أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الصوراني - بمناسبة الذكرى الأولى لانتفاضة 25 يناير ...














المزيد.....

بمناسبة الذكرى الأولى لانتفاضة 25 يناير ...


غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 3618 - 2012 / 1 / 25 - 15:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المجد لشهداء الانتفاضات الثورية العربية في تونس التي أطلقت الشرارة الأولى 17/12/2010 وفي القاهرة 25/يناير/2011، ولكل شهداء الثورة العربية في فلسطين وكل أرجاء الوطن العربي ضد الوجود الامبريالي الصهيوني ، وضد قوى التبعية والتخلف والاستبداد والاستغلال ، الذين فجروا شعلة الانتفاضة أو الحالة الثورية الوطنية الديمقراطية ، وقدموا بتضحياتهم ضمانات حقيقية تؤكد على استمرار عملية التغيير الديمقراطي الذي لن تتوقف حتى تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها .
وهنا بالضبط، علينا أن نقف أمام نوع من المفارقة التي تعبر عن حالة الانفصام (بتعبير الصديق جيلبير الأشقر) السياسي والفكري والاجتماعي بين الشباب وجماهير الفقراء الذين قاموا بالانتفاضة الثورية، وبين التيارات الدينية، الإخوان المسلمين والسلفيين، الذين سارعوا إلى الالتحاق بالحالة الثورية ونجحوا في قطف ثمارها، حيث يبدو أن الضعف التنظيمي والجماهيري وغياب الرؤية الثورية الواضحة لدى القوى والائتلافات الشبابية التي مهدت للحالة الثورية أو الانتفاضة ، ادى إلى تكريس هذا الانفصام بين شباب الثورة وبين قوى الإسلام السياسي، التي نجحت في استخدام بساطة وعفوية الجماهير الفقيرة-عبر الجوامع وعبر تنظيماتها ومؤسساتها وجمعياتها الواسعة الانتشار – في العملية الانتخابية، وفازت بحوالي 70% من مقاعد مجلس النواب، على الرغم من أن هذه التيارات لم تقف مع ثورة الشباب في بداية انتفاضتهم ، بل وجهت لهم الانتقادات السلبية ، ثم سارعت إلى الالتحاق بهم بعد أن تبين لها تفكك النظام، وهنا تتجلى حالة الانفصام السياسي والاجتماعي، بين طبيعة المعاناة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتراكماتها في صفوف العمال والفلاحين والفقراء الذين قاموا بالانتفاضة من ناحية وبين قوى الإسلام السياسي التي لا تتصدر المشهد السياسي فحسب، بل أنها تحاول إفراغ الانتفاضة الثورية من مضمونها الطبقي –الاقتصادي والاجتماعي- الذي كان السبب الأول لانفجارها جنباً إلى جنب مع مطلب الديمقراطية والحريات الفردية والكرامة ، حيث نلاحظ أن حركات الإسلام السياسي حرصت منذ أن قررت الالتحاق بالانتفاضة ، على إزاحة شعارات العمال والفلاحين والشباب التي تؤكد على مطالبهم في الخلاص من كل أشكال الاستبداد والاستغلال الطبقي والإذلال الاجتماعي، إلى شعارات تؤكد على أن المعركة هي بين القوى الديمقراطية العلمانية واليسارية والقومية ، وبين الإسلام الذي تدعي تمثيله، وتقدمه على أنه "الحل المنشود" وذلك تعبيراً عن رؤيتها ومصالحها الطبقية التي لا تختلف في طبيعتها وجوهرها عن طبيعة النظام المخلوع .
وبناء على ما تقدم ، فإن الانفصام السياسي الاقتصادي الاجتماعي، سيظل سمة رئيسية من سمات المرحلة الحالية، أو مرحلة "الإسلام السياسي" وهي مرحلة قد تطول ، لكن الجماهير الشعبية ستتكشف تدريجياً حقيقة التيارات الدينية وسياساتها وممارساتها التي لن تختلف -في جوهرها- عن سياسات النظام المخلوع، ما يفرض على القوى الديمقراطية الوطنية والقومية، والقوى اليسارية أن تكرس كل جهودها من أجل مراكمة توسعها ونضالها في أوساط الجماهير، بما يمكنها من أن تتخطى حالة الانفصام المذكور ، وذلك من خلال امتلاكها لرؤية سياسية مجتمعية اقتصادية ، تنطلق من استمرار النضال لاستكمال مهمات الثورة الوطنية الديمقراطية، عبر التوسع في صفوف العمال والفلاحين والشباب وكافة الأطر والجمعيات المهنية والنقابات ، لكي تدخل معترك الانتخابات القادمة واثقة من انتصارها، خاصة وأن أسباب الانتفاضة الثورية لن تتلاشى أو تزول، بل ستتراكم مجدداً لتنتج حالة ثورية نوعية، تقودها القوى الديمقراطية، المدنية ، العلمانية واليسارية لكي تحقق الأهداف التي انطلقت الانتفاضات الشعبية من أجلها.



#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعار -يهودية الدولة- بين غطرسة القوة والأسطورة التوراتية
- معايدة إلى مواطنينا المسيحيين، أخواتي وإخواني ورفاقي وأصدقائ ...
- حديث في راهن ومستقبل الانتفاضة واليسار العربي في مشهد الإسلا ...
- في الذكرى الرابعة والستين لقرار التقسيم 181
- قطاع غزة 1993 – 1948 دراسة تاريخية سياسية اجتماعية
- حول الثقافة ودور المثقف العضوي
- هواجس المشهد العربي ما بعد الانتفاضات
- وعد بلفور: قراءة سياسية تاريخية وراهنة
- المجتمعات العربية وأكذوبة المجتمع المدني
- حول سؤال ما الماركسية ودور قوى اليسار العربي في الانتفاضات ا ...
- مرة ثانية : محاولة للإجابة على سؤال - هل انتهت الفلسفة؟-
- مراحل تطور الرأسمالية ودور القوى الماركسية في الخروج من الاز ...
- ضد الهبوط السياسي .. ومن أجل المستقبل .. على الرغم من ظلام ا ...
- وجهة نظر حول : -استحقاق أيلول أو مشروع الاعتراف بالدولة الفل ...
- رداً على تقرير -جيفري بالمر- الحقوق الثابتة لشعبنا الفلسطيني ...
- أبو علي مصطفى في ذكراه العاشرة
- وثائق المؤتمرات الوطنية للجبهة الشعبية : بوصلة رفاقنا للمرحل ...
- المؤتمر الوطني السادس – تموز 2000 (7/7)
- الوثيقتين، النظرية و التنظيمية ، الصادرتين عن المؤتمر الوطني ...
- المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (5 / 7 )


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الصوراني - بمناسبة الذكرى الأولى لانتفاضة 25 يناير ...