أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - المؤتمر الوطني.. الفشل الأكيد














المزيد.....

المؤتمر الوطني.. الفشل الأكيد


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3607 - 2012 / 1 / 14 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُعَبِّر رفض السيد مسعود البارزاني حضور المؤتمر الوطني المزمع عقده بين القيادات السياسية في بغداد عن قراءة مسبقة لفشله, ليس لأن الزعيم الكردي هو أحد أصعب أرقام العملية السياسية بحيث يؤدي غيابه إلى عملية ضعف ووهن في طبيعة القرارات وفي عمليات ووسائل إنجازها, وإنما لأن غيابه يتأسس على يقينه بفشل هذا المؤتمر الذي يؤمل منه أن يحل مشاكل صار حلها أصعب من مقدرة المشاركين فيه, أو حتى خارج مسؤولياتهم.
ولأن من المفترض أن يكون هذا المؤتمر محطة أخيرة قبل أن يتقرر للعماية السياسية على أي طريق تسير, لهذا فإن رفض البارزاني حضوره يعكس قناعته بأن هذا المؤتمر لا يملك أية فرصة للنجاح الحقيقي, وهو بالتالي سيكون محطة لتأزيم الأمور وليس لحلها, أو أنه سيكون بمثابة إعلان حقيقي عن موت العملية السياسية.

لقد برز الزعيم الكردي في الفترة الأخيرة, ومن خلال مؤتمر أربيل كشخصية وسطية أمكن لها أن تلعب دورا بارزا في محاولات التقريب بين وجهات النظر المتصارعة. لكن زمن أربيل, كوسيط مقتدر, سرعان ما مضى بعد أن تمكن المالكي من السلطة التي جعلته غير ذي حاجة إلى الأكراد للتوسط مع غرماء بات الآن في وارد تحجيمهم وليس في وارد مشاركتهم السلطة.
وإن ما يمكن أن يسميه البعض – أزمة - قد يكون بالنسبة إلى البعض الآخر – حلا - لأزمة سابقة كانت تفاقمت بحيث لم يعد هناك سبيلا لحلها إلا عن طريق تصنيع أزمة أخرى سوف يعمل صانعها على أن يأتي حلها بشروطه وعلى طريقته.
لقد تراجع الدور الكردي عن كونه بيضة القبان في النظام السياسي الحالي, وإن قدرة الإمساك بالعصا العراقية من وسطها قد تجاوزها الوقت والأحداث.

الواضح أن المعادلة الشيعية الكردية التي تم تأسيس النظام الحالي على قواعدها قد اختلت كثيرا بسبب أن هذا النظام الذي أريد له في البدء أن يكون ميدان التأثير الأساسي لتغيير المنطقة قد فقد أساسيات دوره, كما أن المتغيرات الإقليمية الحادة قد حدثت بشكل سريع بما أوجب أن تتكيف الساحة الداخلية العراقية لكي تتناغم وهذه المتغيرات, فدوام الحال كان من المحال. وفي الفترة الأخيرة لم يكن صعبا رؤية الانقلاب الذي حدث على أكثر من صعيد في الداخل العراقي, فالموقف من الفدراليات مثلا قد شهد تبادل أدوار بين مؤيد أصبح ضد, وبين ضد أصبح مع, ولم يكن مقدرا للأمر أن يحدث لولا متغيرات أساسية كانت شهدتها الساحة العراقية وكان من شأنها إعادة ترتيب الأدوار ومواقع القوى والتحالفات بالشكل الذي أدى إلى أن تنقلب الكثير من المعادلات السياسية رأسا على عقب.
أما المسألة الأخرى فهو تبصر الأكراد بحقيقة أن هذا المؤتمر سيولد ميتا لأن الأحداث التي عصفت في الساحة العراقية أخيرا والتي أدت إلى ترنح نظامها السياسي بشكل أكيد, ما زالت هي التي تؤثر على القرار في النهاية, في حين أن ما تبقى من استقلالية القرار الوطني كان تراجع بشكل متواز مع تصاعد التأثيرات الإقليمية, وخاصة على صعيد ما يجري في سوريا وما يجري مع إيران ذاتها, وإن كان جرى تنفيذه بأشكال أخرى غير التشجيع على انفجار الشارع الإيراني الذي قد يأتي لاحقا. ولا يمكن فصل تهديدات إيران بشان إغلاق مضيق هرمز عن مجمل ما يجري من إنفجارات إقليمية كونه قد جاء كإشارات لما يمكن أن تقوم به إيران إذا استمر الضغط على حليفها السوري أو اتخذت الأحداث طابعا أكثر تأثيرا على الساحة الإيرانية ذاتها .

