أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - دانة مسعود - فانتاسي














المزيد.....

فانتاسي


دانة مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 18:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفانتاسي هو الخيال الجنسي بالتعبير العربي، خيال تملؤه صور جنسية ومثيرة، يستحضرها ذهننا إن سيطرت علينا الرغبة، ولكل منا خياله الخاص، فما يثيرني أنا، يختلف عما يثيرك أنت، وما يصوّره خيالنا، قد يكون إثر تجربة مررنا بها أو خلق مشهدًا خياليًا لا يمت بالواقع بصلة. إنه مسرح خيالنا العارم، لا سقف له ولا حدود، وفي تلك اللحظة، عقلنا يخدم خيالنا وكأنه Google، بضغطة زر، تحضر جميع المشاهد المفضّلة التي تُرضي رغباتنا.

من مزايا الخيال الجنسي، أنه يُعتبر وسيلة تقارب بين الشريكين، حين تصل علاقتهما أقصى درجة من الانسجام والثقة، يكشف كل منهما للآخر أسرار خياله، ليتعرّفا على ذوق بعضهما، ولقضاء وقت أكثر إثارة حين يلتقيان في الواقع.

إن ما يُزعج بموضوع الفانتاسي، أن عقلنا الباطن حين يميل لشخصٍ ما بالتحديد، يبدأ ذلك الشخص بغزو خيالنا، ولا يغزوه في كل الأوقات، إنما في أوقاتٍ معيّنة، شخص استوطن عقلنا الباطن، يسمح له خيالنا ويفتح له الأبواب دون استئذان، حين نكون في أكثر الأوقات انشغالاً وحرجًا، كأن يكون المرء في اجتماعٍ هام أو مؤتمر ممل، فيبدأ الغزو، يبدأ الخيال بتقبيل ذلك المارد الساكن عقلنا الباطن، إلى أن ينتهي بنا الخيال بالتفنن بألذ الأوضاع الجنسية كوميض خاطف، وفق رغبة كل منا، ويبدأ ظهور أثر ذلك الخيال على السطح، فيزداد النبض، ويعلو الصدر وينخفض إثر التنفّس، مما يؤّثر على ملامح الوجه، العينين خاصةً، تصل لحد انتفاخ الأعضاء التناسلية للرجل، وتزداد الرطوبة بين فخذي المرأة، فتغمض الجفنين لا إراديًا، ليتعرّض المرء للإحراج حين يتم طرح سؤالاً مفاجئًا، يتطلّب إبداء الرأي، وهو أقرب للكواكب، وفي ومضة عليه أن يقدّم مقترحًا ضمن جماعة، والرجل يكون في موقف غاية في الإحراج، حين يُطلب منه الوقوف أو المشي في تلك اللحظة. يا لحظ المرأة، أن أعضاءها مخفية عن الأعين، موقف يحسدنا عليه الرجال.

تنتهي حالة الزلزال والبراكين المتفجّرة، إلى أن تهدأ الأمور، وفي اليوم نفسه، نذهب للبيت، نستلقي على السرير للراحة، ليبدأ الغزو مرة أخرى، ويكون الفانتاسي أكثر حريّة، فنتأكّد بأن الرغبة ملحّة ولا يمكن تجاهلها، فأية كلمة نقرؤها تكون مثيرة، أو أية صورة عابرة حتى وإن لم تكن لها صلة بالجنس، تزداد الرغبة للتخلّص من ذلك الخيال الجامح المشاغب، حيث يستحيل التركيز في أي شيء، إلا بعد إتمام العملية الجنسية.

الرجل العازب والمرأة العازبة، ليس أمامهما سوى ممارسة العادة السريّة masturbation، فهو أكثر أمانًا لهما في مجتمعاتنا، بدلاً من الخوض في علاقة غير آمنة، ومَن على علاقة بحبيبة أو حبيب، حتى صديقة أو صديق بمجتمع منفتح، لن يتواريا من اللقاء بأية وسيلة، ومن له زوجة أو لها زوج، يتحوّل ذلك الزوج أو الزوجة إلى شخص شهي، نملي عليه ما في خيالنا، لنيل المتعة التامة وإطفاء نار الرغبة الملحّة.

وصفت هنا حالة المرء حين تسيطر عليه رغبة جنسيّة طاغية في لحظات معيّنة، ربما سببها اشتياق للحبيب، أو قد تتولد تلك الرغبة لسبب كيميائي في الجسم، ولم أطرح الموضوع بهدف الإثارة، إنما بهدف المكاشفة لأمور يخجل الواحد منا فتح الحديث أو الحوار عنها.

نحن مرايا بعضنا، فحين أقرأ رواية أو كتاب، ويتناول الكاتب أو الكاتبة، خاصةً إن كانت كاتبة وفي مجتمع منغلق، وتكشف عما يمر بذهنها وبجرأة، أشعر وكأنها تتحدّث عن حالة أو تجربة مررت بها، وهي سردتها بكل دقّة وكأن الكاتبة أنا وليست هي.

لمَ نخجل من طرح ما يمر ببالنا؟ لمَ لا نكون أكثر قربًا وفهمًا لبعضنا؟ بكشف ما يدور في أذهاننا، وبعد قراءتنا لما كان تابوهًا، نكون أكثر قربًا لأنفسنا، فترتسم على شفاهنا ابتسامة رضا حين نقرأ لبعضنا وما نمر به من حالات في لحظات معيّنة، وهذا له دور في الصحّة النفسية، لكي نكون أكثر بهجة وانفتاحًا، على أن نحتفظ برغبة الإفصاح دفينة ومحبوسة.

أعتذر إن خدشت حياء من يفضّل كبت المشاعر، والانغلاق على نفسه، وكأن ما يشعره سر لا يجوز البوح به ولا يشعره سواه، وأعتذر أيضًا، لمن لا يشعر ولم يمر بحياته بتلك الحالة التي وصفتها والتي تخص خيالنا الجنسي – الفانتاسي.



#دانة_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - دانة مسعود - فانتاسي