أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - رئاسة الوزراء.. دورتان تكفي














المزيد.....

رئاسة الوزراء.. دورتان تكفي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3617 - 2012 / 1 / 24 - 18:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا سار الشأن السياسي العراقي ضمن سياق بعيد عن البغ بانغ, أي الانفجار الكبير, وظلت الحال على هي ما عليه, يتناوب عليها ماكرون سياسيون صار همهم أن يبقى النزال داخل الحلبة, مهما اشتد أو مهما تسبب به من ضرر للبلد, فإن من المقدر أن تجري بعد عامين من الآن انتخابات أخرى لاختيار برلمان جديد ولتشكيل وزارة جديدة.
بالنسبة إلى المالكي هناك إشارات من قبل بعض قادة حزبه تفيد بوجود رغبة لترشيحه إلى رئاسة الوزراء لدورة ثالثة. وعلى الرغم من تمني البعض أن لا تجيز العملية السياسية بقاء رئيس الوزراء, مهما كان إسمه, في منصبه لأكثر من دورتين انتخابيتين فإن الدستور العراقي يخلو من أية فقرة تمنع ذلك, في حين أن المادة 69 قررت في – أولا- جواز انتخاب رئيس الجمهورية لفترة ثانية لا غيرها..

ولا يختلف العراق فيما يخص هذه الممارسة عن دول أخرى منحت دساتيرها الأحزاب الفائزة حق اختيار ممثليها لتشكيل الوزارة وذلك من دون إلزامها بنظام الدورتين للشخص عينه, ففي العهد الملكي ترأس نوري السعيد الوزارة لأربعة عشر مرة في حين تمكنت تاتشر من تشكيل وزارتها في بريطانيا لثلاث دورات مستمرة, ويجري هذا أيضا في الهند وباكستان, واللتان عادة ما تعطيان الحزب الفائز حق تشكيل الوزارة دون أن تقيدا اختياره بإسم دون غيره, حتى ولو أدى ذلك إلى أن ينصب على الكرسي شخص لا يفارقه إلا مدفونا, إن كان مسلما باكستانيا, أو محروقا إن كان هنديا هندوسيا.

لا يكفي أن يكون ذلك تقليدا عالميا لكي يكون صحيحا في كل الحالات, فبإمكان المرء أن يعدد بالمقابل دولا أخرى لا تلتزم بهذا الشكل من الآليات الديمقراطية, ففي أمريكا وكذلك فرنسا النظام ليس وزاريا وإنما هو رئاسي لا يجيز للشخص عينه حق التجديد لأكثر من مرة حتى لو ظهر للناس أن رئيسهم يكلم الطير كما سليمان أو أنه كان تكلم في المهد رضيعا كما السيد المسيح.
ولأنه ليس من الحق ولا من العقل أن نحول الدستور إلى كتاب مقدس لا يجوز الاقتراب منه إلا بعد وضوء ولا قراءته إلا من خلال وضع سجود, فإن من الواجب الوطني, وليس من الحكمة فقط, أن تجري مراجعة مواد هذا الدستور بعد كل مرحلة محتدمة بالمتغيرات, لكي يجري تفحص الخلل بما قد يوجب الدعوة إلى تغيير هذه المادة أو تلك, على ضوء ما أدت إليه من عثرات.

لا أدري ما هي الحكمة التي كانت وراء صياغة المادة 69 الخاصة بمنع التجديد لرئيس الجمهورية لأكثر من دورتين, وستكون هذه المادة مفهومة أكثر فيما لو إذا قيل أن تضمينها المنع جاء لغرض أن لا يجري استغلال المنصب من قبل شخص يطول بقاءه فيه, وبطرق قد لا تخدم المصلحة الوطنية, فإذا كان ذلك هو دافع إقرار هذه المادة فالأحرى أن يجري تطبيقها على منصب رئيس الوزراء وليس على منصب رئيس الجمهورية, لأن صلاحيات هذا الأخير هي صلاحيات بروتوكولية لا يمكن لها أن تمتد لتشمل أمورا من شانها بناء سلطة له خارج إطار صلاحياته, بينما يمكن للصلاحيات التي يتحلى بها رئيس الوزراء أن تشجعه على الامتداد خارجها أو استعمالها باتجاهات يشجع عليها طمعه للبقاء على سدة الحكم إلى أن يقضي الله أمره.

