أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - ضرورة الهَدم ..وضرورة البناء














المزيد.....

ضرورة الهَدم ..وضرورة البناء


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3618 - 2012 / 1 / 25 - 09:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" قرية ( تلكَبَرى ) الكائنة في أطراف مدينة زاخو ، لاتعترف بالهندسة او التخطيط ، فترى بيتاً مَبنياً هُنا ، يُجاوره آخر ، ليسَ بموازاتهِ تماماً ، بل يتجاوزه بمتر مثلاً ، وهكذا ... بحيث انه ، لاتوجد " شوارع " بالمعنى الشائع لهذهِ الكلمة ، أي بأبعاد منتظمة ! ... ومن الصعب حقاً ، ان تُحّدِد " واجهة " الدار ، فالإتجاهات متداخلة ، في لوحةٍ سيريالية عجيبة ! ". وإذا أردتَ ان تُصلِح الوضع في هذه القرية ، فلا أعتقد ، ان العلاجات الوقتية ، او الترقيعات او الترميمات .. تنفع ، بل الأمر بحاجة الى قرارات جريئة ، ورُبما إزالة العديد من مظاهر الفوضى ، وإعادة البناء من جديد، وِفقَ اُسسٍ صحيحة ، وإعتماداً على قواعد علمية .
نظام الحُكم القائم في أقليم كردستان ، منذ عشرين سنة ، يشبه في الكثير من جوانبهِ ، فوضى البناء في القرية أعلاه .. فلقد قامَ أصلاً على اُسسِ تعوزها العدالة والإنصاف ، وتفتقر الى التخطيط السليم ... رُبما في البداية ، بسبب الظروف الشاذة الناتجة عن الهجرة المليونية التي أعقبتْ إنتفاضة 1991، وعدم إمتلاك التجربة والخبرة المطلوبة ، لاسيما بعد سحب حكومة بغداد لإدارتها ... وفرض الحماية الدولية على الأقليم .. من الممكن ، إيجاد أعذار مقبولة ، لنواقص وسلبيات إدارة الحُكم في الأقليم ، للسنوات الاولى ، بسبب الحصار المزدوج المفروض ، ومُحاربة الدول المحيطة للأقليم ، بشتى الوسائل وسعيها لإفشال التجربة في مهدها ... لكن الإستقرار " النسبي " في الأقليم منذ نهاية التسعينيات ، قطع الطريق ، على الحجج والاعذار ، التي كان حِزبَي السلطة ، يتعكزان عليها .. بل ان " الإتفاق الإستراتيجي " الذي وضعَ حداً للصراع الدموي بينهما " وهذه الحسنة الوحيدة " ، فأنه قّننَ إحتكار السلطة بينهما ، ونّظَمَ توزيع الموارد والثروة ، ورّتبَ سُبُل السيطرة على مفاتيح التجارة والإقتصاد ... النتيجة التي تولدتْ خلال العقد الماضي في الأقليم ، كانتْ تتمثل في : تكريس الفساد بجميع أنواعه ، الإستغلال المفرط للسلطة في سبيل مصالح حزبية وعشائرية وفردية ، عدم التوحيد الفعلي للإدارتَين في مفاصل مُهمة مثل الأسايش والبيشمركة وبعض دوائر المالية ، سيطرة الحزبَين على القوى الأمنية وكأنها عائدة لهما وليسَ للدولة ، البون الشاسع بين فئات المجتمع .. فبرزتْ جماعات طفيلية مُرتبطة بمصالح الطبقة العليا الحاكمة .. تحوز على إمتيازات غير معقولة وعلى أموال طائلة .. في نفس الوقت .. الذي تعاني فيها طبقات واسعة من الشعب .. من شظف العيش وتردي الخدمات الأساسية ، ناهيك عن عجز الإدارة ، في حل المشاكل مع الحكومة الإتحادية طيلة السنوات الماضية ، وفشلها في بناء إقتصاد متين في الأقليم ، يعتمد على تطوير قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة ... كذلك ان التعتيم وعدم توَفُر الشفافية في معظم مفاصل القضايا المالية ، كّرس الشكوك حول مصير الميزانيات الكبيرة المخصصة للأقليم والموارد المحلية الإضافية .
ان التراكُم الكمي للفساد ، لسنواتٍ طويلة ، أدى الى تراكُمٍ نوعي .. بحيث اننا اليوم " نتعايش " مع آليات الفساد ، بصورةٍ طبيعية ، وكأنها أمرٌ محتوم ومقبول .. وهنا تكمن الخطورة .
نظام الحُكم عندنا ، بحاجة الى إعادة بناء من الاساس .. تفعيل البرلمان بات من الضروريات ، من اجل القيام بدورهِ التشريعي والرقابي ... فرض القانون على الجميع بدون إستثناءات أصبحَ من الأشياء المُلِحة والمطلوبة ... التنمية البشرية المُستدامة يجب ان تكون من الاولويات ...
نحنُ في الحقيقة ، بحاجة الى هدم القديم ، ومن الضروري ان تكون عملية الهدم ، مدروسة بعناية ، ومحسوبة بدِقة ، وتدريجية ومُتَفَق عليها من كافة الاطراف ، يسبقها تَصّورٌ واضح لكيفية البناء الجديد وآلياته والقواعد التي سوف يعتمد عليها .
نامل ان يستطيع السيد " نيجيرفان البارزاني " ، خلال المرحلة القادمة ، إعادة بناء قرية تلكبري ، وِفق اُسُسٍ صحيحة !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا .. لقتلِ النساء بدوافع الشرَف
- مّرة واحدة كُل شهرَين !
- الحَيوان الذي يوقِظنا
- العراق .. والحرب القادمة
- -سمير جعجع - في أقليم كردستان
- ممنوعٌ الدخول
- تهاني .. وتبريكات
- إطلالة على اللوحة الكُردية
- إنطباعات 4
- إنطباعات 3
- إنطباعات 2
- إنطباعات 1
- الرأي السديد
- العصائبُ والتَيار
- إصلاحات جذرية .. دهوك نموذجاً
- هل تحبون المسيحيين ؟
- مُجّرَد دعايات كُردستانية
- طارق الهاشمي ، المُطارَدْ
- الأمور عال العالْ !
- جاك شيراك المُدانْ


المزيد.....




- مصر.. تهريب أموال بسندويتشات شاورما!
- لافروف يوضح سبب تحرك الناتو إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ
- لماذا تقلق أوروبا من اختيار ترامب لـ -جي دي فانس- نائباً؟
- في عيد ميلادها الـ70.. الألمان يحنون إلى عهد المستشارة ميركل ...
- تسمم جماعي بسبب وجبات المطاعم السريعة شرق الجزائر
- قبل غيابه لمدة 80 ألف عام.. دراسة تتنبأ بـ-مصير- مذنب يزورنا ...
- ميدفيدتشوك يرجح تورط زيلينسكي في محاولة اغتيال ترامب
- نعيم قاسم: الإدارة الأمريكية كاذبة ومنافقة وتسير مع إسرائيل ...
- لافروف: سماح ألمانيا بنشر الصواريخ الأمريكية على أراضيها بمث ...
- موقع: الجيش الإسرائيلي سيقوم هذا الأسبوع بتجنيد آلاف الرجال ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - ضرورة الهَدم ..وضرورة البناء