهو ما جعل فكرة العولمة
محط انتقادات قوية,وصلت حد الإحتجاج الجماعي والدعوة لاحتلال بورصات
الدول القوية اقتصاديا,وظهور حركات مناهضة للعولمة في الدول الغربية وحتى
الولايات المتحدة الأمريكية,التي بدأت بمراجعة حساباتها الإجتماعية إذ
لآول مرة يفرض على المواطن الأمركي التفكير في أسلوب للتغطية الإجتماعية
يستفيد منه المهمشون والمقصيون من الدورة الإقتصادية مما يتعارض مع القيم
الأمريكية الداعية إلى أن يؤمن الأمركي نفسه بماله واعتمادا على ثروته
الخاصة,بعيدا أن أي شكل من أشكال التضامن القسري المفروض في الكثير من
الدول الأروبية,التي طالما افتخر المواطن الأمريكي عليها بقدرته على
التعويل على نفسه فقط,دون الحاجة إلى آليات الدولة,التي عليها تحقيق
رهانات أكبر من تغذية الجياع أو إسكان المشردين والمحرومين وذوي الحاجات
الضرورية والملحة,تماشيا مع الإختيارات الليبرالية الكلسيكية وربما
المحفظة,التي تدعو المواطن إلى التخلص من فقره اعتمادا على نفسه لاغير.
هنا تصير العولمة أمام تحديات,لايمكن رفعها بدون الإعتراف بصعوبة
الإمتثال لكل ما تمليه من رهانات اقتصادية ومالية مخيفة للدول قبل
المواطنين,لكنها حتما قادمة في سياق التطورات التي يعرفها العالم وهو
يتحرك ف اتجاه الكوني ثقافة وفنا واقتصادا وحتى سياسة.
حميد المصباحي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر السياسي في المغرب
- بيض الرماد رواية سلطة العشق وعشق السلطة
- أزمة الحداثة في العالم العربي
- جوع السياسة والإسلام السياسي
- المثقف العربي ومخاضات التحول
- العقلانية والمثقف العربي
- علمانية حضارتين
- الثورات والمشروع الثقافي عربيا
- السياسة والشباب العربي
- التغيير في العالم العربي
- تحولات العالم العربي
- تراث العنف
- الإسلام السياسي
- نقد المثقف
- الرواية والكشف
- التراث والدين
- إيران والعداء العربي الخليجي
- قيمة الدستور
- العنف والإحتجاج في المغرب
- الإنحياز الأمريكي


المزيد.....




- رجل حاول إحراق صالون حلاقة لكن حصل ما لم يتوقعه.. شاهد ما حد ...
- حركة -السلام الآن-: إسرائيل تقيم مستوطنة جديدة ستعزل الفلسطي ...
- منعطف جديد بين نتنياهو وغالانت يبرز عمق الخلاف بينهما
- قرارات وقرارات مضادة.. البعثة الأممية تدعو الليبيين للحوار
- سعودي يدخل موسوعة -غينيس- بعد ربطه 444 جهاز ألعاب على شاشة و ...
- معضلة بايدن.. انتقام إيران وجنون زيلينسكي
- بيان روسي عن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى
- -كتائب المجاهدين- تستهدف القوات الإسرائيلية بقذائف هاون من ا ...
- إعلام عبري يكشف عن خرق أمني خطير لوحدة استخباراتية حساسة في ...
- ليبيا.. انتقادات لتلسيم صالح قيادة الجيش


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - العولمة والثقافة