أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - سببياتُ انهيارِ الوعي التحديثي














المزيد.....

سببياتُ انهيارِ الوعي التحديثي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3608 - 2012 / 1 / 15 - 15:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعطينا مصر في نتائج انتخاباتها شكلاً ملموساً آخر لانهيارات الوعي العربي الشعبي السياسي واتجاهاته للطائفية المحافظة، وبدء تفكيكِ كيانات الدول وهياكلها العميقة الداخلية.
قرنٌ من التحديث المُسمى ليبرالياً علمانياً انهار، وهو فيه لمحات وامضة فقط من الليبرالية والعلمانية والديمقراطية، ولكن لا علاقة للعالم العربي بالليبرالية والعلمانية خلال تطوره السابق.
البناءاتُ الصناعية والتحولية التي أقامها النظامُ العسكري أسستْ لهذا الانهيار، ونجد تجلياتها في الانتهازية والصمت والتحلل للقوى اليسارية والليبرالية القديمة.
فالبناءات النهضوية أُقيمتْ على مركزية استبدادية فاسدة، ولكن أين القوى الديمقراطية تكشفُ وتحلل وتعري هذا؟
لقد اتخذت جانبين، في البدء رفضتْ الوثوبَ العسكري على السلطة، ثم تحالفت معه من دون استقلالية سياسية وفكر نقدي مغاير. التحالف مطلوب مع نظام نهضوي ولكن عبر المطالبة بالديمقراطية وبتوزيع الثروة الوطنية.
الصمت عن النقد لا يعني سوى المشاركة في كعكة المسروقات الحكومية، وهذا أدى ليس إلى تحالف ديمقراطي متنوع، بل إلى هيمنة بيروقراطية وهذا ما جرى في الدول العربية كذلك.
ونحن الآن ندفعُ الأثمان لسياسات النقد الكلي والمعارضة المطلقة ثم الذوبان في الأنظمة أو في الاتجاهات الدينية الطائفية.
لعبت سياسات تكسير الرؤوس الوطنية واليسارية أدوارها في تهشيم حالات التنوير والليبرالية الوامضة، وأفكار هذه الجماعات أفكار صغيرة صُنعت بصعوبات جمة داخل الأنظمة العربية المتخلفة المحافظة.
حين يخرج صنع الله إبراهيم من السجن الناصري يكتب روايات عن رائحة السجن الذي غادره، وليس عن السجن كجزءٍ من بنيةٍ اجتماعية شمولية كبرتْ وتعملقت فوق رؤوس الناس، رواية (تلك الرائحة) أصداء لعالم السجن حين يمشي المثقف وهو مكسور الرأس في النظام الوطني (الثوري)، ثم يكتب عن السد العالي، ليس ليجمع بين الثنائية المتضادة بين التنمية وقمع الإنسان، بل ليشكل تسجيلات يومية مقطوعة السياقات بالزنزانات والكبت وصياغة الصحف المقطوعة الألسنة.
جمال الغيطاني بدأ بداية جيدة في (الزيني بركات) الذي يكشف نمو أجهزة المخابرات وسيطرتها على الحياة، لكنه بعد ذلك في حارة الزعفراني جسّدَ أن العقمَ ضرب الرجال، وهاجت النساء من دون ذكور وفحول، فحول أزمةَ القمع إلى سببيات تجريدية مطلقة لا تعود إلى الظروف التي ديس فيها الرجال!
ثم ذهب للتصوف ومخاطبات الأقطاب خارجاً بشكلٍ واسع عن تحليل الحياة الاجتماعية والسياسية المصرية ونقد تضخم الدكتاتورية.
يوسف القعيد كان أقرب الروائيين في زمن الناصرية للناس، بعرضه الواقعي التسجيلي لعذاباتهم وفقرهم ومهانتهم، لكنه فوتغرافي جزئي، يعرضُ بؤسَ الشعب لا نضاله واعتراضه، يعرض تقزم الإنسان لا شموخه.
