أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - ظاهرة التفريخ والانشطار في الاحزاب والتكتلات السياسيه العراقيه














المزيد.....

ظاهرة التفريخ والانشطار في الاحزاب والتكتلات السياسيه العراقيه


حمودي جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3613 - 2012 / 1 / 20 - 18:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظاهرة التفريخ والانشطار في الأحزاب والتكتلات السياسية العراقية
يرى بعض الدارسون لطبيعة المجتمع العراقي والتركيبة النفسية لإفراده‘‘ من أنهم معارضون بطبعهم ‘صعبي المراس‘ أقوياء العريكة ‘جدليون ‘يطغى عليهم النقاش في أساليب تعاملهم مع الآخرين‘‘ومن المتعذر ترويضهم بسهولة وسلاسة.
فهم لا يتقبلون فكرا أو رأيا يفرض عليهم قسرا وبإكراه‘ قد تفسر هذه النوازع والصفات التي يتميز بها الفرد العراقي عن باقي المجتمعات العربية والاسلاميه ‘من انها هي التي خلقت حرية التفكير‘ ووضوح الرؤية‘ والشفافية في المفاهيم‘ والأفكار‘ بعيدا عن التحجر والجمود‘ لهذا لاقت المعتقدات والأديان السماوية صعوبة في التقبل‘و الأداء ‘والتطبيق‘ في بداية دخولها ارض العراق ‘وهذا مايؤكد ظهور وبروز المذاهب السياسية والفقهية والفكرية في العراق ‘وانتشارها منه إلى بقية الأقطار والأمصار ‘كالتشيع ‘والمذاهب الفقهية الاربعه‘ والمعتزلة ‘والقرامطة ‘والخوارج ‘والعيارين ‘وغيرها الكثير من الأحزاب والحركات .
وما نشهده من تشظي‘ وانشطار‘ في صفوف أحزابنا ‘وتكتلاتنا‘ العاملة اليوم‘ إلا امتداد لهذه الطبيعة التي جبل عليها المجتمع العراقي‘ وإفراده‘ فعلى الرغم مما عرفت به الأحزاب السياسية العراقية ‘ من صرامة في التنظيم‘ ومن حبك‘ ورصانة وضبط‘ وطاعة للأوامر‘ والتنفيذ‘ ومن فسحة للحوار‘ وتداول الرأي‘ انسجاما مع أطروحاتها الديمقراطية‘ وفي دساتيرها الداخلية‘ إلا انها ظلت دائما عرضة ومسرحا للانشطار‘ والانقسام‘ حتى وصل البعض منها إلى عدة أجزاء‘متخاصمة متنافرة ‘تحمل خصوصيات مختلفة عن الفصيلة إلام .
قد يشكل هذا التباين في الرؤى‘والمفاهيم ‘واختلاف الامزجه ‘والدوافع الذاتية والمنهجية ‘دورا تتمحور حول أسبابه هذا التشرذم‘ والانقسام ‘للأحزاب السياسية.لكن تظل تركيبة النفس البشرية العراقية الرافضة للهيمنة والخنوع والتحجر والتقولب والتعليب والانشداد الى التجديد والتغير هي حجر الأساس في هذا التفريخ والتشظي.
فضلا على ان اغلب الأحزاب والكيانات مرهونة بقائدها‘ أو رمزها المؤسس‘ والذي غالبا ما يحتكر السلطة والتفرد بالقرار لنفسه ‘ويهمش الآخرين ويستعلي عليهم‘ وبالأخص المستويات الدنيا من الأعضاء ,فيختزل الحزب بشخصه دون الآخرين‘ مما يبعث على التململ والضجر الذي يولد التمرد‘ والخروج ‘عن طاعة الحزب وقائده وبالتالي التكتل والانشقاق ‘في تشكيل حزبا آخر قد يأخذ اسما مغايرا للأصل إلا انه في الحصيلة النهائية ينتهج نفس المبادئ ‘والأساليب التي يسلكها الأصل .وهذا ما يستدل عليه من إن اغلب الأحزاب العاملة في الساحة ألان‘ تتقمص نفس المبادئ والأجندات والتوجهات‘ وحتى الأسماء‘ والانكى من ذلك إن بعضها يرفع شعارات‘ وقيم حزبيه سياسيه‘ دخيلة وخارجه على ثقافته‘وأيدلوجيته ‘ وفكره التنظيمي والسياسي الذي ترسخ في أذهان وعقول منتسبيه‘وما عليه إلا انه يركب الموجه ‘متماشيا مع ما يتطلع إليه جمهور العراقيين ‘حتى لا تفلت من زمامه بريق السلطة وما تدره عليه من امتيازات ومنافع .
ولم تكن هذه الظاهرة من التشظي‘ والانشطار‘ الذي يعم وينتشر في ساحتنا السياسيه ‘ وليدة يومنا‘ لكنها امتداد وعدوى نقلناها من المعارضة السابقة للنظام ألصدامي البغيض‘ إلى السلطة الحالية.
