أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - مركب سورية من قصيدة (مراكب الرمال)














المزيد.....


مركب سورية من قصيدة (مراكب الرمال)


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 3608 - 2012 / 1 / 15 - 19:39
المحور: الادب والفن
    


يا ويلي..يا ويلي
هذه الحرائق
" بيها ريحت أهلنا "
رائحة لحم أيّامهم
أعمدة بيوتهم الخشبيّة
سواتر الحمير والخراف
حبال غسيل لا ترتاح
ثياب عوز لا تفارق الشمس
حيرة خبز يلوب
في بطون فارغة
انكسار فرح طفل فقير
صبيحة العيد
(يا ويلي
إذا صففْتُ حكايا الناس
كحجرالأدراج على بعضها
ستصبح السماء قريبة من يدي!)
حرائق تمشي في البلاد
حوذيها لم يعرف الغناء
فأضرم النيران في القافلة
من هشيم الفرات دخانها
من مسيله الأزرق الصافي
من حسرة أضلاع حمص
تباعدت عنوة عن أقفاصها
من بيت مكسور الخاطر في"البيّاضة"
إلى جدران تنهض للمرّة الألف
لكي لا تسقط على أصحابها السقوف
من جسد إلى جسد
من مدينة إلى فلاة
تمشي نيرانهم
وتقذف عقارب الفولاذ
سمومها في جراح العائلة
من مطلع صرخة الولادة الأولى
إلى غبار طلع أزهار وبراعم
من أجنّة في الأرحام
إلى انعقاد الحليب في صدور الأمّهات
من فطام الطفولة القسري
وتقطّع أنفاس الرضّع الأخيرة
بفعل قذيفة أو رصاصة
من فجوج حوران
إلى سهول النزيف الكرديّ في الشمال
من المتوسط
إلى سويداء القلب
تمشي الحرائق
وتتجمّر على إثرها أرواح
في محارق لا تحصى
ينكسر حلم يافع على الأهداب
ويسقط أمل رضيع مني
أتشبّث بصرخة طفل في شارع
وبملاحم حمص نشوانة
لا تمنح فرصة للقصيدة
لتلملم لحمها الحيّ عن الأحجار
كلّ فراشة روح
وكلّ لمعة برق
وحمص لا تتعب من عدّ جنازاتها
كم مرّة يُقتل الشهيد
كم مرّة يُشيّع المشيعون في الوداع.
00
أسأل أمّي
أين مهدي الخرقيّ
أرجوحة الهواء إلى النوم
مرور الأغاني إلى أحلامي
كيف أغفو على هدهدة القتلى ؟
قولي كيف أغفو؟
أما من حجر رحيم؟
أو تراب صديق
أما من حكاية رخيّة أهبها رأسي؟
أقف على أشلاء حمص
فتنغزني الجغرافية
أقول حماة
فتذرف إدلب الشهداء
أقول درعا
فتهتزّ أضلاعي من النشيج
لي قلب وحيد
وسورية أوسع من دمعة إله
لي قلب
ودمشق أوجع من قذيفة
لي روح ذات أجنحة
كان الفرات سماءها الوحيدة
كل غيمة بيت
وكلّ ظلّ جدار
والديرعريشة أقمار ساهرة
نشوانة بالدبكة والأغاني
يتعالى الشهداء ويتكاثرون
بين رمشة وأخرى
تركض القصيدة خلفهم ولا تلحق
وتخرّعلى أقدامها المراثي
من الشمال إلى الجنوب إلى الجحيم
آلاف الديكة تنادي الصباح:
هلُمّ أيها المستحيل
أمسكناك من قرنيك
ولا فكاك لك
لأجلكَ
جثى العاصي على أقدام مغنّيه
وانتحب على حنجرته المجزوزة النشيد.
00
حرائق حرائق
ويدي لا تطال الغيوم
لو كان لي لعصرتُ السراب
أوجئتكِ بالغيث من سحب في الأقاصي
وسفحتُ كلّ مائي لو استطعتُ
لكنّ آبار شوقي عميقة
وحبالها مقطوعة دلائي
بحّ قلبي من الصياح عليكِ
وأورقت عيناي لوعة
خجل أنا يا أمّ الشهداء
والله خجل طفلك الشائب
على كلّ مفازة صرخ باسمكِ:
شام يا شامة الشامات
يا عالية الجبين
يا رفيف روحي
طائرك تعب من التحليق
سراب خادع عشّه
وبمنقاره الكليل
يزقّ فراخك
حنطة أحلامه الخضراء
دمه قوّال: سلاماً عليك يا هواي
سلاماً على المشمش في أطواره
على البامياء وخبز التنور
على العرق يتعنْقدُ على الجباه
على بخار ثريد العدس
بركن دافئ يحلم الصغير
وينتظر أن تأتي معجزة
بالمازوت والكهرباء
ويقرفص من البرد
كما تفعل الحياة
سلاماً على الخبز
تدور صورته
في أعين الصبي الدامعة
من عين إلى عين
تنتقل حالات الدم
من السيولة إلى الجفاف
سلاماً على الدم في كلّ أحواله
سلاماً على العطور أسيرة
في جنوح رائحة الحرائق
على ترابك الأسمر الحاني
على مركبك يتهادى
من شارع إلى سطح بيت امرأة عجوز
تنظر إلى الشهداء
من نافذة مواربة في قلبها
من نظرة جسورة في أعين الأيتام
من ساحة إلى حارة ضيّقة
من قرية تنهض من ركامها
في سَحَر الخلْق
من خفقان قلوب عال
إلى مصائر نمل كادح لا يتعب
من ارتجاف السنابل خوفاً
من كوابيس طحن لا ترحم
إلى جائع يؤلّه الرغيف
كيف يا سيدة الجمال
كيف يا سورية
يحتمل قلبي
وأنت تبذرين الشهداء
في الأغاني والحكايا القادمة
غفلة عن الرواة
عن شهود الموت
وعن شهرزاد
أسيرة الطاغية.