ولعبت الأفكار النظرية والسياسية دورها في تضييع خطوات النخب والكتاب، فرفعت السعيد ومحمود أمين العالم يكتبان عن نظام اشتراكي، لا عن رأسمالية دولة غير ديمقراطية، تشكل رأسمالية سوداء في الباطن.
هذه عيناتٌ عن عقول مصرية كبيرة، وهناك عينات مماثلة عديدة في العالم العربي الكثير منها مهد لأرضنا المحروقة.
وقد توجه الاخوان عبر سيد قطب لتشكيل دكتاتورية متخلفة طائفية، لم تنجح بسبب وجود نخبة ليبرالية مصرية تكونت بعد الحرب العالمية الأولى، ولكن النخر الذي حدث في رأسمالية الدولة الهائلة التي شكلها الضباطُ (الأحرار) جعل الجماهير تعود إلى الأفكار الدينية المحافظة، وهذا مظهر جلي في الدول كافة التي ضخّمت رأسماليات الدول من روسيا حتى كوبا.
والنتائج التي ترتبت على ذلك هي تفكيك الدول على مراحل حارقة، سواء الاتحاد السوفيتي أو السودان أو اليمن، ونحن العرب في هذا المصير المتصاعد حروباً طائفية وتنظيمات متخلفة تستغل الإسلام، تستغل وعي البسطاء للوثوب على الحكم بكل الأشكال المتاحة.
سوف تتوسع الحرائق السياسية والاجتماعية، وإذا كانت الأطراف كالصومال والسودان ولبنان والعراق قد بدأت رحلة الألف ميل نحو جهنم فإنها الآن تدخل في قلب العروبة، في مصر وسوريا، لتفجر العالم العربي كله.
دائماً يعدوننا بأفضل الوجبات في بدء الاحتفال، لكنهم ينسون هذه الوعود بعد استيلائهم على الأموال العامة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (1)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة الجزيرة وتزييف الوعي العربي 2، 3، 4
- الأفكارُ والمراحل التاريخية
- صناعةُ الزعامةِ في المرحلةِ الطائفية
- خلاصة الأنواع الأدبية العربية(2-2)
- خلاصة الأنواعِ الأدبية العربية (1-2)
- طريقان نحو الحداثة العربية الإسلامية
- قناة الجزيرة وتزييف الوعي العربي
- التياراتُ الدينيةُ والرأسمالية(1-2)
- الثوراتُ العربيةُ أعودة للوراءِ أم قفزة للإمام؟
- الشعاراتُ والدعاياتُ حسب الزبائن
- المقاتلون من أجلِ السلام نائمون
- الطابعُ الديمقراطي للحراك العربي
- تآكل التحديثيين ونتائجه
- وحدة المسلمين تحل قضايا كبرى
- نهضةٌ والثقافةُ الديمقراطيةُ المطلوبة
- أزمةُ الوعي والحراكُ الفاشل
- أزماتُ الرأسمالياتِ الحكومية والأيديولوجيات المأزومة
- المذهبيون السياسيون ومرحلةُ هدم الدول العربية
- المصائرُ الحقيقيةُ الممكنةُ داخليةٌ
- الفتنة والثورة


المزيد.....




- ملك الأردن يجري مباحثات مع محمد بن سلمان خلال زيارته السعودي ...
- ترامب: تصريحات زيلينسكي حول القرم تضر بمفاوضات السلام مع روس ...
- ما علاقة شوكولاتة دبي بنقص الفستق عالمياً؟
- جزائريون يطلقون هاشتاغ -عمي تبون لا تذهب إلى العراق- في القم ...
- إسرائيل تحذف تغريدة تعزية في وفاة البابا فرنسيس…ما القصة؟
- سقوط جزء من شجرة الغريب المعمرة باليمن
- صبحي عطري: رواد مواقع التواصل ينعون الإعلامي السوري الذي -لم ...
- واشنطن تهدد بـ-الانسحاب- إذا لم تتوصل كييف وموسكو لاتفاق
- تنظيم -إخوان الأردن- يؤكد انتماء مهاجمين إليه قتلهما الجيش ا ...
- -الحياة وليس الانتقام-.. تزايد الاستياء من نهج حكومة نتنياهو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - سببياتُ انهيارِ الوعي التحديثي