أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب ضاهر - فتنة المرايا 4















المزيد.....

فتنة المرايا 4


رحاب ضاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1067 - 2005 / 1 / 3 - 09:48
المحور: الادب والفن
    


فتنة المرايا (4)
(7)
أحبه, و هذا يكفي لأسلمه جسدي ليضع عليه برامج رجولته العصرية.
أحبه, وهذا يكفي لأعتقد أن الله يمكن أن يغفر خطايا الحب لأنها صغيرة وبيضاء.
احبه وهذا يكفي لاغرق في انهار رغباتي والتمدد على شواطئ لذتي وفرحي بوجوده في وتسللي على اسوار امي السميكة والمكهربة اتقدم بشجاعة الفدائي وافجر كل الخوف والكبت ، اقدم له جسدي وليمة جاهزة مع خدمة التوصيل المجاني إلى السرير حتى أنال رضاه, أن أهوي في سقر ويكون هو راضٍ عني لا يهم, لم يعد يعنيني شيء سوى "سعود", البقاء بقربه, البقاء معه إلى الأبد, وتذوق جنى جناته, والسباحة في أنهاره التي تنبع من الجحيم.
رميت جسدي على بابه ليدوسه بأقدام العذاب والكوابيس, كوابيس جهنم, ففي كل ليلة أحلم بألسنة من لظى تشوي جلدي, اسمع لها شهيقاً وهي تفور, وأنا وسط النار أهوي وأصرخ, وهو لا يعي ولا يحاول أن يكشف عني العذاب, أن يرحمني ويسكب علي دلو ماء, أن يطلبني للزواج, على العكس كان ينصحني ان ادرب نفسي على تقبل الجنس كأمر طبيعي دون اعتباره معصية واني امارس حق جسدي ولاداعي لهذا العذاب الذي اغرق نفسي به.