#فواز_قادري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة
- عام عزيز يرفرف جناحيه
- الفانوس..إلى أدونيس وآخرين.. ليسوا أقلّ صمتاً
- هكذا تكلّم مالك الغابة!
- رداً على كمال أبو ديب أيّ سورية جميلة تعني يادكتور
- على أطراف قلبه يمشي
- أزهار
- لكَ أن تحجب الشمس عن القصيدة غيهب الفتى
- الطفل لا يتحرّك
- معراج الحريّة
- رؤيا
- بقدم واحدة يمشي..إلى الشهداء الأحياء
- أيام من قيامة الدم السوري
- كي لا أحبّكِ أكثر سوريّة
- أنحني بكامل طفولتي أمام شهدائك سورية
- كان ليلك طويلا يا درعا
- بيان شعب في الصف الأوّل من الحريّة
- سكين على عنق المغنّي
- قصائد تسجيليّة .. عن الهاربين من الموت السوري
- قصيدتان .. عن الحريّة


المزيد.....




- المفكر التونسي الطاهر لبيب: سيقول العرب يوما أُكلنا يوم أُكل ...
- بعد مسيرة حافلة وجدل كبير.. نجمة كورية شابة تفارق الحياة في ...
- ما الأفلام التي حصدت جوائز البافتا لهذا العام؟
- سفيرة الفلكلور السوداني.. وفاة المطربة آسيا مدني بالقاهرة
- إيهاب الؤاقد :شاعر يقتل الحظ والفوضى !
- الفنان وسام ضياء: الدراما عليها الابتعاد عن المال السياسي وع ...
- لون وذاكرة.. معرض تشكيلي لفناني ذي قار يشارك فيه نحو 60 فنان ...
- إطلاق الدورة الـ14 من جوائز فلسطين للكتاب
- وفاة المطربة آسية مدني مرسال الفلكلور السوداني
- ليلى علوي تخطف الأضواء بالرقص والغناء في حفل نانسي بالقاهرة ...


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - مركب سورية من قصيدة (مراكب الرمال)