رواء الجصاني
الحوار المتمدن-العدد: 3612 - 2012 / 1 / 19 - 01:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في خريف العام 1968 وبعد اغتراب قسري الى براغ امتد سبعة اعوام ، يعود الجواهري الى بغداد في اجواء وظروف تحدثت عنها صفحات الجزء الثاني الأخيرة من ذكرياته الصادر عام 1991. .. وقد اعلن، كما جاء في قصيدة العودة الى البلاد "ارح ركابك" مطلع العام 1969، بأن "كفاه جيلان محمولاً على خطر"... غير ان من تعوّد التمرد على الرتابة والبحث عن الجديد منذ اوائل سنيّه، مثل الجواهري، سيناقض ما جاء في قصيدته ذاتها ، فلم يرح لا ركابه ، ولا المحبين، دعوا عنكم الحاسدين والشتامين، وكما ستثبت الشواهد والأحداث اللاحقة.
وفور عودته تتحول الدار المؤجرة له من قبل نجله د. فلاح ، في منطقة الداوودي البغدادية، الى ملتقى وبؤرة نشاط ثقافي وسياسي ، في أوج فترة كانت من اشد فترات العراق اشكالية ، وفي ظل عهد سياسي جديد تصارعت فيه، وحوله، الكثير من الاجنحة والتيارات والاشخاص والرؤى...
ويفتتح الجواهري عطاءه الجديد في بغداد "دجلة الخير" التي عاد لها، بعد "سبع عجاف" برائعة "الفداء والدم" التي ألقاها في حفل بقاعة "الشعب" خريف العام 1968 اقامته المنظمات الفلسطينية في العراق، تحية لشهيد حركة "فتح" : صبحي ياسين... وقد حملت القصيدة مطلعاً جواهرياً مباشرا عن همَّ فلسطين الذي مابرح يشغله منذ عدة عقود.
جلّ الفداءُ وجلّ الخُلدُ صاحبُهُ ... ضاق الفضاءُ وما ضاقـت مذاهبهُ
لـونٌ من الخَلقِ والإبداع يُحسنُهُ ... خَلقٌ تُـصـاغُ جديداتٍ رغائبهُ
ويعيد الشاعر في ذلكم المطلع، ومن ثم في مختلف مقاطع القصيدة، موقفه الثابت والموثق من المقتحمين، والرافضين الخنوع والتساوم، مذكراً بأبياته وقصائده العديدة ، السابقة في الموضوع ذاته.
ومن الطبيعي، والأوضاع السياسية المحلية والاقليمية والدولية، آنذاك ، في ذروة صراعها اللاسلمي ، ان يدعو الجواهري المنتفض دائماً، للمزيد من التضحيات والعطاء من اجل الحقوق والأهداف المشروعة والمرجوة، ناهياً ومحذراً من الخدر والاستسلام... كما ويعيد في ابيات القصيد الى الأذهان ، مواقفه الثابتة من مختلف الشؤون العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، وطيلة العقود السالفة.
وبهذا السياق نشير الى ما ثبته الباحث الراحل هادي العلوي في مقال مطوّل عام1974 تنشره جريدة "طريق الشعب" في حينه جاء فيه: " تندمج قضية فلسطين عند الجواهري في مجمل اهتماماته بقضايا حركة التحرر العربي وهي بذلك لا تنفصل عن مجمل بيئته المحلية مع شيء من التركيز على الموضوع الفلسطيني بحكم خصوصيته. وقد كتــب في هذا الموضــوع - حتى عام 1968 ر.ج - ثماني قصائد، ومقطوعة واحدة، تقع في نحو 538 بيتاً يتشكل منها ديوان مستقل للجواهري عن فلسطين".
مع تحيات مركز الجواهري في براغ – http://www.jawahiri.com
#رواء_الجصاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