أحببته حتى الكفر, وكنت أمضي إلى الهاوية بخشوع ودون أن أجرؤ على رفع بصري عنه لأرى عمق الهوة التي أهوي فيها.
عشقته, في زمن العولمة والفضائيات والكومبيوتر ونسيت القاعدة التقليدية التي سارت عليها جداتنا القديمات وأمهاتنا الأوائل "لا تدعِ الرجل يلمس طرف ثوبك قبل أن يتزوجك, الرجل لا يحترم المرأة التي تعطيه جسدها دون زواج".
ولكن, هل كنت في حالة تسمح لي بمراجعة القواعد, وأصول الضرب والحساب!!وهو الذي يتحدث عن التحرر ورمي التقاليد والعادات والمجتمع " المتخلف" في بلدنا في بئر نفظ واشعال النار بها.
كنت أقسم جسدي على شهوات "سعود", وأطرح عقلي ويقيني في صناديق الجنون واسير على الخط السريع للحضارة التي سلمني " سعود" تعاليمها. فهل كان علي ان اكون اقل تحرر معه واكثر تعقيدا في زمن يروج له بالجسد والجنس والتحرر من كبت التقاليد؟!!
أعطاني مفتاح شقته لأذهب إليه كل خميس, الخميس المقدس, أذهب إلى هناك وكلي نهم وجشع لأمارس حضارتي الجديدة, وأعيش عولمتي الذاتية, عولمة الجسد والعري, كان التعري من ملابسي هاجس, عقدة أحاول حلها بالتعري من ملابسي, من ذاتي, ما أن تطأ أقدامي أرضه حتى أرمي عني ملابسي, وأبقى عارية, أقف أمام المرايا أتأمل عريّ جسدي الذي تحيطه امي بالاسلاك الشائكة وتعاليم الدين التي تقمع نبضات الجسد وتحرم ان انظر اليه عاريا، كان جسدي لغزا احاول فهمه عن طريق التعري , أمشي حافية عارية, أتناول الطعام عارية, أقف تحت الماء عارية.
حتى سعود اعريه من ملابسه واوقفه امامي يستعرض جسده واحفظ تقاسيمه وزواياه عن ظهر قلب امرر اصابعي على كل نقطة صغيرة في جسده واتحسسها وكأني احاول ان اكشف ما وراء هذه العضلات وبحثا عن انفاق مختبئة للجسد . تفتني مفاتن رجولته واستسلامه لفضولي اهبه غابة الحرير وتلال الياسمين ويقدم لي باقة نار تحرقني بلذة مضادة !
اودع الخميس بحسرة وانتظره بحرقة بلهفة وخشوع فلخميس الجسد رهبة وقدسية ارددها في صدري كتسبيحة كصلاة نافلة لاتعرفها امي ولم تسمع عنها في اي محاضرة ، انخرط طيلة ايام الاسبوع في الاستغفار والصلاة ودموع التوبة وما ان يبزغ فجر الخميس ادير ظهري لجنة عدن وافتح يدي لحمم جهنم . احكم اقفال عبائتي علي واسدل الخمار على بريق الرغبات في عيني وانا اوهم امي اني ذاهبة لتلقي مزيد من الورع والخشوع في محاضرة دينية يوم الخميس ، الخميس الذي اتسلل فيه من باب الجامعة الخلفي الى باب سعودي السري ، ينتظرني في شقته لندخل العولمة من اضيق باب !
لكن موعدا لم التزم به وعقرت الاتفاق وغامرت لاجل ان افاجئه بعيد يقال انه للعشاق ، حملت ورودٍ حمراء كلون العذرية المسكوبة, حمراء كلون الألم, كعيون الشيطان, حمراء كصرختي التي دوت في أنحاء جسدي وهزت السرير، كان هو بعريه امامي, وامامه جسد لاخرى ربما تشبهبني في عقدي وكبتي يمنحها مساحاته الجسدية الحمراء التي هي ملكي أسقيها بماء العين وعرق الشهوة.
كنت أعرفها جيداً, اعرف وجهها المنقب بتقوى زائفة , لكن لا أعرف خيانتها ووجهها الآخر, كانت صديقة امي ورفيقتها الى مقاعد المحاضرات والندوات , كنت أعتقد أن الخيانة التي ناولني "سعود" ألواحها بعيدة عن محيطي, النساء الخائنات غير موجودات بين من اعرفهم , لا وجه آخر لهم, كل كان في نظري عالم بعيد جداً لا يمكن أن ادخله أو اعترف بوجوده في حياتي لكن هاهي صديقة امي الوحيدة التي تشبه أمي في كل المرايا, محافظة وتواظب على ابتلاع أقراص الدين المسكنة, وتلبس العباءة وتغطي وجهها حتى لا يراه الرجال, لها وجه آخر أسفل بطنها تكشفه أمام "سعود", لها حضارة سرية مثلي ويوم مقدس تمارس فيه ازدواجها بكل عري وشبق.
