مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 3613 - 2012 / 1 / 20 - 19:19
المحور:
الادب والفن
العين اللاقطة ؟
الضوء يغير اللون
في كل لحظة تغيّر الشمس لون المكان
كلما ابتعدت الألوان عنا , كلما أصبحت الحياة باهتة ..
فهناك الجمال الطبيعي ( خلق الله )
وهناك جمال فني ( من خلق الفنان ) من إبداعه ..
فالرسم إحساس مرهف سواء على اللوحة , أو على شبكة العين
فالعين هي اللاقطة والكاميرا الأولى , وإذا لم يكن هناك حب وإحساس في الداخل تموت اللقطة .. أو اللوحة ..
هكذا نحن المخلوقات الحية وتفاعلنا مع البيئة والمحيط , أي المكان الذي ولدنا ونعيش فيه ويدور حولنا ..
فالإنسان جزء من الطبيعة , جزءاً من عناصرها .. وأسرارها
أخذنا الجمال من بيئتنا الريفية الأولى التي تحيط بنا
لقد أخذت الجمال .. من كل ذرة رمل .. وحفنة تراب .. ومساحة أرض حولي .... نمى حسّ الجمال وترعرع من تفاصيل الحياة اليومية ..
فإنطباعاتي بالصوروالمشاهد التي تحيط بنا وندور حولها كل يوم
.. فالصور كلها ألوان و الألوان تحتوي على الزينة والمعاني والزينة تحتوي الزخرفة والأشكال والألوان المتنوعة والتي نقلت الفنون الشعبية البسيطة الجميلة التي تعبر عن الأفكار والمعتقدات والإنتاج ..
فلقد ألفت فن الزخرفة وعشقته منذ طفولتي .. فن الزخرفة هو فن الحياة –
إبتداء من المعبد والكنيسة والدير والمسجد وتمجيد المعبود بكل الأدوات والمواد ..
إلى البيت وكل محتوياته وتنوعها ووظيفتها .
إلى الثوب الشعبي والأزياء والملبوسات وما يتعلق بها إبتداء من أثواب الوليد حتى الشاب والعجوز
من الأثاث في المنزل إبتداء من السجادة والبساط والمسند والشرشف وستائر النوافذ وغطاء الأسرة والمنديل ..وقنديل البيت وحوائج الموقد وطقوسه ووظيفته ... إلى إلى .....
عالم ثري بكل فنون الحياة , عشته واختزنته في ذاكرتي البصرية التي كانت قوية ونافذة , وحس الملاحظة كان ينمو لدي يوماً بعد يوم وهذه موهبة امتلكها والحمد لله , وكثيراً من الأحيان كانت أقوى من ذاكرة الحفظ ... وربما أمومة الأرض في طفولتي قد أعطتني الكثير من هذه الموهبة ؟
فحب الصخور والحجر والتراب وذرات الرمال , والنملة والزهرة والعشبة والوردة والرائحة والطير والشجرة والسماء الرحبة المتبدلة في كل لحظة هي التي جعلتني أركض في ملاعب الطبيعة وأنشد وأختزن ...
علمتني الأرض الكثير الكثير وكونت رؤى طبيعية واضحة ولاصقة , وأعطتني القوة والثبات والوضوح والدقة والهدوء والتأمل في أبسط الأشياء وأعمقها –
كنا نرى يومياً خط الأفق عند الجبال بين السماء والأرض , ولون الصخور لا يتغير والسهول والبساتين تتلون وإن بلدتنا هي جزء من هذا الكون وهذا العالم الواسع الكبير , شعرت أن مركز العالم هو في صيدنايا ثابت في جبالها وتلالها وسهلها وأوابدها فلا بحر حولنا ولا صحراء – خط ثابت لا يتحرك إلا ضمن الثوابت والمتغيرات ..
فالتعلم طريق للإختبار طريق للإختبار الشخصي والنفسي ..!............. 1999أورق على ساحل غدانسك -
---- مريم نجمه / تحية للجميع
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