أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - النقاب -2-














المزيد.....

النقاب -2-


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3620 - 2012 / 1 / 27 - 10:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



لما ينسف النقاب الأسس الذي قام عليها منذ البداية فذلك لتعارض ظهوره اليوم في شوارع العالم الغربي وحتى بلاد الشرق والنساء قد أسفرن ،ولم يعد رؤية الوجه يشكل أي اضطراب و أي إثارة كما يسوق لها المهووسون بالجنس وتحجيم علاقات الأفراد مع بعضهم البعض ودور المرأة ومكانتها بدور واحد فقط.

حتى دول الشرق صاحبة الحضارات العريقة من الصين إلى اليابان وكوريا والعديد غيرها تعصرنت وخلعت جلبابها التقليدي وارتدت ما سمي بالزى العالمي كي تتعامل مع الواقع بعملية ومنطقية.
لا سيدة تركب قطارات الصباح في احد تلك الدول بالكيمونو او تتمايل بقدمها الصغير الذي كان رمز الجمال يوما ما فلقد حفظت قوالب الحديد التي تمنع قدميها من النمو لكي تبقى صغيرة بقيت في الأقبية القديمة واقفل عليها . ولا رجل يسير ممتشطا سيفا بتارا رافعا جبينه بخيلاء وحريره يدلك على مكانته بالمجتمع كساموراي نبيل . لقد تركوا كل هذه المظاهر وانطلقوا للبناء والحياة الجديدة بالكثير من الجد والاجتهاد. ثم ما لبثوا ان تأقلموا مع العصرنة منذ عقود طويلة ، وصارت أزيائهم التقليدية فلكورا جميلا يستحضرونه بالمناسبات والأعياد.
هذه الأمم تعيد تدوير حضارتها ان صح التعبير بروح العصر، وتهرول نحو الصدارة بثقة وثبات.
الا الحضارات التي في أقصى الشرق من العراقية والمصرية وباقي الحضارات العربية كأنما لا يكفي التقهقر الذي أصابها والدمار الذي لحق بها جراء تعرضها لحملات لا حصر لها جعلتها ترزح تحت نير الاستعمار والتهميش كان كل هذا لا يكفي فلما جاءتها فرصة النهوض ممثلة بطلائع المفكرين والنهضويين الراغبين بقيادتها تنكرت لهم ونكصت إلى خيارات بالية . لينتشر فيها انتشار النار بالهشيم الفكر الديني المتطرف معلنا عن نفسه بانه المخلص،وانه الخيار الوحيد لنهضتها.وهذا ابعد ما يكون عن الحقيقة.

الملايين تعرف بانتمائها الديني لكنه كان بالنسبة لها انتماءا اجتماعيا موروثا ، أما اليوم فالأمر مختلف. البعض ربما يعتز بإسلامه لأنه لم يرى منه الا الخير متمثلا بجد طيب وأب حنون وأسرة متماسكة وأعياد ومناسبات سعيدة ذاكرته وكيانه ربيا على احترام التقاليد والدين جزء منها. اليوم عليه دفعه واحدة اما القبول بوجه الدين الجديد وطقوسه وخيارات من نصبوا أنفسهم قيمين عليه او رفضها والانسلاخ الكلي منها.
لم يعد احد يرضى بامرأة مسلمة بلا حجاب. ومن أطمئن على الحجاب يقفز للنقاب معتبرا السلفية هي طريق الدين الوحيد.

وفي خضم هذا يذكر القارئ كيف قام هتلر بفرز اليهود وإجبارهم على تعليق نجمة داود لتميزهم عن باقي الألمان بخطة كان القصد منها تصفيتهم والقضاء عليهم فيما بعد. كان تميز اليهود أول خطوة لغرض القضاء عليهم. ماذا لو أقرت دولة لأسباب خبيثة بالنقاب واعتبرته أول تحضير لإجراءات قاسية الهدف منها القضاء على المسلمين والمهاجرين في بلادها هل يعد هذا إجراءا مستهجنا. ستتذرع بكل الذرائع التي تجدها أخلاقية للحفاظ على كياتها.
النقاب هو خيار استعلائي لا يلتقي مع أي هدف او سبب منطقي للإنسان الذي يعيش القرن الواحد والعشرين ويواجه تحديات مصيرية مهمة على هذا الكوكب.
مدعيا بأنها إرادة الله الذي لن يلحق قراره الذي يدعون بأنه أقره قبل ألف وأربعمائة سنة لأنه قال كلمته الأخيرة وانتهى.


وبين أن نترك أنفسنا تنهشنا الحيرة والتخبط بين إرادة الله بعدم الحديث والتسليم بقرارات المتبرعين بتمثيله على الأرض يبقى النقاب بكل أنواعه وإيحاءاته ليس خطرا على الإنسانية فحسب لأنه قطعة قماش تريدها امرأة ببساطة كي تظهر طاعتها القصوى لخالقها. بل هو تنصل مرتديه. وليس مرتديته فحسب تنصله من قوانين وأحكام ينضوي تحتها كل البشر ، والتي بموجبها تحدد له واجباته وحقوقه.
النقاب هو التخفي وحجب الهوية لذا فصوره متعددة ، وأشكاله مختلفة لكن هدفه لا ريب واحد.



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقاب
- رحلة الى قندهار
- Iهل هذا هو التمدن
- خروشوف والزيدي عندما يغضب الرجال 2
- خروشوف والزيدي عندما يغضب الرجال 1
- مكارم
- الحسناء والملك..حذاء الزيدي
- الحسناء والملك رحلة الخليج
- عبود وحنا
- قبل قلب الصفحة
- كان الإسلاميون حاضرين
- دع الإسلاميين يأتون
- دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي ...
- صور من المعركة حصار برلين
- صور من المعركة شميستنا شمس الأطفال
- صور من المعركة وضاع ابنك يا راعي
- صور من المعركة المؤذن في فراش أمي
- صور من المعركة زوجة الدوق
- غابت صباح
- صور من المعركة العازفتان


المزيد.....




- فتح باب التقديم: مهمة استشارية للتدريب على مهارات المفاوضة ا ...
- الكوريات في رحلة المطالبة بالإبقاء على الجامعات النسائية
- السويد.. القبض على شرطي من ستوكهولم للاشتباه في اغتصابه طفلا ...
- البرلمان العربي يطالب بتمثيل المرأة الفلسطينية بفريق العمل ف ...
- السويد.. القبض على شرطي من ستوكهولم للاشتباه في اغتصابه طفلا ...
- “سيلفيا فايز” استغاثة جديدة لمكاتب مساندة المرأة الجديدة
- دراسة: سمع النساء أقوى من سمع الرجال.. فما السبب؟
- العمال البريطاني يوقف أحد نوابه بعد اعتقاله بتحقيق في مزاعم ...
- شروط طلب منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر وطريقة التسجي ...
- مصرع ملكة جمال أوروبا التركية غولر أردوغان أثناء محاولتها ال ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - النقاب -2-