كان نظري زائغ فأرى وجه المراة التي وجه أمي, جسدها مرايا مرعبة تعكس وجهاً آخر لأمي, أراها في سرير "سعود" يقبلها وهي تتأوه بين ذراعيه, أتفرس في مراياها العارية لأرى وجه أمي الآخر كيف هو؟!
يدفعني "سعود" خارج المرايا ويغلق الباب, تسيل الورود على أصابعي وتسقط العباءة, وينكشف الغطاء عن بصري, فأرى وجوه كثيرة حولي ومرآة تعكس أوضاع مختلفة لأمي مع "سعود", دموعي شرارات تحرق عظامي, أصفع الوجوه أمامي وأبحث عن أمي.
هل أمي مزيفة تمارس الازدواج الاجتماعي, تحضر الدروس الدينية في الصباح, وفي طريق العودة تعرج لتأخذ دروس سرية في عولمة الجسد على سرير "سعود"؟! هل تساقطت حبات العنب عن عنقود ابي فجف عصيره فبحثت عن رجل يساعد والدي في تعبئة فراغاتها الجنسية؟!
هل لها يوم مقدس مثلي, ومثل صديقتها ؟!
كل شيء ممكن في مجتمع مزدوج الأهواء, في مجتمع نلبس فيه عباءة الدين لإخفاء مرايا الجسد الفاضحة, في مجتمع يغرق في ظلمة العادات لإخفاء الوجه الآخر.
كنت في حالة من الدوار والانفعال لدرجة أنني أمسكت "سعود" من رقبته أريد خنقه: "كم مرة أتت إليك؟؟ ما هو يومها المفضل؟؟ الجمعة؟؟ ربما لأنه يوم مبارك وهي تحب كل شيء مبارك وشرعي".
كنت أهتز خوفاً وتعباً, وأسأل عن أمي, أريد أمي, كنت خائرة القوى لا أستطيع القيام بحمل عبء جسدي ومراياه, بحاجة للعطف والشفقة.
شعوري بالحب والحقد ناحية "سعود" كان متساوياً, شعور بأني أحبه وأريده, وشعور بالكراهية والقرف والغثيان منه, شعوران متضادان يتجاذبان ويتنافران, كمدٍ وجزر أترنح فوقهما, قلت له وأنا محتمية به منه:
- لماذا لا تتزوجني؟ لماذا لا تخلصني من العذاب ؟!
دفعني عنه, وصرخ بوجهي كجهنم الحمراء:
- ومتى وعدتك بالزواج؟! هل قلت لك يوماً أريد أن أتزوجك؟! أنت أعطيتني جسدك لأنك كنت تريديني مثلما أريدك, لقد أصبحت عبئاً عليّ, مللت منك, فلماذا لا تتركيني وشأني؟! أنا لا أرغب بالزواج من فتاة مثلك تعطي نفسها لأي رجل يصادفها, عندما أفكر بالزواج سأتزوج فتاة لم تر الشمس في حياتها.
فتاة لم تر الشمس؟! وأنا هل كنت شاهدت الحياة كلها من قبله!! هل لوحت بشرتي الشمس إلا حين عرفته! هل بللني ماء المطر إلا حين لامسته!! الآن أنا متحررة, وفي السابق كنت معقدة ومتخلفة, الآن التحرر لم يعد مرغوباً, والتخلف كما كان يقول هو الفضيلة!!
لا يريدني وأنا التي أغضبت الله, وأضرمت النار في الجنة لأجله, ملّ مني, لم تعد تروق له الوجبات الدسمة التي أقدمها. هكذا, ببساطة أصبحت فتاة لها ماضي, وهو مازال مضارعاً, لكل رجلٍ ماضي يفتخر به, ولكل امرأة ماضٍ تخجل منه, أنا التي يقال عنها فيما مضى ويتحدث عنها لزوجته, زوجته التي قد تكون ماضي لرجل غيره. أنا فعل ماضي مجزوم بالسقوط, السقوط من حياته, السقوط عن سريره, السقوط في عيد العشاق, السقوط بمعية حروف الجر, السقوط من, على, في, إلى.
خرجت من سريره, من جنته الموعودة أحمل سقوطاً سنوياً يحتفل به العالم كل عام, هبطت إلى أرض الخيبة وحيدة, مجروحة جرحاً مسعوراً يقضي عليّ شيئاً فشيئاً.
الكوابيس تطاردني, أرى أمي في هيئة امرأة قبيحة تضاجع "سعود" بمجون, ثم أرى "سعود" عارياً يهجم عليّ ليخنقني ثم تظهر امي وصديقتها و"سعود" وأنا نمارس الجنس بشذوذ, ثم نهوي بعد ذلك في جهنم.


