إن نجاح المؤتمر المزمع عقده نهاية الشهر لحل الأزمة السياسية الحالية يعتمد إلى حد كبير على موقف الأطراف الأساسية من مسألة تعريف الأزمة ذاتها.. أي من خلال اعتراف جميع هذه القوى أن هناك أزمة فعلية أولا, وأن هناك حاجة ماسة إلى حلها ثانيا. وبينما تتمسك العراقية بهذا التعريف فليس متوقعا بالضرورة أن تشاركها دولة القانون بذلك, بل قد ترى دولة القانون إن ما حدث لم يكن أزمة وإنما هو على العكس من ذلك قد جاء كحل لأزمة فِعْلية قائمة كانت تجلت من خلال الدور الذي تقوم به العراقية على مستوى مخطط حسم هوية السلطة. إضافة إلى أن الوضع الإقليمي المحيط بالساحة العراقية كان احتاج إلى خلق هذه الأزمة العراقية بإتجاه إعادة ترتيب القوى والتحالفات والبرامج بما يتفق والتغييرات الإقليمية المتوقعة. وليس بعيدا في هذا الاتجاه أن الضغط على العراقية والتهديد بمزيد من الإجتياحات يأتي في بعض حالاته لتخفيف الضغط عن السلطة السورية عن طريق تبادل التنازلات أو بما يسمى بسياسة هات وخذ, حيث سيجري تبادل الملفات في غرف الاجتماعات التركية الإيرانية, لا في غرف المؤتمر العراقي المزمع عقده.

لقد كان مقدرا للعملية السياسية في العراق أن تستمر ضمن سياقاتها التقليدية المعروفة إلى حين, غير أن المتغير الإقليمي الحاد والسريع سرعان ما وضع بصماته على الساحة العراقية ليجعلها بالكامل ساحة تلقي بعد أن كان مقدرا لها أن تكون ساحة قرار, ولهذا فإن العملية السياسية العراقية تجد نفسها اليوم على مفترق طرق.. لا بل على نهاية طريق.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إغلاق مضيق هرمز.. وهل يتعلم الحمقى
- موقف العراق من سوريا.. ميجاهيلية سياسية
- فليحاكم الهاشمي سريعا.. أصل الحكاية 3
- تصنيم القضاء أم توظيفه.. أصل الحكاية.. 2
- بين المطلك وأوباما والمالكي.. أصل الحكاية / القسم الأول
- مثال الآلوسي.. وقانون التسي تسي
- قضية الهاشمي والقضاء العراقي المستقل
- من يتآمر على سوريا.... نظامها, أم قطر والسعودية.. ؟!
- الانتخابات المصرية.. بين المطلبي والسياسي
- اغتيال المالكي.. قصة الكيس وفئرانه الخمسين
- العلمانية.. إنقاذ الدين من ساسته ومن كهنته
- إلى اخوتنا في صلاح الدين.. (3)
- إلى إخوتنا في صلاح الدين... 2
- لا يا إخوتنا في صلاح الدين.. حوار لا بد منه.. (1)
- رسالة إلى المحترمين خبراء النفط العراقي*
- التحفظ العراقي.. كم كان صعبا عليك يا هوشيار تفسيره
- علاقة البعثيين بفدرالية صلاح الدين*
- ليس بالفدرالية وحدها يتجزأ العراق
- ماذا قالت كونديليزا رايس عن الحرب مع العراق
- حينما صار أعداء الفدرالية أنصارا لها


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - المؤتمر الوطني.. الفشل الأكيد