‘ والذي عاش تلك المرحلة يستطيع إن يتلمس هذه الظاهرة دون عناء‘ والتي كانت تستفحل وتستشري‘ في مواسم التسخين السياسي‘ بفعل المؤثرات والعوامل الخارجية ‘ الدولية والاقليميه‘ وولوغ القضية العراقية على واجهة الإعلام ‘حيث تنشط ‘وتحرك غرائز الناس ‘وكوامنهم المكبوته‘ للظهور بهذه التشكيلات والتقليعات ‘التي لا يراعى بها التقيد بالمقومات‘ والشروط الواجب توفرها في كل حزب وحركه‘ قبل الشروع بالانقسام والعمل.
.وإذا ما تغاضينا عن بعض القوادم والإمكانيات المتعارف عليها‘ في تشكيل الحزب‘.
لكن يبقى هناك شرط أخر لا يمكن تغافله والاستهانة به‘ وهو القاعدة الجماهيرية‘ والركيزة الاساسيه‘ التي تشكل الارضييه والحجر الأساس‘ التي يبنى عليه الحزب ‘والتي يستمد منها قوته ‘وصلادته ‘وديمومته وقدرته على التفاعل ‘والمشاركة في الانشطه والفعاليات السياسية الأخرى‘ وعلى ضوئها يقاس حجمه ومكانته ‘وبالتالي يكسب المصداقية وثقة الجمهور به ‘ولكن الحاصل فعلا مغاير لذلك.
فقد يحلو للبعض إن يدير اجتماعا من داخل بيته‘ يظم عائلته وبعض أقربائه‘ ويعين نفسه قائدا أو أمينا عاما ‘ ويختار احد أقاربه ناطقا رسميا ‘ ثم يصدر بيانا يعلن به عن تشكيل الحزب ومبادئه وأهدافه‘ والتي لا تختلف كثيرا في مضمونها عن بقية الأحزاب والحركات العاملة‘ ويبث بيانه التأسيسي من على وسائل الإعلام المختلفة‘ وما أكثرها اليوم وطالما الدفع مجزي والإمكانيات لديه وفيرة ‘وبهذا يكون مشكورا قد أضاف رقما حسابيا جديدا للقائمة العريضة التي تغص بها الساحه السياسيه العراقية اليوم ‘والتي تفوق على 500 حزب وحركه سياسيه.
والعمل الوطني ليس حكرا على شخص‘ أو حزب دون أخر‘ وميدان العمل سمح ‘و مفتوح لكل من يجد في نفسه ألقدره والتواصل عليه. على ان لا يغيب عن ذهنه انه لم يعد في حزب او حركة سياسية معارضه مشتتة التركيب والأهداف والرؤى تنطلق بفعالياتها من الخارج لنظام مناوئ لها .بل يعمل في نظام دوله لها كيانها ونظامها‘ ودستورها وقوانينها‘ ووفقا للضوابط ‘والشروط التي تقرها اللوائح والأعراف السياسية الحزبية‘ على إن يكون صادقا في وطنيته‘ ومخلصا لشعبه متفانيا في تقديم خدماته لوطنه‘ مغلبا مصلحة وطنه على الأنا والمصلحة الذاتية في سلوكياته وأهدافه .
فيكفي هذه الساحة تمزقا وضياعا‘ وتشتتا‘ لكثرة هذه المسميات من الأحزاب‘ والتكتلات التي تمعن بنا تمزيقا وهشاشة‘ وضعفا ‘فتنخر في لحمتنا‘ وتفكك وشائج نسيجنا ‘ووحدتنا ‘وتسمح لكل من هب ودب التدخل في شئننا ‘وفرض هيمنته واملاآته علينا‘ وما الدم المراق والفواجع المروعه التي يدفعها شعبنا إلا ضريبة لتبعيتنا وتمزقنا ‘وضمور الشعور والحس الوطني في نفوسنا .
حمودي جمال الدين



#حمودي_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملينا الظلم ونريد حريه
- فصول من حكاية تتلاقح
- امام المتقين...لم نقتفيك لا طبيعة ولا تطبعا
- حقوق سجناء رفحاء امانة بأعناقكم فلا تبخسوها
- هل يكفي الاعتذار سيدي السفير...؟؟؟
- نحن مواطنون من الدرجه الثالثه
- نظرية المؤامره والانقلاب
- سيد قوافي النخيل..مصطفى جمال الدين
- حتى الله لم يسلم من سرقاتكم
- الشراهةوالجشع ركائز ومقومات عمليتنا السياسيه
- البصرة في عيون شبابها
- المواطن بين الكهرباء والمسؤل
- تضارب التصريحات حول جاهزية القوات العراقيه بعد الانسحاب الام ...
- الادوار السياسيه للمرجعيه الشيعيه
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها... 8
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها...7
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها...6
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها...5
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ...4
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ..3


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - ظاهرة التفريخ والانشطار في الاحزاب والتكتلات السياسيه العراقيه