( 8 )

أصبت بالحمى, ولازمت الفراش, وأمي تسهر بقربي وتتلو عليّ آيات من الذكر الحكيم, وتضع كمادات الماء البارد لتطفئ الحمى, ولكن وإن غطست في أكبر شلالات العالم فهل ستطفئ النار في صدري, وتخمد الوساوس المشتعلة في أحشائي؟!
عندما أنظر إلى وجه أمي أتصور وجه صديقتها وتلوح في المرايا أطياف "سعود" معها في سرير واحد. تنحدر دموعي, وأغرق في صمتي وأحزاني, تحاول أمي أن تضمني إلى صدرها, لكني أقرف منها, وأبعدها عني, لا أريدها, فهي منافقة وخائنة تخفي خيانتها تحت ثوب الصلاة والدعاء, لا أريدها أن تلمسني فهي ملوثة بعفن الخطيئة.
لكن, لن أدعها تهنأ وتستمتع مع نبيها الكاذب, سأعرف كل أسرارها ومخبئها السري, ويومها المقدس, سأكتشف من هو رجل الإطفاء الذي يطفئ حرائقها. أفكار محمومة تحوم فوق رأسي وتغطيني بضباب أسود, أخطط كيف سأراقبها وأحصي خطواتها وتحركاتها, صديقتها لاشأن لي بها, لكن أمي يجب أن تقف عند حدها.لم يكن لدي وقت للتفكير بحجم السقوط الذي أنا فيه, وماذا ستجر أفكاري من ضياع لي وحدي .
كنت مشطورة إلى نصفين, نصف يلهث في صحراء رمالها متحركة, ونصف مشرد على رصيف الغربة, عن نفسي, عن أمي, عن أسواري الماضية. كنت منشغلة بمراقبة أمي, اشتريت أجهزة تصنت على الهاتف, أستمع إلى مكالماتها, أحضر معها الدروس الدينية, أتبع خطواتها, وأحصي أنفاسها, وأطارد نظراتها. أذهب معها لزيارة, صديقاتها, أنظر إلى النساء من حولي وكأنهن مذنبات أو خائنات, الأجساد تتحول أمامي إلى شيء كبيرة وصغيرة, يا للمرايا ما أكثرها, مرآة محدبة, وأخرى مقعرة, واحدة مصقولة, وهنا مرآة مكسورة, أخرى غير مستوية, مربعة, مستطيلة, بيضاوية, مثلثة, أرى في الكاذب الزيف والنفاق والخيانة.
في فخذ تلك المرأة ظلال لسرير خرج منه زوجها لتوه وتنادي على السائق ليكمل ما بدأه الزوج, وهذه تنادي صديق زوجها ليتسلل إلى جسدها بينما يغط رجلها في النوم, هنا حقيقة مقعرة, بجانبها حقيقة محدبة, أتوه وسط المرايا المتنوعة, أرشقها بالحجارة فتتردد أصوات الانكسار في روحي, تتكسر ويظهر من خلفها اللحم الفاسد, هنا حجر طائش يرتطم بمرايا جسدي فيصرخ "سعود" صائحاً: أخرجي, لا أريدك, مللت منك, أخرجي.

