جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3608 - 2012 / 1 / 15 - 13:29
المحور:
القضية الكردية
اختزال دور العرب اكثر فاكثر الى دور هامشي من قبل اللاعبين الثلاثة اسرائيل و ايران و تركيا رغم ان العرب كقوة اسلامية و شيوخ النفط وعالم يتكون من دول لا تعد و لا تحصى لتحول كبير في ميزان القوى حقا. الدولة التركية هي الوحيدة من هذه الدول الثلاث التي لاتملك السلاح النوي و لكنها عضوة في حلف الناتو بالمقابل رغم ان حلف الناتو هو امريكا و امريكا هي حلف الناتو و الذي هو يعود الى حلقة اقرب المقربين من امريكا كاسرائيل لها الافضلية طبعا على عضوية الاتراك في الناتو او اي عضو أخر و نحن شاهدنا اكثر من اللازم في تصرفات امريكا المتقلبة تجاه العرب بخصوص القضية الفلسطينية فلا يستطيع الاتراك بعد انهيار المعسكر الاحمر الاعتماد على هذه العضوية واستعراض العضلات الا بوجه الطرف الكردي و نظام بشار الاسد رغم ان بامكان حكومة كردستان ان تجني شرف هذه العضوية بسهولة في الناتو و لو بصورة غير مباشرة.
يعاني الاتراك منذ مدة من ازمة هوية بين تعليمات اتاتورك المتعطشة للقيم الغربية و فرضها بالسلاح و قوة البوليس من جهة و عنصرية شوفينية قومية شرسة ضد القوميات الاخرى عفى عليها الزمن في اوربا لا تتطابق مع المفهوم الغربي الحاضر لحقوق الانسان من جهة اخرى و شرقية جغرافيتها وعقليتها في العطش الى المجد و الكرامة و اسلامية معظم منتميها فهي لا تعلم اين تتجه و تجد الدولة التركية اليوم نفسها في ازمة سياسية اكبر من السابق للاسباب الاتية:
اولا انتهت الحاجة الماسة الى الدولة التركية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي
ثانيا ظهور حليف امريكي جديد بعد التدخل الامريكي في كردستان العراق و القضاء على صدام
ثالثا كون الدولة التركية من الدول المحتقرة من قبل الاتحاد الاوربي و عدم السماح لها بالانضمام الى ما لا نهاية خاصة و ان الاتحاد الاوربي يجد نفسه في ازمة اقتصادية مع بعض الاعضاء في الجنوب حاليا
رابعا عدم قدرة الدولة التركية بعد الهزيمة و الخجل التي لحقت بها في اوربا في السيطرة على الشرق لاهم سبب و هو وجود اسرائيل و ايران.
خامسا عدم حل القضية الكردية التي هي كفيلة بشل اقتصادها و استغلالها من قبل ايران و اسرائيل.
سادسا لم يمت الدور العربي ولربما ترجع قوة عربية جديدة بعد التخلص من الدكتاتوريات و تتحالف مع دولة كردية مستقلة في المستقبل.
سابعا انتهى عصر القومية و الدول التترية التي تتحرت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي لا ترى نفسها في خندق واحد مع الدولة التركية
ثامنا لعبت و تلعب القضية الكردية الى ان يتاسس كيان كردي مستقل دورا كبيرا في قلب المعادلات بين اللاعبين الرئيسين لتتحالف و تغير التحالفات كما تشاء وفقا لمصالحها.
www. Jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