وقد قلت أن وجود مبدأ التجديد لرئيس الوزراء بشكل مفتوح في دول أخرى يجب أن لا يكون دافعا للتأكيد على جواز هذه الممارسة في العراق لأن تلك الدول وفي المقدمة منها بريطانيا واستراليا وأخريات غيرها قد أتمت بناءها المؤسساتي بحيث أصبح صعبا أو مستحيلا شخصنة النظام أو فئونته أو طيفنته على يد رئيس وزرائه وحزبه. وحتى في الهند وباكستان فإن هذه الدول قد تجاوزت مرحلة التكوين وأنجبت نظاما استقرت وتجانست إلى حد كبير معادلاته السياسية والاجتماعية.

في حالة العراق, ما زالت الدولة الجديدة تحت التكوين, لا بل وقبل مرحلة التكوين, وهي بالتالي خلو من المؤسسات المنجزة, والمرحلة بذاتها هي صراع على السلطة أكثر منها مرحلة بناء دولة, وهناك مجموعة اختلافات بين القوى السياسية لا يمكن حلها بدون رعاية لسلطة أو منظمة محايدة, فليس في الدولة جيش محايد أو قوات أمن ذات ولاءات وطنية عامة, ولا يمكن مطلقا الإعتماد على النوايا لبناء ثقة جمعية لا يتخطاها المسؤول بإتجاه بناء رصيده الشخصي وإطباق سلطته تدريجيا على مفاصل السلطة ودولتها الجنينية, إضافة إلى جنوح محتمل بإتجاه الهيمنة الشخصية والعائلية والقبلية والفئوية.
إن كل ذلك من الممكن تفعيله وتشغيله وتنشيطه في حالة إذا ما كانت هناك فرصا مفتوحة أمام الحاكم لتجديد ولايته, فهو في حالة كهذه سيكون أكثر ميلا لبناء مملكته الخاصة والعمل بكل الجهود والإمكانات التي تجعله يضمن التجديد واستمرار الولاية, وحاكم كهذا سيتجه حتما لتصفية خصومه سواء في المعارضة أو في داخل تحالفه وحتى ضمن صفوف حزبه, وهو سيتجه إلى خلق أجهزة أمنية وإستخباراتية تعمل لصالحه. أما الحاكم الذي يعرف أنه سيغادر السلطة بعد دورتين فهو سيوفر علينا كثيرا من شخصنة مؤسسات الدولة بالأشكال التي تضمن له التجديد المستمر, والذي قد ينتقل بالوراثة إلى ابنه ومن ثم حفيده.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سليماني.. قصة تصريح
- العراق.. صناعة النفاق الديمقراطي
- قضية الرموز والرجال التاريخين في النظام الديمقراطي
- المؤتمر الوطني.. الفشل الأكيد
- إغلاق مضيق هرمز.. وهل يتعلم الحمقى
- موقف العراق من سوريا.. ميجاهيلية سياسية
- فليحاكم الهاشمي سريعا.. أصل الحكاية 3
- تصنيم القضاء أم توظيفه.. أصل الحكاية.. 2
- بين المطلك وأوباما والمالكي.. أصل الحكاية / القسم الأول
- مثال الآلوسي.. وقانون التسي تسي
- قضية الهاشمي والقضاء العراقي المستقل
- من يتآمر على سوريا.... نظامها, أم قطر والسعودية.. ؟!
- الانتخابات المصرية.. بين المطلبي والسياسي
- اغتيال المالكي.. قصة الكيس وفئرانه الخمسين
- العلمانية.. إنقاذ الدين من ساسته ومن كهنته
- إلى اخوتنا في صلاح الدين.. (3)
- إلى إخوتنا في صلاح الدين... 2
- لا يا إخوتنا في صلاح الدين.. حوار لا بد منه.. (1)
- رسالة إلى المحترمين خبراء النفط العراقي*
- التحفظ العراقي.. كم كان صعبا عليك يا هوشيار تفسيره


المزيد.....




- ترامب يعلن نيته الإبقاء على -أوباما كير- إذا أصبح رئيسا.. وي ...
- العقيد ماتفيتشوك يتحدث عن المعارك في منطقة كورسك
- حماس ترفض المشاركة في مفاوضات مع إسرائيل
- قتيلان جراء اصطدام طائرتين عسكريتين فرنسيتين
- مصر.. إيقاف لاعب قطري معروف بأمر -الإنتربول-
- خطوات أساسية في تناول الطعام لحرق السعرات الحرارية
- إسبانيا.. ظهور أول خروف معدل وراثيا!
- فوائد الجبن ومخاطر الإكثار منه
- إسرائيل متخوفة من فتح جبهة الأردن
- سلالة -إلهة الشمس-.. قصة صعود وسقوط -الإمبراطور الإله- في ال ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - رئاسة الوزراء.. دورتان تكفي