ألوك الحيرة والقلق, وأتقيأ الشك والريبة, تائهة لا أعرف لون أفكاري, أطرد أحياناً الظن والشكوك من رأسي, وأقرر أن أبني الأسوار حولي من جديد لأعيش وحيدة وبعيدة عن الآخرين, أقرر أن أنسى "سعود", وكل الماضي, والاعتراف لأمي بما حصل علها تساعدني, لكن فجأة أثور وتسيطر علي أفكار شيطانية تغرني بالمشي فوق الزجاج و المرايا المكسورة.
الوساوس تحوم فوق رأسي, وتنعق مثل الغربان السوداء, أين تذهب أمي؟ لا أحد يعرف ذلك سوى صديقتها. ذهبت إليها, وأنا أسير على خط الجنون, لم أتمالك غضبي, كنت أوجه لها الشتائم بكل اللهجات والألفاظ, ولم تجب بشيء بل طلبت مني أن أهدأ.
- من هو عشيق أمي؟!
لم ترد عليّ,هددتها إن لم تعترف سأخبر زوجها وأبي بالحقيقة, صفعتني ودافعت عن أمي بحرارة, لكني لم أصدقها, توسلت إليها وأنا أبكي بحرقة. كنت ثائرة مثل بركان متفجر, وتصرفاتي كشظايا رصاص طائش, اتجهت ناحية الباب أريد الذهاب لأقول لأبي حقيقة أمي وصديقتها, لكنها استوقفتني:
- لماذا لا تكفي عن الجنون, أنت تشعلي ناراً ستحرقك أنت دون الآخرين, تقبلي الحياة بكل وجوهها, ودعي الأيام تتوالى بسلام, دون أن تشعلي بغبائك الحرب, لماذا لا تدعين أمك وشأنها تفكر في الجنة, وتسعى حثيثاً في طلبها مطمئنة أن زوجها سيشاركها الجنة أيضاً!!
لا أذكر سوى كلمات قليلة تبرر بها خياناتها الكثيرة:
- زوجي لا أكفيه أنا وزوجاته الثلاث الأخريات, إنه لا يوفر حتى الخادمة وفي منزلي وأمام عيني, أنا في نظره زوجة قديمة ومملة, يمارس الجنس معي كواجب ليلي كئيب أو وظيفة حكومية مفروضة عليه, يأتي مرة كل أسبوع أو أسبوعين ليجامعني بلياقة وتهذيب وكأننا غريبان, يباشرني من خلف الستار, هكذا تربينا, يجب أن تبدو رغبتنا خجولة أمام الأزواج, أنوثتنا وصمة عار يجب دفنها, شهوتنا تختنق في أحشائنا لا يحق لنا أن نخرجها بحرية, الرجل أمام عشيقته يرقص ويغني ويلعق ويلحس ويعهر, أم مع زوجته فيأتيها من وراء حجاب كما أمره الشرع, لماذا هو له الحق بخيانتي وتعدد أسفاره وحريمه؟! وأنا قابعة في البيت, أنا "أم العيال" أنتظره أن يمن عليّ بليلة لا تسمن ولا تغني من جوع, ووالدك هل هو فعلاً رجل صالح وتقي, , راقبيه هو واكشفي نفاقه هو, لا والدتك الحالمة بنعيم الجنة وأنهارها الخالدة.
عدت إلى المنزل كمن خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكانٍ سحيق, دخلت المنزل وكأني أدخله لأول مرة, يبدو مهجوراً, أحس بأشباح تطاردني, وأرواح شريرة تضحك بسخرية, أشعر بالخوف والبرد والصقيع يهطل على منزلي ويلفني, هذا المنزل الهادئ الذي أحببته منذ سنوات الطفولة, تسكنه الشياطين, وملوثاً بأدخنة الخطآيا.
ينمو على جسدي زغب الشك, ويفتت عظامي الألم, ضائعة بين أمي التي قذفتها بالفحشاء, أمي المحصنة التي تعتقد أنها حصنت بيتها جيداً ضد الشياطين, هاهو يخترق حصونك ويتسلق قلاعك المنيعة, فزوجك يخونك مع نساء كثيرات, ومتعددة الأشكال متلونات الرغبات, وصديقتك تواظب على أخذ دروس البغاء على سرير رجل أجنبي عنها, رجل ليس زوجها, وأنا "نور" ابنتك الوحيدة التي لازمت على حقنها بلقاح الدين والفضيلة تعرت وسلمت جسدها لرجل لا تربطها به أي علاقة شرعية. عفوك ياأمي فقد دخلت الردة في منزلنا منذ أن دخل "سعود" في حياتي, ونفث سحره عبر أسلاك الهاتف وتسلق أسوارك العالية.
أثور في داخلي على نفسي, على أبي, على "سعود", على تقاليد المجتمع ومحاضرات الدين المكررة التي تدخل القلوب, ولم تبرأ بها النفوس, أثور وأصمم على الإنتقام لأمي, لجسدي. وتارة أغرق في ملح الأحزان, أبقى حائرة لا أعرف ماذا ينتظرني في هذه الدنيا التي فتح "سعود" أبوابها ووضعني على طريق التشرد تهاجمني ذئاب الظنون والتوتر, دنيا عرفتها ولمست بريقها الخشن بيدي, دنيا كسرت لأجلها قوقعة الذهب الخالص التي كنت بداخلها لأجل أن أضع رأسي في الوحل وأقدامي في الهواء, الشمس تجفف التقاليد والقيم, والعتمة تخلط النساء والأعراض والرجال في أحضان الآثام والنفاق, أبي مزيف ومغلف بقشرة النفاق الديني, انكسرت قشرته وصورته مقلوبة أراه عارياً يضاجع الخطيئة, ويتوضأ بالخمر ثم يأتي آخر الليل لينام جوار والدتي بهدوء.
يتبع



#رحاب_ضاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتنة المرايا
- فتنة المرايا - 2
- فتنة المرايا-1
- سندريلا
- معرض بيروت للكتاب
- ايميلات عشق
- ايميلات عشق لرجل غائبا حتى في حضوره
- المتجردة
- حوار فضائي مع الشاعر سلطان الحداثة
- قارئة الفنجان
- عميلة!!
- سود شراشفنا
- new look
- خطان متوازيان
- أسئلة كثيرة يطرحها خالد غازي في نساء نوبل.. في دراسة عنهن
- مريم نور والنصب البديل
- خالتي ام مرهج
- بيضاء
- لنطفئ شمس بيروت -1
- وطن


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب ضاهر - فتنة المرايا 4